الحرف الجميل
:: عضو منتسِب ::
- إنضم
- 13 ماي 2016
- المشاركات
- 22
- نقاط التفاعل
- 38
- النقاط
- 8
[FONT="]أنهكته الحياة،و اهتلكت كل ما تبقى له من طاقة، وصمود لإعالة زوجته وابنته المعاقة..تراخى عوده..واشتد بياض شعره.. .[/FONT]
[FONT="]أخبر زوجته أن أحد الطيبين نصحه بتكوين ملف لتستفيد ابنته من منحة ذوي الاحتياجات الخاصة..وأخبره بكل ما يحتاجه فيه.[/FONT]
[FONT="]قرر البدء بورقة الانتساب وعدم الانتساب بالسفر إلى وكالة التأمين المتواجدة بمقر ولايته صباح الغد الباكر.[/FONT]
[FONT="]فجر الأمل السابق للتعب والألم..استيقظ عمي سالم - كما اعتاد أهل الحي مناداته احتراما لشيبته ووقاره..ولمسالمته الكبيرة-..مستجمعا قواه المنثورة من سنين عمره الماضية..استقل حافلة القرية نحو المدينة..تعددت المحطات التي مرَ بها..و الأشخاص الذين سألهم عن هاته الوكالة التي أوصوه بالذهاب إليها،بحجة أن لا بيروقراطية فيها.[/FONT]
[FONT="]ووصل بعد جهد مرير إلى ضالته..يترامى بين يمينه وشماله.تأسف على عصاه أنه لم يحضرها معه..بالرغم أن زوجته لحقت بها إليه وهو خارج.[/FONT]
[FONT="]دخل من باب الوكالة الكبير،مارا برجل الأمن الواقف بجانبه.. استوقفه لما لمس نظرات الضياع سائلا إياه عما يريد..لم يجب عمي سالم فقط راح يبحث في جيوبه عن تلك الورقة التي تحتاج للتوقيع..عاد يبحث في أول جيب وقد تسللت من جبهته حبات عرق هلع إمكانية نسينها بعد كل ذاك التعب مع المواصلات..أخيرا وجدها،دله الرجل إلى موظف مقابل لهما..تقدم منه..لكنه قال له أنها توقع في الطابق العلوي.[/FONT]
[FONT="]صعد بضع درجات وتوقف،وإذ بيد تمسكه وتساعد جسده المنهك بالتعب للصعود..ثم تفلته عند الوصول ليحشر صاحبها نفسه في حشد الناس الواقفين في طابور الانتظار غير المنظم.. .[/FONT]
[FONT="]وقف بالرغم من ذلك منتظرا دوره الذي وصل بعد مضي ما يقارب الستين دقيقة..رأى فيها أناسا تأتي على مهل وتقضي أمورها في استعجال..فتاة حباها الله بجمال الشكل تبتسم فتلبى..وآخر يتوجه إلى شخص معين لأن عنده -الكتاف- وأخرى بالدموع والتوسل.. وآخر بقوة الساعد..وهو وغيره بالصبر والدعاء.. .[/FONT]
[FONT="]حين وصل لم يكلف الموظف عناء سماع ما جاء لأجله..أشار إليه أن يتوجه إلى زميلته التي بجانبه..وهي أرسلته إلى آخر..والآخر أعاده إلى الأول..وفي كل كانت له حكاية مع طابور الانتظار.[/FONT]
[FONT="]..للأسف تشير الساعة إلى منتصف النهار إلا خمس دقائق..طلب من البقية المتبقية أن يرجعوا عند الواحدة وثلاثين دقيقة زوالا.[/FONT]
[FONT="]لم يذهب عمي سالم إلى أي مكان جلس عند مدخل الوكالة منتظرا مضي الوقت..الذي عانده ولم يشأ المرور بسرعة.[/FONT]
[FONT="]..عند الساعة الواحدة زوالا عاد الموظفون إلى عملهم..حيره أمرهم ألم يقولوا أنهم سيباشرون عند الساعة الواحدة ونصف؟..لا يهم المهم أن توقع الورقة التي أيضا بسببها عادوا للعب بصاحبها ككرة قدم في شوطها الثاني..وللعبة أعين تترقب هاته الكرة أن يسعفها الحظ لتدخل في شباك راحم لشيبتها..كانت عينا موظفة أخرى تراقب عن بعد ما يفعل بالشيخ المسكين.تقدمت إليه وفهمت منه مطلبه البسيط..أخذت منه تلك الورقة المشؤومة وتوجهت بها إلى أول موظف وقعها واستخرج له أوراقا أخرى قد يحتاجها في ملف ابنته. [/FONT]
