تمشي و تتحرك، تركض و تلعب، تحضن و تعانق
أتدري كيف لك ان تقوم بهذه الحركات؟ ذلك بفضل الهيكل العظمي والعضلات المستندة إليه، فمعاً يمكنانك من القيام بكل ما تريد من حركات إضافة إلى حماية بقية أعضاء جسمك. ولعل أحد أهم أعضاء الهيكل العظمي هو الجذع الذي تستند عليه الجمجمة و ترتبط به الأطراف.
ما رأيكم لو بدأنا رحلة لاستكشافه!
يشكل الهيكل العظمي حوالي 30-40% من كتلة الجسم، و يتألف الهيكل العظمي للإنسان البالغ من 206 قطع عظم مفرد وتندرج هذه العظام تحت قسمين أساسيين:
- الهيكل المحوري.
- هيكل الأطراف .
يمتد الهيكل المحوري على طول المحور المتوسط للجسم مكوناً من 80 قطعة عظمية وهي عظام الجمجمة والعظم اللامي وعُظيمات السمع و الأضلاع والقص والعمود الفقري. وينشأ الهيكل المحوري (عظام الجذع بما فيها العمود الفقري والأضلاع والقص) عند الجنين من خلايا اللحمة المتوسطة (الميزانشيم) حوالي الأسبوع الثالث من الحمل.
أما هيكل الأطراف فهو مكون من 126 قطعة عظمية هي عظام الطرف العلوي وحزام المنكب (الكتف) وعظام الطرف السفلي وحزام الحوض.
في مقالنا هذا سنتناول تشريح الجذع،
لكن محطتنا الأولى ستكون عند العظم اللامي Hyoid bone:
العظم اللامي هو عظم صغير بشكل حرف U، يوجد أسفل الفك السفلي، و يتميز بكونه العظم الوحيد في الجسم البشري الذي لا
يتمفصل مع أي عظم آخر أي هو عظم حر، ووظيفته المساعدة في إبقاء الرغامى مفتوحة وتشكيل بنية عظمية لتستند عليها عضلات اللسان.
محطتنا التالية ستكون العمود الفقري:
يمتد العمود الفقري على طول الهيكل المحوري من قاعدة الجمجمة حتى العصعص ويتمثل دوره بدعم ثقل الجزء العلوي من الجسم ويؤمن هيكلاً يسمح بالحركة والمرونة وحماية النخاع الشوكي بوقت واحد. العمود الفقري مكون من 26 عظماً أو فقرة عند البالغ، بينما يكون مؤلفاً من 33 عظماً عند الطفل حيث لا تكون عظام العجز الخمسة وعظام العصعص الأربعة قد التحمت بعد.
تسمى الفقرات بالحرف الأول للمنطقة التي تشغلها مضافاً إليه رقم يدل على موقع الفقرة حيث: (C: Cervical، T: Thoracic، L: Lumbar، S: Sacral)، فمثلاً C 5 هي الفقرة الرقبية الخامسة أسفل C 4 إذ أن الترقيم يبدأ من الأعلى للأسفل.
لكل فقرة هيكل مميز مكون من عدة أجزاء أهمها:
- الجسم وهو المنطقة الرئيسية الحاملة لوزن الفقرة ويشكل معظم كتلتها.
- الناتئ الشوكي على الجهة المقابلة للجسم ويمتد بالاتجاه الخلفي.
- الناتئان المعترضان ينشآن بين الجسم والناتئ الشوكي من كل جهة.
- الثقبة الفقرية في المنتصف بين الجسم والنواتئ وهي مكان مجوف تشكل مع الثقوب الأخرى فوقها وتحتها عموداً مجوفاً يسمى القناة الفقرية يسكنها النخاع الشوكي و السحايا.
قد تحدث اضطرابات جنينة في تشكل القوس الخلفية والنواتئ الشوكية للفقرات مما ينتج عنه حالة تدعى الشوك المشقوق حيث يخرج جزء من النخاع الشوكي خارج مكانه النظامي ضمن القناة الفقرية ليظهر خارج الجسم.
يوجد بين كل فقرتين متتاليتين مسافة صغيرة تسمى القناة بين الفقرية تخرج منها الأعصاب والأوعية لتصل إلى مناطق الجسم المختلفة. وبين الفقرات أيضاً توجد مناطق غضروفية رقيقة نسبياً تسمى الأقراص بين الفقرية، وكل قرص مكون من جزئين هما الحلقة الليفية و النواة اللبية، تقدمان معاً مرونة كافية لتسمح بالحركة بين الفقرات وامتصاص الصدمات ودعم ثقل الجسم و بذلك منع تحطم الفقرات عند الجهد كحمل الأجسام الثقيلة. ولثخانة القرص الفقري دور هام في الحركة فكلما زادت سمح ذلك بحركة أوسع كما في الجزء الرقبي، والعكس صحيح.
