- إنضم
- 24 ديسمبر 2011
- المشاركات
- 24,443
- نقاط التفاعل
- 27,808
- النقاط
- 976
- محل الإقامة
- فار إلى الله
- الجنس
- ذكر
غنائم الشهر في الليالي العشر
خير الليل ثلثه الأخير...كذلك شهر رمضان خيره آخره
سبحان الذي جعل خير الشهر آخره؛ ليزداد المؤمن حماساً ونشاطاً وهمة ..
تذكر أخي .. أختي أن العمل بالخاتمة فأحسن ختام الشهر..
بين يديك نسائم العشر وقد أقبلت ..
ولو تأملت أي سباقات .. تجد المتسابقين أكثر همةً ونشاطاً عند رؤية خط النهاية ...
هكذا مع هذا الشهر جعل الله في آخره من النفحات والبركات والهبات ما لم يكن في أوله لنزداد ونتحفّز,
والفضل له سبحانه من قبل ومن بعد, فقد جعل سبحانه قمة العطاء في هذه الليالي العشر, وقمة العتق فيها, و قمة العفو فيها ...
جمع في هذه الليالي خيرات وغنائم الشهر فأي فرصة كهذه ؟!!
هندسة استثمار العشر نراها ظاهرة في قدوتنا عليه الصلاة والسلام ..
كيف تهندس لاستثمار هذه العشر ؟
قدوتك محمد - ﷺ -
اقرأ وتدبر في فعله وحاله - عليه الصلاة والسلام - وهو الذي قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ..
كان - ﷺ - يجتهد فيها أكثـر ممّا يجتهد في غيرِهِا، وهذا شاملٌ للاجتهاد في جميع أنواع العبادات، من صلاة وقرآن وذكر وصدقة وغيرها ..
يجتهد أكثر .. الاجتهاد أصلاً موجود والجد والعمل, لكنها مواسم لا تتكرر ونفحات من أرحم الراحمين تحتاج المزيد ..
واجتهاده - ﷺ - يشمل كل أنواع العبادات فلا تضيق السعة على أحد: اجتهاد في الصلاة، الصدقة، قراءة القرآن، الصلة، البذل .......
و أعظم اجتهاد يكون في عبادات القلب: خشية الله تعالى- صفاء القلب – مراقبة الله – تجريد الهموم إلا من هم واحد هو ( الله ) ..
وثبت عنه - عليه الصلاة والسلام - أنه كان يخلط العشرين بصلاة ونوم, فإذا كان العشر شمّر وشد المئزر ..
هنا مشهد بل وهندسة رائعة لاستثمار هذه العشر، كان في العشرين .. نوم وصلاة وبينهما أعمال كثيرة,
لكن العشر تقتضي المزيد فكان هديه - عليه الصلاة والسلام - أنه يقل فيها نومه ليتفرغ للمزيد من الطاعات و القربات و أكمل تفرغ نراه في اعتكافه - عليه الصلاة والسلام -
حيث ينقطع عن المخلوقين لله تعالى حبا ومناجاة وتعبدا.
مع أن الناس كلهم يحتاجون إليه - عليه الصلاة والسلام - لكنه آثر هذه السنة التي فيها ترتقي الروح في مدارج الكمال,
وتسمو النفس؛ لأنها تفرغت من كل شغل لتسير بقلبها وبدنها إلى الله تعالى .
المنظومة الخماسية في استقبال العشر:
ويا لروعة استعداده واستقباله لهذه العشر عليه الصلاة والسلام :
"إذا دخل العشر أحيا ليله و أيقظ أهله و شد المئزر و جد و اجتهد"
منظومة رائعة ومشهد إيماني كله جمال و همة وعزم ونشاط ويتأكد في هذه المنظومة العمل كفريق .... دعنا نتدبره سويا:
مراسم الاستقبال:
أحيا : صلاة ومناجاة وتضرع فأصبح الليل الساكن فيه حياة وبركة ونور...
أحيا ليله .. ولا يحيا بمثل مناجاة الله تعالى وتسبيحه وذكره وتلاوة كتابه
أيقظ: لم يقتصر بالخير على نفسه.. مع أنه أرفق الأمة بأمته ومع ذلك أيقظ: الوضع يحتاج يقظة وحياة واستعداد وعزم صادق لأنها ليلة القدر ...
جاء عنه عليه الصلاة والسلام أنه لا يترك أحداً يطيق القيام من أهل بيته إلا وأيقظه
كل ذلك رجاءاً أن يصيب تلك الليلة:
ليلة القدر
خيرها أعظم من 1000 شهر ليس فيها ليلة القدر,
لتقريبها لك نقوم بعملية حسابية .. أضف إلى عمرك الآن 83 سنة وانظر للنتيجة !!!
تدرك هذا في ليلة واحدة !!
مثال: إذا كان عمرك 20 سنة وأدركتها – ليلة القدر- كأنك عبدت الله 20+83=103 سنة ..!!!
وفضل الله أكبر من أن نحسبه أو نعده ، تسح يديه بالخيرات وتزيده السؤالات جوداً وكرماً وعطاءات ..
" فيها يفرق كل أمر حكيم "
يقدر الله تعالى فيها أقدار عام كامل: من يولد ومن يموت ومن يغنى ومن يفقر ومن يسعد ومن يشقى ومن يعز ومن يذل ... ليلة عظيمة !!
تدبّر تحفيزه - عليه الصلاة والسلام - في الحث على استثمارها ..
"من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه"
مهما كان العمر ومهما كان عدد الذنوب فهو الحق سبحانه ووعده الحق " غُفر له ماتقدم من ذنبه"
وقال - عليه الصلاة والسلام - في تحفيز من نوع آخر:
" من حُرم خيرها فقد حُرم"
لأنها .. كلها خير وبركة والخيرات فيها تتابع والرحمات تتنزل, فما يحرم إلا من حرم نفسه نعوذ بالله من الحرمان ..
وهذه الليلة.. "سلام هي حتى مطلع الفجر"
سالمة وتدعو كل مضطرب وكل مشتت للسلام والهدوء والسكينة لما يتنزل فيها من الملائكة والرحمات و المغفرات ..
ليلة واحدة هذا شأنها فبربك ألا تستحق التشمير والاجتهاد ؟!!
أيسر الطرق لذلك بعد توفيق الله وفضله أن تقوم كل ليلة ما تيسر لك وخص آخر الليل بمزيد عبادة واستغفار ودعاء,
حيث نزول الرب سبحانه وتعالى وهو ينادي سبحانه وتعالى ويقول:
" هل من سائل فأعطيه
هل من مستغفر فأغفر له
هل من تائب فأتوب عليه
"
يتودد إلينا سبحانه وتعالى بهذا الفضل العظيم وهو الغني عن خلقه .. ألا يدعونا للمزيد؟!
ماذا تقول فيها ؟
سألت الزوجة المباركة الصديقة رضي الله عنها عائشة النبي ﷺ وهي أحب زوجاته إليه
" يا رسول الله أرأيت إن علمت ليلة القدر أي ليلة ما أقول؟
قال : قولي : "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني"
الله أكبر .. وصف لها ما فيه سعادة الدنيا والآخرة وهل هناك أعظم من عفو الله تعالى ..
وبدأ الدعاء بالتضرع ( اللهم يعني يا الله),
ثم تضرع بأسمائه وصفاته ( إنك عفو تحب العفو) فاعف عني,
وإذا عفا الله عن العبد فقد طابت له دنياه وآخرته كما قال العلماء :
" الدنيا لا تطيب إلا بذكره والآخرة لا تطيب إلا بعفوه والجنة لا تطيب إلا برؤيته"
أكثر منها : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني
همسة ..
