السلام عليكم ورحمة الله وبركآته
مرحبآ أحبتي
رمضآن مبآركـ
جبتلكم اليوم أدلة تحريم الغناء من الكتاب والسنة
أدلة التحريم من القرآن الكريم :
قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ } [سورة لقمان:6].
قال حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما: هو و الله الغناء، وقال مجاهد رحمه الله: اللهو: الطبل (تفسير الطبري) وقال الحسن البصري رحمه الله: "نزلت هذه الآية في الغناء والمزامير" (تفسير ابن كثير)
وقال تعالى: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا} [سورة الإسراء:64].
جاء في تفسير الجلالين: (واستفزز): استخف، (صوتك): بدعائك بالغناء والمزامير وكل داع إلى المعصية وهذا أيضا ما ذكره ابن كثير والطبري عن مجاهد. وقال القرطبي في تفسيره: "في الآية ما يدل على تحريم المزامير والغناء واللهو.. وما كان من صوت الشيطان أو فعله وما يستحسنه فواجب التنزه عنه".
أدلة التحريم من السنة النبوية الشريفة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف، و لينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم لحاجة، فيقولون: ارجع إلينا غدا، فيبيتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة » (رواه البخاري تعليقا برقم 5590، ووصله الطبراني والبيهقي، وراجع السلسلة الصحيحة للألباني 91).
وى الترمذي في سننه عن جابر رضي الله عنه قال: « خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عبد الرحمن بن عوف إلى النخيل، فإذا ابنه إبراهيم يجود بنفسه، فوضعه في حجره ففاضت عيناه، فقال عبد الرحمن: أتبكي وأنت تنهى عن البكاء؟ قال: إني لم أنه عن البكاء، وإنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير شيطان، وصوت عند مصيبة: خمش وجوه وشق جيوب ورنة » (قال الترمذي: هذا الحديث حسن، وحسنه الألباني صحيح الجامع 5194).
وقال صلى الله عليه و سلم: « صوتان ملعونان، صوت مزمار عند نعمة، و صوت ويل عند مصيبة » (إسناده حسن، السلسلة الصحيحة 427)
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: « ليكونن في هذه الأمة خسف، وقذف، ومسخ، وذلك إذا شربوا الخمور، واتخذوا القينات، وضربوا بالمعازف» (صحيح بمجموع طرقه، السلسلة الصحيحة 2203)
حكم الغناء عند الأئمة الأربعة رحمهم الله
بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ}[ لقمان : 6ـ7]
ذكر الدليل من آثار الأئمة الأربعة على تحريم سماع آلات الطرب والمعازف والغناء
1) مذهب الإمام أبي حنيفة رحمه الله :
عن أبي الطيب الطبري قال : ( كان أبو حنيفة يكره الغناء، ويجعل سماع الغناء من الذنوب )
وقال : ( وكذلك مذهب سائر أهل الكوفة )
وعن أبي حنيفة رحمه الله قال : ( أن الغناء حرام في جميع الأديان) ( ).
وقال ابن القيم في إغاثة اللهفان [ص348] : ( مذهب أبي حنيفة في ذلك من أشدِّ المذاهب ، وقوله فيه أغلظُ الأقوال، وقد صـرَّح أصحابه
بتحريم سماع الملاهي كلها كالمزمار، والدف، حتى والضرب بالقضيب، وصرحوا بأنه معصية ، توجب الفسق ، وتُرَدُّ به الشهادة، وأبلغ من ذلك أنهم قالوا: إن السماع فسقٌ ، والتلذذ به كفرٌ، هذا لفظهم ) . اهـ
2) مذهب الإمام مالك رحمه الله :
عن إسحاق بن عيسى الطباع قال : ( سألت مالك بن أنس عما يترخص فيه أهل المدينة من الغناء ؟ فقال : ( إنما يفعله عندنا الفـُسـّـاق!!!) ( ).أثر صحيح أخرجه الخلال في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر [ص142] وابن الجوزي في تلبيس إبليس [ص282] من طريق عبد الله بن أحمد عن أبيه عن إسحاق به .