يقسم العمود الفقري إلى أربع مناطق:
-الفقرات الرقبية Cervical vertebrae : عددها 7 فقرات تشكل المنطقة الرقبية من العمود الفقري والفقرات الرقبية هي الأرق إلا أنها تؤمن مرونة كبيرة للعنق ونميز منها C1 الفقرة الرقبية الأولى واسمها الأطلس Atlas تيمناً بالعملاق اليوناني الذي حمل الأرض على كتفيه وهو تشبيه قريب لكونها الفقرة التي تحمل الجمجمة وتصلها بباقي الهيكل العظمي إذ تستند عليها الجمجمة عندما تتحرك للأعلى والأسفل.
أما C2 تسمى المحور Axis وهي ذات شكل مميز مكون من سن يتمفصل ضمن ثقبة الأطلس مما يسمح بالحركة الدورانية يميناً ويساراً.
-الفقرات الصدرية Thoracic vertebrae: عددها 12 فقرة تشكل المنطقة الصدرية من العمود الفقري، تتميز الفقرات الرقبية بكونها أضخم وأقوى من الرقبية لكنها أقل مرونة، كما أن نواتئها الشوكية تتجه للأسفل بشدة مما يساعد على إحكام توضع الفقرات معاً وتقليل مدى حركة العمود الفقري في المستوى الصدري. والأمر الثاني الذي يميزها هو تمفصلها مع الأضلاع ليتشكل القفص الصدري الذي يحمي أعضاء الصدر.
-الفقرات القطنية Lumbar vertebrae: هي 5 فقرات أسفل الظهر تشكل المنطقة القطنية من العمود الفقري. الفقرات القطنية أضخم وأقوى من سابقاتها لكنها أكثر مرونة لعدم وجود أضلاع تتمفصل معها. يرتكز أغلب ثقل الجسم على الفقرات القطنية مما يسبب العديد من المشاكل و الاضطرابات في هذا المستوى برغم بنية و قوة الفقرات إذ غالباً ما يحدث تمزق القرص بين الفقري (فتق النواة اللبية) بمستوى الفقرات القطنية.
-الفقرات العجزية Sacral vertebrae: وهي 5 فقرات تشكل المنطقة العجزية من العمود الفقري عند الطفل وتلتحم هذه الفقرات خلال فترة البلوغ لتكون قطعة عظمية واحدة هي العجز عند البالغ وهو عظم مسطح مثلثي الشكل ينحشر بين عظمي الورك على الجانبين. على العجز 8 ثقوب عجزية حوضية، أربعة على كل جانب تخرج منها الأعصاب العجزية.
-العصعصCoccyx : 4 فقرات صغيرة تشكل المنطقة العصعصية عند الطفل وتلتحم خلال البلوغ لتكون العصعص وهو الذي يحمل ثقل الجسم أثناء الجلوس بالتعاون مع العظمين الإسكيين. قد يشار لعظم العصعص أحياناً بعظم الذيل البشري لأن هذه المنطقة مقابلة لعظام الذيل عند الحيوانات. كما قد يتكون العجز عند بعض الناس من التحام 3 عظام او 5 عظام بدلاً من 4 وهذا ليس له أي تأثير على وظيفته. زيجدر بالذكر أن العصعص يتمدد عند الأنثى أثناء الولادة ليؤمن متسعاً إضافياً للرأس ليمر عبر قناة الولادة.
العمود الفقري السليم ليس مستقيماً إنما يحوي عدة انحناءات خفيفة هي:
الانحناء الرقبي (تحدب للأمام) والانحناء الصدري (تحدب للخلف) والانحناء القطني (تحدب للأمام) والانحناء العجزي (تحدب للخلف). تساعد هذه الانحناءات في امتصاص الصدمات والضغط الناتج عن حركة الجسم وتأثير الجاذبية.
قد تحدث اضطرابات في انحناءات العمود الفقري فتقل أو تزداد في مناطق معينة مما يسبب عيوباً كالحداب والقعس والجنف.