وكما تحب أن الله يعفو عنك فاعف عن خلقه وسامح من حولك فالله تعالى أكرم وأجود,
ومن عامل الخلق بالعفو والمسامحة كافئه الله بمثلها وأكثر ..
اعف لله ولا تنتظر جزاء من أحد فقد حفظ الله جزاء أهل العفو ( فمن عفا وأصلح فأجره على الله) وهو سبحانه الكريم الواسع العظيم ..
وأحلى قرارات العشر بل كل الشهر .. هو أن تصفح وتعفو وابدأ ببيتك وأسرتك ومن حولك ،
ليالي تدعو للسلام والرحمة والمغفرة,
فلا تمنع عن نفسك الخيرات بمشاحنات وتقاطعات مع الآخرين ..
انتبه !
ممن يحاول أن يصادر عليك روعة ولذة هذه الليالي المباركات من النفس أو من خارجها,
خاصة ساعة الإفطار وآخر ساعة في الليل .. ( ساعتان تتضرع إليه سبحانه وتطلبه وتسأله وتناجيه وتشكو إليه ..
ساعتان ستجد أنوارها في نفسك وبيتك وعملك وحيثما كنت
فلا تبخل على نفسك بالدعاء ،
أكثر ثم أكثر فما عند الله لا تنقصه سؤالاتنا وهو الواسع العليم) .
سوارق الوقت: الأسواق استعدت لذلك والطرقات تزينت والمواقع الالكترونية تزاحمت ..
تنتظر هذه الفرصة وغيرها كثير من زملاء و مهاتفات وقراءات لا تناسب هذه العشر..
فاتخذ قرارك أن تغتنم هذه العشر..
لأنها درة ليالي العام ومن رُحم فيها فهو المرحوم .. نسأل الله من فضله,
ومن حُرم والعياذ بالله .. فتلك هي الخسارة ولا جابر لها إلا الله تعالى ..
تذكرتان ..
الأولى : ماذا حقق فيك الصيام ؟ صيام القلب، اللسان ، البصر..
هل مدرسة الصيام أكسبتك حرية من قيود ضعف الإرادة وقيود الشهوات ؟
راجع نفسك لتجد أثر الصيام بعد رحيل هذا الشهر بل في كل العام ..
الثانية : مع كل لحظة تمر من رمضان وكل ليلة تذهب ..
هي نداء لنا جميعا أننا راحلون مهما طال الوقت
وأن لحظات الأنس والمتعة أسرع انقضاء من غيرها ..
مرت سنون بالوصال و بالهنا ** فكأنها من قصرها أيام
هكذا تعامل مع الزمن أنه جسر لمرحلة بعد هذه المرحلة فخذ منها لما بعدها ..
آخر العشر
الساعات التي تسبق خروجها فأحسن وداعها,
وزد في مناجاتك واستغفارك ودعواتك,
لعلها ساعة رحمة وعتق تدركها فتكون كأنك ولدت للتو!
والسلف رحمهم الله كانوا يتبعون عباداتهم بالاستغفار حفظاً لنفوسهم من عجب أو فخر,
وأيضاً لأن الاستغفار يجبر النقص
ويجلو القلب ويزيل الهم ويزيد في الرزق ..
وقد ترحّل ... ما أصعب رحيله وفراقه لكنها سنة الله تأبى إلا رحيل هذا ونزول شهر آخر وهكذا...
في الختام وقد ترحّل الشهر, وانقضت أيامه وساعاته,
وأتى العيد, فافرح فرح المؤمنين الخاشعين: صلة وشكر وسرور وحسن ظن بالرب الكريم ,
أنه تقبل السعي وأقال العثرة وهو سبحانه عند ظن عبده به .
