البداية
انتقلت عائلة العم حسن إلى المنزل الجديد ... القديم ...حيطان متسخة ؛ زجاج مكسور ؛ العناكب مزروعة في كل مكان ؛ رائحة كريهة جدا وفي البادية (الريف)
العم الحسن : لا تنزعجوا أحبتي سننظف البيت .. إنه كبير ماشاء الله ... فيلا..نعم فيلا له الطابق العلوي والسفلي وحديقة صغيرة و...و..
لكن الزوجة والأولاد منزعجون وصامتون ... وكأن البيت لم يعجبهم
تعبت العائلة في تنظيف البيت ؛ رغم عيوبه لكنه بيت كبير جدا ؛ حتى أنهم نظفوا الطابق الأول فقط الذي يفصل عن الطابق الثاني سلالم وباب كبيرة للدخول؛ االذي تصميمه نفس تصميم الطابق الأول عدا زيادة شرفة في الصالة ... عائلة العم حسن هي
العم حسن خمسة وستون سنة ؛ كان موظف في شركة وله سكن للكراء ولم يقم بدفع اجرة الكراء لهذا طردوهم من البيت وهذا البيت ماهو إلا....مؤقت ؛ كان لرفيق له
-زوجته صفية تسعة واربعون سنة ربة بيت
-مريا ستة وعشرون سنة ؛ هادئة ومتخلقة
-لمياء ثلاث وعشرون سنة مريضة بفشل الأعضاء ودائما تستهلك الأدوية والحقن ولا تستطيع المشي طويلا او الجري إلا بحقنة ولا تستطيع صعود السلالم الا بمساعدة كبيرة
-عامر ثمنية عشر سنة
-نجلاء سبعة عشر سنة
الليلة الأولى .. الكل سينام في الصالة ؛ لأن البيت جديد.
نجلاء وعامر يخططان أي غرفة سيختار كلا منهما
نجلاء : أنا سعيدة ستكون لي غرفة مستقلة ؛ أضع فيها خزانة صغيرة جميلة وألصق فيها صور الطبيعة و..و..
عامر ؛ أنا أيضا لي غرفة لوحدي وستكون أكبر من غرفتك.
نجلاء ؛ لا مستحيل لن أقبل يجب أن تكون غرفتي أكبر.
لحسن حظهما هما في العطلة ؛، لأنهما الوحيدان من يدرسان في العائلة
لمياء تنام وبجانبها مجموعة من الأدوية لكن نومها صعب فهي آخر من ينام
نام الجميع وبقت نجلاء الشقية مستيقظة وهي تفكر في الغرفة وتقول في نفسها (لا مستحيل ان يأخذ عامر غرفة أكبر من غرفتي ... بما أن العائلة نائمة ؛ سوف اذهب الى الطابق العلوي لرؤية الغرف الموجودة)
كان العم حسن منعهم من الصعود الى الطابق الثاني في ذاك اليوم حتى للغد لأنه فيه بعض الأشياء الخاصة بصاحبه كما ان الوقت لا يكفيهم لتنظيفها
لكن نجلاء الشقية ... أرادت الصعود واختيار الغرفة المناسبة قبل ان ينهض عامر ويختار غرفة أكبر
كانت جميع الأضواء مشتعلة في البيت (فيلا) ماعدا الصالة التي ينام فيها الجميع
نظرت الى كل غرف الموجودة في الطابق السفلي وقالت ؛ لا أحب غرفة هنا ؛ أحب غرفة مثل بنات الأفلام في الطابق العلوي.
صعدت نجلاء السلالم . الواحدة. تلو الأخرى... وفتحت باب كبير يفصل الطابقين
كانت الأضواء مشتعلة أيضا ؛ فوجدت التصميم يشبه الطابق السفلي والغرف أيضا متشابهة ؛ ثم دخلت الغرفة التي اعتبرتها الأكبر ؛ وقالت :هذه هي غرفتي
كانت في الغرفة مجموعة من الكتب والأوراق التي ملأها الغبار وطاولة
المهم أشياء كانت لصاحب البيت
؛ثم وجدت خزانة صغيرة جدا ؛ فلمحت بصرها عند خروجها من الغرفة ورقة ملقاة أمام الباب فحملتها فوجدت مكتوب فيها (أشياء) بخط كبير ؛ رمت الورقة واسرعت في الرجوع حتى انها كادت تسقط من خوفها لأنها وحدها وعادت لفراشها ونامت...