يوجد أربطة عديدة تساهم في ثبات الفقرات واستقرار العمود الفقري و تحديد مدى حركته كالرباط الطولاني الخلفي والرباط الطولاني الأمامي وأربطة النواتئ.. الخ. ولهذا السبب وأسباب سابقة فإن حركة العمود الفقري متفاوتة المدى حسب طبيعة الحركة ومكانها ومرونة الأقراص بين الفقرية والأربطة الليفية. إلا أنها تنعدم في الجزء العجزي بسبب الالتحام.
يبلغ طول العمود الفقري 60 - 75 سم عند الذكر البالغ و 60 - 65 عند الأنثى البالغة. وينقص طول العمود الفقري في سن الشيخوخة بمقدار 5 سم أو أكثر نتيحة الزيادة في تقوس الانحناءات والنقصان في ثخانة الأقراص بين الفقرية.
نتابع رحلتنا إلى المحطة التالية ألا وهي القفص الصدري:
حيث تتشارك عظام الظهر والصدر لتشكل القفص الصدري حول الأعضاء الهامة في الصدر كالقلب والرئتين، كما يشكل القفص الصدري مستنداً لعظام الرأس والعنق والكتفين والذراعين إلى الجذع وهو بمختلف عظامه يمثل مرتكزاً للعضلات العديدة.
يتكون القفص الصدري من 12 زوجاً من الأضلاع تمتد إلى الجانب و الأمام من الفقرات الصدرية لتلتقي بالقص أو قريباً منه.
عظم القص Sternum:
عظم القص عظم مسطح طويل له دور في استناد الأضلاع واستقرار القفص الصدري و يشكل مرتكزاً للعديد من العضلات كما يحمي أعضاء عديدة تقع خلفه مباشرةً كالقلب والشريان الأبهر والوريد الأجوف وغدة التيموس. يقع القص على الخط الناصف للجسم تحت الجلد مباشرةً بشكل السيف بقبضة وجسم وذيل، طوله 15 سم وعرضه 2.5 سم تقريباً وبثخانة أقل من 2 سم. وتتمفصل القبضة مع الترقوة و زوجي الأضلاع الأول والثاني، اما الجسم فيتصل بغضاريف الأضلاع.
يشكل القص معلماً تشريحياً هاماً في الجسم ففي عمليات القلب المفتوح يجب قطع القص على امتداد محوره الطولاني ليصل الجراح إلى القلب ثم تعاد خياطته بأسلاك معدنية، أما ذروة القص فهي المكان الذي يجرى عليه الإنعاش القلبي الرئوي لذلك فهي معرضة للكسور بسبب الرضوض.
الأضلاع Ribs:
الأضلاع هي عظام مسطحة طويلة منحنية بعرض 1-2 سم. تتصل أزواج الأضلاع السبعة العلوية مباشرة مع عظم القص بواسطة الغضروف الضلعي وتعرف باسم الأضلاع الحقيقية حيث لكل ضلع غضروفه الضلعي الخاص الذي يصله مع القص. بينما تعتبر أزواج الأضلاع الخمسة المتبقية أضلاعاً كاذبة لأنها لا تتصل بشكل مباشر مع القص، إذ ان غضاريف الأضلاع 8-9-10 تتصل مع غضروغ الضلع السابع الذي يصلها مع القص (أي اتصال غير مباشر)، أما الزوجان 11-12 فيشكلان مجموعة فرعية ضمن الأضلاع الكاذبة تسمى الأضلاع السائبة. وهي أضلاع لا تتصل بالقص مطلقاً.
تنحني الأضلاع حول الصدر لتؤمن الحماية للقلب والرئتين من كل الاتجاهات. ومن التشوهات المميزة للأضلاع هو وجود ضلع إضافية أو ما يسمى بالضلع الرقبية تنشأ فوق الضلع الأولى وهي عيب خلقي لا تظهر أعراضه إلا لاحقاً أثناء الحياة عندما يضغط على الأعصاب والأوعية في المنطقة.
يشكل الغضروف الضلعي مفصلاً نصف متحرك بين الأضلاع الحقيقية والقص، إذ يعطي هذا التمفصل مرونة للقفص الصدري مع بقاء الأضلاع مرتبطة مع القص مما يسمح بتمدد القفص الصدري أثناء الشهيق ليتناسب مع توسع الرئتين كما يسمح بانحناء المنطقة الصدرية جانبياً وأمامياً و خلفياً.
