مِن عجائبِ العلاجِبالصَّدَقةأكثر من ( 15 ) قصة عجيبة من القديم والحديث فيالاستشفاء بالصدقةمن الأمراض الجسَديةوالنفْسيةعن أبِي أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال : قال النبي : ( دَاوُوا مَرْضَاكُمْ بالصَّدَقة ) حسنه الألباني في ( صحيح الجامع ، برقم : 3358 ) . وعن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - عن النبي r أنه قال :
( فتنة الرجل في أهلهوماله ونفْسه وولده وجاره ، يُكفِّرها الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروفوالنهي عن المنكر ) رواه البخاري ( 1435 ) ومسلم ( 144 ) .قال الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى - في ( الوابل الصيب ، ص 49 – 50 ) :( فإنَّ للصَّدَقة تأثيراً عجيباً في دفع أنواعالبلاء ، ولو كانت مِن فاجر أو مِن ظالِم ، بل من كافر ! ، فإنَّ الله تعالى يدفعبها عنه أنواعاً من البلاء ؛ وهذا أمرٌ معلوم عنْدَ الناس خاصتهم وعامتهم ، وأهلالأرض كلهم مُقرُّون بـه لأنهم جرَّبوه ) انتهى .وقالأيضاً - رحمه الله تعالى - في ( زاد المعاد ، 4 / 10 – 11 ) : ( ها هنا من الأدوية التي تشفي من الأمراض ما لم يهتدِ إليها عقولُأكابر الأطباء ، ولم تصِلْ إليها علومُهُم وتجاربهم وأقيستهم من الأدوية القلبيةوالروحانية وقوة القلب واعتماده على الله والتوكل عليه ، والالتجاء إليه ،والانطراح والانكسار بين يديه ، والتذلُّل له ، والصدقة ، والدعاء ، والتوبةوالاستغفار ، والإحسان إلى الخلق وإغاثة الملهوف والتفريج عن المكروب ؛ فإن هذهالأدوية قد جربتها الأمم على اختلاف أديانها ومللها فوجدوا لها من التأثير فيالشفاء ما لا يصل إليه علم أعلم الأطباء ولا تجربته ولا قياسه ؛ وقد جَرَّبنا نحنُوغيرنا من هذا أموراً كثيرة ورأيناها تفعل ما لا تفعل الأدوية الحسية ! ) انتهى .قامَ بإعدادِه وجَمْعِه / بعضُ طلبةِالعلموفَّقهم الله ، وحَفِظَهم ، وغفرَ لهم ، وعافاهمووالديهم وذرِّياتهم وجميع المسلمين في الدنيا والآخرة` قد يسأل البعض بأنه يعالج مريضه بالرقية الشرعية فهل يتوقف عنهاويكتفي بالصدقة ؟! ، والجواب : كلا .. بل العلاج بالرقية الشرعية مع العلاج بالصدقةيُعتبر من أقوى الأسباب الجالبة للنفع ، ومعلومٌ بَدَاهَةً بأن العلاج بِدَوائينمناسبين أبلغ في النفع والفائدة من العلاج بدواءٍ واحدٍ ، وكذلك العلاج بعِدَّةِأدوية شرعية من رُقية وصدقة واستغفار ودعاء ونحوها أبلغ في النفع والفائدة منالعلاج بعلاجين .. وهكـذا .. فكلما أكْثر العبد مناستعمال الأدوية الشرعية من دعاء وصدقة ورُقية واستغفار وتوبة وقراءة للقرآن والذكرونحو ذلك كُلَّما كان الشفاء أتَمّ وأكمل وأعظم بمشيئة الله تعالى ، وكم ممن كانأثناء معالجته بالرقية تصدق بنية الشفاء فعجل الله له بالشفاء فكان أسرع شفاءاً ممناكتفى بالرقية ولكنه لم يتصدق ، فتنبه لهذا وتأمله فهو مهمٌّ جداً .