- إنضم
- 20 ديسمبر 2014
- المشاركات
- 515
- نقاط التفاعل
- 653
- النقاط
- 31
- الجنس
- ذكر
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الله تعالى أنزل الوحي وتكفل بحفظه ، وهيأ الأسباب لذلك قال تعالى ("َإنا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" [الحجر : 9]وروى أبو داود وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ) وحفظة الدين ومجددوه هم العلماء الربانيون والذين أثنى الله تعالى عليهم في كتابه قال تعالى " إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ" [فاطر : 28] بسم الله الرحمن الرحيم أهل الحديث .....حفظة الدين والسنـــة إن الله تعالى أنزل الوحي وتكفل بحفظه ، وهيأ الأسباب لذلك قال تعالى ("َإنا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" [الحجر : 9]وروى أبو داود وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ) وحفظة الدين ومجددوه هم العلماء الربانيون والذين أثنى الله تعالى عليهم في كتابه قال تعالى " إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ" [فاطر : 28]. روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمرو بن العاص سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، فإذا لم يبق عالم ، اتخذ الناس رؤوسا جهالا ، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ). وروى البخاري أيضا عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يجاء بنوح يوم القيامة فيقال له ، هل بلغت؟ فيقول نعم يارب ، فتسأل أمته هل بلغكم ؟ فيقولون : ماجاءنا من نذير ، فيقول : من شهودك ؟ فيقول محمد وأمته ، فيجاء بكم فتشهدون ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً" [البقرة : 143] قال ابن حجر رحمه الله : والوسط العدل وهم أهل السنة والجماعة وهم أهل العلم الشرعي . ويقول أبو مسلم الخولاني سيد التابعين (ت62) مثل العلماء في الأرض كمثل النجوم في السماء ، إذا بدت لهم اهتدوا وإذا خفيت عليهم تحيروا . وقال أبو قلابه عبد الله بن زيد الجرمي : مَـثل العلماء مِـثل النجوم والأعلام يهتدي بها الناس ، فإذا توارت ترددوا في الحيرة . وإن أوفر الناس حظا بهذا الشرف هم أهل الحديث وأهل العلم من أهل السنة . والنصوص وآثار السلف تدل على ذلك . روى البخاري في صحيحه في كتاب الاعتصام . باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق يقاتلون ) وهم أهل العلم . ثم ذكر بسنده إلى المغيرة بن شعبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون ) وبسنده إلى حميد قال سمعت معاوية بن أبي سفيان يخطب قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ، وإنما أنا قاسم ويعطي الله ، ولن يزال أمر هذه الأمة مستقيما حتى تقوم الساعة أو حتى يأتي أمر الله ) وقد جاء في تفسير هذه الطائفة عن كثير من أئمة السلف بأنهم أهل الحديث . مثل الإمام عبد الله بن المبارك والإمام يزيد بن هارون الواسطي ، والإمام علي بن المديني ، والإمام أحمد بن حنبل والإمام أحمد بن سنان الواسطي والإمام محمد بن عيسى الترمذي ، وغيرهم . وهذا الحديث جاء بألفاظ عدة ، وبصفات لهذه الطائفة متنوعة ، مما يوضح أن أهل الحديث هم حفظة الدين والسنة ، فجاء بلفظ ( ظاهرين على الحق ) وبلفظ ( حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون ) وبلفظ ( قائمة بأمر الله ) وبلفظ ( قوامة على أمر الله ) وبلفظ ( منصورين ) وبلفظ ( يقاتلون على الحق ) وبلفظ ( ظاهرين على من ناوأهم ) وبلفظ ( قاهرين لعدوهم ) وبلفظ ( عزيزة إلى يوم القيامة ) . يقول الإمام أبو عبد الله ابن بطة العكبري في الإبانة تعليقا على هذا الحديث وأمثاله : ( جعلنا الله وإياكم بكتاب الله عاملين ، وبسنة نبينا صلى الله عليه وسلم متمسكين ، وللأئمة والخلفاء الراشدين المهديين متبعين ، ولآثار سلفنا وعلمائنا مقتفين ، وبهدي شيوخنا الصالحين رحمة الله عليهم