- إنضم
- 14 جويلية 2011
- المشاركات
- 5,234
- نقاط التفاعل
- 5,403
- النقاط
- 351
- العمر
- 110
محمد الهادي الحسني
مما لم أندم عليه اختياري أن أعمل بعد انتهائي من أداء الخدمة الوطنية إلى الشركة الوطنية للنشر والتوزيع (SNED)، وقد بدأت العمل يوم 2/1/1975، مكلفا بالدراسات في مديرية كان على رأسها شخص لم يقبلني فيها إلا على مضض...ثم تغير رأيه فيما بعد..
كان الرئيس المدير العام (P.D.G) للشركة هو الأستاذ مبارك أمعزوز – غفر الله لنا وله وكان ذا بسطة في الجسم، فصيح اللسان، جدي في العمل...
أصدرت وزارة الثقافة في ذلك العام تعليمة بضرورة "التعامل بالمثل" بين الشركة الوطنية ومثيلاتها – خاصة أو عمومية – في البلدان العربية، حيث يشتري أصحاب دور النشر في البلدان العربية كتبا – ولو قليلة – ليتعرف إخواننا في المشرق على إنتاج إخوانهم الجزائريين...وبدأت الشركة الوطنية في تطبيق التعليمة الوزارية، فكان يطلب من كل ناشر نشتري منه كتبا أن يشتري بعض الكتب الجزائرية ولو لعرضها.
ذات يوم زارنا الأستاذ محمد المعلم، صاحب "دار الشروق"، وأخبرناه بما قُرّر، وفي منتصف النهار دعاه الأستاذ أمعزوز إلى الغداء، وكان في "المسمكة" الموجودة بجوار الجامع الجديد..
بعد رجوعنا إلى مقر الشركة (3 شارع يوسف زيغود) طلب الأستاذ "المعلم" قائمة الكتب التي طلبناها، وكانت على مكتب المدير، فتناولها بيد، ومدّ يده الثانية ليستلم قائمة الكتب التي طلبها الأستاذ "المعلم".. الذي لم يأخذ الأمر بجدية، فتبسم ولم يُبد القائمة... فأعاد الأستاذ أمعزوز قائمة ما طلبناه إلى مكتبه، وقال للأستاذ "المعلم": " يا أستاذ "معلم" لم يعد عندكم عقاد، وطه حسين، وزيات، وشوقي، وحافظ....ولا يوجد بين ما عندنا وعندكم بَون كبير..ولن تأخذ طلبيتنا من الكتب ما لم تعطنا طلبيتك من كتبنا..".
تذكرت هذه الحادثة بعدما صدر من تعليقات عن استقدام شاعر من مصر بدعوة من مؤسسة ثقافية وقناة تلفزيونية..وهو أمر جميل ولو كان الشاعر المدعو ممن "ينام ملء جفونه عن شواردها، ويسهر الخلق جرّاها ويختصم"، ولكنه شاعر "لا يُهز عند سماعه"، وشعره "تقطيع وأوزان"، فلا نستفيد من تجربته الشعرية كثيرا..
وأمر آخر لا يجعلنا من المهللين لاستضافة هذا الشاعر هو موقفه المؤيد للمستبدين في مصر، الذين انقلبوا على الإرادة الشعبية، ووصل الأمر بهم أن أصدر "قضاتهم" حكما قاسيا على طفل لا يتجاوز عمره أربع سنوات..
مما لم أندم عليه اختياري أن أعمل بعد انتهائي من أداء الخدمة الوطنية إلى الشركة الوطنية للنشر والتوزيع (SNED)، وقد بدأت العمل يوم 2/1/1975، مكلفا بالدراسات في مديرية كان على رأسها شخص لم يقبلني فيها إلا على مضض...ثم تغير رأيه فيما بعد..
كان الرئيس المدير العام (P.D.G) للشركة هو الأستاذ مبارك أمعزوز – غفر الله لنا وله وكان ذا بسطة في الجسم، فصيح اللسان، جدي في العمل...
أصدرت وزارة الثقافة في ذلك العام تعليمة بضرورة "التعامل بالمثل" بين الشركة الوطنية ومثيلاتها – خاصة أو عمومية – في البلدان العربية، حيث يشتري أصحاب دور النشر في البلدان العربية كتبا – ولو قليلة – ليتعرف إخواننا في المشرق على إنتاج إخوانهم الجزائريين...وبدأت الشركة الوطنية في تطبيق التعليمة الوزارية، فكان يطلب من كل ناشر نشتري منه كتبا أن يشتري بعض الكتب الجزائرية ولو لعرضها.
ذات يوم زارنا الأستاذ محمد المعلم، صاحب "دار الشروق"، وأخبرناه بما قُرّر، وفي منتصف النهار دعاه الأستاذ أمعزوز إلى الغداء، وكان في "المسمكة" الموجودة بجوار الجامع الجديد..
بعد رجوعنا إلى مقر الشركة (3 شارع يوسف زيغود) طلب الأستاذ "المعلم" قائمة الكتب التي طلبناها، وكانت على مكتب المدير، فتناولها بيد، ومدّ يده الثانية ليستلم قائمة الكتب التي طلبها الأستاذ "المعلم".. الذي لم يأخذ الأمر بجدية، فتبسم ولم يُبد القائمة... فأعاد الأستاذ أمعزوز قائمة ما طلبناه إلى مكتبه، وقال للأستاذ "المعلم": " يا أستاذ "معلم" لم يعد عندكم عقاد، وطه حسين، وزيات، وشوقي، وحافظ....ولا يوجد بين ما عندنا وعندكم بَون كبير..ولن تأخذ طلبيتنا من الكتب ما لم تعطنا طلبيتك من كتبنا..".
تذكرت هذه الحادثة بعدما صدر من تعليقات عن استقدام شاعر من مصر بدعوة من مؤسسة ثقافية وقناة تلفزيونية..وهو أمر جميل ولو كان الشاعر المدعو ممن "ينام ملء جفونه عن شواردها، ويسهر الخلق جرّاها ويختصم"، ولكنه شاعر "لا يُهز عند سماعه"، وشعره "تقطيع وأوزان"، فلا نستفيد من تجربته الشعرية كثيرا..
وأمر آخر لا يجعلنا من المهللين لاستضافة هذا الشاعر هو موقفه المؤيد للمستبدين في مصر، الذين انقلبوا على الإرادة الشعبية، ووصل الأمر بهم أن أصدر "قضاتهم" حكما قاسيا على طفل لا يتجاوز عمره أربع سنوات..
وأحيي بالمناسبة إنتاج "قناة الشروق" برنامج "شاعر الجزائر" لاكتشاف شعرائنا ومواهبنا ولنؤكد لإخواننا مشرقا ومغربا "أن في بني عمّك رماحا".