ويعمل القفص الصدري كحاجز يمتص الصدمات التي تصيب الصدر فيمنع أذيات الأعضاء الداخلية مما قد ينتج عنه أحياناً كسور في الأضلاع او انفصال الغضروف عن الضلع. (4-5)
أتدري كيف لك ان تقوم بهذه الحركات؟ ذلك بفضل الهيكل العظمي والعضلات المستندة إليه، فمعاً يمكنانك من القيام بكل ما تريد من حركات إضافة إلى حماية بقية أعضاء جسمك. ولعل أحد أهم أعضاء الهيكل العظمي هو الجذع الذي تستند عليه الجمجمة و ترتبط به الأطراف.
ما رأيكم لو بدأنا رحلة لاستكشافه!
يشكل الهيكل العظمي حوالي 30-40% من كتلة الجسم، و يتألف الهيكل العظمي للإنسان البالغ من 206 قطع عظم مفرد وتندرج هذه العظام تحت قسمين أساسيين:
- الهيكل المحوري.
- هيكل الأطراف .
يمتد الهيكل المحوري على طول المحور المتوسط للجسم مكوناً من 80 قطعة عظمية وهي عظام الجمجمة والعظم اللامي وعُظيمات السمع و الأضلاع والقص والعمود الفقري. وينشأ الهيكل المحوري (عظام الجذع بما فيها العمود الفقري والأضلاع والقص) عند الجنين من خلايا اللحمة المتوسطة (الميزانشيم) حوالي الأسبوع الثالث من الحمل.
أما هيكل الأطراف فهو مكون من 126 قطعة عظمية هي عظام الطرف العلوي وحزام المنكب (الكتف) وعظام الطرف السفلي وحزام الحوض.
في مقالنا هذا سنتناول تشريح الجذع،
لكن محطتنا الأولى ستكون عند العظم اللامي Hyoid bone:
العظم اللامي هو عظم صغير بشكل حرف U، يوجد أسفل الفك السفلي، و يتميز بكونه العظم الوحيد في الجسم البشري الذي لا
يتمفصل مع أي عظم آخر أي هو عظم حر، ووظيفته المساعدة في إبقاء الرغامى مفتوحة وتشكيل بنية عظمية لتستند عليها عضلات اللسان.
محطتنا التالية ستكون العمود الفقري:
يمتد العمود الفقري على طول الهيكل المحوري من قاعدة الجمجمة حتى العصعص ويتمثل دوره بدعم ثقل الجزء العلوي من الجسم ويؤمن هيكلاً يسمح بالحركة والمرونة وحماية النخاع الشوكي بوقت واحد. العمود الفقري مكون من 26 عظماً أو فقرة عند البالغ، بينما يكون مؤلفاً من 33 عظماً عند الطفل حيث لا تكون عظام العجز الخمسة وعظام العصعص الأربعة قد التحمت بعد.
تسمى الفقرات بالحرف الأول للمنطقة التي تشغلها مضافاً إليه رقم يدل على موقع الفقرة حيث: (C: Cervical، T: Thoracic، L: Lumbar، S: Sacral)، فمثلاً C 5 هي الفقرة الرقبية الخامسة أسفل C 4 إذ أن الترقيم يبدأ من الأعلى للأسفل.
لكل فقرة هيكل مميز مكون من عدة أجزاء أهمها:
- الجسم وهو المنطقة الرئيسية الحاملة لوزن الفقرة ويشكل معظم كتلتها.
- الناتئ الشوكي على الجهة المقابلة للجسم ويمتد بالاتجاه الخلفي.
- الناتئان المعترضان ينشآن بين الجسم والناتئ الشوكي من كل جهة.
- الثقبة الفقرية في المنتصف بين الجسم والنواتئ وهي مكان مجوف تشكل مع الثقوب الأخرى فوقها وتحتها عموداً مجوفاً يسمى القناة الفقرية يسكنها النخاع الشوكي و السحايا.
قد تحدث اضطرابات جنينة في تشكل القوس الخلفية والنواتئ الشوكية للفقرات مما ينتج عنه حالة تدعى الشوك المشقوق حيث يخرج جزء من النخاع الشوكي خارج مكانه النظامي ضمن القناة الفقرية ليظهر خارج الجسم.
يوجد بين كل فقرتين متتاليتين مسافة صغيرة تسمى القناة بين الفقرية تخرج منها الأعصاب والأوعية لتصل إلى مناطق الجسم المختلفة. وبين الفقرات أيضاً توجد مناطق غضروفية رقيقة نسبياً تسمى الأقراص بين الفقرية، وكل قرص مكون من جزئين هما الحلقة الليفية و النواة اللبية، تقدمان معاً مرونة كافية لتسمح بالحركة بين الفقرات وامتصاص الصدمات ودعم ثقل الجسم و بذلك منع تحطم الفقرات عند الجهد كحمل الأجسام الثقيلة. ولثخانة القرص الفقري دور هام في الحركة فكلما زادت سمح ذلك بحركة أوسع كما في الجزء الرقبي، والعكس صحيح.
