شاب عشريني
:: عضو منتسِب ::
- إنضم
- 5 فيفري 2016
- المشاركات
- 10
- نقاط التفاعل
- 34
- النقاط
- 3
- العمر
- 31
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احمد شاب قد وصل إلى ربيعه السابع و العشرين تبدو عليه آثار الشقاء عانت عائلته الفقيرة كثيرا لتجعله
يكمل دراسته كان قد تحصل على شهادة الليسانس في التسيير المحاسبي و المالي قبل ثلاث سنوات في سنة
تخرجه كان متفائلا جدا بالحصول على عمل يرد به لعائلته جزءا من فضلهم كان أبوه حارسا في احدى
الشركات وامه خياطة كان الأكبر من سبعة اخوة ثلاثة بنات و اربعة ذكور كان أول من ذهب للجامعة كان
يمني نفسه بعمل حتى و لو كان مؤقت مرت اربع سنوات كان قد ارسل سيرته الذاتية لأغلب شركات المدينة
لم يصله اي إتصال كانوا يطلبون منه ترك رقمه للإتصال به .....لكن دون جدوى شعر بأسف لإن هاته
الشركات لم تكن توظف سوى الفتيات صار يحس بإختناف زادته نظرات والده المتهكمة حدة، لقد اصبح
ينظر إليه على أنه عالة على العائلة حتى خطيبته "أسماء" سئمت من هذا الوضع حيث هما مخطوبان منذ ثلاث
سنوات كانت عائلتها تضغط عليها لفسخ خطوبتها فهو بالنسبة إليهم "لا يستطيع ضمان مستقبل إبنتهم "
رغم حبهما الكبير و لكن كان هذا الموضوع يخلق بعض المشاكل بينهما هو لم يجد حلا لهاته الوضعية التي
تنخر جسده كان يفكر في رأسه .....أهي الأموال من تحدد مستقبلك ؟ أهي من تجعلك إنسانا ؟ اهي سبب
السعادة؟ رنين هاتفه ايقظه من هاته المناجاة لقد كان صديقه "رضوان" يريد ان يدعوه إلى فنجان قهوة غير
ملابسه وقصد مقهى "عمي بوعلام " كان رضوان بإنتظاره "لقد مر وقت عن آخر " قال رضوان محضرا
الكرسي لصديقه احمد جلس احمد منتظرا سبب الدعوة لم ينتظر رضوان كثيرا قال "هناك سفرية بحرية إلى
فرنسا بعد ستة أيام هجرة سرية لأكون اكثر وضوحا لقد قررت الذهاب انا ليس لدي شيء أخسره قد
تكون هاته الرحلة بوابة الجنة بالنسبة لي " غادر احمد المقهى دون ان يهمس ببنت شفة وصل إلى البيت
اصطدم بأمه امامه كانت عجوزا قد تشقق وجهها من شقاءها في حياتها ضحت بالكثير من أجل عائلتها كان
هدفها الوحيد سعادة عائلتها .......سألته "احمد ما الأمر" قال كل شيئ بخير ايتها الملكة " تعود على مناداتها
بالملكة فهي كانت تدلله كثيرا ذهب إلى غرفته مقررا حسم قراره من الذهاب في رحلة "الحرقة" او لا كان
يقول "سأذهب ساثبت لهم جميعا أني لست عالة سأثبت لأسماء اني رجل ذو مسؤولية ......لكن أمي
.....ماذا ستكون ردة فعلها؟ ....ستتقبل قراري بصعوبة ولكن ستتقبل ....." الآن سأتصل برضوان لأساله عن ثمن الرحلة أخبره رضوان بالثمن ....سقط الهاتف من يده لقد كان المبلغ ثلاثين مليونا... من اين سيأتي بهذا المبلغ ؟ كانت اخته بصدد الزواج و كانت تضع مدخراتها جميعا في خزانتها ما يقارب عشرين مليونا بالإضافة الى قلادة و خاتم كان ذاك هو مستقبلها لم يكن في وعيه كان يريد السفر بأي طريقة اصبح شخصا آخر.....قرر سرقة مستقبل أخته طامحا لرده لها بعد عودته من "الجنة " كان الليل قد خيم الجميع نيام قصد غرفة اخته بهدوء اللصوص المحترفين جمع كل شيئ لم يترك فلسا بينما هو يهم بالخروج فاجأه صوت يصرخ بإسمه لقد كان صوت صديقه رضوان يطلب منه ان يسرع فالقارب و"الحراقة" بإنتظاره وضع مسروقاته في كيس بلاستيكي أسود هم بالخروج......تردد قليلا أراد ان يودع والدته لكن ماذا سيقول ؟ ماذا سيحدث لأمه ؟ ستنتابها صدمة .....لكنه لن يستطيع أن يذهب في رحلة إلى المجهول دون ان يودع عائلته ....على الأقل والدته.... في كل هذا التردد اخذ قلما وورقة كتب رسالة "إلى عائلتي إلى أمي إلى أسماء خطيبتي إلى أصدقائي الأعزاء اما بعد ....