- إنضم
- 22 جوان 2011
- المشاركات
- 2,636
- نقاط التفاعل
- 1,829
- النقاط
- 191
الحق سلاحي، تم حظره "حظر دائم". السبب: مخالفة القوانين / إستخدام ألفاظ نابيه وخادشة للحياء.
أصبحت في الآونة الأخيرة الانتقادات الموجهة لسياسة تركيا تجاه سوريا موضة يتبعها الكثيرون، فكيف تصرفت تركيا تجاه سوريا؟ وأين أخطأت؟ منذ بداية الحراك الثوري، سارعت تركيا إلى مطالبة الأسد بضرورة عمل الإصلاحات التي وعد بها قبل 10 سنوات، حتى تخرج سوريا والنظام سالمين من الأزمة، ولو قام الأسد بذلك لخرج بصورة البطل القومي، فهل أخطأت تركيا هنا؟ أم أخطأت عندما كانت تتوسل إلى إيران من أجل الضغط على الأسد للبقاء بعيدا عن استخدام العنف ضد شعبه؟ أم أخطأت عندما دخلت الأزمة السورية مرحلة اللاعودة وأعلنت تركيا موقفها الواضح بالوقوف إلى جانب حقوق الشعب السوري والحراك الثوري؟ ولو لم تقم تركيا بذلك، هل كان الثوار سيتوقفون عن أعمالهم الثورية؟ وهل كان الأسد سيعفو عنهم؟ وتستقر سوريا؟
نعم، من المؤكد أنّ الثوار يستمدون آمالهم من تركيا، لكن الذي دفعهم إلى الثورة، هو نظام الأسد وداعموه، وعلى رأسهم إيران، وعلينا أنْ نضع النقاط على الحروف، في شهر آذار/ مارس قام مجموعة من الناس بالتظاهر ضد تعذيب مجموعة من الأطفال في درعا، وبعدها دفعت الشرطة بتعزيزات هناك وفتح الجيش نيرانه على المتظاهرين، وقتلوا المدنيين، وانتشرت المظاهرات بعد ذلك في مناطق عديدة، ليتعرض المتظاهرون لمجازر في دومة دمشق، ورفع المتظاهرون شعار "الشعب يريد إصلاح النظام"، لأنّ النظام لم يفي بوعوده الإصلاحية التي قطعها على نفسه عام 2001.
جاء رد الأسد على ذلك عنيفا، واعتبر ما يجري بأنه مدعوم من إسرائيل، وأنّ الإصلاحات لا تتم في ليلة وضحاها، وازداد غضبه بعدما هتف المتظاهرون "الشعب يريد إسقاط النظام"، وانعكس ذلك بازدياد أعداد المجازر والجرائم، وبدأ الشباب تشكيل تجمعات لحماية المدنيين من المجازر، وانشق بعض العساكر والجنود الذين رفضوا إطلاق النار على المدنيين، واشتبك هؤلاء المنشقون مع الجنود الذين أيدوا الأسد في جسر الشغور، لتتحول الأمور نحو مواجهة مسلحة.
وفي خضم هذه الأحداث، كانت تركيا تسعى بين نظام الأسد وإيران، ذهابا وإيابا، وهي تقول لهم "لا تفعلوا ذلك"، ونصحت الثوار بالبقاء بعيدا عن استخدام السلاح، وأريد التذكير بأنّ الاجتماعات التي قامت بها المعارضة السورية في تركيا في تلك المرحلة، أكدت، بطلب من تركيا، على أنها حراك سلمي، وستبقى كذلك، لكن ظلم الأسد المتصاعد لم يبق الأمور كما يجب أنْ تكون.
وبعد ذلك تعلمون ما حصل، دخل المحاربون من مجموعات البغدادي، والميليشيات اللبنانية والإيرانية، وكتائبهم، والجيش الإيراني، وبعد ذلك دخلت روسيا وحزب الاتحاد الديمقراطي وتدخلت أمريكا وأصبحت الأمور عبارة عن فوضى عارمة.
والبعض يريد أنْ يحمّل تركيا فاتورة هذه الفوضى، لكن عندما نسألهم "ماذا كان يتوجب على تركيا أنْ تقوم به؟"، لا نستطيع الحصول على إجابة، أو يقولون "كان عليها حل الموضوع بالتفاهم مع إيران"، مع أنهم يعلمون بأنّ المسؤولين الأتراك كانوا قد التقوا مع مسؤولين رفيعي المستوى في طهران عام 2012، وتحدثوا وتناقشوا، لكني أريد أنْ أؤكد لكم، كشاهد على هذه النقاشات، بأنّ إيران لم تكن تريد أنْ تسمع أي حديث عن خطة للخروج من الأزمة بسلام، بل كان همهم الأول هو القضاء على مجموعة "اللصوص" (الثوار)، وتكبرهم لم يعط للمجهودات التركية أي فرصة.
**
تركيا فعلت الصواب عندما وجهت النداء لإيران ولنظام الأسد لضبط النفس، وعندما لم يُفلح ذلك، فعلت الصواب أيضا بالوقوف إلى جانب الثوار، وباستضافة الملايين من اللاجئين، تصرفت منذ البداية بطريقة صحيحة، ووفقا لأصلها ومبادئها.
إذا كنا نبحث عن قصور في سياسة تركيا تجاه سوريا، فإننا نستطيع القول بأنه يتمثل بعدم قيامنا بدهم حقيقي للثوار من اللحظة الأولى وإرسالهم نحو دمشق، قبل حصول كل ما ذُكر في الأعلى.
المصدر نعم، من المؤكد أنّ الثوار يستمدون آمالهم من تركيا، لكن الذي دفعهم إلى الثورة، هو نظام الأسد وداعموه، وعلى رأسهم إيران، وعلينا أنْ نضع النقاط على الحروف، في شهر آذار/ مارس قام مجموعة من الناس بالتظاهر ضد تعذيب مجموعة من الأطفال في درعا، وبعدها دفعت الشرطة بتعزيزات هناك وفتح الجيش نيرانه على المتظاهرين، وقتلوا المدنيين، وانتشرت المظاهرات بعد ذلك في مناطق عديدة، ليتعرض المتظاهرون لمجازر في دومة دمشق، ورفع المتظاهرون شعار "الشعب يريد إصلاح النظام"، لأنّ النظام لم يفي بوعوده الإصلاحية التي قطعها على نفسه عام 2001.
جاء رد الأسد على ذلك عنيفا، واعتبر ما يجري بأنه مدعوم من إسرائيل، وأنّ الإصلاحات لا تتم في ليلة وضحاها، وازداد غضبه بعدما هتف المتظاهرون "الشعب يريد إسقاط النظام"، وانعكس ذلك بازدياد أعداد المجازر والجرائم، وبدأ الشباب تشكيل تجمعات لحماية المدنيين من المجازر، وانشق بعض العساكر والجنود الذين رفضوا إطلاق النار على المدنيين، واشتبك هؤلاء المنشقون مع الجنود الذين أيدوا الأسد في جسر الشغور، لتتحول الأمور نحو مواجهة مسلحة.
وفي خضم هذه الأحداث، كانت تركيا تسعى بين نظام الأسد وإيران، ذهابا وإيابا، وهي تقول لهم "لا تفعلوا ذلك"، ونصحت الثوار بالبقاء بعيدا عن استخدام السلاح، وأريد التذكير بأنّ الاجتماعات التي قامت بها المعارضة السورية في تركيا في تلك المرحلة، أكدت، بطلب من تركيا، على أنها حراك سلمي، وستبقى كذلك، لكن ظلم الأسد المتصاعد لم يبق الأمور كما يجب أنْ تكون.
وبعد ذلك تعلمون ما حصل، دخل المحاربون من مجموعات البغدادي، والميليشيات اللبنانية والإيرانية، وكتائبهم، والجيش الإيراني، وبعد ذلك دخلت روسيا وحزب الاتحاد الديمقراطي وتدخلت أمريكا وأصبحت الأمور عبارة عن فوضى عارمة.
والبعض يريد أنْ يحمّل تركيا فاتورة هذه الفوضى، لكن عندما نسألهم "ماذا كان يتوجب على تركيا أنْ تقوم به؟"، لا نستطيع الحصول على إجابة، أو يقولون "كان عليها حل الموضوع بالتفاهم مع إيران"، مع أنهم يعلمون بأنّ المسؤولين الأتراك كانوا قد التقوا مع مسؤولين رفيعي المستوى في طهران عام 2012، وتحدثوا وتناقشوا، لكني أريد أنْ أؤكد لكم، كشاهد على هذه النقاشات، بأنّ إيران لم تكن تريد أنْ تسمع أي حديث عن خطة للخروج من الأزمة بسلام، بل كان همهم الأول هو القضاء على مجموعة "اللصوص" (الثوار)، وتكبرهم لم يعط للمجهودات التركية أي فرصة.
**
تركيا فعلت الصواب عندما وجهت النداء لإيران ولنظام الأسد لضبط النفس، وعندما لم يُفلح ذلك، فعلت الصواب أيضا بالوقوف إلى جانب الثوار، وباستضافة الملايين من اللاجئين، تصرفت منذ البداية بطريقة صحيحة، ووفقا لأصلها ومبادئها.
إذا كنا نبحث عن قصور في سياسة تركيا تجاه سوريا، فإننا نستطيع القول بأنه يتمثل بعدم قيامنا بدهم حقيقي للثوار من اللحظة الأولى وإرسالهم نحو دمشق، قبل حصول كل ما ذُكر في الأعلى.