يقسم العمود الفقري إلى أربع مناطق:
-الفقرات الرقبية Cervical vertebrae : عددها 7 فقرات تشكل المنطقة الرقبية من العمود الفقري والفقرات الرقبية هي الأرق إلا أنها تؤمن مرونة كبيرة للعنق ونميز منها C1 الفقرة الرقبية الأولى واسمها الأطلس Atlas تيمناً بالعملاق اليوناني الذي حمل الأرض على كتفيه وهو تشبيه قريب لكونها الفقرة التي تحمل الجمجمة وتصلها بباقي الهيكل العظمي إذ تستند عليها الجمجمة عندما تتحرك للأعلى والأسفل.
أما C2 تسمى المحور Axis وهي ذات شكل مميز مكون من سن يتمفصل ضمن ثقبة الأطلس مما يسمح بالحركة الدورانية يميناً ويساراً.
-الفقرات الصدرية Thoracic vertebrae: عددها 12 فقرة تشكل المنطقة الصدرية من العمود الفقري، تتميز الفقرات الرقبية بكونها أضخم وأقوى من الرقبية لكنها أقل مرونة، كما أن نواتئها الشوكية تتجه للأسفل بشدة مما يساعد على إحكام توضع الفقرات معاً وتقليل مدى حركة العمود الفقري في المستوى الصدري. والأمر الثاني الذي يميزها هو تمفصلها مع الأضلاع ليتشكل القفص الصدري الذي يحمي أعضاء الصدر.
-الفقرات القطنية Lumbar vertebrae: هي 5 فقرات أسفل الظهر تشكل المنطقة القطنية من العمود الفقري. الفقرات القطنية أضخم وأقوى من سابقاتها لكنها أكثر مرونة لعدم وجود أضلاع تتمفصل معها. يرتكز أغلب ثقل الجسم على الفقرات القطنية مما يسبب العديد من المشاكل و الاضطرابات في هذا المستوى برغم بنية و قوة الفقرات إذ غالباً ما يحدث تمزق القرص بين الفقري (فتق النواة اللبية) بمستوى الفقرات القطنية.
-الفقرات العجزية Sacral vertebrae: وهي 5 فقرات تشكل المنطقة العجزية من العمود الفقري عند الطفل وتلتحم هذه الفقرات خلال فترة البلوغ لتكون قطعة عظمية واحدة هي العجز عند البالغ وهو عظم مسطح مثلثي الشكل ينحشر بين عظمي الورك على الجانبين. على العجز 8 ثقوب عجزية حوضية، أربعة على كل جانب تخرج منها الأعصاب العجزية.
-العصعصCoccyx : 4 فقرات صغيرة تشكل المنطقة العصعصية عند الطفل وتلتحم خلال البلوغ لتكون العصعص وهو الذي يحمل ثقل الجسم أثناء الجلوس بالتعاون مع العظمين الإسكيين. قد يشار لعظم العصعص أحياناً بعظم الذيل البشري لأن هذه المنطقة مقابلة لعظام الذيل عند الحيوانات. كما قد يتكون العجز عند بعض الناس من التحام 3 عظام او 5 عظام بدلاً من 4 وهذا ليس له أي تأثير على وظيفته. زيجدر بالذكر أن العصعص يتمدد عند الأنثى أثناء الولادة ليؤمن متسعاً إضافياً للرأس ليمر عبر قناة الولادة.
العمود الفقري السليم ليس مستقيماً إنما يحوي عدة انحناءات خفيفة هي:
الانحناء الرقبي (تحدب للأمام) والانحناء الصدري (تحدب للخلف) والانحناء القطني (تحدب للأمام) والانحناء العجزي (تحدب للخلف). تساعد هذه الانحناءات في امتصاص الصدمات والضغط الناتج عن حركة الجسم وتأثير الجاذبية.
قد تحدث اضطرابات في انحناءات العمود الفقري فتقل أو تزداد في مناطق معينة مما يسبب عيوباً كالحداب والقعس والجنف.
