نِدَاءً خَفِيًّا
:: عضو مُشارك ::
يومٌ أول.
قدمتُ لهَا مُكَعَب ثَلجٍ ، مِن بَعد أقْبَلت عَلِي تَبتَسِمُ عَينَاهَا
عَازِفَةٌ عَلي أَنغَام قَلْبِي، إتسَعت أحدَاقُها لِتَملأنِي فَرحًا ومَيسًا وتسْحَبُنِي إليهَا مُحلِقًا لأَشمَهَا
فِي فَضَاءاتِ عَالمِهَا حَبسًا بِأجنِحةُ الخَد واليَد ، فِي أخِر وَتر اللَّيل عرسًا
تَرتَسمُ بَسمة عَلي شَفتِيهَا وتُحاوِلُ إخفَائِهَا ..وأكلُ شَفَتِي بِشَفة
لِتُبدِي بِهَا تلكَ الغَمازَاتُ التِّي أتعثرُ بِهمَا ، فتَسقطُ عَلي دُرج قَلْبِي
تَتَعمدُ أنْ تُحَرك لِي قَلْبِي حَسًا.. لأَطلُبَ لهَا نَفسًا.
أضُمهَا حدَّ الذَّوبَان ، أضُمهَا حَدَّ الإِنْصِهَار، وأُجالِسُ الوَردَ والرِيَاحِين
أتعمَدُ مُمَطَالتهَا قَبل أنْ أُقَدِمهُ لهَا ، أتنَاولهَا بِشَغفٍ...وشَغفٍ ، فَإكتَنَزْتُهَا كَنزًا ، وأسَعَدَتْنِي قَيْسًا.
وأنظرُ فِي عَينِيهَا ، فَأسألُهَا تَارةً ..هلْ تُرِيدِينَ الحَلوي أكثرَ مِنِّي ؟
فَلا تَرُد !..وتَكتَفِي بِغَمزةٍ خَفِيفَة.
يومٌ ثاني.
صَرختُ في وجهِهَا ، وأطْفَأت غَضَّبِي بِبَعضِ الهَّمسِ
وبَعضُ الرِّذاذ مِن حُبهَا ، إلاَ أنَّي وجَدتُ الماءَ أخْمَد بُركَانِي
قبَلتْنِي فِي مَعهَدِهَا وفتَحَت لِي أبْوَابِهَا ، دخَلتُ كسَربٍ مِن الطُّيُور
مَلِيئَةٌ بِالحُبِ والوُرُود ..
فَسُبحَانَ مَن عَلَّمَهَا عِلمُ النَّحِيب ، وعَلِمَت العَطَش ، ومَتَّي أودُ رَشفَة مِن الماء.
ولَستُ أدْرِي..لَستُ أدْرِي أيُ مسرح الكَلِمَاتُ ، الرقيقة أُنَسِقُها هُنَا
أم لَوحَةٌ شَاعِريةٌ لإِمرأةٌ تَسْتَرِيحُ عَلى غَيْمَتِي
والكلامُ يُرَاودُنِي عَن نَفْسِي ، أسْتَيْقَظتُ بَيْن يَدِيهَا بِلاَ وَعِيٌ ، نكرةُ نفسي أنِّي حَيٌ
وأنَنِي هُوَ هُوَ.
آخر تعديل بواسطة المشرف: