"الأمويون : دولة الفتوحات"
أستطاعت الخلافة الأموية في ثمانين سنه فقط من حكمها أن تضم أفريقيا وإسبانيا وسواحل إيطاليا وسلانيك وكريت وجزر الأرخبيل اليوناني وكادت أن تفتح القسطنطينية"
اتسعت فتوحات الدولة الأموية اتساعا عظيما ، منذ عهد معاوية الذي لم تكد تستقر له الأوضاع حتى جهز الجيوش وأنشأ الأساطيل ، وأرسل قواده إلى أطراف الدولة لتثبيت دعائمها ، بعد أن حاول الفرس والروم استغلال فترة الفتنة بين علي ومعاوية رضي الله عنهما .
وقد أخضعت هذه الجيوش ثورة فارسية هدفت إلى الامتناع عن دفع الجزية . ثم توغلت جيوشه شرقا ، فعبرت جيوش الاسلام نهر جيحون ، وفتحت بخارى وسمرقند وترمذ . كما سقطت بيدها كابول و هيراة .
ومن الجهة الرومانية ، كان الرومان قد أكثروا من الغارات على حدود الدولة الإسلامية في الناحية الشمالية الغربية ، فأعد معاوية لهم الجيوش ، وانتصر عليهم في مواقع كثيرة .
وبأسطوله الذي بلغت عدته (1700) سفينة ، استولى على قبرص ورودس وغيرهما من جزر الروم - كما قام بالمحاولة الأولى لفتح القسطنطينية عاصمة الدولة الرومانية الشرقية سنة 48هـ ، فأرسل جيشا بإمرة ابنه يزيد ، وجعل تحت إمرته عددا من خيرة الصحابة كعبد الله بن عباس وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر وأبي أيوب الأنصاري ، لكن المحاولة لم تنجح !!
ومن الشمال الإفريقي ( تونس والجزائر والمغرب الأقصى ) امتد الفتح الإسلامي، فأرسل (معاوية ) عقبة بن ابن نافع سنة (50هـ) في عشرة آلاف مقاتل و بنى مدينة القيروان ، وفي عهد ابنه الخليفة (يزيد) وصل عقبة في اكتساحه للشمال الإفريقي حتى المحيط الأطلسي غربا ، وقال هناك كلمته المأثورة " والله لولا هذا البحر لمضيت في سبيل الله مجاهدا " .
وفي الشرق اتجهت جيوش عبد الملك بن مروان - الخليفة الأموي الخامس - إلى التوسع في بلاد ما وراء النهر ، وكانت القيادة في هذا الركن للمهلب بن أبي صفرة وليزيد بن عبد الملك . وكان من أبرز الفتوحات في عهد الوليد بن عبد الملك فتح بلخ ، والصفد ، ومرو ، وبخارى ، وسمرقند ، وذلك كله على يدي قتيبة بن مسلم .
أما محمد بن القاسم الثقفي فقد فتح السند ( باكستان ) . وفتح مسلمة بن عبد الملك فتوحات كثيرة في آسيا الصغرى ، منها فتحه لحصن طوالة وحصن عمورية ، وهرقلة ، وسبيطة ، وقمونية ، وطرسوس .. كما حاصر القسطنطينية أيام سليمان بن عبد الملك .
وفي أوربا فتح موسى بن نصير الأندلس ، وبقيت في حوزة المسلمين ثمانية قرون ( 92-898 .. هـ ) وكان جزاؤه من بني أمية جزاء سنمار !! وقد حاول عنبسة بن سحيم الكلبي غزو جنوب فرنسا وفتح سبتماية ، وبرغونية ، وليون - ونجح المسلمون في ذلك نجاحا مؤقتا ، حتى انتهت هذه المحاولات بعيد موقعة بلاط الشهداء التي قادها عبد الرحمن الغافقي - بقليل . ولم يكن لهذه الفتوحات صدى حقيقي ، لأنها كانت أشبه بحملات جهادية فردية .
ويمكن القول ان الدولة الإسلامية توسعت في عهد بني أمية في قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا أكثر من ثلاثة أضعاف مساحتها قبل ذلك...
ففي آسيا توسعت الدولة أيام الأمويين لتشمل ما يسمى حاليا: إيران كاملة، وتركيا، وأذربيجان، وباكستان، وكازاخستان، وأوزباكستان، وطاجكستان، وتركمانستان، وشمال ووسط الهند، وبنغلادش، وتركستان الشرقية التي تمثل المنطقة الغربية للصين حاليا...
وفي إفريقيا: السودان، وليبيا، وتونس، والجزائر، والمغرب، وموريتانيا، والسنغال، ومالي، والنيجر، وتشاد، وشمال نيجيريا...
وفي أوروبا: إسبانيا، والبرتغال، وجنوب فرنسا وجزءا من غربها حتى وصلوا إلى مشارف باريس في معركة بلاط الشهداء...
قال ابن كثير رحمه الله: فلما ذهب بنو أمية ضعف الجهاد في سبيل الله.
