سلسلة شجرة الايمان2 (في حد الإيمان وتفسيره الجزء الثاني)

ابو ليث

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
8 جانفي 2010
المشاركات
10,466
نقاط التفاعل
10,286
النقاط
356
محل الإقامة
الجزائر
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده و بعد
فهذه الحلقة الثانية من سلسلتنا شجرة الايمان تُعَد تتمة للحلقة الأولى التي جاءت في تعريف الايمان و بيان حده، و هي تعرض لخصال أهل الايمان و تُبين مراتبهم بحسب إلتزامهم بهذه الخصال، و أن الايمان يزيد و ينقص بحسب ذلك، فأترككم من دون إطالة مع تفصيل ذلك بالدليل.
.........................


قال تعالى : ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ( 1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ( 2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ( 3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ ( 4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ( 5) إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ( 6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ( 7) وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ( 8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ( 9) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ ( 10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) ( 23/1-11) .

ففسر الله الإيمان –في هذه الآيات- بجميع هذه الخصال . فإنه أخبر بفلاح المؤمنين ، ثم وصفهم بقوله : ( الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) إلى آخر الآيات المذكورة . فمن استكمل هذه الأوصاف فهو المؤمن حقاً . ومضمونها : القيام بالواجبات الظاهرة والباطنة ، واجتناب المحرمات والمكروهات . وبتكميلهم للإيمان استحقوا وراثة جنات الفردوس التي هي أعلى الجنات ؛ كما أنهم قاموا بأعلى الكمالات .

وهذه صريحة في أن الإيمان يشمل عقائد الدين ، وأخلاقه ، وأعماله الظاهرة والباطنة ، ويترتب على ذلك : أنه يزيد بزيادة هذه الأوصاف والتحقق بها ، وينقص بنقصها ، وأن الناس في الإيمان درجات متفاوتة بحسب تفاوت هذه الأوصاف .

ولهذا كانوا ثلاث درجات : سابقون مقربون ، وهم : الذين قاموا بالواجبات والمستحبات ، وتركوا المحرمات والمكروهات ، وفضول المباحات ، ومقتصدون ، وهم : الذين قاموا بالواجبات ، وتركوا المحرمات ، وظالمون لأنفسهم ، وهم : الذين تركوا بعض واجبات الإيمان ، وفعلوا بعض المحرمات ، كما ذكرهم الله بقوله: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) ( 35/32) .

وقد يعطف الله على الإيمان ، الأعمال الصالحة أو التقوى أو الصبر ، للحاجة إلى ذكر المعطوف . لئلا يظن الظان : أن الإيمان يكتفي فيه بما في القلب . فكم في القرآن من قوله( [1]) : ( إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)؛ ثم يذكر خبراً عنهم .
و الأعمال الصالحات : من الإيمان ، ومن لوازم الإيمان . وهي التي يتحقق بها الإيمان . فمن ادعى أنه مؤمن -: وهو لم يعمل بما أمر الله به ورسوله : من الواجبات ، ومن ترك المحرمات.- فليس بصادق في إيمانه .

كما يقرن بين الإيمان والتقوى ، في مثل قوله تعالى : ( أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ( 62) الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) ( 10/62-63) .

فذكر الإيمان الشامل لما في القلوب : من العقائد والإرادات الطيبة ، والأعمال الصالحة ، ولا يتم للمؤمن ذلك حتى يتقي ما يسخط الله : من الكفر والفسوق والعصيان . ولهذا حقق ذلك بقوله: ( وَكَانُوا يَتَّقُونَ) كما وصف الله بذلك خيـار خلقــه ، بقولـه : ( وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ( 7) فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)( 49/7-8) .

فهذه أكبر المنن : أن يحبب الإيمان للعبد ، ويزينه في قلبه ، ويذيقه حلاوته : وتنقاد جوارحه للعمل بشرائع الإسلام ؛ ويُبغِّض الله إليه أصناف المحرمات . والله عليم بمن يستحق أن يتفضل عليه بهذا الفضل ، حكيم في وضعه في محله اللائق به .

كما ثبت في الصحيح -من حديث أنس (رضي الله عنه)- أنه (صلى الله عليه و سلم) قال( [2]) :

( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يرجع عن دينه ، كما يكره أن يقذف في النار)

فذكر أصل الإيمان الذي هو : محبة الله ورسوله ؛ لا يكتفي بمطلق المحبة ، بل لابد أن تكون محبة الله مقدمة على جميع المحاب ، وذكر تفريعها : بأن يحب لله ، ويبغض لله . فيحب الأنبياء والصديقين، والشهداء والصالحين ؛ لأنهم قاموا بمحاب الله واختصهم من بين خلقه ، وذكر دفع ما يناقضه وينافيه ، وأنه يكره أن يرجع عن دينه أعظم كراهة ، بقدر أعظم من كراهة إلقائه في النار .

