ارتأيت أن أشارككم بقصة تلامس شغاف قلبي هي قصة السيدة مريم العذراء
ذكرت القصة كاملة بالقرآن الكريم ..ووصفها سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بخير نساء العالميين..
أنزل الله ملائكة يقولون لها: ×وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ× [آل عمران: 42].
ويقول عنها رسول الله صلى الله عليه و سلم "خير نساء العالمين: مريم، وآسية، وخديجة، وفاطمة" [ابن حبان].
بدأت القصة في زمن كان بنوآ إسرائيل في عيشة ضنكة بعدما حرفوآ دينهم و انحرفوآ عنه و في ظل ذلك الشرك الذي عرفه هؤلاء القوم كان يعيش عمران بن ماتان وزوجته حَنّة بنت فاقوذ، يعبدان الله وحده ولا يشركان به شيئًا، لكنهما كانا يعيشان بمفردهما دون ولد يؤنسهما و تقر به عينهما .
وفى أحد الأيام جلست حنة بين ظلال الأشجار، فرأت عصفورة تطعم صغيرها، و تحركت بها غريزة الأمومة فتضرعت للّه أن يرزقها ولدًا حتى تنذره لخدمة بيت المقدس ×إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّى نَذَرْتُ لَكَ مَا فِى بَطْنِى مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّى إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ × -آل عمران
تقبل الله منها دعائها و شاء أن تكون أنثى . . و كآنت تلك الأنثى مريم بنت عمران
×فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّى وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْوَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّى سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّى أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ×
تٌوٌفي عمران أبو مريم و هي فتية فأخذتها أمها إلى الهيكل لتفي بنذرها و لما رآها الأحبار أحبوها و تنازعوا عن من يكفلها ، و كان نبي الله زكريآ – عليه السلام – بينهم. فقرروا الإقتراع عليها بإلقاء أقلامهم التي يكتبون بها التوراة في نهر الأردن و من يستقر قلمه يكفلها.
قال تعالي: × وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُون×
قال تعالي: × وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُون×
فعلوآ ذلك و أخذ النهر أقلامهم و ظهر قلم زكريا فكفلها بإذن الله.
قال تعالى × وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ×
قال تعالى × وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ×
وكان عُمْرُ مريم حينئذ لا يتجاوز عامًا، فجعل لها زكريا خادمة فى المحراب ترعاها ، وكان لا يدخل عليها حتى يستأذنها ويسلم عليها،.لكنه وَ كلما دخل عليها قدمت له طبقًا ممتلئًا بالفاكهة، فيتعجب حيث يرى فاكهة الصيف فى الشتاء، وفاكهة الشتاء فى الصيف، فيسألها فى دهشة عن مصدره فتقول: رزقنى به اللّه.
قال تعالي: ×كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ×
قال تعالي: ×كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ×
مرت السنوات وأصبح زكريا شيخًا كبيرًا، ولم يعد قادرًا على خدمة مريم كما كان .فخرج على بنى إسرائيل، يطلب منهم كفالة مريم، فتقارعوا بينهم حتى كانت مريم من نصيب ابن خالها يوسف النجار، وكان رجلاً تقيا شريفًا خاشعًا للّه. وظل يخدمها حتى بلغت سن الشباب فتحجّبت ، لذلك كان يأتيها بحاجتها من الطعام والماء من خلف الستار . وبعد ذلك ابتعدت عن الناس، وأصبح لا يراها أحد ولا ترى أحدًا
×وَاذْكُرْ فِى الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا. فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا×
×وَاذْكُرْ فِى الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا. فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا×
وبينما مريم منشغلة فى صلاتها وعبادتها، جاءها جبريل بإذن ربها على هيئة رجل ليبشرها بسيدنا عيسى ولدًا لها ففزعت منه،
وقالت: × قَالَتْ إِنِّى أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا. قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا. قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِى غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِى بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا. قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَى هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا×
وقالت: × قَالَتْ إِنِّى أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا. قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا. قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِى غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِى بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا. قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَى هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا×
فحملت حتى إذا ظهر حملها، استحت، وهربت حياءً من قومها نحو المشرق عند وادٍ هجره الرعاة. فخرج قومها وراءها يبحثون عنها دون أن يجدوها . فلما أتاها المخاض تساندت إلى جذع نخلة تبكى وتقول × قَالَتْ يَا لَيْتَنِى مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا×.
