أشْتاقُك اليوم، ككل يَومٍ و يحترق في قلبي حديث لك لا يصل إليك
و أريد لو أنسج بالقصيدة بساطا سحريا يأتي بي إليك
ولكن
في جانب ما من قلبي، حيثُ يُمارس الضميرُ فنَّ الإعتزال و التأمل
تُطِلُّ نافذة صغيرة على [حلب]
و تدخل منها أبخرة الحرب و رائحة الرماد و الأجساد المشوية
و يقف ضميري خلف ستائر مكتوب عليها "ما باليد حيلة، و أنا العبد الضعيف"
يتأمَّلُ من بعيد و يستنشق نسيم التخاذل
و يسمح لقلبي أن يُفكِّرَ بك و يشتاق كالعادة
و تمر ببالي أفكارٌ متناحرة كالرصاص الهارب من فوهة البنادق، كيفما اتفق
و تصيب من نفسي بعشوائية قاتل سفاح ما اتفق
و ينخدش الطلاء الفضي على جدران نفسي ، و تظهر حلب من خلف الزجاج
مدينةً من رماد
و أرى أطفالها يرقصون حول النار و يهتفون لها ، أو ربما يلعنون حرارتها
لست أدري
فلا يصلني من صراخهم شيء
فقط بعض الصور الملطخة بالكثير من الفحم و الرماد و الفوتوشوب ربما
لتجميلها قدر الامكان و عرضها على شاشات العالم
فلا أعتقد أن بشاعة المنظر في [حلب]
تليق بذائقة العالم البعيد
صور مع كاتم الصوت، حتى لا يفزع الجيران النائمون في هدوء و سكينة
و لا يزعج قيلولتهم الأبدية صراخ أمِّ اخترق الرصاص صدرها و استقر على صدر ابنها
الذي حاولت أن تُخفيه عن عيون الموت
أعيد ترميم الطلاء الفضي على جدران نفسي و أنا أدندن "بكتب اسمك يا حبيبي... لا أدري أين"
فالحور العتيق، و رمل الطريق و كل الحارات في عيني أصبحت [حلب]
و كل أهاليها صاروا وقودا لنيران يرقص حولها أطفال [حلب]
كيراعات الضوء، تتلهف إلى ضوء الشمعة ثم تحترق بها
سامحني حبيبي ، أريد أن أكتب عنك أكثر
و أسترسل في وصفي لوعتي و اشتياقي، و أتفنن في رسم ما يختلج صدري
في غيابك
لكن [حلب] تضل تتدخل
و ترسل إلى ضميري رسائل انذار أو ربما تتعمد ازعاجي و تهددني
"لن أسمح لكِ بخط سطر آخر عنه يا أنتِ، و أنا التي كنتُ العروسَ البيضاءَ ذات ليلة
وأمسى ثوبي يحترق عشية العرس"
"لن تكتبي عنه، و أنا التي تخلى عني كل خطيب و كل حبيب
و تركوا جذلات شعري تأكلها النار و يستبيحها الغريب"
"لن أسمح برومنسياتك الحالمة أن تعبر الأثير إليه
و أنا هنا أسيرة طقوس عبابيد الظلام، في مذبح أنا فيه القربان والأضحية"
فلتحترقي يا شاعرة الوهم ، كما احترقت أحشائي و لا زالت تحترق
مازالت [حلب] يا عزيزي تثير الفوضى في أحشائي و تشعل النيران، فسامحني لا أستطيع التركيز على ما يقوله قلبي لك
مازالت تخدش جدراني كطفلة مقطوعة الأذنين مفقوءة العينين تتخبط في الظلام و تصدر أصواتا أشبه بنداء لبوة مجروحة
و ترتمي بعد تعب ، على غدير من دماء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إيمان~
30/04/2016
20:34
آخر تعديل بواسطة المشرف: