ما حكم من يقرأ القرآن مثلاً , ثم يقول : وهبت ثواب هذه القراءة للنبي صلى الله عليه وسلم ؟.

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,286
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر
ما حكم من يقرأ القرآن مثلاً , ثم يقول : وهبت ثواب هذه القراءة للنبي صلى الله عليه وسلم ؟.
تم النشر بتاريخ: 2005-08-13
الحمد لله

الصواب المقطوع به أن إهداء ثواب الطاعات إلى النبي صلى الله عليه وسلم بدعة , والدليل على هذا :

1- أن هذا الإهداء لا حاجة إليه , ولا داعي له , فإن النبي صلى الله عليه وسلم له مثل أجور أمته من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً , كما ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا ) رواه مسلم (2674) .

وقال : ( مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ ) رواه مسلم (1017) .

وهو صلى الله عليه وسلم قد سن سنن الهدى جميعها لأمته ، فصار إهداء العامل الثواب للنبي صلى الله عليه وسلم ليس فيه فائدة , بل فيه إخراج العامل للثواب عن نفسه من غير فائدة تحصل لغيره , فهذا العامل فاته ثواب العمل , والنبي صلى الله عليه وسلم له مثل هذا الثواب من غير إهداء .

2- أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسن هذا لأمته , وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ عَمِلَ عَمَلا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ ) رواه البخاري (2697) ومسلم (1718) واللفظ لمسلم .

3- أن السلف - من الخلفاء الراشدين , وسائر الصحابة والتابعين - لم يكونوا يفعلون ذلك , وهم أعلم بالخير , وأرغب فيه , وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ ، تَمَسَّكُوا بِهَا ، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ ) رواه أبو داود (4607) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .

انظر رسالة : "إهداء الثواب للنبي صلى الله عليه وسلم" لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .

وقد سئل ابن العطاء تلميذ النووي رحمهما الله : هل تجوز قراءة القرآن وإهداء الثواب إليه صلى الله عليه وسلم وهل فيه أثر ؟

فأجاب :

" أما قراءة القرآن العزيز فمن أفضل القربات ، وأما إهداؤه للنبي صلى الله عليه وسلم فلم ينقل فيه أثر ممن يعتد به ، بل ينبغي أن يمنع منه ، لما فيه من التهجم عليه فيما لم يأذن فيه ، مع أن ثواب التلاوة حاصل له بأصل شرعه صلى الله عليه وسلم ، وجميع أعمال أمته في ميزانه " انتهى .

ونقل السخاوي عن شيخه الحافظ ابن حجر رحمه الله أنه سئل عمن قرأ شيئا من القرآن وقال في دعائه : اللهم اجعل ثواب ما قرأته زيادة في شرف رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

فأجاب :

" هذا مخترع من متأخري القراء ، لا أعلم لهم سلفاً فيه " انتهى نقلاً من : "مواهب الجليل" (2/454,544)

هذا مع أن قراءة القرآن وإهداء الثوب للأموات فيه خلاف بين العلماء ، انظر السؤال (70317 ، 46698) لكن حتى لو قيل بجوازه ، فلا يجوز الإهداء للنبي صلى الله عليه وسلم ، لأنه لا يحصل به إلا حرمان العامل من الثواب من غير فائدة لغيره .

والله أعلم .
 
رد: ما حكم من يقرأ القرآن مثلاً , ثم يقول : وهبت ثواب هذه القراءة للنبي صلى الله عليه وسلم ؟.

بارك الله فيك على المعلومة
 
رد: ما حكم من يقرأ القرآن مثلاً , ثم يقول : وهبت ثواب هذه القراءة للنبي صلى الله عليه وسلم ؟.

بارك الله فيك
 
oussama9694، تم حظره "حظر دائم". السبب: تكرار المخالفات / الاعتراض في كل مرة على إجراءات إدارية
رد: ما حكم من يقرأ القرآن مثلاً , ثم يقول : وهبت ثواب هذه القراءة للنبي صلى الله عليه وسلم ؟.


فصار إهداء العامل الثواب للنبي صلى الله عليه وسلم ليس فيه فائدة , بل فيه إخراج العامل للثواب عن نفسه من غير فائدة تحصل لغيره , فهذا العامل فاته ثواب العمل , والنبي صلى الله عليه وسلم له مثل هذا الثواب من غير إهداء .
و كيف يتم اخراج الثواب ؟ وسِعت رحمةُ ربي كل شيء و فضله عزوجل لا يمكن حصره و عدُّه . فعندما يقول قارئ -اهدي ثواب ما قرأته للنبي صلى الله عليه و سلم - هل هو كإهداء إزار أو نحوه من أمور الدنيا؟ ’’ لا أبدا ..يقول تعالى *ذلك فضل الله يوتيه من يشاء و الله ذو الفضل العظيم * و يقول تعالى *و لله خزائن السموات و الارض *و الايات كثيرة عديدة

3- أن السلف - من الخلفاء الراشدين , وسائر الصحابة والتابعين - لم يكونوا يفعلون ذلك , وهم أعلم بالخير , وأرغب فيه , وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ ، تَمَسَّكُوا بِهَا ، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ ) رواه أبو داود (4607) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
و ماذا عن ما
ورد أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يعتمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته؛ ولعدم المحذور، بل دل على جوازه ما ورد في جواز الحج والصوم عن الميت.
يقول الخطيب الشربيني رحمه الله: "جوزه بعضهم، واختاره السبكي، واحتج بأن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما كان يعتمر عن النبي صلى الله عليه وسلم عمرة بعد موته من غير وصية. وحكى الغزالي في "الإحياء" عن علي بن الموفق - وكان من طبقة الجنيد - أنه حج عن النبي صلى الله عليه وسلم حججاً، وعن محمد بن إسحاق السراج النيسابوري أنه ختم عن النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من عشرة آلاف ختمة وضحى عنه مثل ذلك" انتهى من "مغني المحتاج" (4/ 111)، وانظر: "تحفة المحتاج" (7/ 76)، "نهاية المحتاج" (6/ 93).
ويقول البهوتي الحنبلي رحمه الله: "كل قربة فعلها المسلم وجعل ثوابها أو بعضها كالنصف والثلث أو الربع لمسلم حي أو ميت جاز ذلك ونفعه ذلك، لحصول الثواب له، حتى لرسول الله صلى الله عليه وسلم" انتهى من "كشاف القناع"(2/ 147). والله أعلم.




والله أعلم .

انا لا انصر رأيا فقهيا على آخر
و انما أبين وجوه المسألة
وهذا ما ينقص شبابنا للاسف .. قلة الاطلاع و بالتالي الاخذ بالرأي الفقهي الواحد على أنه هو الدين و الحق و من خالفه كان مبتدعا ضالا وهذا فيه من الاجحاف ما لا يخفى على صاحب بصيرة
+
لا داعي لإقامة جدال و الطعن في العلماء و ما الى ذلك
و انما مجرد ناصح بأن ينظر المسلم في القضية من كامل جوانبها ثم يحكم

ان اصبت فمن الله و ان اخطئت فمن نفسي و الشيطان

وفقكم الله
 
رد: ما حكم من يقرأ القرآن مثلاً , ثم يقول : وهبت ثواب هذه القراءة للنبي صلى الله عليه وسلم ؟.

بارك الله فيك​
 
رد: ما حكم من يقرأ القرآن مثلاً , ثم يقول : وهبت ثواب هذه القراءة للنبي صلى الله عليه وسلم ؟.

بارك الله فيك على المعلومة
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top