ابو عمر البلدي
:: عضو مُشارك ::
- إنضم
- 15 أكتوبر 2015
- المشاركات
- 323
- نقاط التفاعل
- 385
- النقاط
- 13
يسعى الآباء والأمهات إلى تربية أبنائهم على احترام الذات والثقة بالنفس، إلا أن المبالغة في ذلك قد تأتي بنتيجة عكسية، تتسبب في إصابة الأبناء بالغرور والأنانية، ما يجعل الأمر معضلة تحتاج لنظام تربية متكامل يحقق للأبناء الثقة بالنفس ويتجنب في الوقت ذاته إصابتهم بتضخم الذات ومشاعر الثقة المبالغ فيها.
ثقتي بنفسي مصدرها أبي وأمي
17 / 02 / 2016
تحتاج تربية ابن واثق بنفسه ويحترم ذاته، دون أن يكون مغرورا متكبرا، إلى توازن نوعي في نظام التربية المتبع، لكن هناك استراتيجيات فعالة وبسيطة يستطيع الآباء والأمهات تطبيقها، حيث أظهرت دراسة حديثة أجرتها جامعة واشنطن في الولايات المتحدة أن الأطفال الذين لديهم احترام لذواتهم نشأوا بالفعل على ذلك منذ سن الخامسة، وأن واحدة من أفضل الطرق لتقوية الشعور بالثقة لدى طفلك ترتكز على العلاقة بين الآباء والأبناء، وأن يكون الأب واثقا بنفسه أمام أبنائه وفي تعامله معهم.
ويشير الباحثون إلى أنه عندما يرى الطفل أن والديه واثقان بنفسيهما فإنه يسعى لمحاكاة هذا السلوك، حيث وجد أن أكثر من 70 بالمئة من الأطفال الذين نشأوا في أسرة يتمتع أفرادها بالثقة بالنفس، كانوا واثقين بأنفسهم أيضا وعندهم احترام وتقدير لذواتهم.
وكشفت دراسة أخرى أجراها باحثون من جامعة أوهايو الأميركية، أن الأطفال الذين يبالغ الوالدان في توجيه المديح لهم في سن مبكرة هم أكثر عرضة للإصابة بالنرجسية والغرور، حيث يبلغ معدل الإصابة بالأنانية والغرور أكثر من 20 بالمئة، مع تضخيم الذات، وزيادة في مشاعر الثقة المبالغ فيها.
وتقول رينيه سميث، خبيرة السلوك النفسي وأستاذة التربية بمعهد دوفر في واشنطن: إن احتضان الآباء لتميز ونجاحات الطفل وإفراده وتفهم طريقته في التواصل، عوامل تساعده على بناء ثقته بنفسه، وذلك من خلال انتقاء الكلمات ونغمة الصوت في التعامل معه.
70 بالمئة من الأطفال الذين نشأوا في أسرة يتمتع أفرادها بالثقة في النفس، كانوا واثقين من أنفسهم أيضا
وأوضحت أن الأطفال ينظرون لآبائهم في انتظار الحصول على المدح والثناء، وهذا ضروري لتدعيم ثقتهم بأنفسهم، إلا أنه يجب أن يكون هذا الثناء بدرجة معينة، وألا يزيد عن المعدل الطبيعي حتى لا يأتي بنتيجة سلبية، فالثناء الزائد عن الحد والمدح الفارغ من الممكن أن يؤديا بالأطفال إلى توقعات غير منطقية، والشعور بعدم الأمان والإصابة بالغرور.
وتابعت: مدح الطفل يجب أن يشمل العمل الجاد والإنجاز، لكن إذا كان الطفل ليس الأفضل في القيام بشيء، يمكن الإشارة إلى ذلك بطريقة مناسبة، مع التوجيه نحو الطرق التي يمكنه من خلالها تحسين أدائه وتقويم أفعاله.
ومن جانبه بين محمود منسي، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة الإسكندرية، أنه لبناء شخصية تثق بنفسها وتحترمها، فلا يجب جعل الأشياء سهلة أمام الطفل، حيث لا يعرف كيف يتعافى من الفشل. ولفت منسي إلى أن ارتكاب الأخطاء أمر طبيعي ويجب توجيه النصائح حول كيفية التعلم منها.
وشدد على ضرورة مساعدة الطفل على تحويل المحنة إلى منحة، حيث أن ثقة الطفل بنفسه سوف تنمو إذا تمكنت من مساعدته، ليس فقط في رؤية الجانب المشرق، لكن أيضا في كيفية التعامل مع رفضه وتعرضه للخبرات السلبية، فالأطفال يجب أن يروا أن هناك فرصة للتغلب على الإشكاليات والمضي قدما عندما تواجههم محنة.
ويضيف منسي: عندما يرتكب الطفل خطأ ما، أعطه الشجاعة ليحاول مرة أخرى مع توصيل رسالة له بأن سلوكه هو الذي كان بغيضا وليس شخصه، فالانتقاد يجب أن يكون للسلوك لا للشخص، مشددا على ضرورة تشجيع الأبناء على أن يحلموا وأن يسعوا ويحاولوا تحقيق تلك الأحلام، فليسمح الآباء للأبناء بالسير وراء أحلامهم، لكي يعلموا أن الفشل الوحيد هو عدم المحاولة مرة أخرى.
وتذكر نادية شريف، أستاذة الدراسات التربوية بجامعة القاهرة، أن واحدة من أفضل الطرق التي تقوي ثقة الطفل بنفسه دون إصابته بالغرور والأنانية، هي أن تعلمه روح الجماعة والعمل الجماعي في الفريق في أي موقف، حتى يعلم أن نجاحه يرتبط بالتعاون مع الآخرين، فيتجنب الأنانية وتفضيل الذات، مؤكدة أنه لا أحد يصل للمكانة التي يريدها بمساعدة نفسه فقط.
أفضل الطرق التي تقوي ثقة الطفل بنفسه دون إصابته بالغرور والأنانية، هي أن تعلمه روح الجماعة
هذا إلى جانب جعل رسائل التأكيد الإيجابية عادة، وخلق مناخ عام يدعم شخصية الطفل واحترامه لذاته، وذلك قد يكون من خلال تذكيره دوما بإنجازاته السابقة، وتعليم الطفل أنه يملك القدرة ليتطور ويتحسن، ومن ثم سيملك الثقة بالنفس واحترام الذات دون تكبر أو نرجسية.
وتشير شريف إلى أنه بالرغم من أن الأطفال من الممكن أن يعرفوا ما هي مواهبهم وإمكاناتهم وقدراتهم، فإنهم لا يستوعبون كيفية توظيفها في حياتهم وتطويرها بشكل يجعلهم أشخاصا متميزين.
وشددت على أهمية تذكير الطفل دائماً وباستمرار كيف أن مهارات القيادة من الممكن أن تساعده على إحداث تغيير في هذا العالم، وأنه يمتلك القدرة على إحداث هذا التغير، كذلك كيف أن موهبته الفنية من الممكن أن تجلب البهجة لحياة شخص آخر، وتعليمه أنه يمتلك القدرة على مساعدة أشخاص آخرين، وهذا ما سيجعل ثقته بنفسه ترتفع، ويصبح شخصا يقدر ذاته ويحب الاخرين .
المصدر صحيفة العرب لندن
ثقتي بنفسي مصدرها أبي وأمي
17 / 02 / 2016
تحتاج تربية ابن واثق بنفسه ويحترم ذاته، دون أن يكون مغرورا متكبرا، إلى توازن نوعي في نظام التربية المتبع، لكن هناك استراتيجيات فعالة وبسيطة يستطيع الآباء والأمهات تطبيقها، حيث أظهرت دراسة حديثة أجرتها جامعة واشنطن في الولايات المتحدة أن الأطفال الذين لديهم احترام لذواتهم نشأوا بالفعل على ذلك منذ سن الخامسة، وأن واحدة من أفضل الطرق لتقوية الشعور بالثقة لدى طفلك ترتكز على العلاقة بين الآباء والأبناء، وأن يكون الأب واثقا بنفسه أمام أبنائه وفي تعامله معهم.
ويشير الباحثون إلى أنه عندما يرى الطفل أن والديه واثقان بنفسيهما فإنه يسعى لمحاكاة هذا السلوك، حيث وجد أن أكثر من 70 بالمئة من الأطفال الذين نشأوا في أسرة يتمتع أفرادها بالثقة بالنفس، كانوا واثقين بأنفسهم أيضا وعندهم احترام وتقدير لذواتهم.
وكشفت دراسة أخرى أجراها باحثون من جامعة أوهايو الأميركية، أن الأطفال الذين يبالغ الوالدان في توجيه المديح لهم في سن مبكرة هم أكثر عرضة للإصابة بالنرجسية والغرور، حيث يبلغ معدل الإصابة بالأنانية والغرور أكثر من 20 بالمئة، مع تضخيم الذات، وزيادة في مشاعر الثقة المبالغ فيها.
وتقول رينيه سميث، خبيرة السلوك النفسي وأستاذة التربية بمعهد دوفر في واشنطن: إن احتضان الآباء لتميز ونجاحات الطفل وإفراده وتفهم طريقته في التواصل، عوامل تساعده على بناء ثقته بنفسه، وذلك من خلال انتقاء الكلمات ونغمة الصوت في التعامل معه.