أجمعين مهتدين ، فإن الله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه جعل في كل زمان فترة من الرسل ، ودروسا للأثر ، ثم هو تعالى بلطفه بعباده ورفقه بأهل عنايته ومن سبقت له الرحمة في كتابه ، لا يُـخلي كل زمان من بقايا من أهل العلم حملة الحجة ، يدعون من ضل إلى الهدى ، ويذودونهم عن الردى ، ويصبرون منهم على الأذى ، ويحيون بكتاب الله الموتى ، ويبصرون بعون الله أهل العمى ، وبسنة رسول الله أهل الجهالة والغباء ) ثم ساق من الأحاديث ما يبرهن على ذلك ، مثل ما رواه بسنده إلى قيس بن سعد بن أبي وقاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تزال طائفة من أمتي ظاهرة على الدين عزيزة إلى يوم القيامة ) وقد سئل سماحة الإمام العلامة المحدث عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى عبر البرنامج الإذاعي نور على الدرب السؤال الآتي ( كثرت الطوائف والفرق التي تزعم أنها هي الطائفة المنصورة ، واشتبه على كثير من الناس الأمر ، فماذا نفعل خاصة أن هناك فرقا تنتسب للإسلام كالصوفية والسلفية ونحو ذلك من الفرق ، فكيف نميز بارك الله فيكم ؟ فأجاب رحمه الله تعالى فقال ( ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :" افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة يعني كلها في النار إلا واحدة ، وهم أتباع موسى وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة- والمعنى أن كلها في النار إلا واحدة ، وهم التابعون لعيسى عليه السلام – قال :وستفترق هذه الأمة – يعني أمة محمد عليه الصلاة والسلام – على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة " قيل يا رسول الله ، من هي الفرقة الناجية ؟ قال الجماعة وفي لفظ " ما أنا عليه وأصحابي ". هذه هي الفرقة الناجية ، الذين اجتمعوا على الحق الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، واستقاموا عليه ، وساروا على نهج الرسول صلى الله عليه وسلم ونهج أصحابه ، وهم أهل السنة والجماعة ، وهم أهل الحديث الشريف السلفيون ، الذين تابعوا السلف الصالح ، وساروا على نهجهم في العمل بالقرآن والسنة ، وكلُ فرقة تخالفهم فهي متوعّـدة ٌ بالنار . فعليك أيتها السائلة أن تنظري في كل فرقة تدعي أنها فرقة ناجية ، فتنظري أعمالها ، فإن كانت أعمالها مطابقة للشرع فهي من الفرقة الناجية ، وإلا فلا . والمقصود أن الميزان هو القرآن العظيم والسنة المطهرة في حق كل فرقة ، فمن كانت أعمالها وأقوالها تسير على كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم فهذه داخلة في الفرقة الناجية ، ومن كانت بخلاف ذلك كالجهمية والمعتزلة والرافضة والمرجئة وغير ذلك ، وغالب الصوفية الذين يبتدعون في الدين مالم يأذن به الله ، هؤلاء كلهم داخلون في الفرق التي توعدها الرسول صلى الله عليه وسلم بالنار حتى يتوبوا مما يخالف الشرع . وكل فرقة عندها شئ يخالف الشرع المطهر فعليها أن تتوب منه ، وترجع إلى الصواب وإلى الحق الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وبهذا تنجو من الوعيد ، أما إذا بقيت على البدع التي أحدثتها في الدين ، ولم تستقم على طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فإنها داخلة في الفرق المتوعدة ، وليست كلها كافرة ، إنما هي متوعدة بالنار ، فقد يكون فيها من هو كافر لفعله شيئا من الكفر ، وقد يكون فيها من هو ليس بكافر ولكنه متوعد بالنار ، بسبب ابتداعه في الدين ، وشرعهِ في الدين مالم يأذن به الله سبحانه وتعالى ) ا.هـ.( فتاوى نور على الدرب لسماحته جمع د.