الحمدلله رفع شأن المرأة المسلمة على نساء العالمين وجعل في الصالحات الفاضلات أسوة حسنة لمن أرادت التأسي والاقتداء والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ؛ أما بعد
فقد وقفت على مواقف للنساء تكتب بماء الذهب بل تكتب بالذهب الخالص إن كتب بهم يوم أحد .
وقد اخترت منها ثمانية مواقف بما يناسب المقال وليس ما أذكره إحصاء دقيقا بل هو فقط من باب التنبيه بما كان للمرأة المسلمة من تاريخ مشرق ومواقف مشرفة .
فالمقال يعرض مواقف بعض الصحابيات من أمهات المؤمنين وغيرهن في ثمانية مواقف أذكرها بالإيجاز والتلميح ومن أراد الاستزادة والزيادة فدونه كتب الحديث والسيرة ومراجع التاريخ الأصيلة .
الموقف الأول :
موقف أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها يوم عاد إليها النبي صلى الله عليه وسلم خائفا وجلا ؛ فقالت له قولتها المشهورة ووقفت معه وقفتها المشهودة ؛ فقالت كلا، أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا؛ إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق ).
الموقف الثاني :
موقف أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لما نزلت آية التخيير وبدأ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فخيرها وطلب منها أن لا تعجل حتى تستأمر أبويها ؛ فنطقت بأحرف كلها حكمة ورجاحة عقل ؛ بل تكلمت بالحكمة نفسها فقالت ففي أي هذا أستأمر أبوي؟ فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة ).
الموقف الثالث :
موقف أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها في صلح الحديبية حين تأخر الصحابة في مبادرة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحل من عمرتهم ؛ فقالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم
(لا تكلم أحدًا حتى تنحر هديك وتحلق رأسك ، فقام ونحر وحلق فقام أصحابه ينحرون ويحلقون ).
فطيبت خاطر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت سببا في تجنيب الصحابة فتنة عظيمة .
الموقف الرابع :
موقف أم المؤمنين أم حبيبة رضي الله عنها يوم زارها أبوها، وهى في المدينة، فأبعدت عنه فراش النبي صلى الله عليه وسلم (، فقال لها: يا بنية أرغبتِ بهذا الفراش عنى أم بى عنه؟ قالت: بل هو فراش رسول اللَّه وأنت رجل مشرك نجس، فلم أحبَّ أن تجلس عليه.
قال: يا بنية لقد أصابك بعدي شر. قالت: لا، بل هداني اللَّه للإسلام ...).
الموقف الخامس :
موقف الصحابية التي قتل أبوها وزوجها وأخوها فماذا قالت ؟
مَرَّ النبي صلى الله عليه وسلم بِامرأةٍ مِن بَني دِينَارٍ وقد أُصِيبَ زَوجُها وَأَخُوها وَأَبُوها مَعَهُ بِأُحُدٍ ، فَلَمَّا نُعُوا لها قَالَت : فَمَا فَعَلَ رَسولُ اللهِ ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ ؟ قَالُوا : خَيرًا يَا أُمَّ فُلانٍ ، هو بِحَمدِ اللهِ كَمَا تُحبِّينَ ، قالت : أَرُونِيهِ حتى أَنظُرَ إِلَيهِ . قال : فَأُشِيرَ لها إليه ، حتى إذا رَأَتْهُ ، قالت : كُلُّ مُصِيبَةٍ بَعدَكَ جَلَلٌ .. أَيْ كُلُّ مُصِيبَةٍ دُونَكَ هَيِّنَةٌ صَغِيرَةٌ
الموقف السادس والسابع والثامن كلها للصحابية المبادرة بالخير دائما أم سليم رضي الله عنها :
الموقف السادس : موقفها من زواجها من أبي طلحة حيث اشترطت عليه الإسلام حتى تقبل به زوجا ولا تريد شيئا آخر فأسلم أبو طلحة وتزوجها .
الموقف السابع : لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة قالت أم سليم يارسول الله هذا أنس يخدمك وكان حينئذ ابن عشر سنين فخدم النبي صلى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة حتى مات فاشتهر بخادم النبي صلى الله عليه وسلم .
وأصابه من الخير ما أصابه بسبب خدمته لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
الموقف الثامن /يموت ولدها وزوجها غائب فكيف صنعت ؟
في صحيح مسلم مات ابن لأبي طلحة من أم سليم فقالت لأهلها لا تحدثوا أبا طلحة بابنه حتى أكون أنا أحدثه ، فجاء فقربت إليه عشاء فأكل وشرب ؛ ثم تصنعت له أحسن ما كانت تصنع قبل ذلك فوقع بها ؛ فلما أن رأت أنه قد شبع وأصاب منها قالت : يا أبا طلحة أرايت لو أن قوما أعاروا عاريتهم أهل بيت فطلبوا عاريتهم ألهم أن يمنعوها ؟
قال : لا .
قالت : فاحتسب ابنك .
فانطلق حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما كان ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بارك الله لكما في ليلتكما ).
قال : فغضب ثم قال : تركتني حتى إذا تلطخت ثم أخبرتني بابني !
وفي رواية للبخاري : قال ابن عيينة : فقال رجل من الأنصار: فرأيت تسعة أولاد كلهم قد قرءوا القرآن ؛ يعني من أولاد عبدالله المولود .
هذه لمحات يسيرة لا يفي بما فيها مقال ولكنه ينبه عليها ويحفز على قراءتها قراءة أوسع وأشمل وحق مثل هذا الموضوع كتاب في مجلدات متعددة
وأختم بهذا البيت :
فلو كان النساء كمن ذكرنا ** لفضلت النساء على الرجال
وما التأنيث لاسم الشمس عيب ** وما التذكير فخر للهلال
والله أجل وأعلم .