(يتبع)
استيقظت العائلة الجديدة وهذا أو صباح لهم في هذا البيت ؛ لما استيقظت نجلاء سمعت والدها ووالدتها يتحدثان في المطبخ
العم حسن ؛ لا تتركي نجلاء تخرج وحدها ؛ عامر سيذهب معي للسوق
زوجته ؛ لمذا؟ انت تعرف ان نجلاء شقية ولا تفعل إلا ما يدور في خاطرها
العم حسن ؛ إن صاحبي الذي كان يسكن هنا ضاع منه ابنه جواد عمره عشرون سنة ولم يجدوا له أثر ؛ لهذا لن اسمح لنجلاء وعامر الخروج وحدهم حتى نعرف القرية جيدا
تناولت نجلاء الفطور بينما والدتها وماريا صعدا إلى الطابق الثاني لتنظيفه ؛ جلست نجلاء إلى لمياء المريضة وبدأت تتحدث
نجلاء ؛ آه يا لمياء لو رأيت الطابق العلوي كم هو جميل وستكون لي غرفة وحدي و...
لمياء : لقد رأيتك البارحة في الليل صعدت وحدك ؛ هل أنت مجنونة ؟
تذكرت نجلاء الغرفة... آ شكرا سأصعد إلى غرفتي وانت ابقي في الصالة ههههه
لمياء مسكينة لا تستطيع المشي طويلا ولا الحركة طويلا ؛ لكنها كانت ذكية .
صعدت نجلاء إلى الطابق العلوي اين كانت امها واختها ينظفانه ؛ وكانا في الصالة
ذهبت مباشرة الى الغرفة التي تريدها ؛ فوجدت الورقة التي تركتها مرمية أمام الباب والتي كانت مكتوب فيها "أشياء" حملتها نجلاء ... لكن وجدت مكتوب فيها "جواد" ؟؟؟؟؟ يا الله انها نفس الورقة التي قرأتها البارحة ولكن (؟)
بحثت نجلاء عن الورقة الأخرى فلم تجدها ؛ صحيح وجدت بعض الأوراق والدفاتر القديمة
فتحت نجلاء احد الدفاتر فوجدت ؛ الاسم جواد
اللقب حراس
كراس اللغة العربية .
تذكرت نجلاء حديث أبيها مع أمها أن ابن صاحبه اختفى والذي اسمه جواد...
وما لغز الورقة التي كانت مكتوبة فيها اشياء والآن اصبح مكتوب فيها جواد .
لما وصلت الأم ومريا في تنظيف الغرفة
الأم : اخرجي نجلاء دعينا ننظف وعلى فكرة لمذا لا تساعدينا
نجلاء : لكن يا أمي هنا دفاتر و...و..
الأم : كلها سنضعا في كيس ؛ حتى يجيئ والدك ويسلمها لصاحبه
نجلاء ؛ لكن أمي دعيني افتش لعلي أجد شيئ انتفع به
الأم : لا هذه ممتلكات الغير
جاء الأب وعامر للفطور والتمت العائلة على الغذاء ؛ لكن نجلاء كانت تفكر في قصة الورقة التي اخفتها في حقيبتها لتكتشف ما سر قصةجواد المختفي ...
في الليل ؛ الجميع في الصالة
مريا تساعد لمياء للصعود إلى.الطابق الآخر ؛عامر يحدث لمياء عن القرية وأين ذهب هو ووالده ....
بعد اربع ساعات الكل نائم ؛ إلا لمياء المريضة كعادتها لا تنام إلا في حدود الثالثة ليلا ونجلاء تتقلب في فراشها وتفكر في قصة جواد
قررت أن تفرغ قلبها للمياء
نجلاء (بصوت خافت): لمياء هل تعرفين أنني وجدت البارح ورقة...(حكت لها القصة )
لمياء: هل هذا صحيح؟
نجلاء: عديني ان يكون هذا الأمر سر بيننا
لمياء : وعد ؛ لكن كان عليك تفتيش جميع الدفاتر الموجودة التي كانت لجواد ؛ لعله كتب شيئ قبل اختفائه
نجلاء: آ ؛ راحت من بالي ؛لكن أمي منعتني من ذلك
لمياء : اذهبي الآن .
