التفسير الصحيح لقول الله عزوجل
الخلط بين الآيات القرآنية لا يصح ولا يجوز، لذلك ينبغي العودة إلى التفاسير المعتمدة للقرآن الكريم عند أي التباس
ومن أجل ايضاح قول الله عز وجل عن النساء
حيث ندرك من السياق أن هذه الآية لم تنزل في النساء بشكل عام، بل نزلت في النسوة اللواتي كدن لسيدنا يوسف عليه السلام بشكل خاص، ونشاهد أن الله سبحانه وتعالى يخبرنا في هذه الآية عن المرأة التي كادت لسيدنا يوسف (وأنه قال لزوجته إن هذا الفعل من كيدكن أي صنيعكن، وإنه فعل عظيم)
فهناك من يُعمِّم توصيف النساء بالكيد وفق هذه الآية الشريفة
وحتى يقرأ النص خطأً فيقول *إِنَّ كَيْدَهنَّ عَظِيمٌ*
وهذا فعل وفهم خاطىء وغير صحيح علميا ومعرفيا وأخلاقيا
كون الآية تعني مجموعة مخصوصة من النساء في زمن النبي يوسف عليه السلام
لذا جاء الضمير في قوله تعالى
بصورة ضمير المُخَاطب الحاضر
فلو كان المقصود هو الحكاية عن صفة المكر بوصفها ذاتية من ذاتيات المرأة
لجاء الخطاب بضمير الغائب كأن يقول : إنه من كيدهن
حتى يكون التعميم واضحا وصريحا ليشمل جميع النساء
ومن هنا ينبغي التنبه لذلك ووعي خطاب القرآن الكريم وعيا صحيحا وسليما
إذن فالنسوة في سورة يوسف لم يكن مثلا و لا قدوة لنساء العالمين لكي نسحب كيدهن وسوء صنيعهن ونعممه على النساء كافة، ولا وجه ولا مبرر للمقارنة بين كيد النسوة في سورة يوسف وعظم ما صنعن من جهة وكيد الشيطان وحزبه وضعف صنيعهم وهوانه من جهة أخرى، لأن الوضع مختلف
إن المعنى العام للكيد في اللغة هو الصنع والتدبير، وتعميم المعنى السلبي الخاص للكيد على النساء خطأ شائع، إذ إن الكيد ليس حكرا على جنس من دون جنس، وليس الكيد كيد كله
وأحسن من ذلك كله أن يقال
الكيد في ذاته لا يذم ولا يمدح بل بحسب الغاية منه
ولهذا نسب لله
بل وفي السورة نفسها
فوصف الله كيد النسوة بالعظمة ووصف كيده بالمتانة والله العالم
فهذا مدح للمرأة لا ذم