الطيار ص15 ). وقال الإمام أبو القاسم هبة الله بن الحسن الطبري اللالكائي رحمه الله (ت418) : ( فلم نجد في كتاب الله وسنة رسوله وآثار صحابته ، إلا الحث على الاتباع ، وذم التكلف والاختراع ، فمن اقتصر على هذه الآثار كان من المتبعين ، وكان أولاهم بهذا الاسم ، وأحقهم بهذا الوسم ،و أخصهم بهذا الرسم ، أصحاب الحديث لاختصاصهم برسول الله ، واتباعهم لقوله ، وطول ملازمتهم له ، وتحملهم علمه ، وحفظهم أنفاسه وأفعاله ، فأخذوا الإسلام عنه مباشرة ، وشرائعه مشاهدة ، وأحكامه معاينة ، من غير واسطة ولا سفير بينهم وبينه واصلة ، فجاولوها عيانا ، وحفظوا عنه شفاها ، وتلقفوه من فيه رطبا ، وتلقوه من لسانه عذبا ، واعتقدوا جميع ذلك حقا ، وأخلصوا بذلك من قلوبهم يقينا ، فهذا دين أخذوا أوله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مشافهة ، لم يشبه لبس ولا شبهة ، ثم نقلها العدول عن العدول من غير تحامل ولا ميل ، ثم الكافة عن الكافة ، والصافة عن الصافة والجماعة عن الجماعة . فهؤلاء الذين تعهدت بنقلهم الشريعة ، وانحفظت بهم أصول السنة ، فوجبت لهم بذلك المنة على جميع الأمة ، والدعوة لهم من الله بالمغفرة . فهم حملة علمه ، ونقلة دينه ، وسفرته بينه وبين أمته ، وأمناؤه في تبليغ الوحي عنه ، فحري أن يكونوا أولى الناس به في حياته ووفاته ) (1/20). وقال أبو عبد الله الحاكم النيسابوري (ت405) في كتابه " معرفة علوم الحديث"( حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق البصري بمصر ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن معاوية بن قرة قال سمعت أبي يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا يزال ناس من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة ) ثم قال سمعت أبا عبد الله محمد بن علي بن عبد الحميد الأدمي بمكة يقول سمعت موسى بن هارون يقول سمعت أحمد بن حنبل يقول – وسئل عن معنى هذا الحديث فقال :" إن لم يكن هذه الطائفة المنصورة أصحاب الحديث فلا أدري من هم ؟" قال أبو عبد الله : وفي مثل هذا قيل : من أمّر السنة في نفسه قولا وفعلا ، نطق بالحق. فلقد أحسن أحمد بن حنبل في تفسير هذا الخبر أن الطائفة المنصورة التي يرفع الخذلان عنهم إلى قيام الساعة هم أصحاب الحديث ، ومن أحق بهذا التأويل من قوم سلكوا محجة الصالحين واتبعوا آثار السلف من الماضين ، ودمغوا أهل البدع من المخالفين بسنن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله أجمعين ، من قوم آثروا قطع المفاوز والقفار على التنعم في الدمن والأوطار، وتنعموا بالبؤس في الأسفار مع مساكنة العلم والأخبار " ثم ساق باسناده إلى حفص بن غياث أنه قيل له : ألا تنظر إلى أصحاب الحديث وما هم فيه ؟ فقال : هم خير أهل الدنيا " وإلى أبي بكر بن عياش أنه قال : " إني لأرجو أن يكون أصحاب الحديث خير الناس " ثم قال الحاكم :" ولقد صدقا جميعا أن أصحاب الحديث خير الناس ، وكيف لايكونون كذلك ، وقد نبذوا الدنيا بأسرها وراءهم ، وجعلوا غذاءهم الكتابة ، وسمرهم المعارضة ، واسترواحهم المذاكرة ، وخلوقهم المداد . فعقولهم بلذاذة السنة غامرة ، وقلوبهم بالرضاء في الأحوال عامرة ، وتعلم السنن سرورهم ، ومجالس العلم حبورهم ، وأهل السنة قاطبة إخوانهم ، وأهل الإلحاد والبدع بأسرها أعداؤهم ) . وقال الإمام أبو بكر الخطيب البغدادي رحمه الله ( ت463) في كتابه شرف أصحاب الحديث : ( وقد جعل الله أهله أركان الشريعة ، وهدم بهم كل بدعة شنيعة ، فهم أمناء الله في خليقته ، والواسطة بين النبي وأمته ، والمجتهدون في حفظ ملته ، أنوارهم زاهرة ، وفضائلهم سايرة ، وآياتهم باهرة ، ومذاهبهم ظاهرة ، وحججهم قاهرة ، وكل فئة تتحيز إلى هوى ترجع إليه وتستحسن رأيا تعكف عليه سوى أصحاب الحديث ، فإن الكتاب عدتهم ، والسنة حجتهم ، والرسول فئتهم ، وإليه نسبتهم ، لا يعرجون على الأهواء ، ولا يلتفتون إلى الآراء ، يقبل منهم ما رووا عن الرسول ، وهم المأمونون عليه العدول ، حفظة الدين وخزنته ، وأوعية العلم وحملته ) ثم ذكر بإسناده إلى علي بن المديني – معلقا على حديث – لاتزال طائفة – قال ( هم أهل الحديث ، والذين يتعاهدون مذاهب الرسول ، ويذبون عن العلم ، ولولاهم لم نجد عند المعتزلة والرافضة والجهمية وأهل الإرجاء والرأي شيئا من السنن ) ا.