-------------------------
مصلح بن زويد العتيبي
فقد وقفت على مواقف للنساء تكتب بماء الذهب بل تكتب بالذهب الخالص إن كتب بهم يوم أحد .
وقد اخترت منها ثمانية مواقف بما يناسب المقال وليس ما أذكره إحصاء دقيقا بل هو فقط من باب التنبيه بما كان للمرأة المسلمة من تاريخ مشرق ومواقف مشرفة .
فالمقال يعرض مواقف بعض الصحابيات من أمهات المؤمنين وغيرهن في ثمانية مواقف أذكرها بالإيجاز والتلميح ومن أراد الاستزادة والزيادة فدونه كتب الحديث والسيرة ومراجع التاريخ الأصيلة .
الموقف الأول :
موقف أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها يوم عاد إليها النبي صلى الله عليه وسلم خائفا وجلا ؛ فقالت له قولتها المشهورة ووقفت معه وقفتها المشهودة ؛ فقالت كلا، أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا؛ إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق ).
الموقف الثاني :
موقف أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لما نزلت آية التخيير وبدأ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فخيرها وطلب منها أن لا تعجل حتى تستأمر أبويها ؛ فنطقت بأحرف كلها حكمة ورجاحة عقل ؛ بل تكلمت بالحكمة نفسها فقالت ففي أي هذا أستأمر أبوي؟ فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة ).
الموقف الثالث :
موقف أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها في صلح الحديبية حين تأخر الصحابة في مبادرة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحل من عمرتهم ؛ فقالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم
(لا تكلم أحدًا حتى تنحر هديك وتحلق رأسك ، فقام ونحر وحلق فقام أصحابه ينحرون ويحلقون ).
فطيبت خاطر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت سببا في تجنيب الصحابة فتنة عظيمة .
الموقف الرابع :
موقف أم المؤمنين أم حبيبة رضي الله عنها يوم زارها أبوها، وهى في المدينة، فأبعدت عنه فراش النبي صلى الله عليه وسلم (، فقال لها: يا بنية أرغبتِ بهذا الفراش عنى أم بى عنه؟ قالت: بل هو فراش رسول اللَّه وأنت رجل مشرك نجس، فلم أحبَّ أن تجلس عليه.
قال: يا بنية لقد أصابك بعدي شر. قالت: لا، بل هداني اللَّه للإسلام ...).
الموقف الخامس :
موقف الصحابية التي قتل أبوها وزوجها وأخوها فماذا قالت ؟
مَرَّ النبي صلى الله عليه وسلم بِامرأةٍ مِن بَني دِينَارٍ وقد أُصِيبَ زَوجُها وَأَخُوها وَأَبُوها مَعَهُ بِأُحُدٍ ، فَلَمَّا نُعُوا لها قَالَت : فَمَا فَعَلَ رَسولُ اللهِ ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ ؟ قَالُوا : خَيرًا يَا أُمَّ فُلانٍ ، هو بِحَمدِ اللهِ كَمَا تُحبِّينَ ، قالت : أَرُونِيهِ حتى أَنظُرَ إِلَيهِ . قال : فَأُشِيرَ لها إليه ، حتى إذا رَأَتْهُ ، قالت : كُلُّ مُصِيبَةٍ بَعدَكَ جَلَلٌ .. أَيْ كُلُّ مُصِيبَةٍ دُونَكَ هَيِّنَةٌ صَغِيرَةٌ
الموقف السادس والسابع والثامن كلها للصحابية المبادرة بالخير دائما أم سليم رضي الله عنها :
الموقف السادس : موقفها من زواجها من أبي طلحة حيث اشترطت عليه الإسلام حتى تقبل به زوجا ولا تريد شيئا آخر فأسلم أبو طلحة وتزوجها .
الموقف السابع : لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة قالت أم سليم يارسول الله هذا أنس يخدمك وكان حينئذ ابن عشر سنين فخدم النبي صلى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة حتى مات فاشتهر بخادم النبي صلى الله عليه وسلم .
وأصابه من الخير ما أصابه بسبب خدمته لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
الموقف الثامن /يموت ولدها وزوجها غائب فكيف صنعت ؟
في صحيح مسلم مات ابن لأبي طلحة من أم سليم فقالت لأهلها لا تحدثوا أبا طلحة بابنه حتى أكون أنا أحدثه ، فجاء فقربت إليه عشاء فأكل وشرب ؛ ثم تصنعت له أحسن ما كانت تصنع قبل ذلك فوقع بها ؛ فلما أن رأت أنه قد شبع وأصاب منها قالت : يا أبا طلحة أرايت لو أن قوما أعاروا عاريتهم أهل بيت فطلبوا عاريتهم ألهم أن يمنعوها ؟
قال : لا .
قالت : فاحتسب ابنك .
فانطلق حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما كان ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بارك الله لكما في ليلتكما ).
قال : فغضب ثم قال : تركتني حتى إذا تلطخت ثم أخبرتني بابني !
وفي رواية للبخاري : قال ابن عيينة : فقال رجل من الأنصار: فرأيت تسعة أولاد كلهم قد قرءوا القرآن ؛ يعني من أولاد عبدالله المولود .
هذه لمحات يسيرة لا يفي بما فيها مقال ولكنه ينبه عليها ويحفز على قراءتها قراءة أوسع وأشمل وحق مثل هذا الموضوع كتاب في مجلدات متعددة
وأختم بهذا البيت :
فلو كان النساء كمن ذكرنا ** لفضلت النساء على الرجال
وما التأنيث لاسم الشمس عيب ** وما التذكير فخر للهلال
والله أجل وأعلم .
-------------------------
مصلح بن زويد العتيبي