قال العلامة الشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله
أربعة أسباب تعين على العبادة عموما وفي رمضان خصوصا فعلى العبد أن يتدبرها ويتأمل فيها
فمنها أول ما ذكروا منها قلة الإكثار من الطعام والشراب الذي يؤدي إلى التخمة فيقوم الإنسان وهو ثقيل لا يستطيع يركع ولا يستطيع يسجد فعليه أن يتقلل من الطعام فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ، فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ طَعَامٌ، وَثُلُثٌ شَرَابٌ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ
الطعام له ثلث ما هو يملأ البطن كله ويقول الماء يتخلل والنفس يأتي من حاله ، لا ما هو صحيح إذا تخففت من الطعام خفت النفس وانبعثت فهذا هو السبب الأول
السبب الثاني عليك بالقيلولة في النهار التي تعينك على قيام الليل التراويح وقيام الليل في غير رمضان ، أقل في النهار فإذا أقلت في النهار ونمت معه جزءا من الليل تنبعث بإذن الله تبارك وتعالى
الأمر الثالث الذي يعينك على القيام والمبادرة إلى الطاعة ترك كثرة المخالطة للناس بإذهاب الأوقات معهم لابد لك من حفظ وقتك فإن كثرة المخالطة تضر ولو ما يأتي فيها إلا إذهاب الوقت لكفى به ضررا والوقت أنت مسئول أن تحفظه ومن الناس مخالطته بمنزلة الدواء ومنهم من مخالطته بمنزلة الغذاء ومنهم من مخالطته بمنزلة الداء ومنهم من مخالطته بمنزلة الهواء فالذي مخالطته بمنزلة الداء فهؤلاء أصحاب السوء لا خير فيهم ، مخالطتهم مضرة على العبد في دينه ودنياه والذي مخالطته بمنزلة الغذاء هذا تحتاج إليه في أوقات ، ما في كل وقت تأكل تأكل تأكل أعلى ما تعد الأكل ثلاث وجبات صباح وفي وسط النهار وفي المساء قبيل أن تنام فهذا تخالطه بمنزلة الغذاء تجلس معه في أوقات معدودة ومنهم من مخالطته بمنزلة الدواء فهذا تأتيه على غلة توسع صدرك عنده بالمباح تجد عنده حسن الكلام وطيب الكلام وعنده من أشعار العرب وأخبار العرب والحكم والأمثال ما يوسع به صدرك وتؤنس به نفسك وتقضي فيه الوقت في غير معصية لله تبارك وتعالى فهذا إذا احتجت جلست معه لتجم وتستجم نفسك ومنهم من صحبته بمنزلة الهواء إذا توقفت تموت هؤلاء هم الصالحون أهل الصلاح أهل العبادة أهل الطاعة الذين قيل فيهم لا تصحب إلا من تذكرك بالله رؤيته أو تدلك على الله كلمته
وقال آخر لا تصحب إلا من يذكر بالله حاله أو يدلك على الله مقاله
هؤلاء هم الأخيار فاصحبهم فإذا صحبتهم أنت الفائز بإذن الله وإذا ما تركتهم ربما تضعف وربما يتسلط عليك أهل السوء والشيطان نسأل الله العافية والسلامة
فإذا كنت تخشى على نفسك من هذا فالزم هؤلاء فإن لزومهم لك بمنزلة الهواء إذا توقفت عنه تموت التنفس يذهب الأعمال الصالحة هي الغذاء للنفس فالناس ما كلهم يخالطون يا معشر الناس ـ أبدا الناس على هذه الطبقات
فعلى العبد أن يستغل هذه الأيام وعليه أن يعلم قدرها وعليه أن يحرص عليها .
المصدر : محاضرة بعنوان هدي السلف في رمضان
شبكة الامام الاجري
أربعة أسباب تعين على العبادة عموما وفي رمضان خصوصا فعلى العبد أن يتدبرها ويتأمل فيها
فمنها أول ما ذكروا منها قلة الإكثار من الطعام والشراب الذي يؤدي إلى التخمة فيقوم الإنسان وهو ثقيل لا يستطيع يركع ولا يستطيع يسجد فعليه أن يتقلل من الطعام فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ، فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ طَعَامٌ، وَثُلُثٌ شَرَابٌ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ
الطعام له ثلث ما هو يملأ البطن كله ويقول الماء يتخلل والنفس يأتي من حاله ، لا ما هو صحيح إذا تخففت من الطعام خفت النفس وانبعثت فهذا هو السبب الأول
السبب الثاني عليك بالقيلولة في النهار التي تعينك على قيام الليل التراويح وقيام الليل في غير رمضان ، أقل في النهار فإذا أقلت في النهار ونمت معه جزءا من الليل تنبعث بإذن الله تبارك وتعالى
الأمر الثالث الذي يعينك على القيام والمبادرة إلى الطاعة ترك كثرة المخالطة للناس بإذهاب الأوقات معهم لابد لك من حفظ وقتك فإن كثرة المخالطة تضر ولو ما يأتي فيها إلا إذهاب الوقت لكفى به ضررا والوقت أنت مسئول أن تحفظه ومن الناس مخالطته بمنزلة الدواء ومنهم من مخالطته بمنزلة الغذاء ومنهم من مخالطته بمنزلة الداء ومنهم من مخالطته بمنزلة الهواء فالذي مخالطته بمنزلة الداء فهؤلاء أصحاب السوء لا خير فيهم ، مخالطتهم مضرة على العبد في دينه ودنياه والذي مخالطته بمنزلة الغذاء هذا تحتاج إليه في أوقات ، ما في كل وقت تأكل تأكل تأكل أعلى ما تعد الأكل ثلاث وجبات صباح وفي وسط النهار وفي المساء قبيل أن تنام فهذا تخالطه بمنزلة الغذاء تجلس معه في أوقات معدودة ومنهم من مخالطته بمنزلة الدواء فهذا تأتيه على غلة توسع صدرك عنده بالمباح تجد عنده حسن الكلام وطيب الكلام وعنده من أشعار العرب وأخبار العرب والحكم والأمثال ما يوسع به صدرك وتؤنس به نفسك وتقضي فيه الوقت في غير معصية لله تبارك وتعالى فهذا إذا احتجت جلست معه لتجم وتستجم نفسك ومنهم من صحبته بمنزلة الهواء إذا توقفت تموت هؤلاء هم الصالحون أهل الصلاح أهل العبادة أهل الطاعة الذين قيل فيهم لا تصحب إلا من تذكرك بالله رؤيته أو تدلك على الله كلمته
وقال آخر لا تصحب إلا من يذكر بالله حاله أو يدلك على الله مقاله
هؤلاء هم الأخيار فاصحبهم فإذا صحبتهم أنت الفائز بإذن الله وإذا ما تركتهم ربما تضعف وربما يتسلط عليك أهل السوء والشيطان نسأل الله العافية والسلامة
فإذا كنت تخشى على نفسك من هذا فالزم هؤلاء فإن لزومهم لك بمنزلة الهواء إذا توقفت عنه تموت التنفس يذهب الأعمال الصالحة هي الغذاء للنفس فالناس ما كلهم يخالطون يا معشر الناس ـ أبدا الناس على هذه الطبقات
فعلى العبد أن يستغل هذه الأيام وعليه أن يعلم قدرها وعليه أن يحرص عليها .
المصدر : محاضرة بعنوان هدي السلف في رمضان
شبكة الامام الاجري