امرأة بألف رجل
**********
يقول أحد معلمي القران في أحد المساجد … أتاني ولد صغير يريد التسجيل في الحلقة …
فقلت له: هل تحفظ شيئاً من القرآن؟ فقال: نعم
فقلت له: اقرأ من جزء عم فقرأ … فقلت: هل تحفظ سورة تبارك؟ فقال: نعم فتعجبت من حفظه
برغم صغر سنه … فسألته عن سورة النحل؟ فإذا به
يحفظها فزاد عجبي … فأردت أن أعطيه من السور الطوال فقلت: هل تحفظ البقرة؟ فأجابني بنعم
وإذا به يقرأ ولا يخطئ … فقلت: يا بني هل تحفظ القرآن؟؟؟ فقال: نعم!! سبحان الله وما شاء الله تبارك الله …
طلبت منه أن يأتي غداً ويحضر ولي أمره … وأنا في غاية التعجب!!! كيف يمكن أن يكون ذلك الأب …
فكانت المفاجأة الكبرى حينما حضر الأب!!! ورأيته وليس في مظهره ما يدل على التزامه بالسنة…
فبادرني قائلاً: أعلم أنك متعجب من أنني والده!!! ولكن سأقطع حيرتك … إن وراء هذا الولد امرأة بألف رجل …
وأبشرك أن لدي في البيت ثلاثة أبناء كلهم حفظة للقرآن …
وأن ابنتي الصغيرة تبلغ من العمر أربع سنوات تحفظ جزء عم فتعجبت وقلت: كيف ذلك!!!
فقال لي ان أمهم عندما يبدئ الطفل في الكلام تبدأ معه بحفظ القرآن وتشجعهم على ذلك …
وأن من يحفظ أولاً هو من يختار وجبة العشاء في تلك الليلة …
وأن من يراجع أولاً هو من يختار أين نذهب في عطلة الأسبوع …
وأن من يختم أولاً هو من يختار أين نسافر في الإجازة … وعلى هذه الحالة تخلق بينهم التنافس في الحفظ والمراجعة …
نعم هذه هي المرأة الصالحة التي إذا صلحت صلح بيتها …
وهي التي أوصى الرسول صل الله عليه وسلم باختيارها زوجة من دون النساء …
وترك ذات المال والجمال والحسب فصدق رسول الله عليه الصلاة والسلام …
فهنيئاً لها حيث أمّنت مستقبل أطفالها بأن يأتي القرآن شفيعاً لهم يوم القيامة