¤ نَحْنُ نُدِيرُ ظُهُورَنَا لِعُلَمَاءِ بَلَدِنَا ¤
كَلِمَةٌ قَالَهَا شَيْخُنَا الإِمَامُ مُحَمَّد عَلِي فرْكُوس
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
أما بعد:
فقد سبق وأن شهدت الجزائر حركة سلفية غير مسبوقة النظير على إثر قدوم بعض أهل العلم إلى الجزائر من خارجها، وهذا شيء تبتهج له النفوس فرحاً لما ترى من علو الهمم في التنقل -مسافات بعيدة- إلى أماكن إلقاء بعض المحاضرات، والانتظار مطولاً لشهودها..
ولكن -ومن غير حطٍ لقدر أحدٍ من أهل العلم- لماذا لا نرى ذلك التزاحم الكبير على مجلس شيخنا الجليل؟!!
أذكر -بطرح هذا الإشكال- ما كان يقوله شيخنا الكبير -حفظه الله- عند حديثه عن علماء الإصلاح مشايخ الجمعية ابن باديس والإبراهيمي وغيرهما رحمهم الله، وتقصير الناس في حقهم -بل كثير منهم منتقص هاضم لحقهم- فكان يقول: " نَحْنُ نُدِيرُ ظُهُورَنَا لِعُلَمَاءِ بَلَدِنَا ".
وحين أرى تغيُّبَ كثيـــــر من الإخوة عن مجلس الشيخ -لغير مانع- آسف لهذا الأمر، فنحن في هذا التغيّب بين غَافِلٍ وَمُغَفَّلٍ وَمَعْذُور.
- أما الغَافِلُ: فهو ذاك الذي لا يشغله شاغل ولا يمنعه مانع من حضور هذه المجالس الغزيرة الفائدة، وهو -في أحسن أحواله- مشتغل بما عند بعض الدعاة -خاصة عبر الإنترنت- عن مجالس الشيخ وهو يحسب أنه لا فرق بينهم!!.
- وأما المُغَفَّلُ: فقد يكون طالب علم مُجِدٍّ، حَسِبَ أنَّ ما حَصَّلُه من مبادئ العلوم يغنيه -في الطلب- عن حضور المجالس العامة لشيخنا الجليل.
- وأما المَعْذُورُ: فهو ذاك الذي يتشوق قلبه لهذه المجالس، ولكن اشتغل بضرورياته أو من يعول.
وإلى الغَافِلِ والمُغَفَّلِ أقول:
إن كنت جاهلا بقدر شيخنا من العلم، فدونك:
كان الشيخ بشير صاري -حفظه الله- قد عزم على افتتاح سلسلة ( شرح رسائل الشيخ فركوس )، ثم قرر أن يسبق ذلك بتدريس متن في ( أصول الفقه ) تمهيداً ليسهل علينا فهم رسائل الشيخ.
وكنت كلما قرأت في فتاوى شيخنا الجليل -حفظه الله- أدركت أهمية الخطوة التي أرادها الشيخ بشير صاري حفظه الله.
وحتى يستقر الأمر في ذهنك، أقص عليك قصة وقعت لشيخنا الجليل -حفظه الله- مع شيخنا وعالمنا ربيع المدخلي حفظه الله..
وذلك أن الشيخ ربيعاً -حفظه الله- طلب مرة إلى الشيخ فركوس أن يتكلم -عنده- في موضوع مهم، فتكلم الشيخ وأسهب، ولم يكن مُتَوَقَّعًا منه هذا في ذلك الموضوع!!.
وكان في المجلس -مع الشيخ- اثنان من كبار مشايخ بلدنا، فلما انفض المجلس همس أحدهما إلى الآخر: " لَقَدْ قَصَّرْنَا فِي حَقِّ الشَّيْخِ، وَاجِبُنَا نَحْوَهُ أَن نَجْلِسَ لِطَلَبِ العِلْمِ عِنْدَه ".
الله أكبر!!!
فيا أيها الغَافِلُ وَالمُغَفَّلُ، هكذا يتصرف أهل العلم مع شيخنا الجليل، فما عُذرُكَ بَعْدُ ؟!!
فهل حقاً: أزهد الناس في عالم أهله، فــ ¤ نَحْنُ نُدِيرُ ظُهُورَنَا لِعُلَمَاءِ بَلَدِنَا ¤ ؟ !!
