السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من القراء الكرام التأمل في الآيتين التاليتين:
" فقد كذبوا بالحق لما جاءهم فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون " الأنعام5
" لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين. إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين. فقد كذبوا فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون " الشعراء6
نعرف أن سوف أبعد في الاستقبال من السين
فإن قلنا: سنفعل كذا، فهذا يعني أننا ننوي فعله بعد مدة بسيطة قد تكون بعد الانتهاء من الكلام
وإن قلنا سوف نفعل كذا، فهو يعني أننا نؤجل الفعل لمدة مستقبلية أطول، ففيها تأخير
وفي الآيتين السابقتين جاءت الآية بالمعنى واللفظ مع تغيير حرف الاستقبال، ففي الآية الأولى وردت سوف، وفي الثانية السين، فما السبب؟
ـ ذكر سوف في الأنعام يفيد تأخير العقوبات إلى زمن أبعد
وتفسير ذلك أن آية الشعراء تتحدث عن قوم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، أما آية الأنعام فلعموم الكافرين
فناسب ذلك تعجيل الوعيد لمن هم أقرب إليه من الكفار الذين حاربوا الرسول وكذبوه قبل الأباعد الذين لم تبلغهم الدعوة بعد
ـ في سورة الشعراء حديث عن الأقوام الذين كذبوا أنبياءهم، وبيان عقوباتهم في الدنيا
لذلك جاءت السين إشعارا بتعجيل العقوبة لهؤلاء كما عجل للأقوام السابقة
وليس في الأنعام شيء من ذلك
ـ وقراءة سورة الأنعام تظهر لنا أنها مبنية على تأخير الوعيد والعقوبات بخلاف سورة الشعراء، يتضح لنا ذلك من مواضع عديدة نذكر منها موضعين اثنين:
* جاء فيها أمر للرسول عليه الصلاة والسلام: " قل إني على بينة من ربي وكذبتم به، ما عندي ما تستعجلون به، إن الحكم إلا لله، يقص الحق، وهو خير الفاصلين. قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الأمر بيني وبينكم، والله أعلم بالظالمين " فالآية قائمة على عدم الاستعجال، ولذلك جاءت سوف التي تفي التأخير
* وجاء في السورة آية الرحمة: " كتب على نفسه الرحمة ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه " فالرحمة تنافي تعجيل العقوبة، والموعد يوم القيامة، وهو يناسب التأخير
أرجو من القراء الكرام التأمل في الآيتين التاليتين:
" فقد كذبوا بالحق لما جاءهم فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون " الأنعام5
" لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين. إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين. فقد كذبوا فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون " الشعراء6
نعرف أن سوف أبعد في الاستقبال من السين
فإن قلنا: سنفعل كذا، فهذا يعني أننا ننوي فعله بعد مدة بسيطة قد تكون بعد الانتهاء من الكلام
وإن قلنا سوف نفعل كذا، فهو يعني أننا نؤجل الفعل لمدة مستقبلية أطول، ففيها تأخير
وفي الآيتين السابقتين جاءت الآية بالمعنى واللفظ مع تغيير حرف الاستقبال، ففي الآية الأولى وردت سوف، وفي الثانية السين، فما السبب؟
ـ ذكر سوف في الأنعام يفيد تأخير العقوبات إلى زمن أبعد
وتفسير ذلك أن آية الشعراء تتحدث عن قوم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، أما آية الأنعام فلعموم الكافرين
فناسب ذلك تعجيل الوعيد لمن هم أقرب إليه من الكفار الذين حاربوا الرسول وكذبوه قبل الأباعد الذين لم تبلغهم الدعوة بعد
ـ في سورة الشعراء حديث عن الأقوام الذين كذبوا أنبياءهم، وبيان عقوباتهم في الدنيا
لذلك جاءت السين إشعارا بتعجيل العقوبة لهؤلاء كما عجل للأقوام السابقة
وليس في الأنعام شيء من ذلك
ـ وقراءة سورة الأنعام تظهر لنا أنها مبنية على تأخير الوعيد والعقوبات بخلاف سورة الشعراء، يتضح لنا ذلك من مواضع عديدة نذكر منها موضعين اثنين:
* جاء فيها أمر للرسول عليه الصلاة والسلام: " قل إني على بينة من ربي وكذبتم به، ما عندي ما تستعجلون به، إن الحكم إلا لله، يقص الحق، وهو خير الفاصلين. قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الأمر بيني وبينكم، والله أعلم بالظالمين " فالآية قائمة على عدم الاستعجال، ولذلك جاءت سوف التي تفي التأخير
* وجاء في السورة آية الرحمة: " كتب على نفسه الرحمة ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه " فالرحمة تنافي تعجيل العقوبة، والموعد يوم القيامة، وهو يناسب التأخير