الطفل الهادئ جدا
هدوء الطفل في سنواته الأولى هو دائما مصدر سعادة لوالديه ، فهم يتباهون بأدبه وحسن تربيته دون أن يدركوا أن هذا الهدوء أخطر كثيرا من الشقاوة والعناد والمشاكسة
هذا مايؤكده أساتذة الطب النفسي الذين يوضحون الأخطار والحلول ...
اذا لوحظ على الطفل الهدوء الشديد أو التوحد بعد عامين ونصف فانه يؤثر على علاقته بالآخرين اذ يجد صعوبة في التعبير عن نفسه
وتتباطأ قدرته على التعلم فلا يتعلم بسرعة ويظهر ذلك بوضوح في الألعاب التي تحتاج الى التركيز أو الربط بين الأشياء ، فضلا عن الانطواء ، فالهدوء الشديد لفترات طويلة قد يكون له صفة سيكولوجية أو اجتماعية .
وبالنسبة الى هدوء الطفل فكثيرا مايكون مؤشرا لوجود مايعانيها الطفل وليس كما يعتقد البعض بأنه طفل هادىء ومؤدب كما يقولون ، ولذلك على الوالدين التنبه لمعرفة مااذا كانت هناك مشكلة يعانيها الطفل ، أو انها مرحلة سيجتازها بسلام .
أحيانا ماتكون هناك أسباب نفسية نتيجة لاهتمام الوالدين باخوته في المنزل بشكل كبير خصوصا في حال وجود مولود جديد ، فا يجب العدل بينهم واذا كانت الأم تعاني المتاعب بشكل مستمر ، فهذا يؤثر بالطبع على الطفل
الحل
إذا كان الطفل من النوع الهادئ جدًا على الأم أن تحفزه على القيام بنشاطات تساهم في نموه الذهني. ويكون ذلك:
•بإعطائه أنواعاً مختلفة من الألعاب المرتكزة على الصوت والألوان والتي يمكنه استعمالها بسهولة.
•بتغيير مكانه مرات عدة خلال النهار.
•بتغيير اتجاه سريره مرة كل ثلاثة أو أربعة أشهر لتحفيزه على اكتشاف محيط غرفته بصريًا.
•بوضعه على غطاء على الأرض وجره لتغيير المكان.
•بالتحدث إليه طوال الوقت، وبالغناء له أناشيد مرحة وحيوية
حلول اكثر بالتفصيل
نصح الأهل بأن يبذلوا بعض الجهد، لإتاحة الفرصة له ليختلط مع غيره من الأطفال وأن يعرفوه على مختلف النشاطات المتوفرة
حتى إذا ما لاحظوا ميله واهتمامه بنشاط ما، شجعوه على ممارسته،
ولكن انـــــــــتـــــبه
احرص على عدم الإصرار عليه، والامتناع عن تعريضه لأي ضغط إذا ما رفض ذلك.
وأحب أن أكرر أن طريقة التشجيع مهمة جدا يجب أو تكون بأسلوب إيجابي ومدروس
فمثلا
يفضل أن تقول له: "الآن جاء دورك لكي تشترك مع بقية الأولاد في هذه اللعبة الممتعة". بدلا من سؤاله: "هل تحب أن تشترك؟".
ففي الصيغة الأولى جملة فيها قرار إيجابي، وفي الوقت نفسه يمكن عدها اقتراحا يحمل توقعات إيجابية ويرجح ردا إيجابيا، بينما السؤال يساوي بين الاحتمالين السلبي والإيجابي.
للأسف ليس هناك أية صيغة سحرية تضمن لنا تجاوب الأطفال معنا، لذا عليك أن تكون مستعدا لأي جواب سلبي دون الإصابة بخيبة أمل!
وإذا ما سمعت جوابه السلبي معلنا الرفض! فاتركه ولا تحاول أن تجبره أو تضغط عليه، وقل له: "حسنا، يظهر أنك تفضل أن تتفرج الآن
أخبرني عندما تريد أن تشترك معهم". هذا على الأقل سيدفعه إلى أن يبدأ بالتفكير في المشاركة الفعلية.
بعض الاطفال الهادئين
يتمتع هذا الطفل بموهبة خاصة في مواساة الآخرين، وفي التخفيف عنهم في أوقات الشدة،
ويهتم بأصدقائه ويبذل جهده لمساندتهم ودعمهم عاطفيا عند الحاجة وأكثر ما يكره هذا الطفل أن يقاطعه أحد، ونراه ينتبه إلى أصغر التفاصيل الدقيقة ويعيرها انتباهه واهتمامه ووقته.
هذا الطفل المسالم يستطيع أن يكتب غضبه، ولديه القدرة والمهارة على تجاوز المصاعب.
ويتقدم ويتحرك ببطء، ولكن بخطأ ثابتة وصلبة. ويجب على الأبوين والمربين الانتباه إلى هذا الطفل، لأنه من السهل جدا إهماله دون قصد، وذلك بسبب طبيعته