إجابة البروفيسور
كان البروفيسور الذي وصل إلى مستوى من العلم والحكمة على مستوى العالم كله يسيرُ في ممرات السوبر ماركت ويتفقد البضائع .. وعند ذاك قاطعه شابٌ يُلقي عليه أحر السلام والتحايا وقام يمتدح البروفيسور لتواضعه وعلمه وأحاديثه وخطاباته التي يُحاضر بها في كبريات الجامعات العالمية .
وبعد أن أنقضت دقائق قليلة كان الشاب يُكيل المديح للبروفيسور ويتفاخر بوقوفه إلى جانب هذه القامة العلمية , وقبل أن يستأذن الشاب الرحيل أراد أن يستفيد ولو فتاتً من علمه .. فسأله :
- أريد أن أعرف رأيك الثمين يا دكتور في هذا السؤال : بينك وبين نفسك .. هل تكذب على نفسك ؟
نظر إليه البروفيسور واثقا مستحقرا إجابة السؤال الذي بدا سخيفا أمام كل شهاداته ودراساته , فأجابه بمحاضرة بسيطة وفلسفة عميقة :
- ما أن يسألك أحد هذا السؤال ستقول بينك وبين نفسك "أنا لا أكذب" وهذه أول كذبة , بعدها تنتقل للمرحلة الثانية من التفكير وستحاول أن تكون متواضعا بينك وبين نفسك وتقول "ربما .. أحيانا" وهذه كذبةٌ أيضا , ستبدء معك مرحلة التفكير الثالثة ومنها ستتراجع قليلا في رأيك وتحاول أن تكون دبلوماسيا أكثر بينك وبين نفسك وتقول "نعم .. فلا يوجد أنسان صادق مع نفسه في كل الأمور , المهم ألا يكذب على نفسه في الأمور المهمة" وهذا المنطق سليم ولكن الأشياء المهمة بنظرك تافهة بنظر غيرك والعكس كذلك .. قد تكون يوما جرحت أحدً أو تهربت منه وبعد أن جلست بينك وبين نفسك ورحت تسرد الأسباب لذاتك وأنت تعرف قبل غيرك بأن كل سبب ذكرته هو مجرد تبرير وكذب , وبعد أن راجعت نفسك ستدخل المرحلة الرابعة وستكون ذكيا فيها وتقول "من الطبيعي أن يكذب الأنسان على نفسه لأنني في النهاية بشر والبشر يخطئون" ولكن هذا يُعد تهرب صريح من الأجابة لأنك أردت أن توقف التفكير فقط وأنت تعرف بينك وبين نفسك أنك تكذب , وفي محاكاتك لذاتك للمرحلة الخامسة وستقطع كل الحوارات بداخلك لتتخلص من هذا الجدل وتقول "وماذا يعني ؟ أكذب على نفسي ثم ماذا ؟ ماذا سيحدث" !
سكت البروفيسور قليلا بعدما شرح له طريقة المحاكاة مع النفس وفلسفة المراحل الخمسة التي لا يعرفها ألا هو , أكمل بعدها فلسفته :
- أنتهيت مع نفسك تتساءل ماذا سيحدث ؟ هو لن يحدث شيء بالطبع , ولكن طوال وقت تفكيرك وأنت تُكذب على نفسك .. لو كنت صادقا منذ البداية لما أحتجت لكل هذه الأكاذيب , سمعت بالمثل الذي يقول "أكذب حتى تصدق نفسك" ولنفترض بأن هذا المثل صحيح ولكن يظل هناك شيئا بداخلك يقول لك كاذب !
بعد أن أنهى البروفيسور تلك الحكمة والفلسفة التي تُعتبر نقطة من بحر علومه .. هم الشاب مغادرا بعدما شكره على وقته الثمين وحواراته .. وما أن مشى خطوتين مبتعدا عنه حتى توقف في مكانه يحك رأسه وكأنه يفكر في شيء ما والبروفيسور ينظر إليه مبتسما واثقا بنفسه وكأنه يتجهز للرد على أي سؤال ومهما كان عصي على الحل .
لحظات ثم أستدار الشاب ونظر للبروفيسور الذي لم تفارق شفاه الأبتسامة سخرية على تفاهة هذه الأسئلة مقارنة بكل علومه , قال له الشاب :
- يا بروفيسور ! في الحقيقة لم أفهم شيئا مما قلت , لقد سألتك سؤالً بسيط "بينك وبين نفسك , هل تكذب على نفسك" ؟ أيها الغبي قل لي "نعم" وأنتهينا , لما كل هذا اللف والدوران !
