1- تعريف العين: [ هو نظر باستحسان أو بغض فتنبعث جواهر لطيفة غير مرئية من عين العائن لتتصل بالمعيون فيحصل الضرر ونفس العائن لا يتوقف تأثيرها على الرؤية ، بل قد يكون أعمى ، فيوصف له الشئ ، فتؤثر نفسه فيه ، وإن لم يره]زاد المعاد، ج4ص149.
العين مأخوذة من عان يعين إذا أصابه بعينه، وأصلها من إعجاب العائن بالشيء ثم تتبعه كيفية نفسه الخبيثة ثم تستعين على تنفيذ سمها بنظرها إلى المعين وقد أمر الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بالاستعاذة من الحاسد فقال تعالى: {وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} (5) سورة الفلق، فكل حاسد عائن وليس كل عائن حاسدا، فلما كان الحاسد أعم من العائن كانت الاستعاذة منه استعاذة من العائن وهي سهام تخرج من نفس الحاسد والعائن نحو المحسود والمعين تصيبه تارة وتخطئه تارة، فإن صادفته مكشوفا لا وقاية عليه أثرت فيه وإن صادفته حذرا شاكي السلاح لا منفذ فيه للسهام لم تؤثر فيه وربما ردت السهام على صاحبها.
2- تعريف الحسد: هو تمني زوال النعمة عن صاحبها أياً كانت تلك النعمة، وهو صفة ذميمة لأنه من صفات إبليس ومن صفات اليهود ومن صفات شرار الخلق قديما وحديثا؛ ولأنه عدم رضا بقسمه الله عزوجل وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه أمراض القلوب (والتحقيق أن الحسد هو البغض والكراهة لما يراه من حسن حال المحسود وهو نوعان أحدهما كراهة للنعمة عليه مطلقا فهذا هو الحسد المذموم وإذا أبغض ذلك فإنه يتألم ويتأذى بوجود ما يبغضه فيكون ذلك مرضا في قلبه ويلتذ بزوال النعمة عنه وإن لم يحصل له نفع بزوالها لكن نفعه بزوال الألم الذي كان في نفسه ولكن ذلك الألم لم يزل إلا بمباشرة منه، وهو راحة، وأشده كالمريض الذي عولج بما يسكن وجعه والمرض باق؛ فإن بغضه لنعمة اللّه على عبده مرض. فإن تلك النعمة قد تعود على المحسود وأعظم منها، وقد يحصل نظير تلك النعمة لنظير ذلك المحسود.
والحاسد ليس له غرض في شيء معين، لكن نفسه تكره ما أنعم به على النوع؛ ولهذا قال من قال: إنه تمنى زوال النعمة، فإن من كره النعمة على غيره تمنى زوالها بقلبه.
والنوع الثاني: أن يكره فضل ذلك الشخص عليه، فيحب أن يكون مثله أو أفضل منه، فهذا حسد وهو الذي سموه الغبطة، وقد سماه النبي صلى الله عليه وسلم حسداً في الحديث المتفق عليه من حديث ابن مسعود وابن عمر رضي اللّه عنهما أنه قال: "لا حسد إلا في اثنتين: رجل أتاه اللّه الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها، ورجل آتاه اللّه مالا فسلطه على هلكته في الحق" هذا لفظ ابن مسعود، ولفظ ابن عمر: "رجل آتاه اللّه القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار، ورجل آتاه اللّه مالاً فهو ينفق منه في الحق آناء الليل والنهار" رواه البخاري من حديث أبي هريرة ولفظه: "لا حسد إلا في اثنين: رجل آتاه اللّه القرآن فهو يتلوه الليل والنهار، فسمعه رجل فقال: يا ليتني أوتيت مثل ما أوتي هذا، فعملت فيه مثل ما يعمل هذا، ورجل آتاه اللّه مالا فهو يهلكه في الحق. فقال رجل: يا ليتني أوتيت مثل ما أوتي هذا فعملت فيه مثل ما يعمل هذا".
فهذا الحسد الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم إلا في موضعين هو الذي سماه أولئك الغبطة، وهو أن يحب مثل حال الغير ويكره أن يفضل عليه.
