بسم الله الرحمن الرحيم
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(الطريق من هنا)....
لمعرفة قدر الصحابة عند السلف ومواقفهم ممن يقدح فيهم
الحمد لله رب العالمين وبعد: فهذه بعض الآثار السلفية الواردة عن أئمتنا وأكابر علمائنا تُوقِفُنا على عظيم قدر الصحابة عند أئمة الإسلام المقتدى بهم، وذلك من خلال مواقفهم الحازمة تجاه من ينتقصهم أو يذمُّهم، أو يقدح فيهم أو في واحدٍ منهم، وما أكثر هؤلاء في هذه السنين الخدَّاعات..لا كثَّرهم الله .
** السلف يردون رواية من يسب الصحابة، ولا يقبلونها ويقدحون في الراوي بسبب ذلك **
في الكامل لابن عدي ( 2/516 ) من رواية الدوري، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: تليد بن سليمان كان كذاباً وكان يشتم عثمان بن عفان، وكل من شتم عثمان أو طلحة أو أحداً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دجال فاسق ملعون لا يكتب حديثه وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين » .
وانظر تاريخ يحيى بن معين برواية الدوري( 2/66) .
** و في الكامل لابن عدي (1/286 ) عن عمرو بن علي قال: سألت عبد الرحمن بن مهدي عن حديث أبي إسرائيل الملائي، فأبى أن يحدثني به وقال: كان يشتم عثمان وكان يحيى لا يحدث عنه » .
** و في الأسامي والكنى لأبي أحمد الحاكم( 3/109) قال أبو أحمد الحاكم في ترجمة أبي الجهم يونس بن خباب الأسدي: تركه يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي وأحسنا في تركهما حديثه يقال: كان يشتم عثمان بن عفان رضي الله عنه ومن سب أحداً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو أهل أن لا يروى عنه » .
** لا يقيم السلف ببلد يُسَبُّ فيه الصحابة **
في تاريخ عثمان بن سعيد الدارمي(ص 814) في ترجمة محمد بن عبد العزيز، قال عثمان بن سعيد: كان محمد بن عبد العزيز هذا ثقة، كان أحمد بن يونس يذكر عنه خيراً وفضلاً، خرج من الكوفة وقال: لا أقيم ببلد يشتم فيه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم » .
** و في الكامل لابن عدي( 6/2213 ) عن مغيرة قال: خرج حنظلة الكاتب وجرير بن عبد الله وعدي بن حاتم حتى نزلوا قرقيسياء وقالوا لا نقيم ببلد يشتم فيه عثمان » .
** السلف ينتفون من أخوة من يسب الصحابة **
في الكامل لابن عدي(4/1325 ) عن عبد السلام بن حرب قال: قلت لشريك: هل لك في أخ لك تعوده قال من هو ؟ قلت مالك بن مغول، قال ليس لي بأخ من أزري على علي وعمار بن ياسر » .
** السلف يرَوْن سب الصحابة من موجبات دخول النار **
روى أبو نعيم في أخبار أصبهان( 1/324)بإسناده عن يزيد بن هزاري أنه لقي سعيد بن جبير بأصبهان، فقال له: إن رأيت أن تفيدني مما عندك؟ فحبس دابته وقال: قال لي ابن عباس: احفظ عني ثلاثاً: إياك والنظر في النجوم فإنه يدعو إلى الكهانة، وإياك والنظر في القدر، فإنه يدعو إلى الزندقة، وإياك وشتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيكبك الله في النار على وجهك يوم القيامة» .
** السلف يتبرءون ممن يسب الصحابة **
أورد الحافظ ابن كثير في كتابه البداية والنهاية( 9/349) عن محمد بن علي بن الحسين بن علي أنه قال لجابر الجعفي: يا جابر بلغني أن قوماً بالعراق يزعمون أنهم يحبونا ويتناولون أبا بكر وعمر، ويزعمون أني آمرهم بذلك، فأبلغهم عني أني إلى الله منهم بريء والذي نفس محمد بيده لو وليت لتقربت إلى الله بدمائهم لا نالتني شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم إن لم أكن أستغفر لهما وأترحم عليهما إن أعداء الله لغافلون عن فضلهما، فأبلغهم أني بريء منهم وممن تبرأ من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما » .
وقال أبو حفص عمر بن شاهين في كتاب اللطيف لشرح مذاهب أهل السنة (ص251-252): «وإن أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبوبكر، وعمر، وعثمان، وعلي عليهم السلام، وإن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم أخيار أبرار، وإني أدين الله بمحبتهم كلهم، وأبرأ ممن سبهم، أو لعنهم، أو ضلّلهم، أو خوّنهم، أو كفّرهم...».