يوجد أربطة عديدة تساهم في ثبات الفقرات واستقرار العمود الفقري و تحديد مدى حركته كالرباط الطولاني الخلفي والرباط الطولاني الأمامي وأربطة النواتئ.. الخ. ولهذا السبب وأسباب سابقة فإن حركة العمود الفقري متفاوتة المدى حسب طبيعة الحركة ومكانها ومرونة الأقراص بين الفقرية والأربطة الليفية. إلا أنها تنعدم في الجزء العجزي بسبب الالتحام.
يبلغ طول العمود الفقري 60 - 75 سم عند الذكر البالغ و 60 - 65 عند الأنثى البالغة. وينقص طول العمود الفقري في سن الشيخوخة بمقدار 5 سم أو أكثر نتيحة الزيادة في تقوس الانحناءات والنقصان في ثخانة الأقراص بين الفقرية.
نتابع رحلتنا إلى المحطة التالية ألا وهي القفص الصدري:
حيث تتشارك عظام الظهر والصدر لتشكل القفص الصدري حول الأعضاء الهامة في الصدر كالقلب والرئتين، كما يشكل القفص الصدري مستنداً لعظام الرأس والعنق والكتفين والذراعين إلى الجذع وهو بمختلف عظامه يمثل مرتكزاً للعضلات العديدة.
يتكون القفص الصدري من 12 زوجاً من الأضلاع تمتد إلى الجانب و الأمام من الفقرات الصدرية لتلتقي بالقص أو قريباً منه.
عظم القص Sternum:
عظم القص عظم مسطح طويل له دور في استناد الأضلاع واستقرار القفص الصدري و يشكل مرتكزاً للعديد من العضلات كما يحمي أعضاء عديدة تقع خلفه مباشرةً كالقلب والشريان الأبهر والوريد الأجوف وغدة التيموس. يقع القص على الخط الناصف للجسم تحت الجلد مباشرةً بشكل السيف بقبضة وجسم وذيل، طوله 15 سم وعرضه 2.5 سم تقريباً وبثخانة أقل من 2 سم. وتتمفصل القبضة مع الترقوة و زوجي الأضلاع الأول والثاني، اما الجسم فيتصل بغضاريف الأضلاع.
يشكل القص معلماً تشريحياً هاماً في الجسم ففي عمليات القلب المفتوح يجب قطع القص على امتداد محوره الطولاني ليصل الجراح إلى القلب ثم تعاد خياطته بأسلاك معدنية، أما ذروة القص فهي المكان الذي يجرى عليه الإنعاش القلبي الرئوي لذلك فهي معرضة للكسور بسبب الرضوض.
الأضلاع Ribs:
الأضلاع هي عظام مسطحة طويلة منحنية بعرض 1-2 سم. تتصل أزواج الأضلاع السبعة العلوية مباشرة مع عظم القص بواسطة الغضروف الضلعي وتعرف باسم الأضلاع الحقيقية حيث لكل ضلع غضروفه الضلعي الخاص الذي يصله مع القص. بينما تعتبر أزواج الأضلاع الخمسة المتبقية أضلاعاً كاذبة لأنها لا تتصل بشكل مباشر مع القص، إذ ان غضاريف الأضلاع 8-9-10 تتصل مع غضروغ الضلع السابع الذي يصلها مع القص (أي اتصال غير مباشر)، أما الزوجان 11-12 فيشكلان مجموعة فرعية ضمن الأضلاع الكاذبة تسمى الأضلاع السائبة. وهي أضلاع لا تتصل بالقص مطلقاً.
تنحني الأضلاع حول الصدر لتؤمن الحماية للقلب والرئتين من كل الاتجاهات. ومن التشوهات المميزة للأضلاع هو وجود ضلع إضافية أو ما يسمى بالضلع الرقبية تنشأ فوق الضلع الأولى وهي عيب خلقي لا تظهر أعراضه إلا لاحقاً أثناء الحياة عندما يضغط على الأعصاب والأوعية في المنطقة.
يشكل الغضروف الضلعي مفصلاً نصف متحرك بين الأضلاع الحقيقية والقص، إذ يعطي هذا التمفصل مرونة للقفص الصدري مع بقاء الأضلاع مرتبطة مع القص مما يسمح بتمدد القفص الصدري أثناء الشهيق ليتناسب مع توسع الرئتين كما يسمح بانحناء المنطقة الصدرية جانبياً وأمامياً و خلفياً.
ويعمل القفص الصدري كحاجز يمتص الصدمات التي تصيب الصدر فيمنع أذيات الأعضاء الداخلية مما قد ينتج عنه أحياناً كسور في الأضلاع او انفصال الغضروف عن الضلع. (4-5)