أقول قولي هذا وأستغفر الله عز وجل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي
كَلِمَةٌ قَالَهَا شَيْخُنَا الإِمَامُ مُحَمَّد عَلِي فرْكُوس
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
أما بعد:
فقد سبق وأن شهدت الجزائر حركة سلفية غير مسبوقة النظير على إثر قدوم بعض أهل العلم إلى الجزائر من خارجها، وهذا شيء تبتهج له النفوس فرحاً لما ترى من علو الهمم في التنقل -مسافات بعيدة- إلى أماكن إلقاء بعض المحاضرات، والانتظار مطولاً لشهودها..
ولكن -ومن غير حطٍ لقدر أحدٍ من أهل العلم- لماذا لا نرى ذلك التزاحم الكبير على مجلس شيخنا الجليل؟!!
أذكر -بطرح هذا الإشكال- ما كان يقوله شيخنا الكبير -حفظه الله- عند حديثه عن علماء الإصلاح مشايخ الجمعية ابن باديس والإبراهيمي وغيرهما رحمهم الله، وتقصير الناس في حقهم -بل كثير منهم منتقص هاضم لحقهم- فكان يقول: " نَحْنُ نُدِيرُ ظُهُورَنَا لِعُلَمَاءِ بَلَدِنَا ".
وحين أرى تغيُّبَ كثيـــــر من الإخوة عن مجلس الشيخ -لغير مانع- آسف لهذا الأمر، فنحن في هذا التغيّب بين غَافِلٍ وَمُغَفَّلٍ وَمَعْذُور.
- أما الغَافِلُ: فهو ذاك الذي لا يشغله شاغل ولا يمنعه مانع من حضور هذه المجالس الغزيرة الفائدة، وهو -في أحسن أحواله- مشتغل بما عند بعض الدعاة -خاصة عبر الإنترنت- عن مجالس الشيخ وهو يحسب أنه لا فرق بينهم!!.
- وأما المُغَفَّلُ: فقد يكون طالب علم مُجِدٍّ، حَسِبَ أنَّ ما حَصَّلُه من مبادئ العلوم يغنيه -في الطلب- عن حضور المجالس العامة لشيخنا الجليل.
- وأما المَعْذُورُ: فهو ذاك الذي يتشوق قلبه لهذه المجالس، ولكن اشتغل بضرورياته أو من يعول.
وإلى الغَافِلِ والمُغَفَّلِ أقول:
إن كنت جاهلا بقدر شيخنا من العلم، فدونك:
كان الشيخ بشير صاري -حفظه الله- قد عزم على افتتاح سلسلة ( شرح رسائل الشيخ فركوس )، ثم قرر أن يسبق ذلك بتدريس متن في ( أصول الفقه ) تمهيداً ليسهل علينا فهم رسائل الشيخ.
وكنت كلما قرأت في فتاوى شيخنا الجليل -حفظه الله- أدركت أهمية الخطوة التي أرادها الشيخ بشير صاري حفظه الله.
وحتى يستقر الأمر في ذهنك، أقص عليك قصة وقعت لشيخنا الجليل -حفظه الله- مع شيخنا وعالمنا ربيع المدخلي حفظه الله..
وذلك أن الشيخ ربيعاً -حفظه الله- طلب مرة إلى الشيخ فركوس أن يتكلم -عنده- في موضوع مهم، فتكلم الشيخ وأسهب، ولم يكن مُتَوَقَّعًا منه هذا في ذلك الموضوع!!.
وكان في المجلس -مع الشيخ- اثنان من كبار مشايخ بلدنا، فلما انفض المجلس همس أحدهما إلى الآخر: " لَقَدْ قَصَّرْنَا فِي حَقِّ الشَّيْخِ، وَاجِبُنَا نَحْوَهُ أَن نَجْلِسَ لِطَلَبِ العِلْمِ عِنْدَه ".
الله أكبر!!!
فيا أيها الغَافِلُ وَالمُغَفَّلُ، هكذا يتصرف أهل العلم مع شيخنا الجليل، فما عُذرُكَ بَعْدُ ؟!!
فهل حقاً: أزهد الناس في عالم أهله، فــ ¤ نَحْنُ نُدِيرُ ظُهُورَنَا لِعُلَمَاءِ بَلَدِنَا ¤ ؟ !!
أقول قولي هذا وأستغفر الله عز وجل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي