بين الرئيس والشاعر
-----------------------
في عام 1975 احتضنت الجزائر مؤتمر الأدباء العرب ومهرجان الشعر
في بهو قصر الامم تقدم شاعر الثورة التحريرية مفدي زكريا نحو الرئيس الراحل هواري بومدين وبعد مصافحته له سأله بومدين على مسمع من الجميع بلهجة يبدو فيها التوتر: "ماذا تفعل الآن؟ فأجاب الشاعر مفدي زكريا: "كتبت قصيدة جديدة عن الجزائر وسألقيها في هذا المهرجان. ثم سأله بومدين عن عنوان قصيدته، فقال مفدي زكريا "عنوانها: بنت العشرين". وهنا قال له بومدين: "ولكن الجزائر قد تزوّجت من زمان ولها رجلها".
احمرّ وجه مفدي زكريا وظهر عليه القلق والاستياء ويبدو أنه قد فهم أن الرئيس له حسابات معه كونه مدح بشعره الرئيس بورقيبة والملك الحسن الثاني ولم يمدحه هو، باعتباره زوج الجزائر. في هذه اللحظة وبسرعة فائقة انسحب الشاعر مفدي زكريا واتجه بعيدا وغاب بين الحاضرين. بعد سنوات من هذه الحادثة كتب الناقد السوري خلدون الشمعة مقالا نشره في مجلة الدستور في 17 / 10 / 1988 يروي شهادته بخصوص هذه الحادثة وقد جاء في كلامه ما يلي: "أتذكر كلام بومدين الآن، وأتذكر قوله إن الجزائر تزوّجت، فأفسره على أساس أنه كان يعني واحدا من احتمالين: الأول أن الجزائر ليست بحاجة إلى القصائد الشعرية بعد أن أنجزت معجزة الاستقلال. وأما الاحتمال الثاني أن ما كان يعنيه بومدين هو أن مرحلة البناء لا تتطلب شعرا أو نثرا، أو خطابة".
-----------------------
في عام 1975 احتضنت الجزائر مؤتمر الأدباء العرب ومهرجان الشعر
في بهو قصر الامم تقدم شاعر الثورة التحريرية مفدي زكريا نحو الرئيس الراحل هواري بومدين وبعد مصافحته له سأله بومدين على مسمع من الجميع بلهجة يبدو فيها التوتر: "ماذا تفعل الآن؟ فأجاب الشاعر مفدي زكريا: "كتبت قصيدة جديدة عن الجزائر وسألقيها في هذا المهرجان. ثم سأله بومدين عن عنوان قصيدته، فقال مفدي زكريا "عنوانها: بنت العشرين". وهنا قال له بومدين: "ولكن الجزائر قد تزوّجت من زمان ولها رجلها".
احمرّ وجه مفدي زكريا وظهر عليه القلق والاستياء ويبدو أنه قد فهم أن الرئيس له حسابات معه كونه مدح بشعره الرئيس بورقيبة والملك الحسن الثاني ولم يمدحه هو، باعتباره زوج الجزائر. في هذه اللحظة وبسرعة فائقة انسحب الشاعر مفدي زكريا واتجه بعيدا وغاب بين الحاضرين. بعد سنوات من هذه الحادثة كتب الناقد السوري خلدون الشمعة مقالا نشره في مجلة الدستور في 17 / 10 / 1988 يروي شهادته بخصوص هذه الحادثة وقد جاء في كلامه ما يلي: "أتذكر كلام بومدين الآن، وأتذكر قوله إن الجزائر تزوّجت، فأفسره على أساس أنه كان يعني واحدا من احتمالين: الأول أن الجزائر ليست بحاجة إلى القصائد الشعرية بعد أن أنجزت معجزة الاستقلال. وأما الاحتمال الثاني أن ما كان يعنيه بومدين هو أن مرحلة البناء لا تتطلب شعرا أو نثرا، أو خطابة".