الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد :
أولاً/ احمد الله واشكره على أن بلغك شهر رمضان ، فكم كنت تعرف ممن صام في سلف من بين أهل وأصحاب وجيران ، أفناهم الموت واستبقاك بعدهم .. حيا فما أقرب القاصي من الداني ، فأسأل الله أن يجعلك ممن طال عمره وحسن عمله .
ثانياً/ استبشر بدخول الشهر لأنها تفتح فيه أبواب الجنان ، وتغلق فيه أبواب النيران ، وينادي مناد من قبل الله يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ، ولله فيه عتقاء وذلك كل ليله ، ورد أن لله كل ليله مائة ألف عتيق وفي آخر ليلة يعتق بقدر ما أعتق من أول الشهر إلى آخره
ثالثاً/ التوبة الصادقة: يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب حتى عصى ربه في شهر شعبان .. لقد أظلك شهر الصوم بعدهما .. فلا تصيره أيضا شهر عصيان فأحذر من المعاصي ولا تغتر بإمهال الله لك .
رابعاً/ للصائم خصال منها: أن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ، وتستغفر له الملائكة ، ويزين الله جنته لهم وتصفد مردة الشياطين ، ويغفر له في آخر ليلة اذا قام بما ينبغي .
خامساً/ عليك بتلاوة القرآن مع التدبر فإن الله قد قال :"من أشغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين" فالقرآن إما أن يكون شافعا لصاحبه يدخله الجنة ، وإما أن يكون خصما له فما يرسله حتى يكبه على منخره في النار .
سادساً/ الزكاة والصدقة فالزكاة فريضة لابد من أدائها فهي تزكي وتبارك وتحفظ المال والنفس والأهل والمرء يستظل في ظل صدقته يوم القيامة ، وهي تطفئ غضب الرب وتطهير للذنوب ومخلوفة على العبد في نفسه وماله وأهله وفي كل صباح ينزل ملكان يقول أحدهما : اللهم أعط منفقا خلفا والآخر: اللهم أعط ممسكا تلفا .
سابعا/ أحرص على حفظ الأوقات في رمضان وفي غيره قال تعالى ( فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب) والوقت أنفس ماعنيت بحفظه .. وأراه أسهل ماعليك يضيع. فالبعض يضيع الأوقات في تتبع الآثام وعورات المسلمين وإيذائهم في الأماكن العامة والطرقات ووسائل التواصل ، فالحذر أن تحيط بك دعوة المسلمين فالإمام يدعو في خطبة الجمعة فيقول " اللهم من أراد الإسلام والمسلمين بسوء فأشغله بنفسه واجعل كيده في نحره والمسلمون يؤمنون فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده .
ثامناً/ انتبه من بعض المخالفات مثل إهمال الصلوات المفروضة والغيبة والنميمة والنظر والاستماع إلى ماحرم الله ، التساهل عند الفطر والإمساك وسوء الخلق والحسد والقطيعة وغيرها .
تاسعاً / اعلم أن جوهرة العام والشهر هي ليلة القدر والصحيح أنها متنقلة في العشر الأواخر وللأسف أن البعض من الناس يتكاسل إذا دخلت العشر عكس هدي النبي صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح . فكان عليه الصلاة والسلام إذا دخلت العشر اعتكف وشد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله وتفرغ لعبادة ربه ولا يخرج من المسجد إلا لحاجة كل ذلك لتحري ليلة القدر التي هي خير من عبادة ثلاثة وثمانين سنة وقد أقسم الله بهذه العشر فقال :"وليال عشر" وقد يعتكف البعض في المسجد الحرام أو وغيره ويضيع من يعول فلا تشتغل الا بما يكسب العلا ولا ترض للنفس النفيسة بالردى
عاشراً/ العزم على الثبات والاستقامة بعد رمضان قال تعالى إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ..) وقال العلماء إن من علامة قبول العمل الاستقامة على الطاعة وأن تكون بعد رمضان أحسن حالا منك قبل رمضان قال تعالى واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) فرب رمضان والشهور هو واحد وهو على الزمانين مطلع وشاهد فاعمل لآخرتك كأنك تموت غداً قال تعالى ( والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا ) تقبل الله من الجميع وصلى وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والحمد لله رب العالمين .