` وقبل أن نذكر بعض آداب العلاج بالصدقة ينبغي أنتعلم أولاً وقبل كل شيء أن المال الذي عندك هو لله تعالى وهو الذي أعطاك إياه واللهممتحنك فيه فإن أديت حق الله فيه فقد أفلحت إن شاء الله ، وإن بخلت به علىالمستضعفين من عباده ولم تؤدِّ حق الله فيه فإنه يُخشى عليك من أن يسلبه الله منكوتخسر دنياك وآخرتك ، وقد ندبك الله كثيراً وحثَّك للتصدق من هذا المال لتفوز بخيريالدنيا والآخرة ، قال تعالى : } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّارَزَقْنَاكُمْ { ( سورة البقرة ، من آية : 254) ، وفي ذلك من الآيات الكريمةوالأحاديث الصحيحة شيء كثير جداً مما يدل على ما للصدقة والإنفاق في وجوه الخير منالخير العظيم للعبد في دنياه وآخرته .` وإذا أردتمعالجة مريضك بالصدقة لتجني ثمرة ذلك - بإذن الله تعالى - مثلما جناها أصحاب القصصالواقعية المرفقة ، فاتبع الخطوات اليسيرة التالية :@ إذا أردت أن يكون شفاء مريضك بالصدقة سريعاً تامًّا فتصدق من طـيِّب مالِكَ الذيأعطاك الله تعالى فإن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً - كما جاء في الحديث الصحيح - ، وقد قال تعالى : } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِمَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُواالْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِوَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيـدٌ { ( سورة البقرة ، الآية : 267) .
@ إذا تصدقت بهذه الصدقة فاجعلها بِنِيَّـة شفـاء مريضك ، قال رسولالله r : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ مانوى ) رواه البخاري .
@ إنكنت غَنِـيًّا فكُن سَخِـيًّا في صدقتـك ، وقد كان النبي r سَخياً كريمـاً ( يُعطيعطاءَ مَن لا يخشى الفقر ) رواه مسلم .
@ اجعل صدقتك خالصةً لوجه الله تعالى ،فكلما كان العمل أكمل وأعظم إخلاصاً لله تعالى كلما كان ثوابه وثمرته أكمل وأعظم ،وتذكَّر حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، والذي ذكر رسولالله r منهم : ( ورجل تصدق بصدقـة فأخفاها حتى لا تعلم يمينـه ما تنفق شماله ) متفقعليه ، وفي هذا حثٌّ عظيم على الإخلاص في العمل .
@ لكي تكون صدقتك بليغة الأثربإذن الله تعالى فحاول جاهداً أن تتحرى لصدقتك محتاجاً صالحاً تقياً كما جاء فيالحديث عن النبيِّ r أنه قال : ( لا تُصَاحِب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامَك إلا تقي ) رواه الترمذي وأبو داود وهو حديث حسَن ، وكلما كان الفقير أشد فقراً وحاجة للصدقةكلما كان أثر الصدقة أكبر وأعظـم ! ، مع العلم أن ( في كل كَبِدٍ رَطْبَةٍ أجر ) متفق عليه مرفوعاً ، فلا يلزمأن تحصر صدقتك على الإنسان فقط وأن تظن أن الصدقة لنتنفع حتى تنفقها على إنسان بل إن أطعمت حيواناً محتاجاً بنية شفاء مريضك فسوف يُشفىإن شاء الله تعالى ، والله واسع عليم .
@ حينما تتصدق بنية شفاء مريضك فلاتقل : ( سأجَرِّب ) ، بل كان جازماً موقناً واثقاً بأن الله - تبارك وتعالى - سيشفيمريضك ، ولا تستعجل النتيجة ، ولا تقنط ولا تيأس من رحمة الله تعالى ؛ بل كن واثقاًبه فهو الشافي النافع الكريم الذي بيده الضرُّ والنفع .. والذي لا يعجزه شيء فيالأرض ولا في السماء .. والذي إذا أراد شيئاً قال له ( كن ) فيكون ، فأحسن الظن بهوأنه سيشفي مريضك .. فالله عند حسن ظن عبده به .. ولن يخذل الله أبداً عبدَهُ ماأحسن الظن به .
@ إن لَم ترَ نتيجةً سريعة لشفاء مريضك بعد صدَقتك - وهذا قديحصل ولكنه نادر جداً - فتصدق مرةً أخرى وكرِّر ذلك ولا تقنط ، وكن على تمام الثقةأن صدقتك لن تضيع أبداً فهي محفوظة عند مَن لا يضل ولا ينسى - سبحانه وبحمده - ،وأنه إن لم يشفِ مريضك بسبب صدقتك فاعلم يقيناً أن ذلك لم يتم للطف إلهي وحكمةربانية لأن الله تعالى قد لا يشفي المريض أحياناً حتى لو تصدَّق ، بل قد يلطف بعبدهالمتصدق فلا يشفيه حتى يتخلص من ذنوبٍ يُقيم عليها .. ففتش نفْسك ونفْس مريضكوتخلصوا من الذنوب والمعاصي وسَتَرَوْن من دَفْعِ أكرم الأكرمين عنكم وقبولهصَدَقتكم وشفائه ومعافاتـه ما لا يخطر لكم على بال ! .. وقد قال تعالـى : } وَمَاأَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَـةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ { ، ولذا قيل في الحِكَمالشرعية : ( ما نَزَل بَلاَءٌ إلا بذنب ولا رُفِع إلا بتوبة ) .
@ إذا شفى اللهمريضك وأبدله عن الضراءِ سَرَّاءً فتوجَّه ومريضك إليه بالحمد والشكر والهج بذلككثيراً قائلاً ( الحمد لله رب العالمين ) لأنه أهل الثناء والمجد وقد أذِن إيذاناًعظيماً بالزيادة لمن وفقه لشكره حيث قال في كتابه الكريم : } وَإِذْ تَأَذَّنَرَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ { ( سورة إبراهيم ، من آية : 7 ) ،فمن مثلاً أكثر من شكر ربه على أن شفاه فليبشر بزيادة العافية والبعد عن الأمراض ،وقد جاء عن النبي r أنه قال : ( عجباً لأمر المؤمن ! ، إن أمره كله خير ، وليس ذاكلأحدٍ إلا للمؤمن ، إن أصابته سَرَّاءَ شكَرَ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبرفكان خيراً له ) رواه مسلم .
نسأل الله تعالى أن يشفي مريضكشفاءاً لا يغادر سقماً وأن يجعل ما أصابه تكفيراً لسيئاته ورفعة لدرجاته وحجاباً لهعن النار .إليك بعض القصص العجيبة التي إن دلت على شيءفإنما تدل على عظيم أثر الصدقة في علاج المرضى :القصة الأولى :
أمرهالنبي في المنام أن يتصدق ،ففعل فشفاه الله وعاش بوجه مشرق جميل :
جاء في ( صحيح الترغيب والترهيب ، م 964 ) عن الإمام المحدث البيهقي - رحمه الله تعالى – أنهقال : ( في هذا المعنى حكاية شيخنا الحاكم أبي عبد الله - رحمه الله - ، فإنه قرحوجهه وعالجه بأنواع المعالجة فلم يذهب ، وبقي فيه قريباً مِن سنة ، فسأل الأستاذالإمام " أبا عثمان الصابوني " أن يدعو له في مجلسه يوم الجمعة ، فدعا له وأكثَرَالناس التأمين ، فلما كان يوم الجمعة الأخرى ألقت امرأة في المجلس رقعة بأنها عادتإلى بيتها واجتهدت في الدعاء للحاكم أبي عبد الله تلك الليلة ، فرأت في منامها رسولالله r كأنه يقول لها : " قولي لأبي عبد الله يوسع الماء على المسلمين " ، فجئتبالرقعة إلى الحاكم فأمر بسقاية بُنيت على باب داره وحين فرغوا من بنائها أمر بصبالماء فيها وطرح الجمد في الماء وأخذ الناس في الشرب ، فما مر عليه أسبوع حتى ظهرالشفاء وزالت تلك القروح وعاد وجهه إلى أحسن ما كان وعاش بعد ذلك سنين ) .
القصةالثانية : حَفر بئراً للناس فشفاه الله من مرض شديد :
جاء في ( سير أعلام النبلاء ، 8 / 407 ) أن رجلاً سأل عبد الله بن المبارك - رحمه الله تعالى - عن قرحة خرجت في ركبته منذ سبع سنين وقد عالجها بأنواع العلاج وسأل الأطباء فلمينتفع ، فقال له ابن المبارك : ( اذهب واحفر بئراً في مكان يحتاج الناس فيه إلىالماء فإني أرجو أن تنبع هناك عين ويمسك عنك الدم ) ففعل الرجل ذلك فشفاه اللهتعالى.