وأخبر في هذا الحديث : أن للإيمان حلاوة في القلب ، إذا وجدها العبد سَلَّتهُ عن المحبوبات الدنيوية ، وعن الأغراض النفسية ، وأوجبت له الحياة الطيبة ، فإن من أحب الله ورسوله لهج بذكر الله طبعاً فإن من أحب شيئاً أكثر من ذكره- واجتهد في متابعة الرسول، وقدم متابعته على كل قول ، وعلى إرادة النفوس ، وأغراضها . من كان كذلك ؛ نفسه مطمئنة مستحلية للطاعات ، قد انشرح صدر صاحبها للإسلام ، فهو على نور من ربه . وكثير من المؤمنين لا يصل إلى هذه المرتبة العالية (وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا) ( [3]) .

وكذلك في الصحيحين –من حديث أبي هريرة أنه (صلى الله عليه و سلم) قال( [4]) : ( الإيمان بضع وسبعون شعبة ؛ أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق و الحياء شعبة من الإيمان ) .

وهذا صريح : أن الإيمان يشمل أقوال اللسان وأعمال الجوارح ، والاعتقادات والأخلاق ، والقيام بحق الله ، والإحسان إلى خلقه . فجمع في هذا الحديث بين أعلاه وأصله وقاعدته- وهو قول : لا إله إلا الله ؛ إعتقاداً ، وتألهاً ، وإخلاصاً لله- وبين أدناه ، وهو : إماطة العظم والشوكة وكل ما يؤذي عن الطريق فكيف بما فوق ذلك : من الإحسان ، وذكر الحياء و-الله أعلم- : لأن الحياء به حياة الإيمان، وبه يدع العبد كل فعل قبيح ، كما به يتحقق كل خلق حسن، وهذه الشعب –المذكورة في هذا الحديث- هي جميع شرائع الدين الظاهرة والباطنة .

وهذا -أيضاً – صريح : في أن الإيمان يزيد وينقص بحسب زيادة هذه الشرائع والشعب ، واتصاف العبد بها أو عدمه ، ومن المعلوم : أن الناس يتفاوتون فيها تفاوتاً كبيراً ، فمن زعم : أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص : فقد خالف الحس ، مع مخالفته لنصوص الشارع كما ترى.

وقد ذكر النبي - (صلى الله عليه و سلم)- الإسلام والإيمان في حديث جبريل المشهور( [5]) ، حيث سأله جبريل بحضرة الصحابة عن الإيمان ، فقال : ( أن تؤمن بالله وملائكته ، وكتبه ورسله ، واليوم الآخر والقدر) ؛ وفسر الإسلام بالشرائع الخمس الظاهرة .

لأنه –كما تقدم- إذا قرن بالإيمان غيره ، فسر الإيمان بما في القلب من العقائد الدينية ؛ والإسلام أو الأعمال الصالحة بالشرائع الظاهرة . وأما عند الإطلاق إذا أطلق الإيمان ، فقد تقدم أنه يشمل ذلك أجمع.

وفي الصحيحين –من حديث أنس- أن النبي (صلى الله عليه و سلم) قال( [6]) : ( لا يؤمن أحدكم ، حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين).

فأخبر (صلى الله عليه و سلم) : أنه إذا تعارضت المحبتان ؛ فإن قدم ما يحبه الرسول : كان صادق الإيمان ؛ وإلا : فهو ناقص الإيمان . كما قال تعالى : ( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) ( 4/65) .

فأقسم تعالى : أنهم لا يؤمنون حتى يحكموا رسوله، ولا يبقى في قلوبهم حرج وضيق من حكمه وينقادوا له انقياداً ، وينشرحوا لحكمه. وهذا شامل في تحكيمه في أصول الدين ، وفي فروعه ، وفي الأحكام الكلية ، والحكام الجزئية .

وفي الصحيحين( [7]) أيضاً –عن أنس مرفوعاً-: ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) . وذلك يقتضي أن يقوم بحقوق إخوانه المسلمين الخاصة والعامة ؛ فإنه من الإيمان . ومن لم يقم بذلك ويحب لهم ما يحب لنفسه ، فإنه لم يؤمن الإيمان الواجب ، بل نقص إيمانه بقدر ما نقص من الحقوق الواجبة عليه .

وفي صحيح مسلم( [8])–من حديث العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه- قال : قال رسول الله (صلى الله عليه و سلم) : ( ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً ، وبمحمد نبياً) .


يتبع بإذن الله تعالى.


.....................................................................................

( [1]) كما في سورة البقرة : ( 2/277) ويونس ( 10/9) ، وهود ( 11/23) ، والكهف : ( 18/30، 107) ، ومريم : ( 19/96) ، ولقمان : ( 31/8) ، وفصلت : ( 41/8) ، والبروج : ( 85/11) . والبينة : ( 98/7) .