أستطاعت الخلافة الأموية في ثمانين سنه فقط من حكمها أن تضم أفريقيا وإسبانيا وسواحل إيطاليا وسلانيك وكريت وجزر الأرخبيل اليوناني وكادت أن تفتح القسطنطينية"
اتسعت فتوحات الدولة الأموية اتساعا عظيما ، منذ عهد معاوية الذي لم تكد تستقر له الأوضاع حتى جهز الجيوش وأنشأ الأساطيل ، وأرسل قواده إلى أطراف الدولة لتثبيت دعائمها ، بعد أن حاول الفرس والروم استغلال فترة الفتنة بين علي ومعاوية رضي الله عنهما .
وقد أخضعت هذه الجيوش ثورة فارسية هدفت إلى الامتناع عن دفع الجزية . ثم توغلت جيوشه شرقا ، فعبرت جيوش الاسلام نهر جيحون ، وفتحت بخارى وسمرقند وترمذ . كما سقطت بيدها كابول و هيراة .
ومن الجهة الرومانية ، كان الرومان قد أكثروا من الغارات على حدود الدولة الإسلامية في الناحية الشمالية الغربية ، فأعد معاوية لهم الجيوش ، وانتصر عليهم في مواقع كثيرة .
وبأسطوله الذي بلغت عدته (1700) سفينة ، استولى على قبرص ورودس وغيرهما من جزر الروم - كما قام بالمحاولة الأولى لفتح القسطنطينية عاصمة الدولة الرومانية الشرقية سنة 48هـ ، فأرسل جيشا بإمرة ابنه يزيد ، وجعل تحت إمرته عددا من خيرة الصحابة كعبد الله بن عباس وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر وأبي أيوب الأنصاري ، لكن المحاولة لم تنجح !!
ومن الشمال الإفريقي ( تونس والجزائر والمغرب الأقصى ) امتد الفتح الإسلامي، فأرسل (معاوية ) عقبة بن ابن نافع سنة (50هـ) في عشرة آلاف مقاتل و بنى مدينة القيروان ، وفي عهد ابنه الخليفة (يزيد) وصل عقبة في اكتساحه للشمال الإفريقي حتى المحيط الأطلسي غربا ، وقال هناك كلمته المأثورة " والله لولا هذا البحر لمضيت في سبيل الله مجاهدا " .
وفي الشرق اتجهت جيوش عبد الملك بن مروان - الخليفة الأموي الخامس - إلى التوسع في بلاد ما وراء النهر ، وكانت القيادة في هذا الركن للمهلب بن أبي صفرة وليزيد بن عبد الملك . وكان من أبرز الفتوحات في عهد الوليد بن عبد الملك فتح بلخ ، والصفد ، ومرو ، وبخارى ، وسمرقند ، وذلك كله على يدي قتيبة بن مسلم .
أما محمد بن القاسم الثقفي فقد فتح السند ( باكستان ) . وفتح مسلمة بن عبد الملك فتوحات كثيرة في آسيا الصغرى ، منها فتحه لحصن طوالة وحصن عمورية ، وهرقلة ، وسبيطة ، وقمونية ، وطرسوس .. كما حاصر القسطنطينية أيام سليمان بن عبد الملك .
وفي أوربا فتح موسى بن نصير الأندلس ، وبقيت في حوزة المسلمين ثمانية قرون ( 92-898 .. هـ ) وكان جزاؤه من بني أمية جزاء سنمار !! وقد حاول عنبسة بن سحيم الكلبي غزو جنوب فرنسا وفتح سبتماية ، وبرغونية ، وليون - ونجح المسلمون في ذلك نجاحا مؤقتا ، حتى انتهت هذه المحاولات بعيد موقعة بلاط الشهداء التي قادها عبد الرحمن الغافقي - بقليل . ولم يكن لهذه الفتوحات صدى حقيقي ، لأنها كانت أشبه بحملات جهادية فردية .
ويمكن القول ان الدولة الإسلامية توسعت في عهد بني أمية في قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا أكثر من ثلاثة أضعاف مساحتها قبل ذلك...
ففي آسيا توسعت الدولة أيام الأمويين لتشمل ما يسمى حاليا: إيران كاملة، وتركيا، وأذربيجان، وباكستان، وكازاخستان، وأوزباكستان، وطاجكستان، وتركمانستان، وشمال ووسط الهند، وبنغلادش، وتركستان الشرقية التي تمثل المنطقة الغربية للصين حاليا...
وفي إفريقيا: السودان، وليبيا، وتونس، والجزائر، والمغرب، وموريتانيا، والسنغال، ومالي، والنيجر، وتشاد، وشمال نيجيريا...
وفي أوروبا: إسبانيا، والبرتغال، وجنوب فرنسا وجزءا من غربها حتى وصلوا إلى مشارف باريس في معركة بلاط الشهداء...
قال ابن كثير رحمه الله: فلما ذهب بنو أمية ضعف الجهاد في سبيل الله.