** السلف يرُدُّون شهادة من يسب الصحابة ولا يقبلونها **
في الكامل لابن عدي( 3/1290 ) عن عبد الله بن سوار العنبري قال: شهد رجل عند أبي شهادة، فردَّ شهادته، فأتاه بعد فقال: رددت شهادتي ؟ قال: نعم، قال: ولم ؟ قال: لأنه بلغني أنك تتناول أو تبغض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ما أنا أتناول إلا عمر أو قال عمرو بن العاص، قال: فنعم أما إني أزيدك حبساً حتى تحدث توبة » .
وفي أخبار القضاة ( 3/28 ) عن الأعمش قال شهد عند محارب بن دثار رجل فقال له محارب تولى ذينك الرجلين فأقبل شهادتك وإلا فلا. فقال الرجل قد تعلم أني صوام قوام قال صدقت ولكن إن توليت ذينك الرجلين يعني أبا بكر وعمر قبلت شهادتك وإلا فلا، فنهض الرجل . .
** السلف يحكمون بالزندقة على من ينتقص أحدًا من الصحابة **
روى الخطيب في «الكفاية »(ص49) بسنده عن أبي زرعة الرازي رحمه الله أنه قال: « إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن، والسنن: أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما يريدون أن يجرِّحوا شهودنا، ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة » .
** السلف لا يرثون من يسب الصحابة **
في « الإبانة (ص160) مع الشرح » قال محمد بن بشار: قلت لعبد الرحمن بن مهدي: أحضر جنازة من سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: « لو كان من عصبتي ما ورثته » .
** السلف يكفرُّون من يسب الصحابة ويحكمون عليه بالرِّدة **
في « الإبانة (ص162) مع الشرح » قال بشر بن الحارث: « من شتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو كافر وإن صام وصلى وزعم أنه من المسلمين » وقال عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي: « من شتم أبا بكر الصديق رضي الله عنه فقد ارتد عن دينه وأباح دمه » .
وقال أبو بكر المروزي: سألت أبا عبد الله عمن شتم أبا بكر وعمر وعثمان وعائشة رضي الله عنهم، فقال: « ما أراه على الإسلام ».
** السلف لا يشهدون جنازة من يسب الصحابة **
قال محمد بن بشار: قلت لعبد الرحمن بن مهدي: أحضر جنازة من سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: « لو كان من عصبتي ما ورثته »[ الشرح والإبانة (ص160)].
**السلف لا يُصلون على من يسبُّ الصحابة ولا يمسُّون جثته بأيديهم **
في [الإبانة (ص160) ع الشرح ] عن هارون بن زياد، قال: سمعت الفريابي ورجل يسأله عمن شتم أبا بكر، فقال: كافر، قال فنصلي عليه، قال: لا فسألته: كيف نصنع به وهو يقول: لا إله إلا الله قال: لا تمسوه بأيديكم، ادفعوه بالخشب حتى تواروه في حفرته » .
** السلف يرَوْن إقامة حد الحرابة على من يسب الصحابة **
عن إسماعيل بن القاسم، قال: قال لي عبد الله بن سليمان: يا إسماعيل ما تقول فيمن يسب أبا بكر وعمر؟، قلت: يستتاب، فإن تاب وإلا قتل، قال لي: القتل؟، قلت: نعم، قال: وأنى لك هذا، قلت: بآية من كتاب الله تعالى، فقال: وآية من كتاب الله؟ قلت: نعم، قال: وأي هي من كتاب الله تعالى، قلت له: قال الله تعالى: [إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا] ، ولا فساد في الأرض أعظم من سب أبي بكر وعمر عليهما السلام، قال لي: أحسنت يا إسماعيل »[ النهي عن سب الأصحاب وما فيه من الإثم والعقاب (ص25)] .
** السلف لا يجعلون نصيبًا من الفيء لمن يسب الصحابة **
روى اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (7/126
بسنده عن مالك بن أنس، أنه قال: مَنْ تَنَقَّصَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ كَانَ فِي قَلْبِهِ عَلَيْهِمْ غِلٌّ فَلَيْسَ لَهُ حَقٌّ فِي فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ ثُمَّ، تَلَا قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رسوله} حَتَّى أَتَى عَلَى قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الذين سبقونا بالإيمان} الآية فَمَنْ يُنْقِصْهُمْ أَوْ كَانَ فِي قَلْبِهِ عَلَيْهِمْ غِلٌّ فَلَيْسَ لَهُ فِي الْفَيْءِ حَقٌّ » .