3- الفرق بين العين والحسد:
العائن والحاسد يشتركان في شيء ويفترقان في شيء فيشتركان في أن كل واحد منهما تتكيف نفسه وتتوجه نحو من يريد أذاه فالعائن تتكيف نفسه عند مقابلة المعين ومعاينته، والحاسد يحصل له ذلك عند غيب المحسود وحضوره أيضا، ويفترقان في أن العائن قد يصيب من لا يحسده من جماد أو حيوان أو زرع أو مال وإن كان لا يكاد ينفك من حسد صاحبه وربما أصابت عينه نفسه فإن رؤيته للشيء رؤية تعجب وتحديق مع تكيف نفسه بتلك الكيفية تؤثر في المعين [العين جزء من الحسد والحاسد أعمّ من العائن لذا كانت الإستعاذة منه إستعاذة من العائن]زاد المعاد ج4 ص149.
4- حقيقة العين والحسد والأدلة عليهما:
للعين والحسد حقيقة ووجود وأدلة ثابتة من القرآن والسنّة وعند الأمم السابقة وفي واقعنا أدلة كثيرة على ذلك.
5- الأدلـة من القرآن:(و إن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لمّا سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون وما هو إلاّ ذكر للعالمين) قال جماعة من المفسرين:أي ليصيبوك يا محمد بأعينهم ويصرعونك ويزيلونك]تفسير البغوي ج1 ص201.
6- الأدلة من السنّة:قول المصطفى عليه الصلاة والسلام[إستعيذوا بالله من العين فإن العين حقّ] صحيح الجامع938
وقوله:[العين حقّ ولو كان شئ سابق القدر سبقته العين وإذا استُغسِلتُم فاغسلوا] مسلم رقم5666.
7- الأدلة من واقعنا: وقائع وقصص كثيرة وأذكر قصة صغيرة حدثت لبعض من يأتي للعلاج عندنا [إمرأة زارت أناساً فرأت إبنتهم ونظرت إلى شعرها وامتدحته فبعد أن خرجت أصبح ذلك الشعر الجميل الطويل يسقط خُصَلاً خُصَلاً] وما أكثر مثل هذا.
8- أنواع العين وتأثيرها
قسّم الإمام ابن القيِّم العين إلى عينين[ إنسية وجنية] زاد المعاد ج4 ص 149 وأزيد عليها عين قد تقع من بعض الحيوانات.
9- أولاً: العين الإنسية:- تقع من أعين الناس بالنظر وإبصارهم للشئ، فقد يكون بسبب نظر العين نفسه ، وقد يكون بغير النظر كالكلام والوصف وتخيل وتذكر الموصوف بالسماع والتفكر أو الإحساس باليَّد أو بالشّم فتكون هذه الحواسّ أدوات تصوّر لتلك النفس ولتلك الروح حالة الموصوف فتؤثر تلك الروح في الموصوف حسب خبثها وقوَّتها.
10 - ثانياً العين الجنّية:- العين والحسد اللذان تقعان من الجـن ،[ فقد صح عن أم سلمة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة ، فقال : " استرقوا لها ، فإن بها النظرة "
قال الحسين بن مسعود الفراء : وقوله : سفعة . أي نظرة ، يعني : من الجن ، يقول : بها عين أصابتها من نظر الجن أنفذ من أسنة الرماح.