سمعت نجلاء لكلام اختها وصعدت الطابق العلوي... لكن هذه المرة كانت ترتجف...لا.. سأنزل لا يمكنني الصعود ؛ لكن جواد ....
صعدت نجلاء وفتشت جميع دفاتر جواد وبعض الكتب الصغيرة ؛ للأسف لم تجد شيئ
أراد الأب أن يخرج مع زوجته؛ وجميع الأولاد ؛ ليتعرفو على القرية وعلى غابة قريبة
وككل مرة كانت مريا الاخت الكبرى هي التي تبقا مع لمياء وعامر ونجلاء يخرجان مع الوالدين
لكن هذه المرة أصرت نجلاء أن تبقى رفقة لمياء الشيئ الذي استغربه الجميع
الأم : لاعلينا ؛ ابقي مع اختك سنأتي متأخرين قليلا اغلقو جميع الأبواب ؛ لأنه عندنا مفتاح الباب الخارجي
-مع خروج جميع العائلة ؛ ساعدت نجلاء لمياء على الصعود الى الطابق الثاني ؛ وأحظرت لها كرسي لكي تجلس كلما تعبت ؛ فتشتا جميع الأوراق وقاموا بفحصها ورقة بورقة لكن دون جدوى
لمياء ؛ احظري لي الورقة الي كان مكتوب عليها اسم جواد
اسرعت نجلاء وأحظرت الورقة ؛ لكنها لم تتغير
بقت الخزانة الصغيرة ليس فيها سوى جرائد قديمة ولما حملت نجلاء الجرائد سقطت ورقة مكتوب فيها "الشجرة الصغيرة "
هنا جلسا البنتان في حيرة ؟؟أي شجرة ؟ ومذا بها الشجرة ؟
لكن لمياء كانت الأكثر ذكاء
لمياء : طلي من النافذة .. ومذا ترين
نجلاء ؛ هناك بيت الجيران وهناك اطفال وهناك اربع اشجار
لمياء ؛ هل فيهم شجرة صغيرة ؟
نجلاء؛ صحيح
لمياء ؛ بسرعة اذهبي لتلك الشجرة لا تكترثي للناس
ذهبت نجلاء ولم تجد شيئ
وصل الليل وجاءت العائلة ولم يتوصل البنتان لأي شيئ
نجلاء الشقية لم تستسلم وطلبت من أمها يوم غد الخروج أمام الباب ووعدتها تذهب إلى أي مكان ستبقى أمام الأشجار
جلست نجلاء أمام الشجرة الصغيرة ولم تلاحظ غير وجود النمل بكثرة فيها كما أن بجوارها ثقب صغير يدخل ويخرج النمل أفواجا منه
فقالت في نفسها ؛ هل يكون لهذا النمل دخل في القصة
؟
وصل الليل كالعادة لمياء ونجلاء ساهرتان
نجلاء ؛ لا يوجد في الشجرة الصغيرة إلا النمل
لمياء : هههههه ومادخل النمل ؟
نجلاء : بما أن الورقة كان مكتوب فيها " أشياء " ثم "جواد" اذن كل شيئ ممكن
مريا : ناما... الوقت متأخر
هذه المرة نجلاء لم تشاور لمياء وانتظرتها حتى نامت بالفعل
صعدت نجلاء الى الطابق ودخلت الغرفة التي كانت لجواد وبدأت تفتش في الدفاتر مرة اخرى ؛ ثم لمحت كتاب صغير عنوانه ؛قواعد الأدب العربي لكن هذه المرة فتحته لتتفاجأ أن الغلاف مركب وهذا الكتاب ليس للغة العربية هو كتاب سري جدا بدأت يتكلم عن مجموعة من النمل لديهم قوى خارقة يعيشون في مملكة ولديهم ملكة قوية ؛ هم يقتلون اهل القرية التي يسكنوها وذلك بوضع السم في الطعام دون أن يعرف الناس سبب التسمم
استغربت نجلاء من هذا الكلام السخيف
ثم واصلت ... اذا أردت ان تساعد قريتك من هذا النمل تعال لمساعدتي
مذ؟
من تراه صاحب الكتاب
ثم واصلت القراءة
انا الآن يا جواد داخل مملكة النمل وانا انتظر قدومك لأن لي حق في الكتابة فقط وصديقي النملة "رور" له قوة في تكبير وتصغير الأشياء ؛ هو من كبر لك هذا الكتاب لتقرأه وصغرني أنا . أنا صديقك أنور
انا هنا لمحاربة النمل ذات القوة الخارقة لأنها ستقتل الجميع لكن لم استطع وحدي عليك مساعدتي ؛ اذا اردت المجيئ اكتب رسالة للنملة "رور" واكتب فيها كلمة "أشياء " هذا هو الرمز السري وضعها امام الشجرة الصغيرة ؛ وسيرد عليك رور ليأخذ معك موعد لتصغيرك واللحاق بي لهذه المملكة من اجل انقاذ اهالي هذه القرية
انتهت الصفحات الملتصقة بكتاب اللغة التي لا يمكن لأحد اكتشافها إلا نجلاء
رمت نجلاء الكتاب في سلة القمامة وذهبت للنوم مباشرة ؛ وهي في فراشها وتحدث نفسها..
