كانت قوة الخلفاء العباسيين الحربية في بغداد تناسب قوة دولتهم؛ ويبدو ذلك جليًا من خلال الضربات الشديدة المتلاحقة التي وجهها هارون الرشيد إلى دولة الروم مما اضطر إيريني ملكة بيزنطة إلى عقد صلح ومهادنة مع هارون الرشيد مقابل دفع الجزية السنوية له، وكان ذلك في سنة 181 هـ .. إلا أن القيصر نيقفور خليفة الإمبراطورة إيريني تمنع عبثًا عن دفع الجزية وأرسل مكتوبًا إلى الخليفة هارون الرشيد قال فيه: "من نيقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب. أما بعد: فإن الملكة التي كانت قبلي أقامتك مقام الرُّخِّ "القلعة"، وأقامت نفسها مكان "البيدق" الجندي الصغير، فحملت إليك من مالها، والحق أن تحمل أضعافه إليها، ولكن ذلك من ضعف النساء وحمقهن. فإذا قرأت كتابي هذا ارْدُدْ إليَّ ما وصل إليك منها، وإلا السيف بيننا وبينك".
فقرأ الرشيد الكتاب وكان سلطانًا ذو هيبة بحق، فأجابه بالكتاب الموجز العنيف الدال على الوضع الذي أضحى به أبناء اليونان والرومان الضعفاء مقارنة بالقوة التي كانت عليها الدولة الإسلامية حينها: " بسم الله الرحمن الرحيم .. من هارون أمير المؤمنين إلى نيقفور كلب الروم، قد قرأت كتابك يـا ابن الكافر، والجواب ما ترى لا ما تسمع، وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار". . وفي سنة تسعين ومائة سار الرشيد بنفسه في مائة ألف وخمسة وثلاثين ألفا حتى نزل "هرقلة" من بلاد الروم، وحاصرها ثلاثين يومًا، ثم فتحها ونشر عساكره في أرض الروم، فبعث إليه نيقفور الجزية عن نفسه ورعيته، وفادى الأسرى من الروم حتى لم يبقَ بممالكهم في الأَسْر مسلمًا.
فقرأ الرشيد الكتاب وكان سلطانًا ذو هيبة بحق، فأجابه بالكتاب الموجز العنيف الدال على الوضع الذي أضحى به أبناء اليونان والرومان الضعفاء مقارنة بالقوة التي كانت عليها الدولة الإسلامية حينها: " بسم الله الرحمن الرحيم .. من هارون أمير المؤمنين إلى نيقفور كلب الروم، قد قرأت كتابك يـا ابن الكافر، والجواب ما ترى لا ما تسمع، وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار". . وفي سنة تسعين ومائة سار الرشيد بنفسه في مائة ألف وخمسة وثلاثين ألفا حتى نزل "هرقلة" من بلاد الروم، وحاصرها ثلاثين يومًا، ثم فتحها ونشر عساكره في أرض الروم، فبعث إليه نيقفور الجزية عن نفسه ورعيته، وفادى الأسرى من الروم حتى لم يبقَ بممالكهم في الأَسْر مسلمًا.