( فتنة الرجل في أهلهوماله ونفْسه وولده وجاره ، يُكفِّرها الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروفوالنهي عن المنكر ) رواه البخاري ( 1435 ) ومسلم ( 144 ) .قال الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى - في ( الوابل الصيب ، ص 49 – 50 ) :( فإنَّ للصَّدَقة تأثيراً عجيباً في دفع أنواعالبلاء ، ولو كانت مِن فاجر أو مِن ظالِم ، بل من كافر ! ، فإنَّ الله تعالى يدفعبها عنه أنواعاً من البلاء ؛ وهذا أمرٌ معلوم عنْدَ الناس خاصتهم وعامتهم ، وأهلالأرض كلهم مُقرُّون بـه لأنهم جرَّبوه ) انتهى .وقالأيضاً - رحمه الله تعالى - في ( زاد المعاد ، 4 / 10 – 11 ) : ( ها هنا من الأدوية التي تشفي من الأمراض ما لم يهتدِ إليها عقولُأكابر الأطباء ، ولم تصِلْ إليها علومُهُم وتجاربهم وأقيستهم من الأدوية القلبيةوالروحانية وقوة القلب واعتماده على الله والتوكل عليه ، والالتجاء إليه ،والانطراح والانكسار بين يديه ، والتذلُّل له ، والصدقة ، والدعاء ، والتوبةوالاستغفار ، والإحسان إلى الخلق وإغاثة الملهوف والتفريج عن المكروب ؛ فإن هذهالأدوية قد جربتها الأمم على اختلاف أديانها ومللها فوجدوا لها من التأثير فيالشفاء ما لا يصل إليه علم أعلم الأطباء ولا تجربته ولا قياسه ؛ وقد جَرَّبنا نحنُوغيرنا من هذا أموراً كثيرة ورأيناها تفعل ما لا تفعل الأدوية الحسية ! ) انتهى .قامَ بإعدادِه وجَمْعِه / بعضُ طلبةِالعلموفَّقهم الله ، وحَفِظَهم ، وغفرَ لهم ، وعافاهمووالديهم وذرِّياتهم وجميع المسلمين في الدنيا والآخرة` قد يسأل البعض بأنه يعالج مريضه بالرقية الشرعية فهل يتوقف عنهاويكتفي بالصدقة ؟! ، والجواب : كلا .. بل العلاج بالرقية الشرعية مع العلاج بالصدقةيُعتبر من أقوى الأسباب الجالبة للنفع ، ومعلومٌ بَدَاهَةً بأن العلاج بِدَوائينمناسبين أبلغ في النفع والفائدة من العلاج بدواءٍ واحدٍ ، وكذلك العلاج بعِدَّةِأدوية شرعية من رُقية وصدقة واستغفار ودعاء ونحوها أبلغ في النفع والفائدة منالعلاج بعلاجين .. وهكـذا .. فكلما أكْثر العبد مناستعمال الأدوية الشرعية من دعاء وصدقة ورُقية واستغفار وتوبة وقراءة للقرآن والذكرونحو ذلك كُلَّما كان الشفاء أتَمّ وأكمل وأعظم بمشيئة الله تعالى ، وكم ممن كانأثناء معالجته بالرقية تصدق بنية الشفاء فعجل الله له بالشفاء فكان أسرع شفاءاً ممناكتفى بالرقية ولكنه لم يتصدق ، فتنبه لهذا وتأمله فهو مهمٌّ جداً .` وقبل أن نذكر بعض آداب العلاج بالصدقة ينبغي أنتعلم أولاً وقبل كل شيء أن المال الذي عندك هو لله تعالى وهو الذي أعطاك إياه واللهممتحنك فيه فإن أديت حق الله فيه فقد أفلحت إن شاء الله ، وإن بخلت به علىالمستضعفين من عباده ولم تؤدِّ حق الله فيه فإنه يُخشى عليك من أن يسلبه الله منكوتخسر دنياك وآخرتك ، وقد ندبك الله كثيراً وحثَّك للتصدق من هذا المال لتفوز بخيريالدنيا والآخرة ، قال تعالى : } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّارَزَقْنَاكُمْ { ( سورة البقرة ، من آية : 254) ، وفي ذلك من الآيات الكريمةوالأحاديث الصحيحة شيء كثير جداً مما يدل على ما للصدقة والإنفاق في وجوه الخير منالخير العظيم للعبد في دنياه وآخرته .` وإذا أردتمعالجة مريضك بالصدقة لتجني ثمرة ذلك - بإذن الله تعالى - مثلما جناها أصحاب القصصالواقعية المرفقة ، فاتبع الخطوات اليسيرة التالية :@ إذا أردت أن يكون شفاء مريضك بالصدقة سريعاً تامًّا فتصدق من طـيِّب مالِكَ الذيأعطاك الله تعالى فإن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً - كما جاء في الحديث الصحيح - ، وقد قال تعالى : } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِمَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُواالْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِوَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيـدٌ { ( سورة البقرة ، الآية : 267) .
@ إذا تصدقت بهذه الصدقة فاجعلها بِنِيَّـة شفـاء مريضك ، قال رسولالله r : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ مانوى ) رواه البخاري .
@ إنكنت غَنِـيًّا فكُن سَخِـيًّا في صدقتـك ، وقد كان النبي r سَخياً كريمـاً ( يُعطيعطاءَ مَن لا يخشى الفقر ) رواه مسلم .
@ اجعل صدقتك خالصةً لوجه الله تعالى ،فكلما كان العمل أكمل وأعظم إخلاصاً لله تعالى كلما كان ثوابه وثمرته أكمل وأعظم ،وتذكَّر حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، والذي ذكر رسولالله r منهم : ( ورجل تصدق بصدقـة فأخفاها حتى لا تعلم يمينـه ما تنفق شماله ) متفقعليه ، وفي هذا حثٌّ عظيم على الإخلاص في العمل .
@ لكي تكون صدقتك بليغة الأثربإذن الله تعالى فحاول جاهداً أن تتحرى لصدقتك محتاجاً صالحاً تقياً كما جاء فيالحديث عن النبيِّ r أنه قال : ( لا تُصَاحِب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامَك إلا تقي ) رواه الترمذي وأبو داود وهو حديث حسَن ، وكلما كان الفقير أشد فقراً وحاجة للصدقةكلما كان أثر الصدقة أكبر وأعظـم ! ، مع العلم أن ( في كل كَبِدٍ رَطْبَةٍ أجر ) متفق عليه مرفوعاً ، فلا يلزمأن تحصر صدقتك على الإنسان فقط وأن تظن أن الصدقة لنتنفع حتى تنفقها على إنسان بل إن أطعمت حيواناً محتاجاً بنية شفاء مريضك فسوف يُشفىإن شاء الله تعالى ، والله واسع عليم .
@ حينما تتصدق بنية شفاء مريضك فلاتقل : ( سأجَرِّب ) ، بل كان جازماً موقناً واثقاً بأن الله - تبارك وتعالى - سيشفيمريضك ، ولا تستعجل النتيجة ، ولا تقنط ولا تيأس من رحمة الله تعالى ؛ بل كن واثقاًبه فهو الشافي النافع الكريم الذي بيده الضرُّ والنفع .. والذي لا يعجزه شيء فيالأرض ولا في السماء .. والذي إذا أراد شيئاً قال له ( كن ) فيكون ، فأحسن الظن بهوأنه سيشفي مريضك .. فالله عند حسن ظن عبده به .. ولن يخذل الله أبداً عبدَهُ ماأحسن الظن به .
