- إنضم
- 14 جويلية 2011
- المشاركات
- 5,234
- نقاط التفاعل
- 5,403
- النقاط
- 351
- العمر
- 109
قادة بن عمار
الآن وقد اتضح جليا أن وزارة التربية والتعليم باتت وزارة للغسّالات والثلاجات، والتدبير المنزلي، لم يعد مهمّا الحديث عن مؤامرة سواء مع السيدة بن غبريط أو ضدّها، بل همنا الأساسي يتمثل في إنقاذ البلد برمته من مهزلة كبيرة وفضيحة تتجاوز مشكلة "أخت محمد في تغيير مكان الغسّالة" مثلما جاء في امتحان مسابقة التوظيف إلى العثور عن مكان طبيعي لوزيرة التربية وحاشيتها!
الوزيرة التي كتبت يوما في مساهمةٍ علمية لها، ماتزال حتى الآن موجودة بالمركز الذي كانت تشرف عليه رفقة زوجها بوهران، أن المدرسة الجزائرية مسؤولة عن صعود موجة العنف وتصلّب الخطاب الديني، وعن التحاق عددٍ كبير من الشباب بالجماعات المسلحة، وتخريج إرهابيين، لم نكن نعلم أنها تريد إنقاذ المدرسة واستبدال الأمر بتخريج "مدبّرين منزليين" وتوظيف جماعات غير محسوبة من الأميين وتوظيف الغشاشين والاستعانة بـ"المعريفة"!
والآن بعد نشر مستوى الأسئلة، والتعرّف على مستوى الوزيرة في التعامل سياسياً مع الأزمات، آخرها إضراب الأساتذة، ما رأي الجماعات والصحافة التي تواليها ودافعت عنها أكثر من مرّة في معاركها المستمرة ضد من تصفهم بـ"الظلاميين" و"الأصوليين" و"المتشددين دينيا"؟
ما رأي النقابات التي باعت ضميرها للوزارة، وما رأي أولياء التلاميذ الذين اتهمتهم بن غبريط مؤخرا بالركض وراء الدروس الخصوصية، واصفة الأمر بالعيب والعار؟ طبعا لم نسمع "رجلا واحدا" من نقابات الأولياء ينتقد الوزيرة طالما أن معظم تلك النقابات وقّعت على ميثاق الصمت المخزي والهوان المَرضي الذي سمي زورا وبهتانا بـ"ميثاق أخلاقيات المهنة"!
مسابقة التوظيف لم تكن انتصارا لبن غبريط، تماما مثلما كان فضّ اعتصام الأساتذة المتعاقدين انتصارا أمنيا لا أخلاقيا، حين داهمتهم قواتُ الأمن ليلا بالهراوات، ثم منعتهم الآن من دخول العاصمة بالإبقاء عليهم تحت الحصار في ولاياتٍ مجاورة، فأيّ احترام بقي لهؤلاء في عيون تلامذتهم؟ بل أيّ رصيد من الكرامة تبقى لهم في ظل الهراوات التي انهالت عليهم وكأنهم قطاع طرق أو عصابات من المجرمين؟!
الخطأ الكبير، وبعيدا عن تهمة الشعبوية، لا يتمثل في تحديد من انتصر مقابل من انهزم، بل في تقديم الأمر على أنه يتعلق بحرب، طرفها "المتآمر" ليسوا سوى أساتذة يبحثون عن منصب مستقر ولقمة عيش دائمة!
ولعلّ بن غبريط نجحت في أمر واحد، وهو ضمان أزمة ألهت الرأي العام وشغلت المختصِّين عن القضية الأساسية الأخرى والمتمثلة في "الإصلاحات"، حيث تمثلت الخطة في الاستعانة بخبراء لا يعرفهم أحد، ماعدا السيدة بن غبريط وحاشيتها الضيقة وفرنسا طبعا، مقابل إقصاء المخالفين داخل الوزارة، ثم طرح قضيّة الأساتذة المتعاقدين، والحصول على تأييدٍ فوقي، حيث لم تتأخر الوزيرة المعيّنة في حكومة سلال قبل سنتين عن القول إنها "تنفذ برنامج الرئيس"، ثم لا أحد سألها فيما بعد عن كثير من القضايا والملفّات على غرار وعد الشفافية بكشف جميع أسماء الخبراء في الإصلاح، ولا جهة طالبتها بالرد على أسئلة مهمّة في مقدمتها: لماذا تستمر الدروس الخصوصية؟ وماذا عن المناصب التي تم إرجاعها للوظيف العمومي في سنوات فارطة (القطاع يحتاج إلى 42 ألف منصب جديد)؟ وأين ذهبت التحقيقات بخصوص الغش في الامتحانات الرسمية؟ وماذا عن تسييس البكالوريا؟ ناهيك عن فضائح الاكتظاظ والتلاعب بالمال العام في بناء المدارس وتحويل المطاعم المدرسية، وتدهور مستوى التعليم، وتزايد العنف داخل الأقسام، ووو... كلها ملفات نجحت نورية بن غبريط في طمسها، وتعمّدت وأدها مع سبق الإصرار والترصّد ثم تركتنا مع.. أخت محمّد والغسالة!