فقد قررت الرحيل .....قررت الذهاب إلى ما وراء البحار لعلي أجد طريقا إلى الجنة هناك حيث لا يوجد لا فساد ولا محسوبية الإنسان يقيم بعمله و ليس بنسبه و ماله رحيلي هذا فيه مصلحة لنا جميعا ....لن اطيل عليكم قولو لأختي انا آسف سأعيد لها كل ما أخذته منها سيتأخر زواجها قليلا لكن ما باليد حيلة أخبروا أسماء اني احبها لن أنساها لن اتخلى عنها كل ما افعله الآن من أجل سعادتنا سأعود و سأكون افضل حالا .... اخبروا أمي ان تسامحني لن استطع تحمل دموعها و انا مغادر لكن هذا قدري ساعود و اقبل قدميك انا انا اعدك يا ملكتي ..... وقع رسالته ببعض من دموعه و ضعها في غرفته و ذهب مع صديقه رضوان اخبره انهما قد تأخرا و يجب عليهما الإسراع كانت الساعة تشير إلى الواحدة ليلا والسماء ملبدة بالغيوم لم يحضر احمد معه اي زاد للرحلة لكن رضوان قام بذلك عوضا عنه اهتم رضوان بكل التفاصيل لم يترك اي شيء للصدفة ما إن وصلا إلى الشاطئ حتى لمحا قاربا مهترئا يركبه اربعة عشر شخصا تقدما إليه طلب منهم صاحب القارب ثمن الأجرة لم يسألهما حتى من يكونان لم يتبادر لذهنه ان القارب اصلا قد استنفذ سعته القصوى كل ما أراده هو النقود اعطاه احمد الكيس بكل ما فيه كانت يده ترتجف من الخوف و الإرتباك ناهيك عن البرد القارس كانت الرياح غير مستقرة و البحر هائجا لكن "الربان " آثر المخاطرة فهو رأى في البحر اهوالا اكثر من هذه على حد قوله كان "الحراقة" الستة عشر مختلفين في المستويات الفكرية و الثقافية كان هناك الجامعي المثقف ،كان هناك من لم يرى المدرسة في حياته كان هناك البناء ،النجار ،بائع الخضر اختلفت مستوياتهم و لكن جمعهم هدف واحد هو الهروب من النار إلى الجنة ...كان الهدوء يخيم على القارب كأنه الهدوء الذي يسبق العاصفة كانت كلما هبت ريح خفيفة تزعزع القارب بركابه مما أثار هلعا في نفوسهم كانوا يعرفون ان هناك اشخاصا بزيادة في هذا القارب وان حياتهم على المحك كان من بين الركاب مراهق يبدو سعيدا على عكسهم يبدو ان حياته كانت اكثر شقاءا و ألما من ان يصبح تعيسا على متن قارب في رحلة إلى المجهول كان يغني...... الوضع الحالي جعله اول خيار للتضحية به في حال استلزم الامر ذلك في هذه الأثناء بدأت رياح قوية بالهبوب بدات حالة ارتباك تسود تسلل الخوف الى النفوس بدأ القارب بالإهتزاز و ازداد البحر هيجانا بدا احمد في ترديد كل الآيات التي يعرفها من القرآن الكريم احس الربان بخطورة الوضع اراد تهدئته لم يحالفه الحظ كان الآوان قد فات حيث بدات قاعدة المركب بالتشقق احس الركاب بالموت يحيط بهم من كل جهة اصفرت الوجوه كان احمد في زاوية المركب يتأمل صورة لأمه في يديه كانه يودعها وإذا بعاصفة قوية تضرب المركب لتقسمه إلى قطع صغيرة ترامى الحراقة كل في جهة تتلاعب بهم الامواج تشبث احمد بقطعة من المركب وهو يحاول ان يتخيل انه في كابوس يستطيع الإستيقاظ منه اراد ان يتشبث اكثر لم يستطع كان اضعف من ذلك استسلم وترك اللوح بينما كان يتنفس بصعوبة مر امام عينيه شريط حياته أول لعبة حصل عليها كانت حصانا خشبيا اول يوم له في المدرسة ووالده يتابع خطواته المتثاقلة لحظة حصوله على شهادة البكالوريا ...... اول لقاء له مع اسماء ......يوم خطبتهما ..... يوم تخرجه .......و اخيرا يوم كتابته آخر رسائله .......قبل ان يلفظ انفاسه الأخيرة تذكر والدته تذكر حنانها تذكر عندما كانت تخفي نقاطه السيئة عن والده تذكر ايام مرضه و سهرها معه تذكر اطباقها الشهية هنا فقط ادرك انه ترك الجنة ورائه و ان بوابة الجنة لم تكن سوى رضا والديه.