وخذ نفسك في العشر وفي العيد وقبلها وبعدها
بمنهج الاعتدال فهو أطيب عند الله وأصلح للنفس وأبرك للعمل,
بل وحتى في مشاعرك كن معتدلا فالتوسط هو رأس الأمور وخيرها (القصد القصد تبلغوا)
خير الليل ثلثه الأخير...كذلك شهر رمضان خيره آخره
سبحان الذي جعل خير الشهر آخره؛ ليزداد المؤمن حماساً ونشاطاً وهمة ..
تذكر أخي .. أختي أن العمل بالخاتمة فأحسن ختام الشهر..
بين يديك نسائم العشر وقد أقبلت ..
ولو تأملت أي سباقات .. تجد المتسابقين أكثر همةً ونشاطاً عند رؤية خط النهاية ...
هكذا مع هذا الشهر جعل الله في آخره من النفحات والبركات والهبات ما لم يكن في أوله لنزداد ونتحفّز,
والفضل له سبحانه من قبل ومن بعد, فقد جعل سبحانه قمة العطاء في هذه الليالي العشر, وقمة العتق فيها, و قمة العفو فيها ...
جمع في هذه الليالي خيرات وغنائم الشهر فأي فرصة كهذه ؟!!
هندسة استثمار العشر نراها ظاهرة في قدوتنا عليه الصلاة والسلام ..
كيف تهندس لاستثمار هذه العشر ؟
قدوتك محمد - ﷺ -
اقرأ وتدبر في فعله وحاله - عليه الصلاة والسلام - وهو الذي قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ..
كان - ﷺ - يجتهد فيها أكثـر ممّا يجتهد في غيرِهِا، وهذا شاملٌ للاجتهاد في جميع أنواع العبادات، من صلاة وقرآن وذكر وصدقة وغيرها ..
يجتهد أكثر .. الاجتهاد أصلاً موجود والجد والعمل, لكنها مواسم لا تتكرر ونفحات من أرحم الراحمين تحتاج المزيد ..
واجتهاده - ﷺ - يشمل كل أنواع العبادات فلا تضيق السعة على أحد: اجتهاد في الصلاة، الصدقة، قراءة القرآن، الصلة، البذل .......
و أعظم اجتهاد يكون في عبادات القلب: خشية الله تعالى- صفاء القلب – مراقبة الله – تجريد الهموم إلا من هم واحد هو ( الله ) ..
وثبت عنه - عليه الصلاة والسلام - أنه كان يخلط العشرين بصلاة ونوم, فإذا كان العشر شمّر وشد المئزر ..
هنا مشهد بل وهندسة رائعة لاستثمار هذه العشر، كان في العشرين .. نوم وصلاة وبينهما أعمال كثيرة,
لكن العشر تقتضي المزيد فكان هديه - عليه الصلاة والسلام - أنه يقل فيها نومه ليتفرغ للمزيد من الطاعات و القربات و أكمل تفرغ نراه في اعتكافه - عليه الصلاة والسلام -
حيث ينقطع عن المخلوقين لله تعالى حبا ومناجاة وتعبدا.
مع أن الناس كلهم يحتاجون إليه - عليه الصلاة والسلام - لكنه آثر هذه السنة التي فيها ترتقي الروح في مدارج الكمال,
وتسمو النفس؛ لأنها تفرغت من كل شغل لتسير بقلبها وبدنها إلى الله تعالى .
المنظومة الخماسية في استقبال العشر:
ويا لروعة استعداده واستقباله لهذه العشر عليه الصلاة والسلام :
"إذا دخل العشر أحيا ليله و أيقظ أهله و شد المئزر و جد و اجتهد"
منظومة رائعة ومشهد إيماني كله جمال و همة وعزم ونشاط ويتأكد في هذه المنظومة العمل كفريق .... دعنا نتدبره سويا:
مراسم الاستقبال:
أحيا : صلاة ومناجاة وتضرع فأصبح الليل الساكن فيه حياة وبركة ونور...