هـ. إن أهل العلم من أهل الحديث والسنة ، هم الذين اصطفاهم الله تعالى لحفظ دينه وسنة نبيه ، وشرفهم بهذا ولا يزال رب العالمين يغرس منهم غرسا ، يستعملهم في طاعته ونصرة دينه . وإن من هؤلاء الذين حفظ الله بهم دينه وسنة نبيه في هذا العصر الإمام المجدد والشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى ، وأسكنه فسيح جناته ، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء ، فهو بحق من حفظة الدين والسنة . قال عنه سماحة الإمام بقية السلف الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى ( ما رأيت تحت أديم السماء عالما بالحديث في العصر الحديث مثل العلامة محمد ناصر الدين الألباني ) وسئل رحمه الله عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ) فسئل من هو مجدد هذا القرن؟ فقال رحمه الله : ( الشيخ محمد ناصر الدين الألباني هو مجدد هذا العصر في ظني ، والله أعلم ) وقال أيضا رحمه الله : ( لا أعلم تحت قبة الفلك في هذا العصر أعلم من الشيخ ناصر ) وقال عنه الإمام العلامة الفقيه الأصولي الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله : ( الألباني رجل من أهل السنة ، رحمه الله ، مدافع عنها ، إمام في الحديث ، لا نعلم أن أحدا يباريه في عصرنا ) . ] فتاوى العلماء الأكابر للرمضاني ص 6 [ لقد جدد رحمه الله تعالى كثيرا مما اندرس من علوم الحديث والسنة والجرح والتعديل وعلم الرجال ، وقرب للأمة عشرات الآلاف من الأحاديث الصحيحة ، ونبه على مثلها من الأحاديث الضعيفة والموضوعة والمنكرة . ولقد وفّـى رحمه الله بكثير مما وعد به في مشروعه العظيم ( تقريب السنة بين يدي الأمة ) ما استطاع إلى ذلك سبيلا . وحقق كثيرا من كتب السلف في العقيدة ، فضلا عن التأليف . وذلك مثل أحكام الجنائز وبدعها ،ثم تلخيص ذلك ، وتحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد ، والتوسل أنواعه وأحكامه ، والرد على كتاب المراجعات للمدعو المسمى عبد الحسين شرف الدين الشيعي ، وشرح وتعليق على العقيدة الطحاوية ، وكشف النقاب عما في كتاب أبي غدة من الأباطيل والإفتراءات . ومن التحقيقات له : كتاب الآيات البينات على عدم سماع الأموات للألوسي ، وكتاب الإيمان لابن أبي شيبه ، وكتاب الإيمان لأبي عبيد القاسم بن سلام ، وكتاب التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل للمعلمي ، وكتاب رفع الأستار لإبطال القائلين بفناء النار للصنعاني ، وتخريج كتابي الاحتجاج بالقدر ، والإيمان لابن تيمية ، وتخريج أحاديث كتاب شرح العقيدة الطحاوية ، وتخريج أحاديث كتاب كلمة الإخلاص لابن رجب . وأما خدمته للحديث ، فحدث ولا حرج ، فهو بحر لا ساحل له ، فمن ذلك إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل ، وسلسلة الأحاديث الصحيحة ، وسلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة ، وصحيح الأدب المفرد ، وضعيف الأدب المفرد ، وصحيح الترغيب والترهيب ، وضعيف الترغيب والترهيب ، وصحيح الجامع الصغير وزيادته ، وضعيف الجامع الصغير وزيادته ، وصحيح أبي داود وضعيفه ، وصحيح سنن الترمذي وضعيفه ، وصحيح سنن النسائي وضعيفه ، وصحيح سنن ابن ماجه وضعيفه ، ومختصر صحيح البخاري ، ومختصر صحيح مسلم ، وصحيح موارد الظمآن وضعيفه . وغير ذلك كثير من التحقيقات والتعليقات والتأليفات التي خدم فيها الدين والسنة ، فرحمه الله من عالم جليل ، ومجدد فريد ، وإمام جهبذ عظيم ، سخره الله لحفظ السنة والدفاع عنها ، وغرسه ليستعمله في طاعته ونصرة دينه ، فكم له من الصولات والجولات والمناقشات والمنازلات مع أهل البدع والأهواء ، نصرةٍ لدين الله ، ودفاعاً عن السنة وسبيل سلف الأمة ، فسبحان من جعل لبعض خلقه نصيبا عظيما من اسمه . فنسأل الله تعالى أن يجعل لنا من ذلك أعظم النصيب ، وأن يجعلنا ممن أراد بهم خيرا فوفقهم للفقه في الدين وسلك بهم مسلك أهل الحديث . وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
