- إنضم
- 6 أوت 2010
- المشاركات
- 1,635
- نقاط التفاعل
- 1,798
- النقاط
- 71
بيّن حديث النبي صلى الله عليه وسلم، أن صاحب الغيبة والنميمة يعذب في قبره عذابا كبيراً، ولكن كيف يفعل الصائم هذا الأمر الذي حرمه الله في الأيام العادية فما بالنا في رمضان؟
ويقول الدكتور أسامة فخري من علماء الأزهر، إن الصيام عبادة من العبادات التي اختص الله تعالى نفسه بمعرفة ثواب الصائم دون غيره، ومن هنا حثّ الإسلام كل مسلم على الاستقامة على عبادة الله تعالى، والتزام أوامره، واجتناب نواهيه، ليدرك ثواب الصيام الخفي عنه، وفي المقابل حذّر الإسلام من ارتكاب ما من شأنه أن يُفسِد الصيام وثوابه. ومن هنا فمما يجب على الصائم امتثالاً لأوامره جل وعلا، واقتداءً بسنة نبيّنا صلى الله عليه وسلم، ألا يُعرِّض الصائم صيامَه لما من شأنه أن يفسدَه عليه أو يُضيّع عليه ثواب الصيام، فالإمساك في الصيام ليس وقفاً على شهوتي البطن والفرج في نهار رمضان وانتهى الأمر، وإنما بجوار ذلك أيضاً أن يمسك الصائم الأعضاء والجوارح عن كل ما يغضب الله عز وجل ويضيع صومه كالغيبة والنميمة، وكذلك القيل والقال، فقد قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، : (رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ) . فمن اشتغل بالغيبة فهو على الحقيقة صاحب لسان زان، لأنه يتلذذ بما يقوله على غيره، وهو كذلك من أهل الربا، لأن من أربى الربا استطالة المرء على عِرض أخيه المؤمن، وهو أيضاً جار سوء لجيرانه من الملائكة، لأنه يصر على فضح عورة غيره، في حين تقول له الملائكة أربع على نفسك واحمد الله على ستر عورتك، وهو بالإضافة لما سبق صاحب رائحة منتنة، وآكل لحم أخيه ميتاً، ويضيف، إن المتأمل جيدًا والمُفَكِّرَ بعمق في الغاية من الصيام بالإضافة للمعاني الرُّوحية المعروفة، سيجد أن الغاية هي (تحصيل التقوى)، وبناء على ذلك فكل ما من شأنه أن يُذهِب التقوى أو يُضعفها فإنه يذهب ثواب الصيام أو يضعفه، فقد قال تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).