ما فهمته من تلك الأوراق أن النمل المتعصبة تنتقم من أهالي هذه القرية وتقوم بتسميمهم في الطعام... يعني جواد هو الآن موجود في المملكة "مملكة النمل " وتلك الورقة التي وجدتها هي رسالة من جواد يريد المساعدة.
في الصباح
الأم ومريا في المطبخ
الأب راح الى العمل
عامر خرج الى الشارع تعرف على أصحاب وخرج للتجول معهم
بقت لمياء في فراشها ونجلاء تطل من النافدة ويدها على خدها وتفكر ؛ هل أخبر لمياء عن ماعرفت البارحة؟
لمياء؛ مابك نجلاء ؛ هل اكتشفت أمرا جديدا ؟
نجلاء ؛ لا...لا..
دخلت مريا
مريا؛ مابكن يا بنات ؛ ماهذه الأسرار التي بينكم ؟ وانت نجلاء لمذا اصبحت هكذا... شاردة وتفكرين..؟
نجلاء؛ لا... تذكرت صديقاتي واشتقت اليهن
ضمت لمياء نجلاء الى صدرها وقالت ؛ لا تقلقي لن نبقى هنا دائما هي فترة فقط
في هذه اللحظة دخل عامر
عامر :أمي... أمي
الأم : مذا هناك
عامر: أتذكرين صديقي الجديد الذي تعرفت عليه وحكيت لك عنه البارحة ؟
الأم : نعم تذكرت وبعد ؟
عامر : لقد مات.... نعم اليوم جنازته
الأم : يا رحمان يا رحيم كيف حتى مات؟
عامر : سمعت أنه مات متسمم ....
فزعت نجلاء وقالت في نفسها ..مذا ؟ متسمم؟ هل المنل؟؟
الأم : ومذا أكل ؟
عامر : أكل سم ولم يعرف أحد من أين أتى ذاك السم كما سمعت أنه مات جار لهم مسن. بنفس السم ولم يعرف احد المصدر...
هذه الكلمات بقت تتدندن في خاطر نجلاء ولم تذق طعم النوم في تلك الليلة لما تأكدت أن قصة النمل حقيقة ؛ كل لحظة تذهب للمطبخ لترى ما اذا كان هناك نمل ؟ لكن كيف افرق بين النمل العادي والمتعصب؟
لمياء: أخبريني يا نجلاء انت لست طبيعية هل لاحظت شيئ ما ؟
نجلاء : لا... لا وقصة جواد والورقة طويتها وانتهى الأمر.
لاحظت الأم تغير نجلاء المرحة المشاكسة إلى فتاة صامتة تفكر كثيرا لكن لم تجد جوابا .
نجلاء : هل أذهب عند جواد وانور لمساعدتهم؟ لكن بمذا سأفيدهم أنا ؟
مر شهر واحد من رحيل العائلة وبدأت نجلاء تنسى قصة النمل وتعرفت على صديقة اسمها كوثر بنت جيرانهم ؛ فأصبحت تلتقي بها صباح ومساء يتبادلان أطراف الحديث ..