أحيا ليله .. ولا يحيا بمثل مناجاة الله تعالى وتسبيحه وذكره وتلاوة كتابه
أيقظ: لم يقتصر بالخير على نفسه.. مع أنه أرفق الأمة بأمته ومع ذلك أيقظ: الوضع يحتاج يقظة وحياة واستعداد وعزم صادق لأنها ليلة القدر ...
جاء عنه عليه الصلاة والسلام أنه لا يترك أحداً يطيق القيام من أهل بيته إلا وأيقظه
كل ذلك رجاءاً أن يصيب تلك الليلة:
ليلة القدر
خيرها أعظم من 1000 شهر ليس فيها ليلة القدر,
لتقريبها لك نقوم بعملية حسابية .. أضف إلى عمرك الآن 83 سنة وانظر للنتيجة !!!
تدرك هذا في ليلة واحدة !!
مثال: إذا كان عمرك 20 سنة وأدركتها – ليلة القدر- كأنك عبدت الله 20+83=103 سنة ..!!!
وفضل الله أكبر من أن نحسبه أو نعده ، تسح يديه بالخيرات وتزيده السؤالات جوداً وكرماً وعطاءات ..
" فيها يفرق كل أمر حكيم "
يقدر الله تعالى فيها أقدار عام كامل: من يولد ومن يموت ومن يغنى ومن يفقر ومن يسعد ومن يشقى ومن يعز ومن يذل ... ليلة عظيمة !!
تدبّر تحفيزه - عليه الصلاة والسلام - في الحث على استثمارها ..
"من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه"
مهما كان العمر ومهما كان عدد الذنوب فهو الحق سبحانه ووعده الحق " غُفر له ماتقدم من ذنبه"
وقال - عليه الصلاة والسلام - في تحفيز من نوع آخر:
" من حُرم خيرها فقد حُرم"
لأنها .. كلها خير وبركة والخيرات فيها تتابع والرحمات تتنزل, فما يحرم إلا من حرم نفسه نعوذ بالله من الحرمان ..
وهذه الليلة.. "سلام هي حتى مطلع الفجر"
سالمة وتدعو كل مضطرب وكل مشتت للسلام والهدوء والسكينة لما يتنزل فيها من الملائكة والرحمات و المغفرات ..
ليلة واحدة هذا شأنها فبربك ألا تستحق التشمير والاجتهاد ؟!!
أيسر الطرق لذلك بعد توفيق الله وفضله أن تقوم كل ليلة ما تيسر لك وخص آخر الليل بمزيد عبادة واستغفار ودعاء,
حيث نزول الرب سبحانه وتعالى وهو ينادي سبحانه وتعالى ويقول:
" هل من سائل فأعطيه
هل من مستغفر فأغفر له
هل من تائب فأتوب عليه
"
يتودد إلينا سبحانه وتعالى بهذا الفضل العظيم وهو الغني عن خلقه .. ألا يدعونا للمزيد؟!
ماذا تقول فيها ؟
سألت الزوجة المباركة الصديقة رضي الله عنها عائشة النبي ﷺ وهي أحب زوجاته إليه
" يا رسول الله أرأيت إن علمت ليلة القدر أي ليلة ما أقول؟
قال : قولي : "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني"
الله أكبر .. وصف لها ما فيه سعادة الدنيا والآخرة وهل هناك أعظم من عفو الله تعالى ..
وبدأ الدعاء بالتضرع ( اللهم يعني يا الله),
ثم تضرع بأسمائه وصفاته ( إنك عفو تحب العفو) فاعف عني,
وإذا عفا الله عن العبد فقد طابت له دنياه وآخرته كما قال العلماء :
" الدنيا لا تطيب إلا بذكره والآخرة لا تطيب إلا بعفوه والجنة لا تطيب إلا برؤيته"
أكثر منها : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني
همسة ..
وكما تحب أن الله يعفو عنك فاعف عن خلقه وسامح من حولك فالله تعالى أكرم وأجود,
ومن عامل الخلق بالعفو والمسامحة كافئه الله بمثلها وأكثر ..