قلت : وهذا سنده صحيح ، وقد صححه الألباني في تحريم آلات الطرب [ص98] .
وقال أبو الطيب الطبري : ( أما مالك بن أنس فإنه نهى عن الغناء وعن استماعه … وهو مذهب سائر أهل المدينة
وقال ابن القاسم : ( سألت مالكا عن الغناء ؟ فقال : قال الله تعالى: { فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ } أفحقٌ هو ؟اهـ
وعن إبراهيم بن المنذر المدني أنه سئل فقيل له : ( أنتم ترخصون في الغناء ؟ فقال : معاذ الله ! ما يفعل هذا عندنا إلا الفساق ) . أثر صحيح أخرجه الخلال في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر [ص142] من طريق العباس بن محمد الدوري قال سمعت إبراهيم به .قلت : وهذا سنده صحيح .
وقال أبو الطيب الطبري : ( وهو مذهب سائر أهل المدينة
3) مذهب الإمام الشافعي رحمه الله .
عن الشافعي رحمه الله قال : تركت بالعراق شيئا يقال له التـَغـْبِير أحدثته الزنادقة يصدون الناس عن القرآن أثر صحيحأخرجه أبو نعيم في الحلية [ج9ص146] والخلال في الأمر بالمعروف [ص151] وابن الجوزي في تلبيس إبليس [ص283] من طريقين عن الحسن بن عبد العزيز الجروي قال سمعت الشافعي به.
قلت : وهذا سنده صحيح
قال ابن تيمية في الفتاوى [ج11ص507]: ( وما ذكره الشافعي من أنه من إحداث الزنادقة فهو كلام إمام خبير بأصول الإسلام ، فإن هذا السماع لم يرغب فيه ويدعو إليه في الأصل إلا من هو متهم بالزندقة ) . اهـ
وقال ابن الجوزي : ( وقد كان رؤساء أصحاب الشافعي رضي الله عنهم ينكرون السماع ـ الغناء ـ )
وقال أبو الطيب الطبري رحمه الله : ( لا يجوز الغناء ولا سماعه ولا الضرب بالقضيب ، قال ومن أضاف إلى الشافعي هذا فقد كذب عليه ) ( )اهـ
وقال ابن الجوزي : (فهذا قول علماء الشافعية وأهل التدين منهم، وإنما رخص في ذلك من متأخريـهم من قـلّ علمه وغلبه هواه)( ). اهـ
وقال الإمام الشافعي في الأم [ج6ص209] : ( إن الغناء لهو مكروه
يشبه الباطل ، ومـن استكثر منه فهو سفيه ترد شهادته)
وقال أبو الطيب الطبري : ( وإنما جعل صاحبها سفيها لأنه دعا الناس إلى الباطل ومـَن دعا الناس إلى الباطل كان سفيهاً فاسقا )
وقال ابن القيم في إغاثة اللهفان [ص350] : ( والشافعي وقدماء أصحابه ، والعارفون بمذهبه من أغلظ الناس قولا في ذلك) يعني في الغناء ـ .
4) مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله .
عن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : ( سألت أبي عن الغناء فقال : الغناء ينبت النفاق في القلب لا يعجبني ) .
أثر صحيح
أخرجه الخلال في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر [ص142] عنه به.
قلت : وهذا سنده صحيح
.
وذكره ابن الجوزي في تلبيس إبليس [ص280] .
وعن أبي الحارث قال : ( سألت أبـا عبد الله ما ترى في التغبير
أنه يرقق القلب ؟ فقال: بدعة ) .
.
قال ابن الجوزي : ( فأما الغناء المعروف اليوم فمحظور عنده ـ الإمام أحمد ـ كيف ولو علم ما أحدث الناس من الزيادات ) ( )
قلت : يرحم الله ابن الجوزي كيف ولو علم ما أحدث الناس في الغناء من الزيادات في العصر الحاضر !!!
وقال ابن الجوزي : ( وقال الفقهاء من أصحابنا ـ يعني الحنابلة ـ لا تقبل شهادة المغني والرقاص ، والله الموفق ) ( ) .اهـ