كيف نوفق بين علم الأطباء الآن بذكورة الجنين وأنوثته، وقوله تعالى ‏:‏ ‏{‏وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَ

Ma$Ter

:: مراقب عام ::
طاقم الرقابة
إنضم
25 سبتمبر 2007
المشاركات
15,796
نقاط التفاعل
31,641
النقاط
976
محل الإقامة
تبسة 12
الجنس
ذكر

كيف نوفق بين علم الأطباء الآن بذكورة الجنين وأنوثته، وقوله تعالى ‏:‏ ‏{‏وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ‏}

سئل فضيلة الشيخ ‏:‏ كيف نوفق بين علم الأطباء الآن بذكورة الجنين وأنوثته، وقوله تعالى ‏:‏ ‏{‏وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ‏}‏ وما جاء في تفسير ابن جرير عن مجاهد أن رجلاً سأل النبي صلي الله عليه وسلم عما تلد امرأته، فأنزل الله الآية وما جاء عن قتادة رحمه الله‏؟‏ وما المخصص لعموم قوله تعالى ‏:‏ ‏{‏مَا فِي الأَرْحَامِ‏}‏‏؟‏

فأجاب بقوله ‏:‏ قبل أن أتكلم عن هذه المسألة أحب أن أبين أنه لا يمكن أن يتعارض صريح القرآن الكريم مع الواقع أبداً، وأنه إذا ظهر في الواقع ما ظاهره المعارضة، فإما أن يكون الواقع مجرد دعوى لا حقيقة له، وإما أن يكون القرآن الكريم غير صريح في معارضته، لأن صريح القرآن الكريم وحقيقة الواقع كلاهما قطعي، ولا يمكن تعارض القطعيين أبداً ‏.‏

فإذا تبين ذلك فقد قيل ‏:‏ إنهم الآن توصلوا بواسطة الآلات الدقيقة للكشف عما في الأرحام، والعلم بكونه أنثى أو ذكراً فإن كان ما قيل باطلاً فلا كلام، وإن كان صدقاً فإنه لا يعارض الآية، حيث إن الآية تدل على أمر غيبي هو متعلق علم الله تعالى في هذه الأمور الخمسة، والأمور الغيبية في حال الجنين هي ‏:‏ مقدار مدته في بطن أمه، وحياته، وعمله، ورزقه، وشقاوته أو سعادته، وكونه ذكراً أم أنثى، قبل أن يخلَّق، أما بعد أن يخلق، فليس العلم بذكورته أو أنوثته من علم الغيب، لأنه بتخليقه صار من علم الشهادة، إلا أنه مستتر في الظلمات الثلاثة، التي لو أزيلت لتبين أمره، ولا يبعد أن يكون فيما خلق الله تعالى من الأشعة أشعة قوية تخترق هذه الظلمات حتى يتبين الجنين ذكراً أم أنثى ‏.‏ وليس في الآية تصريح بذكر العلم بالذكورة والأنوثة، وكذلك لم تأت السنة بذلك‏.‏

وأما ما نقله السائل عن ابن جرير عن مجاهد أن رجلاً سأل النبي، صلي الله عليه وسلم عما تلد امرأته، فأنزل الله الآية‏.‏ فالمنقول هذا منقطع لأن مجاهداً رحمه الله من التابعين‏.‏

وأما تفسير قتادة رحمه الله فيمكن أن يحمل على أن اختصاص الله تعالى بعلمه ذلك إذا كان لم يخلق، أما بعد أن يخلَّق فقد يعلمه غيره‏.‏

قال ابن كثير رحمه الله في تفسير آية لقمان‏:‏ وكذلك لا يعلم ما في الأرحام مما يريد أن يخلقه تعالى سواه، ولكن إذا أمر بكونه ذكراً أو أنثى أو شقياً أو سعيداً علم الملائكة الموكلون بذلك ومن شاء من خلقه ‏.‏ أ‏.‏هـ‏.‏

