الفوائد والدرر من كلام الإمام ابن غديان: الطَّريقة المثلى لفهم القرآن وحفظه

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,286
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر
الحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين،وعلى آله وصحبه أجمعين،أما بعد:
فإن للإمام الثقة الثبت،والعالم الرباني،والشيخ الكبير المتقن،وشيخ الأصوليين في المملكة عبد الله بن عبد الرحمان بن غديان تراثا علميا يزخر بالتأصيل والتقعيد في أنواع العلوم،ونصائح وتوجيهات حتى يطلب الشخص العلم طلبا صحيحا،وكم نحتاج إلى هذه الدرر الغوالي من هذا الإمام وأمثاله من العلماء الأكابر،فأحببت أن أتحف إخواني بهذه السلسلة التي سميتها الفوائد والدرر من كلام الإمام ابن غديان،ومن حق العلماء علينا أن ننشر علمهم،وأحسب هذا المنتدى ،وهذا المنبر مما يعتنى فيه بهذا الحق العظيم،دونكم معاشر الكرام هذه الفوائد والتي أطلب فيها من إخواننا أن يضيفوا ما يرونه مفيدا في إثراء هذا الموضوع،أو توسيع ما ذكره الشيخ في نصائحه العظام،والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.

قال الشيخ في لقاء نور على الدرب 08 02 1431:

-الشخص إذا أراد أن يحفظ القرآن فإنه يحتاج إلى سلوك طريقة تسهل له الحفظ والفهم معا،ويكون الفهم سابقا للحفظ،والطريقة هي:

-الشخص يحدد الآيات التي تتكلم عن موضوع واحد،فإذا نظرنا إلى سورة البقرة وجدناها تشتمل على جملة من الموضوعات، وهكذا كثير من السور،وبعض السور تتضمن موضوعا واحدا،هذا الموضوع يحتاج إلل نظر إلى الآيات من جهة الكلمات الموجودة،الآيات التي تحتاج إلى معرفة، فيرجع الشخص إلى الكتب التي كتبت في بيان غريب القرآن مثل مفردات الراغب للأصفِهاني ويعرف معاني هذه الكلمات.

-وإذا نظرنا إلى القرآن وجدنا أن منه ما ذكر سبب نزوله في القرآن كما في قوله تعالى: (يسألونك عن الأهلة) وقوله: (يسألونك عن اليتامى) يعني الأسئلة التي وردت في القرآنّ،وصنف من القرآن نزل ليس له سبب،وصنف نزل له سبب، ولكن لم يذكر سببه في القرآن، فطالب العلم يحتاج إلى معرفة سبب نزول هذه الآيات.

-ومن جهة أخرى القرآن يدخله النسخ، وفيه كتب مؤلفة في الناسخ والمنسوخ ،ففيه كتاب الناسخ والمنسوخ لابن النحاس،ووفيه كتاب إخبار أهل الرسوخ في الناسخ والمنسوخ،فيحتاج إلى معرفة هذه الآيات هل دخلها نسخ أولا،وإذا دخلها النسخ فيحدد الناسخ والمنسوخ.

-وإذا انتهى من ذلك يرجع إلى هذه الآيات من جهة أنه قد يحدد فيها شيئا مشكلا،وفيه كتب ألفت في مشكلات القرآن،فيحتاج إلى الرجوع إليها مثل تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة،ومثل دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب للشيخ محمد الأمين الشنقيطي،المهم أن يرجع إلى الكتب وهي كثيرة التي كتبت في مشكل القرآن.

-إذا انتهى من هذا،فالشخص إذا نظر إلى الآيات وجدها أنها تشتمل على علامات وقف،وعلامات الوقف هذه هي موضوعة على حسب المعنى،فيحرص على معرفة معاني الجمل التي اشتملت عليها الآيات،وبإمكانه الرجوع إلى تفسير ابن جرير الطبري لأنه رحمه الله يأخذ الجمل على حسب ما تدل عليه الجملة، ويذكر شيئا من الأحاديث ويذكر بعض تفسير الصحابة الذي اطلع عليه، وتفسير التابعين وأتباع التابعين،فيشتمل على تفسير القرآن بالسنة، وبآثار الصحابة، وآثار التابعين وأتباع التابعين.

-إذا انتهى من هذا يرجع إلى القرآن من جهة معرفة المعنى العام للآيات وبإمكانه الرجوع إلى تفسير ابن سعدي -رحمه الله-.

-ويأخذ أيضا ما اشتملت عليه من الأحكام الفقهية بإمكانه الرجوع لأحكام القرآن لابن النحاس ،وكذلك أحكام القرآن لابن العربي،وأحكام القرآن للقرطبي،وكتاب أحكام القرآن للشافعي،والمقصود أن يرجع إلى كتاب من كتب أحكام القرآن وينظر إلى هذه الآيات وما اشتملت عليه من أحكام.

-إذا أراد أن يتوسع فيحتاج إلى معرفة العلاقة بين السور من جهة، وبين الموضوعات من جهة أخرى،وبين الآيات من جهة ثالثة، وبين الجمل التي اشتملت عليها الآيات من جهة ثالثة، وهذا يسمى بعلم المناسبة وفيه كتاب نظم الدرر في تناسب الآي والسور،وبإمكان الشخص أن يرجع إلى هذا الكتاب لمعرفة ذلك.
-وفيه أمور أخرى تتعلق باللغة العربية من ناحية التركيب مثل علم النحو وعلم البيان و علم المعاني وعلم البديع،هذا إذا أردا الشخص أن يتوسع في فهم القرآن.

-بعد هذه المراحل يغيب الآيات يحفظ الآيات يكرر الآيات بقدر ما يطمئن إلى حفظه لها، لأن الناس يختلفون في ملكة الحفظ، فبعضهم يكتفي بمرة واحدة أو مرتين أو ثلاث، وبعضهم يكرر إلى مئة مرة و لكنه لا يستقر الشيء الذي كرره في فكره على وجه الحفظ،فيحتاج إلى التكرار الذي يتناسب مع وضعه
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top