وكتبه شيخ عبد الله بن يصلفيق الظفيري
إن الله تعالى أنزل الوحي وتكفل بحفظه ، وهيأ الأسباب لذلك قال تعالى ("َإنا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" [الحجر : 9]وروى أبو داود وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ) وحفظة الدين ومجددوه هم العلماء الربانيون والذين أثنى الله تعالى عليهم في كتابه قال تعالى " إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ" [فاطر : 28] بسم الله الرحمن الرحيم أهل الحديث .....حفظة الدين والسنـــة إن الله تعالى أنزل الوحي وتكفل بحفظه ، وهيأ الأسباب لذلك قال تعالى ("َإنا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" [الحجر : 9]وروى أبو داود وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ) وحفظة الدين ومجددوه هم العلماء الربانيون والذين أثنى الله تعالى عليهم في كتابه قال تعالى " إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ" [فاطر : 28]. روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمرو بن العاص سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، فإذا لم يبق عالم ، اتخذ الناس رؤوسا جهالا ، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ). وروى البخاري أيضا عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يجاء بنوح يوم القيامة فيقال له ، هل بلغت؟ فيقول نعم يارب ، فتسأل أمته هل بلغكم ؟ فيقولون : ماجاءنا من نذير ، فيقول : من شهودك ؟ فيقول محمد وأمته ، فيجاء بكم فتشهدون ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً" [البقرة : 143] قال ابن حجر رحمه الله : والوسط العدل وهم أهل السنة والجماعة وهم أهل العلم الشرعي . ويقول أبو مسلم الخولاني سيد التابعين (ت62) مثل العلماء في الأرض كمثل النجوم في السماء ، إذا بدت لهم اهتدوا وإذا خفيت عليهم تحيروا . وقال أبو قلابه عبد الله بن زيد الجرمي : مَـثل العلماء مِـثل النجوم والأعلام يهتدي بها الناس ، فإذا توارت ترددوا في الحيرة . وإن أوفر الناس حظا بهذا الشرف هم أهل الحديث وأهل العلم من أهل السنة . والنصوص وآثار السلف تدل على ذلك . روى البخاري في صحيحه في كتاب الاعتصام . باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق يقاتلون ) وهم أهل العلم . ثم ذكر بسنده إلى المغيرة بن شعبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون ) وبسنده إلى حميد قال سمعت معاوية بن أبي سفيان يخطب قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ، وإنما أنا قاسم ويعطي الله ، ولن يزال أمر هذه الأمة مستقيما حتى تقوم الساعة أو حتى يأتي أمر الله ) وقد جاء في تفسير هذه الطائفة عن كثير من أئمة السلف بأنهم أهل الحديث . مثل الإمام عبد الله بن المبارك والإمام يزيد بن هارون الواسطي ، والإمام علي بن المديني ، والإمام أحمد بن حنبل والإمام أحمد بن سنان الواسطي والإمام محمد بن عيسى الترمذي ، وغيرهم . وهذا الحديث جاء بألفاظ عدة ، وبصفات لهذه الطائفة متنوعة ، مما يوضح أن أهل الحديث هم حفظة الدين والسنة ، فجاء بلفظ ( ظاهرين على الحق ) وبلفظ ( حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون ) وبلفظ ( قائمة بأمر الله ) وبلفظ ( قوامة على أمر الله ) وبلفظ ( منصورين ) وبلفظ ( يقاتلون على الحق ) وبلفظ ( ظاهرين على من ناوأهم ) وبلفظ ( قاهرين لعدوهم ) وبلفظ ( عزيزة إلى يوم القيامة ) . يقول الإمام أبو عبد الله ابن بطة العكبري في الإبانة تعليقا على هذا الحديث وأمثاله : ( جعلنا الله وإياكم بكتاب الله عاملين ، وبسنة نبينا صلى الله عليه وسلم متمسكين ، وللأئمة والخلفاء الراشدين المهديين متبعين ، ولآثار سلفنا وعلمائنا مقتفين ، وبهدي شيوخنا الصالحين رحمة الله عليهم أجمعين مهتدين ، فإن الله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه جعل في كل زمان فترة من الرسل ، ودروسا للأثر ، ثم هو تعالى بلطفه بعباده ورفقه بأهل عنايته ومن سبقت له الرحمة في كتابه ، لا يُـخلي كل زمان من بقايا من أهل العلم حملة الحجة ، يدعون من ضل إلى الهدى ، ويذودونهم عن الردى ، ويصبرون منهم على الأذى ، ويحيون بكتاب الله الموتى ، ويبصرون بعون الله أهل العمى ، وبسنة رسول الله أهل الجهالة والغباء ) ثم ساق من الأحاديث ما يبرهن على ذلك ، مثل ما رواه بسنده إلى قيس بن سعد بن أبي وقاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تزال طائفة من أمتي ظاهرة على الدين عزيزة إلى يوم القيامة ) وقد سئل سماحة الإمام العلامة المحدث عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى عبر البرنامج الإذاعي نور على الدرب السؤال الآتي ( كثرت الطوائف والفرق التي تزعم أنها هي الطائفة المنصورة ، واشتبه على كثير من الناس الأمر ، فماذا نفعل خاصة أن هناك فرقا تنتسب للإسلام كالصوفية والسلفية ونحو ذلك من الفرق ، فكيف نميز بارك الله فيكم ؟ فأجاب رحمه الله تعالى فقال ( ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :" افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة يعني كلها في النار إلا واحدة ، وهم أتباع موسى وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة- والمعنى أن كلها في النار إلا واحدة ، وهم التابعون لعيسى عليه السلام – قال :وستفترق هذه الأمة – يعني أمة محمد عليه الصلاة والسلام – على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة " قيل يا رسول الله ، من هي الفرقة الناجية ؟ قال الجماعة وفي لفظ " ما أنا عليه وأصحابي ". هذه هي الفرقة الناجية ، الذين اجتمعوا على الحق الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، واستقاموا عليه ، وساروا على نهج الرسول صلى الله عليه وسلم ونهج أصحابه ، وهم أهل السنة والجماعة ، وهم أهل الحديث الشريف السلفيون ، الذين تابعوا السلف الصالح ، وساروا على نهجهم في العمل بالقرآن والسنة ، وكلُ فرقة تخالفهم فهي متوعّـدة ٌ بالنار . فعليك أيتها السائلة أن تنظري في كل فرقة تدعي أنها فرقة ناجية ، فتنظري أعمالها ، فإن كانت أعمالها مطابقة للشرع فهي من الفرقة الناجية ، وإلا فلا . والمقصود أن الميزان هو القرآن العظيم والسنة المطهرة في حق كل فرقة ، فمن كانت أعمالها وأقوالها تسير على كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم فهذه داخلة في الفرقة الناجية ، ومن كانت بخلاف ذلك كالجهمية والمعتزلة والرافضة والمرجئة وغير ذلك ، وغالب الصوفية الذين يبتدعون في الدين مالم يأذن به الله ، هؤلاء كلهم داخلون في الفرق التي توعدها الرسول صلى الله عليه وسلم بالنار حتى يتوبوا مما يخالف الشرع . وكل فرقة عندها شئ يخالف الشرع المطهر فعليها أن تتوب منه ، وترجع إلى الصواب وإلى الحق الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وبهذا تنجو من الوعيد ، أما إذا بقيت على البدع التي أحدثتها في الدين ، ولم تستقم على طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فإنها داخلة في الفرق المتوعدة ، وليست كلها كافرة ، إنما هي متوعدة بالنار ، فقد يكون فيها من هو كافر لفعله شيئا من الكفر ، وقد يكون فيها من هو ليس بكافر ولكنه متوعد بالنار ، بسبب ابتداعه في الدين ، وشرعهِ في الدين مالم يأذن به الله سبحانه وتعالى ) ا.هـ.( فتاوى نور على الدرب لسماحته جمع د.