وعن أبي سعيد رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من الجان ، ومن عين الإنسان . (زاد المعاد ج4ص149)
وكم من الناس قد أصيب بأعين الجان وحسدهم، قال ابن القيّم [و قوله تعالى : " ومن شر حاسد إذا حسد " يعم الحاسد من الجن والإنـس ، فإن الشيطان وحزبه يحسدون المؤمنين على ما آتاهم الله من فضله كما حسد إبليس أبانا آدم وهو عدو لذريته كما قال تعالى : " إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً " ولكـن الوسواس أخـص بشياطين الجــن والحسد أخص بشياطين الإنس ، والوسواس يعمهما كما سيأتي بيانهما . والحسد يعمهما أيضاً . فكلا الشيطانين حاسد موسوس . فالاستعاذة من شرالحاسد تتناولهما جميعاً] .بدائع الفوائدج2 ص371
العين مأخوذة من عان يعين إذا أصابه بعينه، وأصلها من إعجاب العائن بالشيء ثم تتبعه كيفية نفسه الخبيثة ثم تستعين على تنفيذ سمها بنظرها إلى المعين وقد أمر الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بالاستعاذة من الحاسد فقال تعالى: {وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} (5) سورة الفلق، فكل حاسد عائن وليس كل عائن حاسدا، فلما كان الحاسد أعم من العائن كانت الاستعاذة منه استعاذة من العائن وهي سهام تخرج من نفس الحاسد والعائن نحو المحسود والمعين تصيبه تارة وتخطئه تارة، فإن صادفته مكشوفا لا وقاية عليه أثرت فيه وإن صادفته حذرا شاكي السلاح لا منفذ فيه للسهام لم تؤثر فيه وربما ردت السهام على صاحبها.
2- تعريف الحسد: هو تمني زوال النعمة عن صاحبها أياً كانت تلك النعمة، وهو صفة ذميمة لأنه من صفات إبليس ومن صفات اليهود ومن صفات شرار الخلق قديما وحديثا؛ ولأنه عدم رضا بقسمه الله عزوجل وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه أمراض القلوب (والتحقيق أن الحسد هو البغض والكراهة لما يراه من حسن حال المحسود وهو نوعان أحدهما كراهة للنعمة عليه مطلقا فهذا هو الحسد المذموم وإذا أبغض ذلك فإنه يتألم ويتأذى بوجود ما يبغضه فيكون ذلك مرضا في قلبه ويلتذ بزوال النعمة عنه وإن لم يحصل له نفع بزوالها لكن نفعه بزوال الألم الذي كان في نفسه ولكن ذلك الألم لم يزل إلا بمباشرة منه، وهو راحة، وأشده كالمريض الذي عولج بما يسكن وجعه والمرض باق؛ فإن بغضه لنعمة اللّه على عبده مرض. فإن تلك النعمة قد تعود على المحسود وأعظم منها، وقد يحصل نظير تلك النعمة لنظير ذلك المحسود.
والحاسد ليس له غرض في شيء معين، لكن نفسه تكره ما أنعم به على النوع؛ ولهذا قال من قال: إنه تمنى زوال النعمة، فإن من كره النعمة على غيره تمنى زوالها بقلبه.
والنوع الثاني: أن يكره فضل ذلك الشخص عليه، فيحب أن يكون مثله أو أفضل منه، فهذا حسد وهو الذي سموه الغبطة، وقد سماه النبي صلى الله عليه وسلم حسداً في الحديث المتفق عليه من حديث ابن مسعود وابن عمر رضي اللّه عنهما أنه قال: "لا حسد إلا في اثنتين: رجل أتاه اللّه الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها، ورجل آتاه اللّه مالا فسلطه على هلكته في الحق" هذا لفظ ابن مسعود، ولفظ ابن عمر: "رجل آتاه اللّه القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار، ورجل آتاه اللّه مالاً فهو ينفق منه في الحق آناء الليل والنهار" رواه البخاري من حديث أبي هريرة ولفظه: "لا حسد إلا في اثنين: رجل آتاه اللّه القرآن فهو يتلوه الليل والنهار، فسمعه رجل فقال: يا ليتني أوتيت مثل ما أوتي هذا، فعملت فيه مثل ما يعمل هذا، ورجل آتاه اللّه مالا فهو يهلكه في الحق. فقال رجل: يا ليتني أوتيت مثل ما أوتي هذا فعملت فيه مثل ما يعمل هذا".
فهذا الحسد الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم إلا في موضعين هو الذي سماه أولئك الغبطة، وهو أن يحب مثل حال الغير ويكره أن يفضل عليه.
3- الفرق بين العين والحسد:
العائن والحاسد يشتركان في شيء ويفترقان في شيء فيشتركان في أن كل واحد منهما تتكيف نفسه وتتوجه نحو من يريد أذاه فالعائن تتكيف نفسه عند مقابلة المعين ومعاينته، والحاسد يحصل له ذلك عند غيب المحسود وحضوره أيضا، ويفترقان في أن العائن قد يصيب من لا يحسده من جماد أو حيوان أو زرع أو مال وإن كان لا يكاد ينفك من حسد صاحبه وربما أصابت عينه نفسه فإن رؤيته للشيء رؤية تعجب وتحديق مع تكيف نفسه بتلك الكيفية تؤثر في المعين [العين جزء من الحسد والحاسد أعمّ من العائن لذا كانت الإستعاذة منه إستعاذة من العائن]زاد المعاد ج4 ص149.
4- حقيقة العين والحسد والأدلة عليهما:
للعين والحسد حقيقة ووجود وأدلة ثابتة من القرآن والسنّة وعند الأمم السابقة وفي واقعنا أدلة كثيرة على ذلك.
5- الأدلـة من القرآن:(و إن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لمّا سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون وما هو إلاّ ذكر للعالمين) قال جماعة من المفسرين:أي ليصيبوك يا محمد بأعينهم ويصرعونك ويزيلونك]تفسير البغوي ج1 ص201.
6- الأدلة من السنّة:قول المصطفى عليه الصلاة والسلام[إستعيذوا بالله من العين فإن العين حقّ] صحيح الجامع938
وقوله:[العين حقّ ولو كان شئ سابق القدر سبقته العين وإذا استُغسِلتُم فاغسلوا] مسلم رقم5666.
7- الأدلة من واقعنا: وقائع وقصص كثيرة وأذكر قصة صغيرة حدثت لبعض من يأتي للعلاج عندنا [إمرأة زارت أناساً فرأت إبنتهم ونظرت إلى شعرها وامتدحته فبعد أن خرجت أصبح ذلك الشعر الجميل الطويل يسقط خُصَلاً خُصَلاً] وما أكثر مثل هذا.
8- أنواع العين وتأثيرها
قسّم الإمام ابن القيِّم العين إلى عينين[ إنسية وجنية] زاد المعاد ج4 ص 149 وأزيد عليها عين قد تقع من بعض الحيوانات.
9- أولاً: العين الإنسية:- تقع من أعين الناس بالنظر وإبصارهم للشئ، فقد يكون بسبب نظر العين نفسه ، وقد يكون بغير النظر كالكلام والوصف وتخيل وتذكر الموصوف بالسماع والتفكر أو الإحساس باليَّد أو بالشّم فتكون هذه الحواسّ أدوات تصوّر لتلك النفس ولتلك الروح حالة الموصوف فتؤثر تلك الروح في الموصوف حسب خبثها وقوَّتها.
10 - ثانياً العين الجنّية:- العين والحسد اللذان تقعان من الجـن ،[ فقد صح عن أم سلمة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة ، فقال : " استرقوا لها ، فإن بها النظرة "
قال الحسين بن مسعود الفراء : وقوله : سفعة . أي نظرة ، يعني : من الجن ، يقول : بها عين أصابتها من نظر الجن أنفذ من أسنة الرماح.
وعن أبي سعيد رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من الجان ، ومن عين الإنسان . (زاد المعاد ج4ص149)
وكم من الناس قد أصيب بأعين الجان وحسدهم، قال ابن القيّم [و قوله تعالى : " ومن شر حاسد إذا حسد " يعم الحاسد من الجن والإنـس ، فإن الشيطان وحزبه يحسدون المؤمنين على ما آتاهم الله من فضله كما حسد إبليس أبانا آدم وهو عدو لذريته كما قال تعالى : " إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً " ولكـن الوسواس أخـص بشياطين الجــن والحسد أخص بشياطين الإنس ، والوسواس يعمهما كما سيأتي بيانهما . والحسد يعمهما أيضاً . فكلا الشيطانين حاسد موسوس . فالاستعاذة من شرالحاسد تتناولهما جميعاً] .بدائع الفوائدج2 ص371
آخر تعديل: