بيان محاسن الإسلام من فوائد شرح عمدة الأحكام
لابن عثيمين الإمام
لابن عثيمين الإمام
الحمد لله رب العالمين، و صلى الله و سلم على محمد أشرف الأنبياء و المرسلين، و على آله الطاهيرن، و أصحابه المكرمين، و تبع هديه إلى يوم الدين.
أما بعد، فإن الله تعالى {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة 3]، فأتم نعمته على هذه الأمة المحمدية بتكميل الشرائع الظاهرة والباطنة، و شرع لها دين الإسلام و رضيه لها دينا يعبد به رب العزة و الجلال، و إن ربنا قد كمل هذا الدين بكل جميل من الأقوال و الأعمال، يظهر هذا في تشريعاته، و في أحكامه سبحانه.
و قد اعتنى العلماء و اجتهدوا في بيان هذه المحاسن و الكمالات لهذا الذين الحنيف، من خلال أحكام الله تعالى التي شرعها لعباده، حتى يستجلب الكافر و يميل قلبه إلى هذا الدين، و يثبت المؤمن يزداد به اليقين.
من هؤلاء الأئمة الذين اعتنوا بهذا الأمر العظيم، العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى، و هذا ظاهر في شروحاته الكثيرة الكبيرة على أحاديث النبي صلى الله عليه و سلم من كتب الحديث المصنفة، و من تلكم الكتب "عمدة الأحكام من كلام خير الأنام" لعبد الغني المقدسي رحمه الله تعالى.
فإن الشيخ رحمه الله اعتنى ببيان فوائد كل حديث بعد شرحه شرحا ميسرا، و من هذه الفوائد بيان ما تضمنه الحديث من صور كمال الشريعة الإسلامية.
فأحببت لمَّ و جمع هذه الفوائد المتعلقة بهذا الموضوع العظيم لبيان محاسن الإسلام خاصة و نحن في زمن كثر الجهل بحقيقة هذا الدين، و كثرت فيه شبه الكفار الحاقدين و أذنابهم العلمانيين حول قسوة و وحشية هذا الدين، تلبيسا و تعمية للناس قصد التنفير و الإساءة لدين رب العزة و الجلال، لعل قلوبا تطمئن و أفئدة تستيقن.
و من المقاصد أيضا خدمة علم أئمتنا و إظهاره و إبرازه، فإنه من خير ما يشتغل به.
منهجية الكتابة :
أقوم بذكر الكتاب، ثم ما تضمنه من أبواب، ثم الحديث برقمه، ثم الفائدة تتبعه، و قد أزيد شيئا يسيرا من شرحه إذا اقتضت الحاجة لزيادة البيان، مع ذكر رقم الصفحة من الكتاب.
كتاب الطهارة
4 _ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إذا توضأ أحدكم فليجعل في أنفه ماء ثم لينتثر، ومن استجمر فليوتر، وإذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يديه قبل أن يدخلهما في الإناء ثلاثاً، فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده ". وفي لفظ لمسلم : "فليستنشق بمنخرته من الماء ". وفي لفظ : ("من توضأ فليستنشق".
قال الشيخ رحمه الله (ص 20) : "من كمال الشريعة الإسلامية و عنايتها بالطهارة، أنها استوعبت جميع أنواع الطهارة المكملات لها".
و قال رحمه الله (ص 21) : "كمال الشريعة الإسلامية بالعناية بالطهارة و الاحتياط لها".
5 _ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغسل فيه" ولمسلم : "لا يغتسل أحدكم في الماء الدائم وهو جنب".
قال الشيخ رحمه الله (ص 23) : "كمال الشريعة الإسلامية؛ لعنايتها بالطهارة و البعد عن أسباب الضرر".
6 _ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إذا شرب الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعاً" ولمسلم : "أولاهن بالتراب".
قال الشيخ رحمه الله (ص 25) : "إثبات آية من آيات النبي صلى الله عليه و سلم الدالة على صدقه و صحة ما جاء به، حيث أثبت الطب الحديث غلظ نجاسة لعاب الكلب و ما يشمل عليه من أمراض".
9 _ عن عائشة رضي الله عنها قالت : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله".
قال الشيخ رحمه الله (ص 35) : "كمال سنة النبي صلى الله عليه و سلم بمراعاة النظافة في ترجيل الشعر و غيره".
باب دخول الخلاء والاستطابة
قال الشيخ رحمه الله (ص 41) : "استيعاب الشريعة الإسلامية لجميع الآداب النافعة".
باب السواك
18 _ عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك.
قال الشيخ رحمه الله (ص 58) : "كمال الشريعة الإسلامية بالنظافة".
باب المسح على الخفين
21 _ عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأهويت لأنزع خفيه فقال : "دعهما فإني أدخلهما طاهرتين" فمسح عليهما.
قال الشيخ رحمه الله (صؤ65) : "أن المسح عليهما [أي : الخفين] لمن كان لابسا لهما أفضل من خلعهما و غسل الرجل، و هذا من كمال الدين الإسلامي و تيسير تشريعاته".
باب في المذي وغيره
28 _ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "الفطرة خمس الختان والاستحداد وقص الشارب وتقليم الأظافر ونتف الإبط".
قال الشيخ رحمه الله (ص 80) : "كمال الشريعة الإسلامية بموافقة الفطرة و مراعاة النظافة".
باب التيمم
37 _ عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً معتزلاً لم يصل في القوم فقال : "يا فلان ما منعك أن تصلي في القوم" فقال يا رسول الله أصابتني جنابة ولا ماء فقال : "عليك بالصعيد فإنه يكفيك".
قال الشيخ رحمه الله (ص 102) : "يسر الشريعة الإسلامية حيث جاز لمن عدم الماء أن يتيمم و يصلي حتى يجد الماء و لا يعيد الصلاة".
هذا ما يسر الله نقله، سائلا إياه التوفيق لمجموعة جديدة من الفوائد النفسية لهذا الإمام رحمة الله عليه.
و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه.
و الحمد لله رب العاملين.
يوسف صفصاف
13 شعبان 1437
20 ماي 2016
13 شعبان 1437
20 ماي 2016