أنفاس الإيمان
:: عضو مُشارك ::
زَرع بذرة تحت غطاء رأسه وانكفأ يسقيها بقناعته الجديدة: الصمت رَحمة .
رحمة مادامت تنأى به عن أصوات الاستهزاء ..وأجراس السخرية ...عن شيء يضحكهم ...شيء لم يختره بنفسه يوما ..شيء مايزال يهتز على طرف لسانه لتتراقص حروف كلماته متلعثمة :
- ع ع ع ع عــادي.
اقتنع أنّ عافية الشعور تكمن في تحنّطه ، في ألّا يكترث، في أن يكف عن الاهتمام بما يصب في غير مجراه ، في أن يتلبّد مختصرا إجاباته بـ : عادي.
يومها ، بدا صباح القرية كأي صباح عادي إلى أن طرق الخبر أبوابهم..
- الشرطة أمام داره!
تسارعوا نحو الحدث ...تجمهروا حول بيته ، ثمة ملف يستحق المتابعة هنا ، ثمة مايستدعي الغيبة هذا الصباح .
قال البعض : "صمته المهيب مؤخرا كان يُخطّط لشيء" . تمتمت بعض العجائز : يا له من مسكين . قال جاره: المظاهر خداعة فعلا ، وردّ عليه آخر: كنت ..كنت أحس بأنه يُخفي شيئا .
أما هُو فتعثَّر طويلا بميمه ، حاول أن يفهم ما يجري :
- م م م م م م ماذا فعلت ؟!
أنفاس
آخر تعديل بواسطة المشرف: