ذكر الواقدي رحمه الله تعالى في فتوح الشام :
بلغني أن هرقل لما بلغه أن عمر بن الخطاب قد ولي الأمر من بعد أبي بكر الصديق رضي الله عنه جمع الملوك والبطارقة وأرباب دولته وقام فيهم خطيباً على منبر قد نصب له في كنيسة القسيسين، وقال: يا بني الأصفر، هذا الذي كنت أحذركم منه فلم تسمعوا مني، وقد اشتد الأمر عليكم بولاية هذا الرجل الأسمر وقد دنا موعد صاحب الفتوح المشبه بنوح، والله ثم والله لا بد أن يملك ما تحت سريري هذا، الحذر ثم الحذر قبل وقوع الأمر ونزول الضرر، وهدم القصور وقتل القسس وتبطيل الناقوس، هذا صاحب الحرب والجالب على الروم والفرس الكرب، هذا الزاهد في دنياه، وهذا الغليظ على من اتبع في غير ملته هواه...
ثم استدعى برجل من المتنصرة يقال له طليعة بن ماران وضمن له مالاً، وقال له: انطلق من وقتك هذا إلى يثرب وانظر كيف تقتل عمر بن الخطاب، فقال له طليعة: نعم أيها الملك. ثم تجهز وسار حتى ورد مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكمن حولها، وإذا بعمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج يشرف على أموال اليتامى ويفتقد حدائقهم فصعد المتنصر إلى شجرة ملتفة الأغصان فاستتر بأوراقها، وإذا بعمر رضي الله عنه قد أقبل إلى أن قرب من الشجرة التي عليها المتنصر ونام على ظهره وتوسد بحجر، فلما نام هم المتنصر أن ينزل إليه ليقتله، وإذا بسبع أقبل من البرية فطاف حوله وأقبل يلحس قدميه، وإذا بهاتف يقول: يا عمر عدلت فأمنت، فلما استيقظ عمر رضي الله عنه ذهب السبع ونزل المتنصر وترامى على عمر رضي الله عنه فقبل يديه، وقال: بأبي أنت وأمي أفدى من الكائنات من السباع تحرسه والملائكة تصفه والجن تعرفه، ثم أعلمه بما كان منه وأسلم على يديه.
بلغني أن هرقل لما بلغه أن عمر بن الخطاب قد ولي الأمر من بعد أبي بكر الصديق رضي الله عنه جمع الملوك والبطارقة وأرباب دولته وقام فيهم خطيباً على منبر قد نصب له في كنيسة القسيسين، وقال: يا بني الأصفر، هذا الذي كنت أحذركم منه فلم تسمعوا مني، وقد اشتد الأمر عليكم بولاية هذا الرجل الأسمر وقد دنا موعد صاحب الفتوح المشبه بنوح، والله ثم والله لا بد أن يملك ما تحت سريري هذا، الحذر ثم الحذر قبل وقوع الأمر ونزول الضرر، وهدم القصور وقتل القسس وتبطيل الناقوس، هذا صاحب الحرب والجالب على الروم والفرس الكرب، هذا الزاهد في دنياه، وهذا الغليظ على من اتبع في غير ملته هواه...
ثم استدعى برجل من المتنصرة يقال له طليعة بن ماران وضمن له مالاً، وقال له: انطلق من وقتك هذا إلى يثرب وانظر كيف تقتل عمر بن الخطاب، فقال له طليعة: نعم أيها الملك. ثم تجهز وسار حتى ورد مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكمن حولها، وإذا بعمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج يشرف على أموال اليتامى ويفتقد حدائقهم فصعد المتنصر إلى شجرة ملتفة الأغصان فاستتر بأوراقها، وإذا بعمر رضي الله عنه قد أقبل إلى أن قرب من الشجرة التي عليها المتنصر ونام على ظهره وتوسد بحجر، فلما نام هم المتنصر أن ينزل إليه ليقتله، وإذا بسبع أقبل من البرية فطاف حوله وأقبل يلحس قدميه، وإذا بهاتف يقول: يا عمر عدلت فأمنت، فلما استيقظ عمر رضي الله عنه ذهب السبع ونزل المتنصر وترامى على عمر رضي الله عنه فقبل يديه، وقال: بأبي أنت وأمي أفدى من الكائنات من السباع تحرسه والملائكة تصفه والجن تعرفه، ثم أعلمه بما كان منه وأسلم على يديه.