( [2]) كما في صحيح البخاري : ( 1/8-9، 8/14، 9/20) ، ومسلم : ( 1/48) ، والترمذي : ( 10/91) ، والمصابيح : ( 1/3) ، ببعض اختلاف . وقد أخرجه أحمد والنسائي وابن ماجه ، كما في الفتح الكبير : ( 2/49) ، وأبو داود كما في هداية الباري ( 1/323) وانظر : سننه ( 4/198) .


( [3]) اقتباس من سورة الأنعام : ( 6/132) ، والأحقاف : ( 46/19) .


( [4]) كما في صحيح مسلم : ( 1/46) ، والمصابيح ( 1/3) ببعض اختلاف ، وورد في مسلم أيضاً مختصراً كما ورد في البخاري بلفظ ( وستون) . وقد أخرجه أبوداود والترمذي والنسائي وابن ماجه . انظر : الجامع الصغير ( 1/122) ، والفتح الكبير ( 1/510) وهداية الباري ( 1/280) وسنن أبي داود ( 4/219) .


( [5]) المروي –باختلاف أو اختصار- من طريق أبي هريرة : في صحيح البخاري ( 1/15، 6/115) ، ومسلم ( 1/30-31) ومسند أحمد ، وسنن ابن ماجه ، ومن طريق عمر : في صحيح مسلم ( ص29) . والمصابيح ( 1/3) ، وسنن أبي داود ( 4/224) ، والترمذي والنسائي وشعب الإيمان للبيهقي . انظر : الجامع الصغير ( 1/123) ، والفتح الكبير ( 1/509-510) وهداية الباري ( 2/125) .


( [6]) كما في صحيح البخاري : ( 1/8) ومسلم : ( 1/49) والمصابيح ( 1/3) وهداية الباري : ( 2/308) ومسند أحمد وسنن النسائي وابن ماجه . كما في الجامع الصغير : ( 2/302) والفتح الكبير ( 3/35) . وقد أخرجه البخاري أيضا- من طريق أبي هريرة- باختصار من آخره ، وزيادة في أوله .


( [7]) والمصابيح ( 2/115) ومسند أحمد ، وسنن الترمذي وابن ماجه انظر: صحيح البخاري ( 1/8) ، ومسلم ( 1/49)– وقد ورد في لفظ ( أو لجاره) . وهداية الباري ( 2/308) ، والجامع الصغير ( 2/253) ، والفتح الكبير ( 3/351) .


( [8])( 1/46) ، والترمذي ( 10/61) والمصابيح : ( 1/3) ، ومسند أحمد كما في الجامع الصغير : ( 2/17) والفتح الكبير : ( 2/108) . وقوله ( نبيا) لفظ الترمذي . ولفظ مسلم وغيره : ( رسولا) .


 
آخر تعديل:
images
 
ما شاء الله
الحمد لله على كثير نعمه
و الحمد لله على نعمة الاسلام و نعمة التوحيد

بارك الله فيكم اخي اباليث
 
سبحان الله وجدت في هذا الدرس الاجابة عن سؤال سابق لي عن معرفة المؤمن بصفاته ،والدرجاث الثلاثة للمؤمن ما مكانة كل منهما و الظالم لنفسه و كلنا ظالمونا لانفسنا هل هو مؤمن و هل يرضى لله عنه
ما الفرق أو ما العلاقة بين الايمان و التقوى
عندما يقل ايماننا ينقص عملنا و ربما اظروف ما هل يتوقف أجرنا لما فرطنا فيه من الاذكار مثلا او النوافل
 
و الظالم لنفسه و كلنا ظالمونا لانفسنا هل هو مؤمن و هل يرضى لله عنه
الظالم لنفسه هو مؤمن ناقص الايمان، مفرط مقصر في أمر الديان و طاعة الرحمان، مجترئ على العصيان و الله يرضى على عبده ما كان على طاعة، و لا يرضى عليه ما كان على معصية، أما مصيره فالله يقضي على عباده برحمته و عدله، فمن كان أهلا لرحمته عفا الله عنه و أدخله جنته، و من كان أهلا لعدله حاسبه الله على التقصير و العصيان و أدخله النار حتى يُطَهره ممن أجترئ عليه، ثم يدخله جنَّته سبحانه.
 
ما الفرق أو ما العلاقة بين الايمان و التقوى
الايمان يقتضي التقوى، و التقوى ثمرة الايمان و دليله و برهانه، إذ التقوى كما عرفها العلماء نقلا عن طلق بن حبيب رحمه الله هي قوله: التقوى أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله، و لا يكون ذلك إلا من مؤمن صادق الايمان، فكلما صدق إيمان العبد و قوي زادت تقواه، فالايمان ليس بالتمني و لا بالتحلي و إنما هو ما وقر في القلب و صدقه العمل، و بالعكس كلما ضعف إيمان العبد نقصت تقواه لله.
 