كوثر : أنا يتيمة الأم ماتت ماما وأنا صغيرة ثم تزوج والدي وأنجب الكثير ؛ لكن رغم ذلك اعتبر نفسي وحيدة
اغتنمت الفرصة نجلاء
نجلاء: مؤسف : اعتبرين انا اختك...آ على فكرة مذا تعرفين عن جواد الذي كان يسكن هنا؟
كوثر: جواد مرح وذكي لكنه اختفى كلمح البصر
نجلاء : كيف كلمح البصر؟
كوثر : يقال أن جواد نام في بيته عادي وفي الصباح ذهبت أمه لتوقظه للذهاب الى المدرسة لم تجده ؛ ولم يشاهده أحد كيف خرج .
هنا تأكدت نجلاء من قصة جواد ؛ لكنها لازالت لا تثق في كوثر ثقة تامة لتحكي لها اسرارها.
بعد ثلاثة أشهر وفي الدخول المدرسي كانت نجلاء سعيدةجدا لأنها ستتعرف على زملاء جدد.. ومعلمين جدد ؛ في طريقها إلى الثانوية مع صديقتها كوثر وبما أن االثانوية بعيدة نوعا ما ؛ اغتنمت نجلاء الفرصة لتحكي لكوثر القصة الحقيقة لإختفاء جواد ؛ أقسمت لها أولا أن لا تخبر أحد
كوثر : كوني مطمئنة لن يعرف أحد ولكن ماهذا السر الخطير الذي كل مرة أحس أنك ستبوحين به ثم تصمتي
نجلاء : هذا السر عن جواد واختفائه...
كوثر : يا حبيبي ...ومن أين تعرفين أنت جواد أصلا اختفى قبل مجيئكم و..و..
نجلاء: دعيني أقص لك ثم احكمي
كوثر : حسنا ؛ أنا في الإستماع
سردت نجلاء لصديقتها كوثر كل ماتعرفه عن اختفاء جواد والنمل ...
بدأت كوثر بالظحك : هاهاها وكيف أصدق هذه الخزعبلات .. لقد وصلنا الدخول من هنا
بعد الخروج من الدراسة ؛ غضبت نجلاء من تصرف كوثر ولم تكلمها طيلة الطريق
كوثر : آسفة .. ولكن كيف أصدق أن جواد أصبح صغيرا وهو يحارب النمل الشرير..
نجلاء : هل له صديق اسمه أنور ؟
كوثر : لا أدري ؛ لكن قبل اختفائه كان يأتي صديق عنده ولم أراه بعدها
نجلاء : إذن هو أنور وقصة التسمم التي تسمعون بها كل ثلاث أو أربعة أشهر يتسمم أحد ويموت
كوثر : صحيح هناك تسمم ولكن ربما من الخضر ...
المهم أن كوثر لم تصدق نجلاء حتى أنها بدأت تسخر منها فكلما وجدت نمل في الطريق تقول لها ..اهربي ..اهربي هههههه
عضبت نجلاء وعند وصولهما إلى البيت وقبل دخول نجلاءالى البيت : اعتبريني يا كوثر لم أحكي لك ولم تسمعي والا لن اسامحك
كوثر : حاضر
ددخلت نجلاء وسلمت على أمها ومريا و...وأين لمياء ؟
ومابكن؟
الأم : لا تقلقي لكن لمياء كانت لديها الحمى وقد أخذها أبوك وعامر إلى المستشفى
وبعد قليل اتصل العم حسن بزوجته صفيه
.....نجلاء كانت في غرفتها ترتب الكراريس الجديدة التي اشترتها حتى تسمع أمها.....تصرخ ...ومريا....تصرخ ...لا لمياء لا يارب...
توقفت أنفاس نجلاء حتى أنها لم تستطع أن تتحرك من مكانها
لتكون الكارثة وهو موت لمياء المفاجئ ؛ هذا الخبر كان كالصاعقة حتى أن نجلاء كادت أن تجن عليها ؛ ذهب الجميع الى المستشفى والصراخ والبكاء ملأ جميع الأركان حيث سمعت نجلاء الأطباء في حيرة يقولون: هذا السم سيقتلنا جميعا...
نعم هنا فهمت نجلاء ... وتركت الجميع في المستشفى وعادت إلى المنزل وحدها وهي تجري حتى كأنها ترى الظلام من شده الفزع .. دقت على كوثر
كوثر : لا تقولي ماسمعته صح أختك؟؟؟
نجلاء : احظري لي ورقة وقلم ليس لدي الوقت
احظرت كوثر لنجلاء ورقة وقلم وقالت لها : اذهبي الآن اتركيني وحدي
قررت نجلاء بعد وفاء اختها بالسم أن تخوض المعركة وتنتقم لأختها لمياء مهما كان الثمن باهضا
كتبت "أشياء" في ورقة وهو الرمز السري ووضعتها أمام الشجرة الصغيرة ؛ وعادت مجددا إلى كوثر
نجلاء: عديني اذا اختفيت وذهبت إلى مملكة النمل أن تخبري أهلي أني بخير وبأني سأعود إليهم يوما ما
كوثر : ولكن...
نجلاء : ولكن مذا؟ هل تريدين أن يموت أحد إخوتك؟؟
كوثر : لا..لا
نجلاء : إذن افعلي كما أخبرتك
كان موقف نجلاء صعب خاصة بعد خسارة العائلة لمياء ؛ فكيف ستكون بمغادرةنجلاء اايضا؛ هذا قد فكرت فيه نجلاء لكن هذا لن يكون أسوء من فقدان كل العائلة أو أشخاص آخرون ؛ كان العزاء في المنزل بعد دفن لمياء الأهل والجيران ؛ لكن نجلاء كانت تنتظر خبر من النملة التي اسمها " رور "كما قرأت في الكتاب
نامت نجلاء في تلك الليلة ؛ استيقظت لتشرب الماء فتجد أمامها ورقة...مكتوب فيها
اخرجي الآن إلى الشجرة ...
نعم وجدت نجلاء جواب على رسالتها ؛ فخرجت مسرعة دون أن تلتفت لأحد وراحت تجري للشجرة حتى جاءتها سرعة واصطدمت بالشجرة وسقطت :آي .. رأسي
فلما فتحت عيناها وجدت نفسها نائمة أمام صخر كبير "التراب" والشجرة الصغيرة اصبحت عملاقة والنملة "رور" تنظر إليها
المرة الأولى خافت نجلاء وبدأت الدموع تنهمر ورور تهدئ من روعها
رور : لحسن حظك حراس المملكة نائمون ستدخلين معي إلى مملكتنا وسأعطيك حجرة جميلة وهناك سأخبرك عن كل شيي
أصبحت نجلاء بحجم النملة دخلت مع رور الى المملكة وهي كبيرة جدا من الداخل فيها حجر كبيرة ومصانع وقصر الملكة . .. هنا ستبدأ مغامرة نجلاء في هذه المملكة
بعدما دخلت نجلاء الى الحجرة مع رور هي حجرة شبه مظلمة تشبه الكهف وفيها اعواد صغيرة مشتعلة من الشمع وحطب وصوف للنوم وغيرها من الأشياء
جلست نجلاء وجلست بجانبها رور لتبدأ أسئلة نجلاء التي لا تنتهي
نجلاء : أول شيئ ؛ ماسر كلمة "أشياء" ومامعنى ذلك
رور : لقد طرحت شيئا جيد أولا مملكتنا إسمها أشياء نحن النمل عندنا الآلاف من الممالك منها القريبة والبعيدة ومملكتنا اسمها "أشياء"
نجلاء: ولمذا تسممون الناس ؟ وهل انت معهم
رور : لا أنا لست مع من يقتلون أهل القرية مملكتنا مقسومة مع من يحبون الملكة ومع من يكرهونها ؛ كل من يحبها هم مقربون اليها وهم الذين ينتقمون من اهل القرية والذين يكرهونها هم العمال والطبقة الدنيا في المملكة ؛ وانا مع من يكرهونها
نجلاء : ولمذا..؟
رور: كفاك أسئلة اليوم سأجيبك غدا على كل شيئ
نجلاء : ارجوك رور سؤال واحد فقط أين هو جواد.
بعد هذا السؤال نظرت رور بحزن إلى نجلاء وقالت : جواد هو في سجن قصر الملكة
نجلاء : مذا سجن ؟
رور : القصة طويلة انت هنا لتساعدي جواد ولتنقدي اهل القرية أما بقية الأصدقاء انور وهيثم وخالد هم في الحجرةالمجاورة هؤلاء من البشر وهم الذين التحقوا .... وانت البنت الوحيدة هنا ؛ لكن لا تخافي قريبا سننتهي من بطش الملكة وأعوانها ونعش في سلام.