** السلف يرون بأن بغض الصحابة وانتقاصهم كفر ونفاق وطغيان **
قال الإمام الطحاوي في عقيدة أهل السنة:« ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم وبغير الحق يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان » .
والله أعلم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
*- التصفية والتربية السلفية -*
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(الطريق من هنا)....
لمعرفة قدر الصحابة عند السلف ومواقفهم ممن يقدح فيهم
الحمد لله رب العالمين وبعد: فهذه بعض الآثار السلفية الواردة عن أئمتنا وأكابر علمائنا تُوقِفُنا على عظيم قدر الصحابة عند أئمة الإسلام المقتدى بهم، وذلك من خلال مواقفهم الحازمة تجاه من ينتقصهم أو يذمُّهم، أو يقدح فيهم أو في واحدٍ منهم، وما أكثر هؤلاء في هذه السنين الخدَّاعات..لا كثَّرهم الله .
** السلف يردون رواية من يسب الصحابة، ولا يقبلونها ويقدحون في الراوي بسبب ذلك **
وانظر تاريخ يحيى بن معين برواية الدوري( 2/66) .
** و في الكامل لابن عدي (1/286 ) عن عمرو بن علي قال: سألت عبد الرحمن بن مهدي عن حديث أبي إسرائيل الملائي، فأبى أن يحدثني به وقال: كان يشتم عثمان وكان يحيى لا يحدث عنه » .
** و في الأسامي والكنى لأبي أحمد الحاكم( 3/109) قال أبو أحمد الحاكم في ترجمة أبي الجهم يونس بن خباب الأسدي: تركه يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي وأحسنا في تركهما حديثه يقال: كان يشتم عثمان بن عفان رضي الله عنه ومن سب أحداً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو أهل أن لا يروى عنه » .
** لا يقيم السلف ببلد يُسَبُّ فيه الصحابة **
** و في الكامل لابن عدي( 6/2213 ) عن مغيرة قال: خرج حنظلة الكاتب وجرير بن عبد الله وعدي بن حاتم حتى نزلوا قرقيسياء وقالوا لا نقيم ببلد يشتم فيه عثمان » .
** السلف ينتفون من أخوة من يسب الصحابة **
** السلف يرَوْن سب الصحابة من موجبات دخول النار **
** السلف يتبرءون ممن يسب الصحابة **
وقال أبو حفص عمر بن شاهين في كتاب اللطيف لشرح مذاهب أهل السنة (ص251-252): «وإن أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبوبكر، وعمر، وعثمان، وعلي عليهم السلام، وإن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم أخيار أبرار، وإني أدين الله بمحبتهم كلهم، وأبرأ ممن سبهم، أو لعنهم، أو ضلّلهم، أو خوّنهم، أو كفّرهم...».
** السلف يرُدُّون شهادة من يسب الصحابة ولا يقبلونها **
وفي أخبار القضاة ( 3/28 ) عن الأعمش قال شهد عند محارب بن دثار رجل فقال له محارب تولى ذينك الرجلين فأقبل شهادتك وإلا فلا. فقال الرجل قد تعلم أني صوام قوام قال صدقت ولكن إن توليت ذينك الرجلين يعني أبا بكر وعمر قبلت شهادتك وإلا فلا، فنهض الرجل . .
** السلف يحكمون بالزندقة على من ينتقص أحدًا من الصحابة **
** السلف لا يرثون من يسب الصحابة **
** السلف يكفرُّون من يسب الصحابة ويحكمون عليه بالرِّدة **
وقال أبو بكر المروزي: سألت أبا عبد الله عمن شتم أبا بكر وعمر وعثمان وعائشة رضي الله عنهم، فقال: « ما أراه على الإسلام ».
** السلف لا يشهدون جنازة من يسب الصحابة **
**السلف لا يُصلون على من يسبُّ الصحابة ولا يمسُّون جثته بأيديهم **
** السلف يرَوْن إقامة حد الحرابة على من يسب الصحابة **
** السلف لا يجعلون نصيبًا من الفيء لمن يسب الصحابة **
** السلف يرون بأن بغض الصحابة وانتقاصهم كفر ونفاق وطغيان **
قال الإمام الطحاوي في عقيدة أهل السنة:« ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم وبغير الحق يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان » .
والله أعلم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
*- التصفية والتربية السلفية -*