اعف لله ولا تنتظر جزاء من أحد فقد حفظ الله جزاء أهل العفو ( فمن عفا وأصلح فأجره على الله) وهو سبحانه الكريم الواسع العظيم ..
وأحلى قرارات العشر بل كل الشهر .. هو أن تصفح وتعفو وابدأ ببيتك وأسرتك ومن حولك ،
ليالي تدعو للسلام والرحمة والمغفرة,
فلا تمنع عن نفسك الخيرات بمشاحنات وتقاطعات مع الآخرين ..
انتبه !
ممن يحاول أن يصادر عليك روعة ولذة هذه الليالي المباركات من النفس أو من خارجها,
خاصة ساعة الإفطار وآخر ساعة في الليل .. ( ساعتان تتضرع إليه سبحانه وتطلبه وتسأله وتناجيه وتشكو إليه ..
ساعتان ستجد أنوارها في نفسك وبيتك وعملك وحيثما كنت
فلا تبخل على نفسك بالدعاء ،
أكثر ثم أكثر فما عند الله لا تنقصه سؤالاتنا وهو الواسع العليم) .
سوارق الوقت: الأسواق استعدت لذلك والطرقات تزينت والمواقع الالكترونية تزاحمت ..
تنتظر هذه الفرصة وغيرها كثير من زملاء و مهاتفات وقراءات لا تناسب هذه العشر..
فاتخذ قرارك أن تغتنم هذه العشر..
لأنها درة ليالي العام ومن رُحم فيها فهو المرحوم .. نسأل الله من فضله,
ومن حُرم والعياذ بالله .. فتلك هي الخسارة ولا جابر لها إلا الله تعالى ..
تذكرتان ..
الأولى : ماذا حقق فيك الصيام ؟ صيام القلب، اللسان ، البصر..
هل مدرسة الصيام أكسبتك حرية من قيود ضعف الإرادة وقيود الشهوات ؟
راجع نفسك لتجد أثر الصيام بعد رحيل هذا الشهر بل في كل العام ..
الثانية : مع كل لحظة تمر من رمضان وكل ليلة تذهب ..
هي نداء لنا جميعا أننا راحلون مهما طال الوقت
وأن لحظات الأنس والمتعة أسرع انقضاء من غيرها ..
مرت سنون بالوصال و بالهنا ** فكأنها من قصرها أيام
هكذا تعامل مع الزمن أنه جسر لمرحلة بعد هذه المرحلة فخذ منها لما بعدها ..
آخر العشر
الساعات التي تسبق خروجها فأحسن وداعها,
وزد في مناجاتك واستغفارك ودعواتك,
لعلها ساعة رحمة وعتق تدركها فتكون كأنك ولدت للتو!
والسلف رحمهم الله كانوا يتبعون عباداتهم بالاستغفار حفظاً لنفوسهم من عجب أو فخر,
وأيضاً لأن الاستغفار يجبر النقص
ويجلو القلب ويزيل الهم ويزيد في الرزق ..
وقد ترحّل ... ما أصعب رحيله وفراقه لكنها سنة الله تأبى إلا رحيل هذا ونزول شهر آخر وهكذا...
في الختام وقد ترحّل الشهر, وانقضت أيامه وساعاته,
وأتى العيد, فافرح فرح المؤمنين الخاشعين: صلة وشكر وسرور وحسن ظن بالرب الكريم ,
أنه تقبل السعي وأقال العثرة وهو سبحانه عند ظن عبده به .
وخذ نفسك في العشر وفي العيد وقبلها وبعدها
بمنهج الاعتدال فهو أطيب عند الله وأصلح للنفس وأبرك للعمل,
بل وحتى في مشاعرك كن معتدلا فالتوسط هو رأس الأمور وخيرها (القصد القصد تبلغوا)