الطيار ص15 ). وقال الإمام أبو القاسم هبة الله بن الحسن الطبري اللالكائي رحمه الله (ت418) : ( فلم نجد في كتاب الله وسنة رسوله وآثار صحابته ، إلا الحث على الاتباع ، وذم التكلف والاختراع ، فمن اقتصر على هذه الآثار كان من المتبعين ، وكان أولاهم بهذا الاسم ، وأحقهم بهذا الوسم ،و أخصهم بهذا الرسم ، أصحاب الحديث لاختصاصهم برسول الله ، واتباعهم لقوله ، وطول ملازمتهم له ، وتحملهم علمه ، وحفظهم أنفاسه وأفعاله ، فأخذوا الإسلام عنه مباشرة ، وشرائعه مشاهدة ، وأحكامه معاينة ، من غير واسطة ولا سفير بينهم وبينه واصلة ، فجاولوها عيانا ، وحفظوا عنه شفاها ، وتلقفوه من فيه رطبا ، وتلقوه من لسانه عذبا ، واعتقدوا جميع ذلك حقا ، وأخلصوا بذلك من قلوبهم يقينا ، فهذا دين أخذوا أوله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مشافهة ، لم يشبه لبس ولا شبهة ، ثم نقلها العدول عن العدول من غير تحامل ولا ميل ، ثم الكافة عن الكافة ، والصافة عن الصافة والجماعة عن الجماعة . فهؤلاء الذين تعهدت بنقلهم الشريعة ، وانحفظت بهم أصول السنة ، فوجبت لهم بذلك المنة على جميع الأمة ، والدعوة لهم من الله بالمغفرة . فهم حملة علمه ، ونقلة دينه ، وسفرته بينه وبين أمته ، وأمناؤه في تبليغ الوحي عنه ، فحري أن يكونوا أولى الناس به في حياته ووفاته ) (1/20). وقال أبو عبد الله الحاكم النيسابوري (ت405) في كتابه " معرفة علوم الحديث"( حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق البصري بمصر ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن معاوية بن قرة قال سمعت أبي يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا يزال ناس من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة ) ثم قال سمعت أبا عبد الله محمد بن علي بن عبد الحميد الأدمي بمكة يقول سمعت موسى بن هارون يقول سمعت أحمد بن حنبل يقول – وسئل عن معنى هذا الحديث فقال :" إن لم يكن هذه الطائفة المنصورة أصحاب الحديث فلا أدري من هم ؟" قال أبو عبد الله : وفي مثل هذا قيل : من أمّر السنة في نفسه قولا وفعلا ، نطق بالحق. فلقد أحسن أحمد بن حنبل في تفسير هذا الخبر أن الطائفة المنصورة التي يرفع الخذلان عنهم إلى قيام الساعة هم أصحاب الحديث ، ومن أحق بهذا التأويل من قوم سلكوا محجة الصالحين واتبعوا آثار السلف من الماضين ، ودمغوا أهل البدع من المخالفين بسنن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله أجمعين ، من قوم آثروا قطع المفاوز والقفار على التنعم في الدمن والأوطار، وتنعموا بالبؤس في الأسفار مع مساكنة العلم والأخبار " ثم ساق باسناده إلى حفص بن غياث أنه قيل له : ألا تنظر إلى أصحاب الحديث وما هم فيه ؟ فقال : هم خير أهل الدنيا " وإلى أبي بكر بن عياش أنه قال : " إني لأرجو أن يكون أصحاب الحديث خير الناس " ثم قال الحاكم :" ولقد صدقا جميعا أن أصحاب الحديث خير الناس ، وكيف لايكونون كذلك ، وقد نبذوا الدنيا بأسرها وراءهم ، وجعلوا غذاءهم الكتابة ، وسمرهم المعارضة ، واسترواحهم المذاكرة ، وخلوقهم المداد . فعقولهم بلذاذة السنة غامرة ، وقلوبهم بالرضاء في الأحوال عامرة ، وتعلم السنن سرورهم ، ومجالس العلم حبورهم ، وأهل السنة قاطبة إخوانهم ، وأهل الإلحاد والبدع بأسرها أعداؤهم ) . وقال الإمام أبو بكر الخطيب البغدادي رحمه الله ( ت463) في كتابه شرف أصحاب الحديث : ( وقد جعل الله أهله أركان الشريعة ، وهدم بهم كل بدعة شنيعة ، فهم أمناء الله في خليقته ، والواسطة بين النبي وأمته ، والمجتهدون في حفظ ملته ، أنوارهم زاهرة ، وفضائلهم سايرة ، وآياتهم باهرة ، ومذاهبهم ظاهرة ، وحججهم قاهرة ، وكل فئة تتحيز إلى هوى ترجع إليه وتستحسن رأيا تعكف عليه سوى أصحاب الحديث ، فإن الكتاب عدتهم ، والسنة حجتهم ، والرسول فئتهم ، وإليه نسبتهم ، لا يعرجون على الأهواء ، ولا يلتفتون إلى الآراء ، يقبل منهم ما رووا عن الرسول ، وهم المأمونون عليه العدول ، حفظة الدين وخزنته ، وأوعية العلم وحملته ) ثم ذكر بإسناده إلى علي بن المديني – معلقا على حديث – لاتزال طائفة – قال ( هم أهل الحديث ، والذين يتعاهدون مذاهب الرسول ، ويذبون عن العلم ، ولولاهم لم نجد عند المعتزلة والرافضة والجهمية وأهل الإرجاء والرأي شيئا من السنن ) ا.هـ. إن أهل العلم من أهل الحديث والسنة ، هم الذين اصطفاهم الله تعالى لحفظ دينه وسنة نبيه ، وشرفهم بهذا ولا يزال رب العالمين يغرس منهم غرسا ، يستعملهم في طاعته ونصرة دينه . وإن من هؤلاء الذين حفظ الله بهم دينه وسنة نبيه في هذا العصر الإمام المجدد والشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى ، وأسكنه فسيح جناته ، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء ، فهو بحق من حفظة الدين والسنة . قال عنه سماحة الإمام بقية السلف الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى ( ما رأيت تحت أديم السماء عالما بالحديث في العصر الحديث مثل العلامة محمد ناصر الدين الألباني ) وسئل رحمه الله عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ) فسئل من هو مجدد هذا القرن؟ فقال رحمه الله : ( الشيخ محمد ناصر الدين الألباني هو مجدد هذا العصر في ظني ، والله أعلم ) وقال أيضا رحمه الله : ( لا أعلم تحت قبة الفلك في هذا العصر أعلم من الشيخ ناصر ) وقال عنه الإمام العلامة الفقيه الأصولي الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله : ( الألباني رجل من أهل السنة ، رحمه الله ، مدافع عنها ، إمام في الحديث ، لا نعلم أن أحدا يباريه في عصرنا ) . ] فتاوى العلماء الأكابر للرمضاني ص 6 [ لقد جدد رحمه الله تعالى كثيرا مما اندرس من علوم الحديث والسنة والجرح والتعديل وعلم الرجال ، وقرب للأمة عشرات الآلاف من الأحاديث الصحيحة ، ونبه على مثلها من الأحاديث الضعيفة والموضوعة والمنكرة . ولقد وفّـى رحمه الله بكثير مما وعد به في مشروعه العظيم ( تقريب السنة بين يدي الأمة ) ما استطاع إلى ذلك سبيلا . وحقق كثيرا من كتب السلف في العقيدة ، فضلا عن التأليف . وذلك مثل أحكام الجنائز وبدعها ،ثم تلخيص ذلك ، وتحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد ، والتوسل أنواعه وأحكامه ، والرد على كتاب المراجعات للمدعو المسمى عبد الحسين شرف الدين الشيعي ، وشرح وتعليق على العقيدة الطحاوية ، وكشف النقاب عما في كتاب أبي غدة من الأباطيل والإفتراءات . ومن التحقيقات له : كتاب الآيات البينات على عدم سماع الأموات للألوسي ، وكتاب الإيمان لابن أبي شيبه ، وكتاب الإيمان لأبي عبيد القاسم بن سلام ، وكتاب التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل للمعلمي ، وكتاب رفع الأستار لإبطال القائلين بفناء النار للصنعاني ، وتخريج كتابي الاحتجاج بالقدر ، والإيمان لابن تيمية ، وتخريج أحاديث كتاب شرح العقيدة الطحاوية ، وتخريج أحاديث كتاب كلمة الإخلاص لابن رجب . وأما خدمته للحديث ، فحدث ولا حرج ، فهو بحر لا ساحل له ، فمن ذلك إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل ، وسلسلة الأحاديث الصحيحة ، وسلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة ، وصحيح الأدب المفرد ، وضعيف الأدب المفرد ، وصحيح الترغيب والترهيب ، وضعيف الترغيب والترهيب ، وصحيح الجامع الصغير وزيادته ، وضعيف الجامع الصغير وزيادته ، وصحيح أبي داود وضعيفه ، وصحيح سنن الترمذي وضعيفه ، وصحيح سنن النسائي وضعيفه ، وصحيح سنن ابن ماجه وضعيفه ، ومختصر صحيح البخاري ، ومختصر صحيح مسلم ، وصحيح موارد الظمآن وضعيفه . وغير ذلك كثير من التحقيقات والتعليقات والتأليفات التي خدم فيها الدين والسنة ، فرحمه الله من عالم جليل ، ومجدد فريد ، وإمام جهبذ عظيم ، سخره الله لحفظ السنة والدفاع عنها ، وغرسه ليستعمله في طاعته ونصرة دينه ، فكم له من الصولات والجولات والمناقشات والمنازلات مع أهل البدع والأهواء ، نصرةٍ لدين الله ، ودفاعاً عن السنة وسبيل سلف الأمة ، فسبحان من جعل لبعض خلقه نصيبا عظيما من اسمه . فنسأل الله تعالى أن يجعل لنا من ذلك أعظم النصيب ، وأن يجعلنا ممن أراد بهم خيرا فوفقهم للفقه في الدين وسلك بهم مسلك أهل الحديث . وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
وكتبه شيخ عبد الله بن يصلفيق الظفيري