بعد خطابك القاتل.....صرت حائرا بين البقاء بقربك.....أو الرحيل بعيدا عنك.....بين أن أراك أو لا أراك......بين أن احتفظ بك في مخيلتي.....وبين أن أزيلك من وجداني وقلبي الذي سكنته......فكلما فكرت في الرحيل.....تقتلني الأشواق.... فأحس بألم يعصرني كحبة الليمون.....ولكنني كلما رأيتك.....عادتك صورتك وأنت تحطميني بعباراتك وكلماتك القاسية......فالأمرين واحد عندي.....والألم واحد.....وهذا ما جعلني أتيه.... بين رؤيتك أو الابتعاد عنك.....ترى لما كل هذا العذاب؟؟.....لم أعرفك بهذه القسوة أيها الملاك.....كأنك صخر يرفض أن يكسر على جدران قلبي.....فريح مشاعري لم تهزك.....رغم قوتها وهيجانها......ودموعي لم تبعث الرحمة إلى قلبك....رغم الحنان الذي تملكه.....ورغم سخونتها......أي إنسانية هذه؟.....أي مشاعر تملك؟.....أم هو النكران الإنساني؟.....لم اعد اعرف الإجابة عن تساؤلاتي.....فأنا عرفتك حنونا.....تمنح الابتسامة للجميع......تبتسم للجميع....ولكن وراء ابتسامتك قسوة......لم أرها من قبل في هذا العالم.....وفي حديقتك المزهرة الخضراء....أشواك تخترق العظام......أسالت دمائي.....وجروحها جعلتني اسقط.....أحاول أن اجر نفسي خارج الحديقة ولكني عبثا أحاول......فالجرح غائر صدقيني.....غائر كبئر عميق.....فأحاول أن اغسله بدموعي المالحة.....فأحس بأن الألم يتضاعف أضعافا.....فأضع يدي على الجرح....محاولا إخفاءه كي لا تراه......ولكن يدي واحدة والجروح متعددة.....أي جرح سأضمد؟.....أي جرح سأختار؟......اليوم استجمعت قوتي.....وجئت مع كبريائي لأودعك.....وأتلو البيان الأخير على مسمعك......وداع حزين......ولكنني مازلت اقوي على الأحزان.....وكبريائي يمنعني من الانكسار.....فأنا لم اكسر يوما.....ولا اعرف الهزيمة.....ولكني بصدق أتألم لأنني أخسرك......ولأنني سأبتعد عن إنسان أحببته بصدق......فضلته على نفسي.....منحنته ما حرمته على نفسي.....اخترت له أفضل الورود......تعطرت من اجله بأغلى العطور.....هي فعلا الدنيا لا ترحم....تدوس دوما كل من يمنحها ابتسامة......والطبيعة الإنسانية دوما لا تحب من يحبها.....بل تحب من يعذبها ويجرحها......كثيرا ما يحدثني أصدقائي عن عدم جدوى المشاعر الصادقة.....فأقف ضدهم.....ولكن اليوم.....اشعر بالانهزام.....وأصدقائي ينظرون إلي بنظرات خجولة.....يريدون أن يقولوا شيئا.....ولكنهم لا يتجرؤون......ولكني اقرأ في عيونهم الكثير من الكلام.....فأحس وكأنهم يقولون.....هذا جزاء من يؤمن بالمشاعر الصادقة......أتذكر يوم كنت أناقشهم.....يوم قالوا لي ستدرك الأمر وحدك والزمن كفيل بأن يكشف ذلك.....آه آه آه لا اقوي على النظر إليهم.....أدرك كم كانوا صادقين......فالحرس دوما يمنع الجروح.....لذا أنا عائد إلى نفسي.....إلى أحزاني.....فالحب ممنوع في زمن اللاحب.....فوحدتي أهم من كل النساء.....وأجمل من كل ابتسامة......فوداعا حبيبتي.....وداعا إلى الأبد.
تحياتي الاخوية