يكمل دراسته كان قد تحصل على شهادة الليسانس في التسيير المحاسبي و المالي قبل ثلاث سنوات في سنة
تخرجه كان متفائلا جدا بالحصول على عمل يرد به لعائلته جزءا من فضلهم كان أبوه حارسا في احدى
الشركات وامه خياطة كان الأكبر من سبعة اخوة ثلاثة بنات و اربعة ذكور كان أول من ذهب للجامعة كان
يمني نفسه بعمل حتى و لو كان مؤقت مرت اربع سنوات كان قد ارسل سيرته الذاتية لأغلب شركات المدينة
لم يصله اي إتصال كانوا يطلبون منه ترك رقمه للإتصال به .....لكن دون جدوى شعر بأسف لإن هاته
الشركات لم تكن توظف سوى الفتيات صار يحس بإختناف زادته نظرات والده المتهكمة حدة، لقد اصبح
ينظر إليه على أنه عالة على العائلة حتى خطيبته "أسماء" سئمت من هذا الوضع حيث هما مخطوبان منذ ثلاث
سنوات كانت عائلتها تضغط عليها لفسخ خطوبتها فهو بالنسبة إليهم "لا يستطيع ضمان مستقبل إبنتهم "
رغم حبهما الكبير و لكن كان هذا الموضوع يخلق بعض المشاكل بينهما هو لم يجد حلا لهاته الوضعية التي
تنخر جسده كان يفكر في رأسه .....أهي الأموال من تحدد مستقبلك ؟ أهي من تجعلك إنسانا ؟ اهي سبب
السعادة؟ رنين هاتفه ايقظه من هاته المناجاة لقد كان صديقه "رضوان" يريد ان يدعوه إلى فنجان قهوة غير
ملابسه وقصد مقهى "عمي بوعلام " كان رضوان بإنتظاره "لقد مر وقت عن آخر " قال رضوان محضرا
الكرسي لصديقه احمد جلس احمد منتظرا سبب الدعوة لم ينتظر رضوان كثيرا قال "هناك سفرية بحرية إلى
فرنسا بعد ستة أيام هجرة سرية لأكون اكثر وضوحا لقد قررت الذهاب انا ليس لدي شيء أخسره قد
تكون هاته الرحلة بوابة الجنة بالنسبة لي " غادر احمد المقهى دون ان يهمس ببنت شفة وصل إلى البيت
اصطدم بأمه امامه كانت عجوزا قد تشقق وجهها من شقاءها في حياتها ضحت بالكثير من أجل عائلتها كان
هدفها الوحيد سعادة عائلتها .......سألته "احمد ما الأمر" قال كل شيئ بخير ايتها الملكة " تعود على مناداتها
بالملكة فهي كانت تدلله كثيرا ذهب إلى غرفته مقررا حسم قراره من الذهاب في رحلة "الحرقة" او لا كان
يقول "سأذهب ساثبت لهم جميعا أني لست عالة سأثبت لأسماء اني رجل ذو مسؤولية ......لكن أمي
.....ماذا ستكون ردة فعلها؟ ....ستتقبل قراري بصعوبة ولكن ستتقبل ....." الآن سأتصل برضوان لأساله عن ثمن الرحلة أخبره رضوان بالثمن ....سقط الهاتف من يده لقد كان المبلغ ثلاثين مليونا... من اين سيأتي بهذا المبلغ ؟ كانت اخته بصدد الزواج و كانت تضع مدخراتها جميعا في خزانتها ما يقارب عشرين مليونا بالإضافة الى قلادة و خاتم كان ذاك هو مستقبلها لم يكن في وعيه كان يريد السفر بأي طريقة اصبح شخصا آخر.....قرر سرقة مستقبل أخته طامحا لرده لها بعد عودته من "الجنة " كان الليل قد خيم الجميع نيام قصد غرفة اخته بهدوء اللصوص المحترفين جمع كل شيئ لم يترك فلسا بينما هو يهم بالخروج فاجأه صوت يصرخ بإسمه لقد كان صوت صديقه رضوان يطلب منه ان يسرع فالقارب و"الحراقة" بإنتظاره وضع مسروقاته في كيس بلاستيكي أسود هم بالخروج......تردد قليلا أراد ان يودع والدته لكن ماذا سيقول ؟ ماذا سيحدث لأمه ؟ ستنتابها صدمة .....لكنه لن يستطيع أن يذهب في رحلة إلى المجهول دون ان يودع عائلته ....على الأقل والدته.... في كل هذا التردد اخذ قلما وورقة كتب رسالة "إلى عائلتي إلى أمي إلى أسماء خطيبتي إلى أصدقائي الأعزاء اما بعد ....فقد قررت الرحيل .....قررت الذهاب إلى ما وراء البحار لعلي أجد طريقا إلى الجنة هناك حيث لا يوجد لا فساد ولا محسوبية الإنسان يقيم بعمله و ليس بنسبه و ماله رحيلي هذا فيه مصلحة لنا جميعا ....لن اطيل عليكم قولو لأختي انا آسف سأعيد لها كل ما أخذته منها سيتأخر زواجها قليلا لكن ما باليد حيلة أخبروا أسماء اني احبها لن أنساها لن اتخلى عنها كل ما افعله الآن من أجل سعادتنا سأعود و سأكون افضل حالا .... اخبروا أمي ان تسامحني لن استطع تحمل دموعها و انا مغادر لكن هذا قدري ساعود و اقبل قدميك انا انا اعدك يا ملكتي ..... وقع رسالته ببعض من دموعه و ضعها في غرفته و ذهب مع صديقه رضوان اخبره انهما قد تأخرا و يجب عليهما الإسراع كانت الساعة تشير إلى الواحدة ليلا والسماء ملبدة بالغيوم لم يحضر احمد معه اي زاد للرحلة لكن رضوان قام بذلك عوضا عنه اهتم رضوان بكل التفاصيل لم يترك اي شيء للصدفة ما إن وصلا إلى الشاطئ حتى لمحا قاربا مهترئا يركبه اربعة عشر شخصا تقدما إليه طلب منهم صاحب القارب ثمن الأجرة لم يسألهما حتى من يكونان لم يتبادر لذهنه ان القارب اصلا قد استنفذ سعته القصوى كل ما أراده هو النقود اعطاه احمد الكيس بكل ما فيه كانت يده ترتجف من الخوف و الإرتباك ناهيك عن البرد القارس كانت الرياح غير مستقرة و البحر هائجا لكن "الربان " آثر المخاطرة فهو رأى في البحر اهوالا اكثر من هذه على حد قوله كان "الحراقة" الستة عشر مختلفين في المستويات الفكرية و الثقافية كان هناك الجامعي المثقف ،كان هناك من لم يرى المدرسة في حياته كان هناك البناء ،النجار ،بائع الخضر اختلفت مستوياتهم و لكن جمعهم هدف واحد هو الهروب من النار إلى الجنة ...كان الهدوء يخيم على القارب كأنه الهدوء الذي يسبق العاصفة كانت كلما هبت ريح خفيفة تزعزع القارب بركابه مما أثار هلعا في نفوسهم كانوا يعرفون ان هناك اشخاصا بزيادة في هذا القارب وان حياتهم على المحك كان من بين الركاب مراهق يبدو سعيدا على عكسهم يبدو ان حياته كانت اكثر شقاءا و ألما من ان يصبح تعيسا على متن قارب في رحلة إلى المجهول كان يغني...... الوضع الحالي جعله اول خيار للتضحية به في حال استلزم الامر ذلك في هذه الأثناء بدأت رياح قوية بالهبوب بدات حالة ارتباك تسود تسلل الخوف الى النفوس بدأ القارب بالإهتزاز و ازداد البحر هيجانا بدا احمد في ترديد كل الآيات التي يعرفها من القرآن الكريم احس الربان بخطورة الوضع اراد تهدئته لم يحالفه الحظ كان الآوان قد فات حيث بدات قاعدة المركب بالتشقق احس الركاب بالموت يحيط بهم من كل جهة اصفرت الوجوه كان احمد في زاوية المركب يتأمل صورة لأمه في يديه كانه يودعها وإذا بعاصفة قوية تضرب المركب لتقسمه إلى قطع صغيرة ترامى الحراقة كل في جهة تتلاعب بهم الامواج تشبث احمد بقطعة من المركب وهو يحاول ان يتخيل انه في كابوس يستطيع الإستيقاظ منه اراد ان يتشبث اكثر لم يستطع كان اضعف من ذلك استسلم وترك اللوح بينما كان يتنفس بصعوبة مر امام عينيه شريط حياته أول لعبة حصل عليها كانت حصانا خشبيا اول يوم له في المدرسة ووالده يتابع خطواته المتثاقلة لحظة حصوله على شهادة البكالوريا ...... اول لقاء له مع اسماء ......يوم خطبتهما ..... يوم تخرجه .......و اخيرا يوم كتابته آخر رسائله .......قبل ان يلفظ انفاسه الأخيرة تذكر والدته تذكر حنانها تذكر عندما كانت تخفي نقاطه السيئة عن والده تذكر ايام مرضه و سهرها معه تذكر اطباقها الشهية هنا فقط ادرك انه ترك الجنة ورائه و ان بوابة الجنة لم تكن سوى رضا والديه.
آخر تعديل بواسطة المشرف: