- إنضم
- 24 ديسمبر 2011
- المشاركات
- 24,468
- نقاط التفاعل
- 27,832
- النقاط
- 976
- محل الإقامة
- فار إلى الله
- الجنس
- ذكر
ضى الله - عز وجل- أن يكون هذا "الإسلام" هو آخر حلقة في دينه، وأن يكون هذا القرآن هو آخر كتبه إلى خلقه، فلم يجعلهما لأناس معينين، ولا لأزمان محددة، ولا لمناطق خاصة؛ بل جعلهما - الإسلام والقرآن، ونبيهما عليه الصلاة والسلام - إلى الناس أجمعين، وبما أنه لا دين ولا كتاب ولا نبي بعد الإسلام والقرآن ومحمد - عليه الصلاة والسلام- فقد أكمل الله - عز وجل- ذلك كله، وأتم به النعمة، ورضيه لخلقه..
إن ما جاء به هذا القرآن الكريم من مبادئ في العقيدة، والعبادة، والشريعة، والأخلاق هزّ الملأ من قريش والعرب من الأعماق، حيث هدم كل فاسد، وأتى عليه من القواعد، فشنوا عليه حملة إبليسية تلبيسية منها: "أجعل الآلهة، إلها واحدا"، وقالوا: "ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق"، وقالوا: "أنطعم من لو يشاء الله أطعمه"، وقالوا: "إئت بقرآ غير هذا أو بدله". وقالوا.. وقالوا.
رفع الملأ من قريش شعارات سجلها القرآن الكريم لتكون حجة عليهم يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، ومن هذه الشعارات: "لاتسمعوا لهذا القرآن وألغوا فيه لعلكم تغلبون"، "وهم ينهون عنه وينأون"... و...
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يسمع في كل مكان تلك الحملة على القرآن؛ تستهدف استنقاصه لتقليله في أعين من لما يسلموا وصدهم عنه، ولتشكيك من أسلموا طمعا في ارتدادهم، فيتألم لذلك أشد الألم، ويضيق صدره، وكان أمر الله إليه هو: "ولربك فاصبر"، و"فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل"، و"لتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا..".
صبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ما استطاع الصبر، وتحمل من الأذى القولي والفعلي ما وسعه التحمل، واستمر في تبليغ "الكتاب" والإسلام ما وسعته الطاقة، فلم يوهن له عزمّ، لأن ربه - عز وجل - أمره بالتبليغ فقال: "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك، وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته.."..
إن هذا البلاغ وهذا الصبر لم يمنع رسول الله - عليه الصلاة والسلام - من أن يرفع الشكوى إلى الله - عز وجل- فقال كما جاء في القرآن: "يا رب، إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا"، (الفرقان 30).
لقد استنبط العلماء الذين انكبوا على كتاب الله، يفهمون معانيه ويشرحونها للناس؛ استنبطوا من كلمة "مهجور" معنيين هما:
❊) الترك، أي الابتعاد عنه، وعدم الاقتراب منه، وعدم الاستماع إليه مخافة أن تتأثر بآياته العقول والقلوب، لما فيه من حلاوة وطلاوة وحكمة،
❊) التكلم في القرآن بأفحش الكلام، وأقذع القول، وأسوإ الحديث من مثل وصفهم له بالكهانة، والسحر، وتنزّل الشياطين به، وانه من تعليم أعجمي..
اللهم فقهنا في القرآن بعد ما يسرته للذكر، واجعلنا من أهله، ووفقنا للعمل به وإقامته.
إن ما جاء به هذا القرآن الكريم من مبادئ في العقيدة، والعبادة، والشريعة، والأخلاق هزّ الملأ من قريش والعرب من الأعماق، حيث هدم كل فاسد، وأتى عليه من القواعد، فشنوا عليه حملة إبليسية تلبيسية منها: "أجعل الآلهة، إلها واحدا"، وقالوا: "ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق"، وقالوا: "أنطعم من لو يشاء الله أطعمه"، وقالوا: "إئت بقرآ غير هذا أو بدله". وقالوا.. وقالوا.
رفع الملأ من قريش شعارات سجلها القرآن الكريم لتكون حجة عليهم يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، ومن هذه الشعارات: "لاتسمعوا لهذا القرآن وألغوا فيه لعلكم تغلبون"، "وهم ينهون عنه وينأون"... و...
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يسمع في كل مكان تلك الحملة على القرآن؛ تستهدف استنقاصه لتقليله في أعين من لما يسلموا وصدهم عنه، ولتشكيك من أسلموا طمعا في ارتدادهم، فيتألم لذلك أشد الألم، ويضيق صدره، وكان أمر الله إليه هو: "ولربك فاصبر"، و"فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل"، و"لتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا..".
صبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ما استطاع الصبر، وتحمل من الأذى القولي والفعلي ما وسعه التحمل، واستمر في تبليغ "الكتاب" والإسلام ما وسعته الطاقة، فلم يوهن له عزمّ، لأن ربه - عز وجل - أمره بالتبليغ فقال: "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك، وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته.."..
إن هذا البلاغ وهذا الصبر لم يمنع رسول الله - عليه الصلاة والسلام - من أن يرفع الشكوى إلى الله - عز وجل- فقال كما جاء في القرآن: "يا رب، إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا"، (الفرقان 30).
لقد استنبط العلماء الذين انكبوا على كتاب الله، يفهمون معانيه ويشرحونها للناس؛ استنبطوا من كلمة "مهجور" معنيين هما:
❊) الترك، أي الابتعاد عنه، وعدم الاقتراب منه، وعدم الاستماع إليه مخافة أن تتأثر بآياته العقول والقلوب، لما فيه من حلاوة وطلاوة وحكمة،
❊) التكلم في القرآن بأفحش الكلام، وأقذع القول، وأسوإ الحديث من مثل وصفهم له بالكهانة، والسحر، وتنزّل الشياطين به، وانه من تعليم أعجمي..
اللهم فقهنا في القرآن بعد ما يسرته للذكر، واجعلنا من أهله، ووفقنا للعمل به وإقامته.