70 بالمئة من الأطفال الذين نشأوا في أسرة يتمتع أفرادها بالثقة في النفس، كانوا واثقين من أنفسهم أيضا
وأوضحت أن الأطفال ينظرون لآبائهم في انتظار الحصول على المدح والثناء، وهذا ضروري لتدعيم ثقتهم بأنفسهم، إلا أنه يجب أن يكون هذا الثناء بدرجة معينة، وألا يزيد عن المعدل الطبيعي حتى لا يأتي بنتيجة سلبية، فالثناء الزائد عن الحد والمدح الفارغ من الممكن أن يؤديا بالأطفال إلى توقعات غير منطقية، والشعور بعدم الأمان والإصابة بالغرور.
وتابعت: مدح الطفل يجب أن يشمل العمل الجاد والإنجاز، لكن إذا كان الطفل ليس الأفضل في القيام بشيء، يمكن الإشارة إلى ذلك بطريقة مناسبة، مع التوجيه نحو الطرق التي يمكنه من خلالها تحسين أدائه وتقويم أفعاله.
ومن جانبه بين محمود منسي، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة الإسكندرية، أنه لبناء شخصية تثق بنفسها وتحترمها، فلا يجب جعل الأشياء سهلة أمام الطفل، حيث لا يعرف كيف يتعافى من الفشل. ولفت منسي إلى أن ارتكاب الأخطاء أمر طبيعي ويجب توجيه النصائح حول كيفية التعلم منها.
وشدد على ضرورة مساعدة الطفل على تحويل المحنة إلى منحة، حيث أن ثقة الطفل بنفسه سوف تنمو إذا تمكنت من مساعدته، ليس فقط في رؤية الجانب المشرق، لكن أيضا في كيفية التعامل مع رفضه وتعرضه للخبرات السلبية، فالأطفال يجب أن يروا أن هناك فرصة للتغلب على الإشكاليات والمضي قدما عندما تواجههم محنة.
ويضيف منسي: عندما يرتكب الطفل خطأ ما، أعطه الشجاعة ليحاول مرة أخرى مع توصيل رسالة له بأن سلوكه هو الذي كان بغيضا وليس شخصه، فالانتقاد يجب أن يكون للسلوك لا للشخص، مشددا على ضرورة تشجيع الأبناء على أن يحلموا وأن يسعوا ويحاولوا تحقيق تلك الأحلام، فليسمح الآباء للأبناء بالسير وراء أحلامهم، لكي يعلموا أن الفشل الوحيد هو عدم المحاولة مرة أخرى.
وتذكر نادية شريف، أستاذة الدراسات التربوية بجامعة القاهرة، أن واحدة من أفضل الطرق التي تقوي ثقة الطفل بنفسه دون إصابته بالغرور والأنانية، هي أن تعلمه روح الجماعة والعمل الجماعي في الفريق في أي موقف، حتى يعلم أن نجاحه يرتبط بالتعاون مع الآخرين، فيتجنب الأنانية وتفضيل الذات، مؤكدة أنه لا أحد يصل للمكانة التي يريدها بمساعدة نفسه فقط.
أفضل الطرق التي تقوي ثقة الطفل بنفسه دون إصابته بالغرور والأنانية، هي أن تعلمه روح الجماعة
هذا إلى جانب جعل رسائل التأكيد الإيجابية عادة، وخلق مناخ عام يدعم شخصية الطفل واحترامه لذاته، وذلك قد يكون من خلال تذكيره دوما بإنجازاته السابقة، وتعليم الطفل أنه يملك القدرة ليتطور ويتحسن، ومن ثم سيملك الثقة بالنفس واحترام الذات دون تكبر أو نرجسية.
وتشير شريف إلى أنه بالرغم من أن الأطفال من الممكن أن يعرفوا ما هي مواهبهم وإمكاناتهم وقدراتهم، فإنهم لا يستوعبون كيفية توظيفها في حياتهم وتطويرها بشكل يجعلهم أشخاصا متميزين.
وشددت على أهمية تذكير الطفل دائماً وباستمرار كيف أن مهارات القيادة من الممكن أن تساعده على إحداث تغيير في هذا العالم، وأنه يمتلك القدرة على إحداث هذا التغير، كذلك كيف أن موهبته الفنية من الممكن أن تجلب البهجة لحياة شخص آخر، وتعليمه أنه يمتلك القدرة على مساعدة أشخاص آخرين، وهذا ما سيجعل ثقته بنفسه ترتفع، ويصبح شخصا يقدر ذاته ويحب الاخرين .
المصدر صحيفة العرب لندن