لا يجوز عليه التّيمّم

الخليـل

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
14 جويلية 2011
المشاركات
5,234
نقاط التفاعل
5,403
النقاط
351
العمر
110

al_hassani_113942239.jpg


محمد الهادي الحسني

كان أستاذنا محمد الصالح الصديق، أطال الله عمره، ومتّعه بالصحة والعافية، يقول لنا ونحن تلاميذ عنده في ثانوية رمضان عبان في ستينيات القرن الماضي، إذا سمع شخصا يقول قولا غير سديد، أو يتصرف تصرفا غير رشيد، كان يقول لنا عن ذلك الشخص: "فإن لم تجدوا ماء فتيمّموا"، دليلا على أن ذلك "الشخص" يمكنكم اعتباره "شيئا"، وتستعملونه في حال الضرورة، فتتيمّمون عليه، وقد أعجبني هذا التعبير، وكثيرا ما أردده في المجالس الخاصة والعامة.




ومنذ بضعة أيام كنت أتصفّح صفحات جريدة "المنار"، التي كان يشرف عليها المناضل الأستاذ محمود بوزوزو، ويساعده المناضل الأستاذ عبد الحميد مهري، رحمهما الله، وقع نظري على مقال للأستاذ محمد الصالح الصديق نشر على حلقتين في الجريدة المذكورة يتحدث فيه عن أحد أساتذته في جامع الزيتونة، وهو الأستاذ محمد بوشربية، الذي توفاه الله الذي يتوفّى الأنفس حين موتها، وكان أستاذنا شديد الإعجاب بأستاذه، وكان يردد على مسامعنا بيتا من الشعر لأستاذه، وهو:
نور النبوّة ساطع البرهان غمر النّهى فانحط عنه بياني
ومما ذكره أستاذنا عن أستاذه أنه كان يردد عليهم قوله عن أي شخص يحسبونه حيّا وهو "ميت"، ويعدّونه يقظا وهو راقد، ويظنونه سويا وهو مكبّ على وجهه، ويعتقدون أنه "يصلح" لشيء ما، وهو "أينما توجّهه لا يأتي بخير"، "لولا تحرّكه لجاز عليه التّيمّم". (جريدة المنار. 10. في 24-10-1952. ص 3).
تذكرت كلام أستاذي وأستاذه عندما قرأت "هدرة" منسوبة لـ "كائن" يسمى "سايد صادي"، يمتهن مداواة "المهابل"، وكان الأولى أن يداوي نفسه..
قال "سايد صادي" الذي نظن أنه "فاشل" في الطب كفشله في السياسة، حتى إن "صديقه" السابق "آيت حمودة" قال بأن من يروننا ولا نراهم هم الذين جمعوا له توقيعات الترشح لما يسمى الانتخابات الرئاسية.. لأنهم استيقنوا أنه لا يمكن لشخص سوي أن "يغامر" فيوافق على ترشح "سايد صادي"، فضلا عن أن يوقع له، فضلا عن أن يصوت عليه، قال: هذه "الهدرة" التعريب معضلة وسجن فكري... والفرنسية لغة "الابتكارات والإبداعات" التي قالها "سايد صادي" عن اللغة العربية واللغة الفرنسية لو كان فيها مثقال ذرة، أو أصغر من ذلك، من "المعقولية" لناقشناه، ولكنها من "اللغو" الذي يعرض عنه المؤمنون، ويستنكفون أن يردوا على صاحبها، حتى لا يصيروا مثله..
يقول مثل ألماني: "إن العبد يأخذ لغة سيده"، ومن كان في ريب من صدق هذا المثل الألماني فليسمع "هدرة" "سايد صادي".. التي أحرجت حتى الفرنسيين الذين لا يرون – رغم تعصبهم الشديد – لغتهم كما "يراها" سايد صادي.. وصدق الكاتب الفرنسي ريمون رويي القائل: "إن في كل أمة نسبة معينة من الوقحين حقا". (نقد المجتمع المعاصر. ص 99).
said_sadi_213357656.jpg
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top