قلم مضطرب
كان البروفيسور الذي وصل إلى مستوى من العلم والحكمة على مستوى العالم كله يسيرُ في ممرات السوبر ماركت ويتفقد البضائع .. وعند ذاك قاطعه شابٌ يُلقي عليه أحر السلام والتحايا وقام يمتدح البروفيسور لتواضعه وعلمه وأحاديثه وخطاباته التي يُحاضر بها في كبريات الجامعات العالمية .
وبعد أن أنقضت دقائق قليلة كان الشاب يُكيل المديح للبروفيسور ويتفاخر بوقوفه إلى جانب هذه القامة العلمية , وقبل أن يستأذن الشاب الرحيل أراد أن يستفيد ولو فتاتً من علمه .. فسأله :
- أريد أن أعرف رأيك الثمين يا دكتور في هذا السؤال : بينك وبين نفسك .. هل تكذب على نفسك ؟
نظر إليه البروفيسور واثقا مستحقرا إجابة السؤال الذي بدا سخيفا أمام كل شهاداته ودراساته , فأجابه بمحاضرة بسيطة وفلسفة عميقة :
- ما أن يسألك أحد هذا السؤال ستقول بينك وبين نفسك "أنا لا أكذب" وهذه أول كذبة , بعدها تنتقل للمرحلة الثانية من التفكير وستحاول أن تكون متواضعا بينك وبين نفسك وتقول "ربما .. أحيانا" وهذه كذبةٌ أيضا , ستبدء معك مرحلة التفكير الثالثة ومنها ستتراجع قليلا في رأيك وتحاول أن تكون دبلوماسيا أكثر بينك وبين نفسك وتقول "نعم .. فلا يوجد أنسان صادق مع نفسه في كل الأمور , المهم ألا يكذب على نفسه في الأمور المهمة" وهذا المنطق سليم ولكن الأشياء المهمة بنظرك تافهة بنظر غيرك والعكس كذلك .. قد تكون يوما جرحت أحدً أو تهربت منه وبعد أن جلست بينك وبين نفسك ورحت تسرد الأسباب لذاتك وأنت تعرف قبل غيرك بأن كل سبب ذكرته هو مجرد تبرير وكذب , وبعد أن راجعت نفسك ستدخل المرحلة الرابعة وستكون ذكيا فيها وتقول "من الطبيعي أن يكذب الأنسان على نفسه لأنني في النهاية بشر والبشر يخطئون" ولكن هذا يُعد تهرب صريح من الأجابة لأنك أردت أن توقف التفكير فقط وأنت تعرف بينك وبين نفسك أنك تكذب , وفي محاكاتك لذاتك للمرحلة الخامسة وستقطع كل الحوارات بداخلك لتتخلص من هذا الجدل وتقول "وماذا يعني ؟ أكذب على نفسي ثم ماذا ؟ ماذا سيحدث" !
سكت البروفيسور قليلا بعدما شرح له طريقة المحاكاة مع النفس وفلسفة المراحل الخمسة التي لا يعرفها ألا هو , أكمل بعدها فلسفته :
- أنتهيت مع نفسك تتساءل ماذا سيحدث ؟ هو لن يحدث شيء بالطبع , ولكن طوال وقت تفكيرك وأنت تُكذب على نفسك .. لو كنت صادقا منذ البداية لما أحتجت لكل هذه الأكاذيب , سمعت بالمثل الذي يقول "أكذب حتى تصدق نفسك" ولنفترض بأن هذا المثل صحيح ولكن يظل هناك شيئا بداخلك يقول لك كاذب !
بعد أن أنهى البروفيسور تلك الحكمة والفلسفة التي تُعتبر نقطة من بحر علومه .. هم الشاب مغادرا بعدما شكره على وقته الثمين وحواراته .. وما أن مشى خطوتين مبتعدا عنه حتى توقف في مكانه يحك رأسه وكأنه يفكر في شيء ما والبروفيسور ينظر إليه مبتسما واثقا بنفسه وكأنه يتجهز للرد على أي سؤال ومهما كان عصي على الحل .
لحظات ثم أستدار الشاب ونظر للبروفيسور الذي لم تفارق شفاه الأبتسامة سخرية على تفاهة هذه الأسئلة مقارنة بكل علومه , قال له الشاب :
- يا بروفيسور ! في الحقيقة لم أفهم شيئا مما قلت , لقد سألتك سؤالً بسيط "بينك وبين نفسك , هل تكذب على نفسك" ؟ أيها الغبي قل لي "نعم" وأنتهينا , لما كل هذا اللف والدوران !
قلم مضطرب