[FONT="]سخر الله تلك المرأة لعمي سالم..كما سخرت الحياة لتلك البنت الجمال..وسخر –الكتاف والمعريفة- لذاك الرجل ..و..فقط لأن الإدارة صارت علقما. [/FONT]
[FONT="]أخبر زوجته أن أحد الطيبين نصحه بتكوين ملف لتستفيد ابنته من منحة ذوي الاحتياجات الخاصة..وأخبره بكل ما يحتاجه فيه.[/FONT]
[FONT="]قرر البدء بورقة الانتساب وعدم الانتساب بالسفر إلى وكالة التأمين المتواجدة بمقر ولايته صباح الغد الباكر.[/FONT]
[FONT="]فجر الأمل السابق للتعب والألم..استيقظ عمي سالم - كما اعتاد أهل الحي مناداته احتراما لشيبته ووقاره..ولمسالمته الكبيرة-..مستجمعا قواه المنثورة من سنين عمره الماضية..استقل حافلة القرية نحو المدينة..تعددت المحطات التي مرَ بها..و الأشخاص الذين سألهم عن هاته الوكالة التي أوصوه بالذهاب إليها،بحجة أن لا بيروقراطية فيها.[/FONT]
[FONT="]ووصل بعد جهد مرير إلى ضالته..يترامى بين يمينه وشماله.تأسف على عصاه أنه لم يحضرها معه..بالرغم أن زوجته لحقت بها إليه وهو خارج.[/FONT]
[FONT="]دخل من باب الوكالة الكبير،مارا برجل الأمن الواقف بجانبه.. استوقفه لما لمس نظرات الضياع سائلا إياه عما يريد..لم يجب عمي سالم فقط راح يبحث في جيوبه عن تلك الورقة التي تحتاج للتوقيع..عاد يبحث في أول جيب وقد تسللت من جبهته حبات عرق هلع إمكانية نسينها بعد كل ذاك التعب مع المواصلات..أخيرا وجدها،دله الرجل إلى موظف مقابل لهما..تقدم منه..لكنه قال له أنها توقع في الطابق العلوي.[/FONT]
[FONT="]صعد بضع درجات وتوقف،وإذ بيد تمسكه وتساعد جسده المنهك بالتعب للصعود..ثم تفلته عند الوصول ليحشر صاحبها نفسه في حشد الناس الواقفين في طابور الانتظار غير المنظم.. .[/FONT]
[FONT="]وقف بالرغم من ذلك منتظرا دوره الذي وصل بعد مضي ما يقارب الستين دقيقة..رأى فيها أناسا تأتي على مهل وتقضي أمورها في استعجال..فتاة حباها الله بجمال الشكل تبتسم فتلبى..وآخر يتوجه إلى شخص معين لأن عنده -الكتاف- وأخرى بالدموع والتوسل.. وآخر بقوة الساعد..وهو وغيره بالصبر والدعاء.. .[/FONT]
[FONT="]حين وصل لم يكلف الموظف عناء سماع ما جاء لأجله..أشار إليه أن يتوجه إلى زميلته التي بجانبه..وهي أرسلته إلى آخر..والآخر أعاده إلى الأول..وفي كل كانت له حكاية مع طابور الانتظار.[/FONT]
[FONT="]..للأسف تشير الساعة إلى منتصف النهار إلا خمس دقائق..طلب من البقية المتبقية أن يرجعوا عند الواحدة وثلاثين دقيقة زوالا.[/FONT]
[FONT="]لم يذهب عمي سالم إلى أي مكان جلس عند مدخل الوكالة منتظرا مضي الوقت..الذي عانده ولم يشأ المرور بسرعة.[/FONT]
[FONT="]..عند الساعة الواحدة زوالا عاد الموظفون إلى عملهم..حيره أمرهم ألم يقولوا أنهم سيباشرون عند الساعة الواحدة ونصف؟..لا يهم المهم أن توقع الورقة التي أيضا بسببها عادوا للعب بصاحبها ككرة قدم في شوطها الثاني..وللعبة أعين تترقب هاته الكرة أن يسعفها الحظ لتدخل في شباك راحم لشيبتها..كانت عينا موظفة أخرى تراقب عن بعد ما يفعل بالشيخ المسكين.تقدمت إليه وفهمت منه مطلبه البسيط..أخذت منه تلك الورقة المشؤومة وتوجهت بها إلى أول موظف وقعها واستخرج له أوراقا أخرى قد يحتاجها في ملف ابنته. [/FONT]
[FONT="]سخر الله تلك المرأة لعمي سالم..كما سخرت الحياة لتلك البنت الجمال..وسخر –الكتاف والمعريفة- لذاك الرجل ..و..فقط لأن الإدارة صارت علقما. [/FONT]
[FONT="]بقلم فاطمة الزهراء بطوش[/FONT]
[FONT="] [/FONT]