- إنضم
- 20 ديسمبر 2014
- المشاركات
- 515
- نقاط التفاعل
- 653
- النقاط
- 31
- الجنس
- ذكر
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله
(( وثيابك فطهّر)) أي طهر أعمالك عن الشرك ، فسّر الثياب بالعمل ، الثوب أصله في اللغة ما يثوب إلى صاحبه ، يعني ما يرجع إلى صاحبه ، سمي اللباس ـ سواء كان قميصا أو إزارا أو كان سراويل ، أو نحو ذلك ، أو كانت عمامة ـ يسمى ثوبا ، لأنه يرجع إلى صاحبه في التباسه به حال لبسه ، هذا أصل الثوب ، ولهذا يقال للعمل أيضا ثوب ، وتجمع على ثياب ، باعتبار أنه يرجع لصاحبه ، لهذا فسر قوله تعالى هنا (( وثيابك فطهر )) أي ( طهر أعمالك ) فسر الثياب بالأعمال ، لأنها راجعة إلى صاحبها باعتبار أصلها اللغوي ، أو يقال إن العمل مشبه بالثوب لملازمته لصاحبه ، فالثوب يلازم لابسه ، والعمل كذلك يلازم عامله ، كما قال جلا وعلا (( وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه )) [ الإسراء 13 ] ، الطائر هو ما يطير منه من العمل من خير أو شر ، ألزم به ، صار ملازما له كملازمة ثوبه له، هنا اختار الشيخ أحد التفسيرين المنقولين عن السلف ، وهو أن معنى (( وثيابك فطهر )) أي طهر أعمالك عن الشرك ، وفسرت بـ : طهر ثيابك من النجاسات ، (( وثيابك فطهر )) هذا التفسير الأعم أنسب هاهنا ، لأنه يناسب ما قبله وما بعده ، فإن ما قبله فيه الإنذار وتعظيم الله بالتوحيد ، وما بعده فيه ترك للرجز وهجر الأصنام والبراءة منها ، بقي قوله (( وثيابك فطهر )) فاتساقالكلام وكونه جميعا جاء بمعنى مترابط يقضي بأن يختار تفسير الثياب بالأعمال ، لأن ما قبله (( قم فأنذر )) لينذر عن الشرك ويدعو إلى التوحيد ، (( وربك فكبّر )) يعني وعظمه بالتوحيد ، (( وثيابك فطهر )) ثم قال (( والرجز فاهجر )) التي هي الأصنام والأوثان ، أتركها وتبرأ منها ، الجميع في البراءة من الشرك ، والبعد عن الشرك ، والنهي عنه ، والدعوة والالتزام بالتوحيد ، بقي قوله (( وثيابك فطهر )) لها تفسيران ، تفسير للثياب بالثياب المعروفة ، ثياب تطهرها من النجاسة ، وثيابك التي هي الأعمال طهرها من الشرك ، فصار الأنسب للثياب أن يفسر (( وثيابك فطهّر )) بطهر أعمالك من الشرك ، وهذا مما يعتني به المحققون من المفسرين ، أنهم يختارون في التفسير التفسير الذي يناسب السياق ، يناسب ما بعده وما قبله ، واللغة لها محامل كثيرة ، ولهذا اختلف السلف في تفسيراتهم .
المصدر:
شرح كتاب ثلاثة الأصول [ ص 67 ]
للشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله
منتديات البيضاء العلمية
قال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله
(( وثيابك فطهّر)) أي طهر أعمالك عن الشرك ، فسّر الثياب بالعمل ، الثوب أصله في اللغة ما يثوب إلى صاحبه ، يعني ما يرجع إلى صاحبه ، سمي اللباس ـ سواء كان قميصا أو إزارا أو كان سراويل ، أو نحو ذلك ، أو كانت عمامة ـ يسمى ثوبا ، لأنه يرجع إلى صاحبه في التباسه به حال لبسه ، هذا أصل الثوب ، ولهذا يقال للعمل أيضا ثوب ، وتجمع على ثياب ، باعتبار أنه يرجع لصاحبه ، لهذا فسر قوله تعالى هنا (( وثيابك فطهر )) أي ( طهر أعمالك ) فسر الثياب بالأعمال ، لأنها راجعة إلى صاحبها باعتبار أصلها اللغوي ، أو يقال إن العمل مشبه بالثوب لملازمته لصاحبه ، فالثوب يلازم لابسه ، والعمل كذلك يلازم عامله ، كما قال جلا وعلا (( وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه )) [ الإسراء 13 ] ، الطائر هو ما يطير منه من العمل من خير أو شر ، ألزم به ، صار ملازما له كملازمة ثوبه له، هنا اختار الشيخ أحد التفسيرين المنقولين عن السلف ، وهو أن معنى (( وثيابك فطهر )) أي طهر أعمالك عن الشرك ، وفسرت بـ : طهر ثيابك من النجاسات ، (( وثيابك فطهر )) هذا التفسير الأعم أنسب هاهنا ، لأنه يناسب ما قبله وما بعده ، فإن ما قبله فيه الإنذار وتعظيم الله بالتوحيد ، وما بعده فيه ترك للرجز وهجر الأصنام والبراءة منها ، بقي قوله (( وثيابك فطهر )) فاتساقالكلام وكونه جميعا جاء بمعنى مترابط يقضي بأن يختار تفسير الثياب بالأعمال ، لأن ما قبله (( قم فأنذر )) لينذر عن الشرك ويدعو إلى التوحيد ، (( وربك فكبّر )) يعني وعظمه بالتوحيد ، (( وثيابك فطهر )) ثم قال (( والرجز فاهجر )) التي هي الأصنام والأوثان ، أتركها وتبرأ منها ، الجميع في البراءة من الشرك ، والبعد عن الشرك ، والنهي عنه ، والدعوة والالتزام بالتوحيد ، بقي قوله (( وثيابك فطهر )) لها تفسيران ، تفسير للثياب بالثياب المعروفة ، ثياب تطهرها من النجاسة ، وثيابك التي هي الأعمال طهرها من الشرك ، فصار الأنسب للثياب أن يفسر (( وثيابك فطهّر )) بطهر أعمالك من الشرك ، وهذا مما يعتني به المحققون من المفسرين ، أنهم يختارون في التفسير التفسير الذي يناسب السياق ، يناسب ما بعده وما قبله ، واللغة لها محامل كثيرة ، ولهذا اختلف السلف في تفسيراتهم .
المصدر:
شرح كتاب ثلاثة الأصول [ ص 67 ]
للشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله
منتديات البيضاء العلمية