حينئذ أراد الله أن يسكّن خوفها فبعث إليها جبريل ×فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلا تَحْزَنِى قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا وَهُزِّى إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا. فَكُلِى وَاشْرَبِى وَقَرِّى عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِى إِنِّى نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا×
حينئذ أراد الله أن يسكّن خوفها فبعث إليها جبريل ×فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلا تَحْزَنِى قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا وَهُزِّى إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا. فَكُلِى وَاشْرَبِى وَقَرِّى عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِى إِنِّى نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا×
فاطمأنت نفس مريم إلى كلام الله لها ، وانطلقت إلى قومها الذين استنكروآ فعلتها ×يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا. فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِى الْمَهْدِ صَبِيًّا×،
و رفقا بها أنطق الله سيدنا عيسى عليه السلام و هو في المهد صبيا لم يتعد عمره الأيام لينصر أمه و يبرء ذمتها أمام قومها
×قَالَ إِنِّى عَبْدُ اللَّهِ آتَانِى الْكِتَابَ وَجَعَلَنِى نَبِيًّا. وَجَعَلَنِى مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِى بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا. وَبَرًّا بِوَالِدَتِى وَلَمْ يَجْعَلْنِى جَبَّارًا شَقِيًّا. وَالسَّلَامُ عَلَى يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا×
عَلَتِ الدهشةُ وجوهَ القوم، وظهرت علامات براءة مريم، فانشرح صدرها، وحمدت الله على نعمته.
و رفقا بها أنطق الله سيدنا عيسى عليه السلام و هو في المهد صبيا لم يتعد عمره الأيام لينصر أمه و يبرء ذمتها أمام قومها
×قَالَ إِنِّى عَبْدُ اللَّهِ آتَانِى الْكِتَابَ وَجَعَلَنِى نَبِيًّا. وَجَعَلَنِى مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِى بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا. وَبَرًّا بِوَالِدَتِى وَلَمْ يَجْعَلْنِى جَبَّارًا شَقِيًّا. وَالسَّلَامُ عَلَى يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا×
عَلَتِ الدهشةُ وجوهَ القوم، وظهرت علامات براءة مريم، فانشرح صدرها، وحمدت الله على نعمته.
لكن أعداء الله - اليهود - خافوا على عرشهم وثرواتهم، فبعث ملكهم جنوده ليقتلوا هذا الوليد المبارك، فهاجرت به مريم، ومعها يوسف النجار إلى مصر، مكثوا بها اثنتى عشرة سنة، حيث تَرَّبى سيدنا عيسى عليه السلام، ثم عادت إلى فلسطين ، واستقرت ببلدة الناصرة، وظلت فيها حتى بلغ سيدنا عيسى عليه السلام أشده / ثلاثين عامًا / فبعثه اللّه برسالته، و شاركته أمه الصّديقة أعباءها، وأعباء اضطهاد اليهود له وكيدهم به، و عندما أأتمر به القوم و أرادوا قتله، أنقذه الله من بين أيديهم، وألقى شَبَهَهُ على أحد تلاميذه الخائنين ، فأخذه اليهود و صلبوه حيا. بينما رفع اللَّه عيسى إليه مصدقًا لقوله تعالي × وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُم ×
وتوفيت السيدة مريم بعد رفع سيدنا عيسى -عليه السلام- بخمس سنوات، وكان عمرها حينئذ ثلاثًا وخمسين سنة، ويقال: إن قبرها فى أرض دمشق و الله أعلم .
كآنت هذه قصّة السيدة مريم عليهآ السّلآم . .
أتمنى ان تنلن الفآئدة من القصة . . !
دَعوَةُُ صَآدٍقَةُ فٍي ظَهر الغيب تكفيني
في أمان الله !
كآنت هذه قصّة السيدة مريم عليهآ السّلآم . .
أتمنى ان تنلن الفآئدة من القصة . . !
دَعوَةُُ صَآدٍقَةُ فٍي ظَهر الغيب تكفيني
في أمان الله !