الفوائد والغايات من الزواج

البحر الهادي

:: أستاذ ::
أحباب اللمة
إنضم
27 ماي 2016
المشاركات
5,791
نقاط التفاعل
12,812
النقاط
1,716
محل الإقامة
أرض الوطن
الجنس
ذكر
مهما اختلفت سبل الحياة بالمرء فإن مصيره في النهاية أن يفكر في الزواج، فالرجل بحاجة إلى المرأة .. والمرأة بحاجة للرجل .. الزواج ضرورة.
أسمع و أرى و ألحظ بين الفينة والأخرى الكثير من الشكاوى ، من الأزواج ومن الزوجات ، كما أرى رغبة البعض شباباً وفتيات في العزوف عن الزواج لما يحويه من مشاق ومتاعب وتكاليف ومهام ومسؤوليات !!

عندما يغيب الهدف وتضيق دائرته ، وعندما نجهل الفائدة ونُخطئ فهمها ، بحثت وقرأت ونقلت حول ( الزواج ) سنة الله في خلقه ولأن الزواج الناجح والرائع هو المبني على أسس سليمة وأهداف مستقيمة وواضحة.. السعادة في الحب.. كما في الزواج سعادة.. الزواج يعني الرصيد، الثروة، أمان المستقبل، الثقة، الطمأنينة، الحصن، الدرع، المظلة، الحماية، الواحة، الاسترخاء، الاستمتاع، النشوة، اللذة، الحلم.

إلى من هم في سن الزواج وإلى من هم على مشارفه، و إلى المتزوجين حديثاً وحتى لمن مضى على زواجهم سنوات أهدي هذه الورقة.

* الأهداف والفوائد من الزواج
1- إعفاف النفس وإكمال الدين والاستمتاع واحتساب الأجر في ذلك.
 " جاء جمع من الصحابة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ ! قال : أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر "رواه مسلم.
2- عــمــارة للأرض ( تــنفــيذاً وامــتثالاً لأمـــر الله ).
3- إنجاب الذرية وتكوين أسرة مسلمة صالحة في الأرض.
4- أنه يبعث الطمأنينة في النفس، ويحصـل به الاستقـرار والأنـس وهو ســكن الــروح،
5- رباط قوي يساعد على التعاون في مواجهة الحياة بمتعها ومتاعبها الكبيرة والصعبة.
6- القضاء على مشاعر الخوف والوحدة والقلـق والضيـاع وأنه بــاب للــرزق والغـــنى.

|| الحياة الزوجية الهانئة السائرة على المنهج الرباني مصدر قوة وينبوع عطاء || و " الزواج .. كله خـير "

|| الحـقـــوق و الـواجــبـات ||

* حقوق الزوج على زوجته :
1- القوامة.
2- الطاعة بالمعروف والوفاء له وألا تأذن لأحد في بيته إلا بإذنه.
3- خدمتها له وأن تكون متزينة متجملة.
4- ألا تصوم تطوعاً وهو حاضر إلا بإذنــه.
5- أن تحافظ على نفسهـا ومــاله وأولاده.
6- حسن الاستقـبـال وطلاقــة الوجـــه.
7- تربية الأبناء وصنــاعــة المستـقـبـل.

* حقوق الزوجة على زوجها :
1- المـهـر.
2- النفقة والسكن.
3- المعاشرة بالمعروف وحسن الخلق.
4- حق المبيت والمعاشرة.
5- تعليمها أمـور دينها.
6- الغيرة عليها.
7-كف الأذى عنها ومراعاة شعورها.

*الحقوق المشتركة بين الزوجين كثيرة منها :
عدم إفشاء السر و تقديم النصح لبعضهما البعض في أمور الدين والدنيا و التشاور فيما يتعلق بشؤون المنزل ومصير الأولاد و صدق المودة بين الزوجين و ألا يذكرا أقاربهما بسوء و الاحترام

| كيفية اختيار شريك الحياة ||

* معايير شريكة حياتك :
- ضرورة حسن الاختيار : قال صلى الله عليه وسلم : " تخيروا لنطفكم ، وانكحوا الأكفاء وانكحوا إليهم " . ابن ماجه
- معيار الدين، قال صلى الله عليه وسلم : " ليتخــذ أحدكم قلبــا شــاكرا ولسانا ذاكرا وزوجة مؤمنة تعين أحدكم على أمر الآخرة" صححه الألباني

* معايير شريك حياتك :
-ضرورة حسن الاختيار : قال صلى الله عليه وسلم :" إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير "رواه الترمذي
- معيار الدين ( قال الحسن البصري لما سـألـه رجــل عمن يـزوج ابنته : زوجها لمن يتقي الله فإن أحبها أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها ).

* معايير مشتركة:
1 - معيار الخلق والأمانة.
2- معيار الشكل (هيئة الرجل وجمال المرأة).
3- معيار القبول القلبي والمحبة.
4- معيار الكفاءة (النسب/المستوى المادي /التقارب في السن/الشهادة العلمية).

## نصائح مشتركة في اختيار شريك الحياة :
- الواقعية وتجنب المثالية.
– معرفة هدف الحياة والزواج والتشارك فيه.
– الاهتمام بالسؤال عن الوالدين وذويهما وأهلهما.
- رؤية الخاطب للمخطوبة تطبيقا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم : " فإنه أحرى أن يؤدم بينكما " حيث يتبين أهمية القبول القلبي..

أولاً وأخبراً : الدعاء ، الزواج رزق مكتوب عند الله 

|| رسائل اخترتها ||

أولاً :
لأيام رائعة وحياة أجمل .. تذكر أيها الزوج الرائع/ أيتها الزوجة الرائعة :
- التعرف على نفسية (زوجك/زوجتك) لها بالغ الأثر.
- يجب أن يعرف الزوج والزوجة والشاب والفتاة دورهما في الحياة وتخصص كل منهما. ( فالزوجة تكفي زوجها تدبير أمور المنزل وتهيئة أسباب المعيشة والزوج يكفيها أعباء الكسب وتدبير شؤون الحياة ) .
- ( ساعد زوجتك/ ساعدي زوجك ) في متطلبات الحياة الدنـيوية والأخـــرويـــة.
- اعلما أن الذي بين الزوجين علاقة حب وأيام وتاريخ وأحداث وليست علاقة عابرة.
- يجب أين يكون ( هو / هي ) محــور حياتـك.. ما أروعه من إحســـاس أن يكون الأول. الأوحـــد. الأســــاس.
- دعوة لنبني بيوتنا على الصدق ونقيمها على أسس متينة، فلا تقوم ولا تستمر حياة على الكذب و الشـك.
- جميعنا يعتريه النقص والخطأ ، والسعيد من توخى طريق السعادة، ولا تنسوا في حياتكما (شعرة معاوية).
- أيها الزوجان الحبيبان : لنتعود على ألطف الكلمات وأرق الهمسات وعبارات الشكر ولا تنسوا كثـرة الدعاء.

ثانيا:
الأبناء:
1- استمتعوا بهم وبتربيتهم، وشاركوهم فرحتهم وبهجتهم وألعابهم، (تذكر لو كنت أو كنتِ لا تنجب الأطفال !)
2- تذكروا أنهم زينة الحياة الدنيا، قال تعالى : { الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } وبهم تسعد النفس وينشرح الصدر.
3- أجركما الذي لا ينقطع بعد مماتكما،
 قال عليه الصلاة والسلام :( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) رواه مسلم.
4- عليكم تنشئتهم على الدين وتعليمهم ما ينفعهم في الدنيا والآخرة وأن تعدوهم لمسايرة ركب التطور السريع.

ثالثا:
اصبر أيها الزوج على القدر والابتلاء ومعرفة أن أي علاقة يشوبها العلل والنقائص والمشاكل.

# مع النبي صلى الله عليه وسلم : " قصته مع عائشة وأبوها "
جاء أبو بكر يستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فسمع عائشة وهى رافعة صوتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن له فدخل فقال: يا ابنة أم رومان وتناولها أترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فحال النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينها ، فلما خرج أبو بكر جعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول لها يترضاها ألا ترين أني قد حلت بين الرجل وبينك قال ثم جاء أبو بكر فاستأذن عليه، فوجده يضاحكها قال: فأذن له فدخل فقال له أبو بكر: يا رسول الله أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما) سير أعلام النبلاء للذهبي ج: 2 ص: 171 – 17

# مع عمر بن الخطاب : " الرجل الذي جاءه يشكو زوجته "

جاء رجل يوما إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليشتكى إليه من زوجته فلما وصل وجد عمر في بيته وصوت زوجته مرتفع عليه.؟ فلما خرج قال له أنا يا أمير جئت اشتكي لك من زوجتي لقيت زوجتك أعظم قال له : تغسل ثوبي ، تكنس بيتي، تربي أطفالي، أفلا نصبر على بعض أذاها.

# تذكر قوله صلى الله عله وسلم : " لا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ " رواه مسلم ومعنى يفرك : يبغض.

رابعاً:
احذري أيتها الزوجة من كفران العشير .
قال صلى الله عليه وسلم : " أُريت النار فإذا أكثر أهلها من النساء يكفرن قيل أيكفرن بالله ؟ قال: لا ، يكفرن العشير لو أحسنت لإحداهن الدهر ثم رأت منك شيئاً قالت : ما رأيت منك خيراً قط " رواه البخاري

خامساً:
السعي إلى تطوير النفس ورفع ثقافتها ومعرفتها في الحياة بشكل عام والعلاقة الزوجية بشكل خاص وفهم الطرف الآخر وطبيعة الشخصية وذلك من خلال : دورات تدريبية ، استشارات ، كتب ، مواقع الإنترنت ، برامج تلفزيونية وغيرها
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top