الايمان يقتضي التقوى، و التقوى ثمرة الايمان و دليله و برهانه، إذ التقوى كما عرفها العلماء نقلا عن طلق بن حبيب رحمه الله هي قوله: التقوى أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله، و لا يكون ذلك إلا من مؤمن صادق الايمان، فكلما صدق إيمان العبد و قوي زادت تقواه، فالايمان ليس بالتمني و لا بالتحلي و إنما هو ما وقر في القلب و صدقه العمل، و بالعكس كلما ضعف إيمان العبد نقصت تقواه لله.
جزاك الله.خيرا
 
عندما يقل ايماننا ينقص عملنا و ربما اظروف ما هل يتوقف أجرنا لما فرطنا فيه من الاذكار مثلا او النوافل
الانسان إذا قصر بسبب ضعف الايمان لا ينال أجر ما كان يعمل عند قوته، لكن إذا مرض أو سفر أو كان له عذر شرعي سَبَب له ترك ذلك العمل نال الأجر و لو لم يعمل بمثل ما كان يعمل صحيحا مقيما و الدليل ما ورد في صحيح البخاري ومسند أحمد وسنن البيهقي وغيرهم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا.
قال الحافظ في الفتح في شرح هذا الحديث: ( وهو في حق من كان يعمل طاعة فمنع منها وكانت نيته لولا المانع أن يدوم عليها، كما ورد ذلك صريحًا عند أبي داود).
 
شرح حديث إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا للعلامة إبن عثيمين رحمه الله.
To view this content we will need your consent to set third party cookies.
For more detailed information, see our cookies page.
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اخي ابو الليث عساك بالف الف خير
اهنيك على هذه السلسلة الايمانية التي رحلت بنا الى عالم نوراني واسع المعالم ،وكلما ضننا أننا أكملنا فكرة مع عنصر ركضت فكرة أخرى وعنصر آخر الى أذهاننا...
حقا العلم بحر يا سعد من غرف منه غرفة ...

وانت سيدي تسقينا كل يوم ما شاء الله ،والباقي علينا أن نتقدم ونغترف من بحر العلم
شكرا لك وجزاك الله الف الف خير على ما تقدمه ....

تقبل مروري مع فائق الاحترام والتقدير
حلم كبير
(y)
 
هي لأمثالك يا فاضل، ممن أراد العلم بغية العمل، لمن أن يتقرب من المولى عز و جل، لمن أراد الدنيا مزرعة للأخرة قال تعالى: (مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ۖ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ).
قال العلامة السعدي رحمه الله في التفسير
م قال تعالى: { مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ } أي: أجرها وثوابها، فآمن بها وصدق، وسعى لها سعيها { نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ } بأن نضاعف عمله وجزاءه أضعافا كثيرة، كما قال تعالى: { وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا } ومع ذلك، فنصيبه من الدنيا لا بد أن يأتيه.
{ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا } بأن: كانت الدنيا هي مقصوده وغاية مطلوبه، فلم يقدم لآخرته، ولا رجا ثوابها، ولم يخش عقابها. { نُؤْتِهِ مِنْهَا } نصيبه الذي قسم له، { وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ } قد حرم الجنة ونعيمها، واستحق النار وجحيمها.
وهذه الآية، شبيهة بقوله تعالى: { مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ } إلى آخر الآيات.
 
هي لأمثالك يا فاضل، ممن أراد العلم بغية العمل، لمن أن يتقرب من المولى عز و جل، لمن أراد الدنيا مزرعة للأخرة قال تعالى: (مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ۖ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ).
قال العلامة السعدي رحمه الله في التفسير
م قال تعالى: { مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ } أي: أجرها وثوابها، فآمن بها وصدق، وسعى لها سعيها { نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ } بأن نضاعف عمله وجزاءه أضعافا كثيرة، كما قال تعالى: { وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا } ومع ذلك، فنصيبه من الدنيا لا بد أن يأتيه.
{ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا } بأن: كانت الدنيا هي مقصوده وغاية مطلوبه، فلم يقدم لآخرته، ولا رجا ثوابها، ولم يخش عقابها. { نُؤْتِهِ مِنْهَا } نصيبه الذي قسم له، { وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ } قد حرم الجنة ونعيمها، واستحق النار وجحيمها.
وهذه الآية، شبيهة بقوله تعالى: { مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ } إلى آخر الآيات.


ما أحوجنا الى أناس مثلك في كل صرح

نحن الخاسرون إن لم نغترف من العلم ،ولم نقرأ ما تكتبه

بارك الله فيك
احترامي الكبير​
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top