وفي الصباح بقت نجلاء في حجرتها ؛ وتنتظر مجيئ رور حتى دخلت ..
رور : هل انت مستعدة ستتعرفين على هيثم وخالد وأنور وسأترككم معا ؛ دخل الأصحاب وعلى مايظهر عليهم ثيابهم متسخة جدا بالطين وسلموا على نجلاء
أنور : مرحبا يا نجلاء ؛ أنا أنور
نجلاء : تشرفت بمعرفتك
أنور : لا تخافي سأحكي لك كل الحكاية لأننا الآن في حجرة رور وهي حجرة آمنة
نجلاء : من أنتم وأين جواد ؟
أنور : نحن هنا لمحاربة الملكة والنبلاء
نجلاء: من النبلاء؟
أنور: تنقسم المملكة على قسمين نبلاء وهم أعوان الملكة وهم كثيرون لا يعملون بل يسيرون فقط ولهم كل الثروات ؛ أما العمال فهم يكرهون النبلاء فهم يعملون صباحا مساء دون أجر ؛ وجواد هو في السجن ونحن نريد اخراجه لكن جنود القصر كثير....
هيثم : حسنا أنا هيثم وأنا أول من دخلت الى المملكة بعدما تعرفت على النملة رور وأخبرتني أن القرية في خطر فقمت بإخبار ابن عمي خالد ودخلنا إلى هنا
نجلاء : بالأساس لمذا ينتقم النمل من أهل القرية
خالد : دعوني أنا أجيبها ؛ كانت للملكة أشياء ثمينة وموطن المملكة الأصلي هي جزيرة الإمبراطورة ؛ لما جاءت المملكة إلى هنا ضاعت تلك الأشياء الذهبية الثمينة من الملكة والتي أضاعها طفل من هذه القرية كان يلعب تحت الشجرة ثم سكب الماء على النمل وضاعت أشياء الملكة ولم تستطع العودة الى جزيرة الإمبراطورة لأنها لن تسمح لها الدخول بدون تلك الأشياء .
نجلاء : آ... لمذا لا نبحث عن تلك الأشياء لربما تتوقف من الإنتقام
خالد : ليس من السهل إيجاد تلك ااأشياء التي تشبه حلقات واعواد من الذهب النفيس...
وجدت نجلاء على أوجه الأصحاب التعب والقنوط
نجلاء : مابكم هل استسلمتم؟
هيثم : أنا سأعود لقريتي لم أستطع اكمال العيش هنا لا آكل سوى بقايا الخبز والسكر كما لن اعوان الملكة أقوياء ولا يمكن قهرهم
خالد : انا اريد ان اعود الى اهلي واصحابي
نجلاء : حسنا اخبرو رور لتكبركم وترجعوا كما كنتم ... ثم عودو إلينا مجددا
أنور : لا يمكن ذلك اذا كبرنا مستحيل نصغر مرة أخرى فرور لها الحق لصغيرنا وتكبيرنا مرة اخرى
خالد : أخشى أن تموت رور وليس هناك من النمل من يملك هذه الخاصية... فهناك من له خاصية السرعة ومنه الطيران و..و.. اما التصغير فرور فقط.
اذن قرر هيثم وخالد العودة الى القرية مع قسمها أن لا يخبرا أحد عن المملكة لكي لا يؤذيهم أحد
انور : اخبرو اهلي واهل جواد ونجلاء اننا بخير واننا في مكان آخر وسنعود اليهم مرة اخرى ان شاء الله
عادا هيثم وخالد الى قريتهما بفعل رور ؛ ولم يبقى سوى انور ونجلاء
انور : هل فهمت الآن كل شيئ
نجلاء : نعم .
انور : الخطة الأولى يجب ان يخرج جواد من السجن لأنه مسجون لمدة اسبوعين ولايزال اسبوع ونحن لا يكفينا الوقت .
نجلاء: وماتهمته
انور : لقد سب الملكة ونحن نتجول فسمعه أعوانها وسجنوه.
نجلاء : حسنا أنا مستعدة لنبدأ بالخطة الأولى.