غيّب الموت، الخميس، أسطورة الكرة الهولندية يوهان كرويف عن عمر يناهز الـ 68 سنة متأثرا بمرض سرطان الرئة.
وجاء في الموقع الإلكتروني الرسمي للهولندي يوهان كرويف: "فارق يوهان كرويف هذا العالم محاطا بأهله بمدينة برشلونة الإسبانية. بعد صراع مرير مع سرطان الرئة".
واشتهر كرويف بشراهته التدخينية، حتى أُجبر على دخول المستشفى عام 1991 وإجرائه عملية جراحية على مستوى القلب، وبعد ذلك توقف عن تعاطي هذه المادة.
وفي أكتوبر الماضي، أعلنت وسائل الإعلام الإسباني عن إصابة كرويف بسرطان الرئة، وخضوعه للعلاج ببرشلونة.
رياضيا، استهلّ كريف مشواره الكروي ببلاده هولندا مع مدرسة أجاكس أمستردام عام 1964، وأنهاه مع الفريق المحلي فينورد روتردام بعد 20 سنه من ذلك التاريخ. ولكن أزهى فتراته كانت مع نادي برشلونة الإسباني منتصف السبعينيات.
وتقمّص كرويف زي منتخب هولندا في 48 مباراة دولية ما بين 1966 و1977، وسجّل 33 هدفا، كما ساهم في بلوغ "البرتقالة الميكانيكية" نهائي مونديال 1974 بألمانيا.
وفي مجال التدريب الذي باشره بحر الثمانينيات، قاد فريق أجاكس أمستردام، غير أن بصمته القوية ظهرت مع "البارصا" وتكوينه "فريق الأحلام" ما بين 1988 و1996، والذي ضمّ عديد النجوم أبرزهم المهاجمين روماريو وستويشكوف وصانع الألعاب خوسيه ماريا باكيرو والمدافع كومان والحارس زوبيزاريتا. كما درّب منتخب إقليم كتالونيا ما بين 2009 و2013، وقد لعب له مباراة وحيدة من قبل عام 1976، لذلك يعتبر "مواطنا كتالونيا" فضلا عن جنسيته الهولندية. زيادة عن ذلك، حمل كرويف صفة عضو في أسرة نادي برشلونة وأحد إطاراتها السامية.
وتتزيّن رفوق خزانة كرويف بعديد الألقاب والتتويجات، نذكر منها - مثالا - لقب بطولة إسبانيا مع فريق برشلونة عام 1974 في منصب مهاجم أو "الجناح الطائر" كما كان يلقبه المختصون، وكأس أوروبا للأندية البطلة (رابطة أبطال أوروبا حاليا) في منصب مدرب مع النادي ذاته عام 1991. وجائزة الكرة الذهبية لنسخ 1971 و1973 و1947.
ويصنّف يوهان كرويف ضمن لائحة أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم برتبة "أسطورة"، و- أيضا - أجود مدربي هذه اللعبة. كما يعدّ مرجعية في هذه اللعبة من ناحية التصريحات الإعلامية والإنطباعات التي يدلي بها والمواقف التي يتخذها والدروس التي يقدّمه بشأن ترقية الكرة.
ولعلّ ما يختصر حياة يوهان كرويف، مقولة شهيرة نُسبت إليه: "منحتني كرة القدم كل شيئ في الحياة. وبالمقابل كاد التدخين أن يأخذ كل شيئ من حياتي"!