وأما سؤالكم عن المخصص لعموم قوله تعالى‏:‏ ‏{‏مَا فِي الأَرْحَامِ‏}‏ ‏.‏ فنقول ‏:‏ إن كانت الآية تتناول الذكورة والأنوثة بعد التخليق فالمخصص الحس والواقع، وقد ذكر علماء الأصول أن المخصصات لعموم الكتاب والسنة إما النص، أو الإجماع، أو القياس، أو الحس، أو العقل وكلامهم في ذلك معروف‏.‏

وإذا كانت الآية لا تتناول ما بعد التخليق وإنما يراد بها ما قبله فليس فيها ما يعارض ما قيل من العلم بذكورة الجنين وأنوثته‏.‏

والحمد لله أنه لم يوجد ولن يوجد في الواقع ما يخالف صريح القرآن الكريم، وما طعن فيه أعداء المسلمين على القرآن الكريم من حدوث أمور ظاهرها معارضة القرآن الكريم فإنما ذلك لقصور فهمهم لكتاب الله تعالى، أو تقصيرهم في ذلك لسوء نيتهم، ولكن عند أهل الدين والعلم من البحث والوصول إلى الحقيقة ما يدحض شبهة هؤلاء ولله الحمد والمنة‏.‏

والناس في هذه المسألة طرفان ووسط‏:‏

فطرف تمسك بظاهر القرآن الكريم الذي ليس بصريح، وأنكر خلافه من كل أمر واقع متيقن، فجلب بذلك الطعن إلى نفسه في قصوره أو تقصيره، أو الطعن في القرآن الكريم حيث كان في نظره مخالفاً للواقع المتيقن‏.‏

وطرف أعرض عما دل عليه القرآن الكريم وأخذ بالأمور المادية المحضة، فكان بذلك من الملحدين‏.‏

وأما الوسط فأخذوا بدلالة القرآن الكريم وصدقوا بالواقع، وعلموا أنَّ كلاًّ منهما حق، ولا يمكن أن يناقض صريح القرآن الكريم أمراً معلوماً بالعيان، فجمعوا بين العمل بالمنقول والمعقول، وسلمت بذلك أديانهم وعقولهم، وهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم‏.‏

وفقنا الله وإخواننا المؤمنين لذلك، وجعلنا هداة مهتدين، وقادة مصلحين، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت، وإليه أنيب‏.‏

ابن عثيمين رحمه الله

 
oussama9694، تم حظره "حظر دائم". السبب: تكرار المخالفات / الاعتراض في كل مرة على إجراءات إدارية
رد: كيف نوفق بين علم الأطباء الآن بذكورة الجنين وأنوثته، وقوله تعالى ‏:‏ ‏{‏وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَر

في احدى الدروس لشيخنا وامامنا حفظه الله و رعاه شرحنا *ما* و *من* و عَرَّجْنَا على هذه النقطة

و الفرق واضح بَيِّنٌ لكلِّ نحوي أو من له ابسط علم بالنحو ف-ما- تستعمل لغير العاقل و*من* للعاقل

فالذكورة و الانوثة انما هي لحي عاقل *جنين* و لو أنه تم استعمال -من- لكان في الامر شبهة اوتعارض

لكن تم استعمال *ما* للدلالة على امور هي اكبر و ابعد من مجرد الذكورة و الانوثة و الحجم و اللون فمثلا للدلالة /هل هذا الجنين سعيد أم شقي ؟ فقير او غني ؟ ......./

وبالتالي لا داعي للتوفيق اصلا لانه لا يوجد أدنى تعارض

شكرا على الموضوع​
 
آخر تعديل:
رد: كيف نوفق بين علم الأطباء الآن بذكورة الجنين وأنوثته، وقوله تعالى ‏:‏ ‏{‏وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَر

علم الانسان مالم يعلم
 
رد: كيف نوفق بين علم الأطباء الآن بذكورة الجنين وأنوثته، وقوله تعالى ‏:‏ ‏{‏وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَر

بارك الله فيك
 
رد: كيف نوفق بين علم الأطباء الآن بذكورة الجنين وأنوثته، وقوله تعالى ‏:‏ ‏{‏وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَر

السلام عليكم
بارك الله فيك اخي
موضوع مفيد
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top