@ إن لَم ترَ نتيجةً سريعة لشفاء مريضك بعد صدَقتك - وهذا قديحصل ولكنه نادر جداً - فتصدق مرةً أخرى وكرِّر ذلك ولا تقنط ، وكن على تمام الثقةأن صدقتك لن تضيع أبداً فهي محفوظة عند مَن لا يضل ولا ينسى - سبحانه وبحمده - ،وأنه إن لم يشفِ مريضك بسبب صدقتك فاعلم يقيناً أن ذلك لم يتم للطف إلهي وحكمةربانية لأن الله تعالى قد لا يشفي المريض أحياناً حتى لو تصدَّق ، بل قد يلطف بعبدهالمتصدق فلا يشفيه حتى يتخلص من ذنوبٍ يُقيم عليها .. ففتش نفْسك ونفْس مريضكوتخلصوا من الذنوب والمعاصي وسَتَرَوْن من دَفْعِ أكرم الأكرمين عنكم وقبولهصَدَقتكم وشفائه ومعافاتـه ما لا يخطر لكم على بال ! .. وقد قال تعالـى : } وَمَاأَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَـةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ { ، ولذا قيل في الحِكَمالشرعية : ( ما نَزَل بَلاَءٌ إلا بذنب ولا رُفِع إلا بتوبة ) .
@ إذا شفى اللهمريضك وأبدله عن الضراءِ سَرَّاءً فتوجَّه ومريضك إليه بالحمد والشكر والهج بذلككثيراً قائلاً ( الحمد لله رب العالمين ) لأنه أهل الثناء والمجد وقد أذِن إيذاناًعظيماً بالزيادة لمن وفقه لشكره حيث قال في كتابه الكريم : } وَإِذْ تَأَذَّنَرَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ { ( سورة إبراهيم ، من آية : 7 ) ،فمن مثلاً أكثر من شكر ربه على أن شفاه فليبشر بزيادة العافية والبعد عن الأمراض ،وقد جاء عن النبي r أنه قال : ( عجباً لأمر المؤمن ! ، إن أمره كله خير ، وليس ذاكلأحدٍ إلا للمؤمن ، إن أصابته سَرَّاءَ شكَرَ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبرفكان خيراً له ) رواه مسلم .
نسأل الله تعالى أن يشفي مريضكشفاءاً لا يغادر سقماً وأن يجعل ما أصابه تكفيراً لسيئاته ورفعة لدرجاته وحجاباً لهعن النار .إليك بعض القصص العجيبة التي إن دلت على شيءفإنما تدل على عظيم أثر الصدقة في علاج المرضى :القصة الأولى :
أمرهالنبي في المنام أن يتصدق ،ففعل فشفاه الله وعاش بوجه مشرق جميل :
جاء في ( صحيح الترغيب والترهيب ، م 964 ) عن الإمام المحدث البيهقي - رحمه الله تعالى – أنهقال : ( في هذا المعنى حكاية شيخنا الحاكم أبي عبد الله - رحمه الله - ، فإنه قرحوجهه وعالجه بأنواع المعالجة فلم يذهب ، وبقي فيه قريباً مِن سنة ، فسأل الأستاذالإمام " أبا عثمان الصابوني " أن يدعو له في مجلسه يوم الجمعة ، فدعا له وأكثَرَالناس التأمين ، فلما كان يوم الجمعة الأخرى ألقت امرأة في المجلس رقعة بأنها عادتإلى بيتها واجتهدت في الدعاء للحاكم أبي عبد الله تلك الليلة ، فرأت في منامها رسولالله r كأنه يقول لها : " قولي لأبي عبد الله يوسع الماء على المسلمين " ، فجئتبالرقعة إلى الحاكم فأمر بسقاية بُنيت على باب داره وحين فرغوا من بنائها أمر بصبالماء فيها وطرح الجمد في الماء وأخذ الناس في الشرب ، فما مر عليه أسبوع حتى ظهرالشفاء وزالت تلك القروح وعاد وجهه إلى أحسن ما كان وعاش بعد ذلك سنين ) .
القصةالثانية : حَفر بئراً للناس فشفاه الله من مرض شديد :
جاء في ( سير أعلام النبلاء ، 8 / 407 ) أن رجلاً سأل عبد الله بن المبارك - رحمه الله تعالى - عن قرحة خرجت في ركبته منذ سبع سنين وقد عالجها بأنواع العلاج وسأل الأطباء فلمينتفع ، فقال له ابن المبارك : ( اذهب واحفر بئراً في مكان يحتاج الناس فيه إلىالماء فإني أرجو أن تنبع هناك عين ويمسك عنك الدم ) ففعل الرجل ذلك فشفاه اللهتعالى.