من ضيّع القرآن؟

إلياس

:: أستاذ ::
أحباب اللمة
إنضم
24 ديسمبر 2011
المشاركات
24,973
نقاط التفاعل
28,672
النقاط
976
محل الإقامة
فار إلى الله
الجنس
ذكر
شهر رمضان المعظم أكرمه الله –عز وجل- إذ أنزل فيه أعظم كتاب، يهدي إلى الرشد، وإلى التي هي أقوم، على أفضل رسول... وحتى لا يصيبه ما أصاب ما قبله من كتب تعهد الله –سبحانه وتعالى- أن يتولى بنفسه حفظ كتابه، ولم يستحفظ عليه غيره.. وما أكثر المحاولات التي دبرت، والمؤامرات التي حيكت لضرب هذا القرآن، بتبديله، أو تحريفه، ولكن:


لقد جاء هذا القرآن بأفضل النظم، وأعدل القوانين، وقد أحدث أكبر تغيير نفسي في تاريخ البشر عندما اهتدى به جزء منهم، وهو ما لم يقع لكتاب قبله ولا بعده، كما أكد المنصفون من المفكرين والمؤرخين..

كما أنه لا يوجد كتاب تآمر عليه الناس لدحضه، ونسخه، وتشويهه..مثل القرآن، ولكنه لما أودع فيه الله –عز وجل- من قوة في المباني وفي المعاني، فقد باءت كل المؤامرات التي استهدفته بالخسران المبين..

وعنوان هذه الكلمة هو في الأصل عنوان لكتاب صدر منذ واحد وأربعين عاما، وهو للأستاذ شوقي أبي خليل، رحمه الله..

لقد رأينا، ورأى كل ذي عينين ما أحدثه هذا "الكتاب" من "انقلاب" جذري، ومن تغيير إيجابي عميق وشامل في حياة جزء هام من البشر، فنقل بعضهم من الجهل إلى العلم، ومن الفوضى إلى النظام، ونقلهم جميعا من الضلال إلى الهدى...

ثم دارت الأيام، وتوالت السنون والأعوام.. فإذا أحفاد أولئك الأسلاف يعودون أسوأ مما كان عليه أسلافهم قبل أن يتصلوا بهذا القرآن..

واهتبل أعداء الإسلام الفرصة لينهوا ما سماه الإمام الغزالي –رحمه الله- "معركة المصحف"، ووسوسوا في صدور المسلمين: ما ردّكم أسفل سافلين، وأجهل العالمين، وأرذل الأرذلين إلا هذا القرآن، تزهيدا لهم فيه، وصدّا لهم عنه..

والحقيقة هي عكس ما قاله المبطلون فما رد المسلمين إلى الحال التي يوجدون عليها من سوء في جميع الميادين إلا هجرهم لهذا القرآن.. وإلا فلا يعقل أن يكون هذا القرآن الذي جعل منهم شيئا مذكورا، هو نفسه الذي يتسبب فيما هم فيه من تديّن أكثره أقرب إلى الشرك، ولا يعقل أن يكون الكتاب الذي أمر بالعلم في أول آية نزلت منه يدعو إلى الجهل.. ولا يعقل أن يصير الكتاب الآمر بالعمل داعيا إلى الكسل.. وإلا فكيف تقدمت أوائله في عهده المتقدم، كما رد الشاعر العراقي معروف الرصافي..

فإذا أردنا أن نعود سيرتنا الأولى فلنعد إلى هذا القرآن نتلوه حق تلاوته، ونقيمه في حياتنا الفردية والجماعية.. نرى – ويرى أعداؤنا- العجب العجاب، وقديما قال الإمام الابراهيمي: "يا أهل القرآن لستم على شيء حتى تقيموا القرآن".
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top