1/ 9/ 1437 هـ
شَهْرُ الصِّيَامِ أَطَلَّ كَالنِّبْرَاسِ ** مُتَـلَأْلِئًـا كَـالـدُّرِّ وَالْأَلْـمَـاسِ
دَانِ الثِّمَارِ بِأَنْعُـمٍ فَتَهَيَّئُـوا ** لِصِيَامِ شَهْرٍ طَيِّبِ الْأَنْفَاسِ
فِيهِ إِلهُ الْعَرْشِ جَلَّ جَـلَالُهُ ** يَعْفُو وَيَصْفَحُ رَحْمَةً بِأُنَاسِ
هَلْ أَنْتَ مِمَّـنْ قَابَلُـوهُ بِتَوْبَـةٍ ** أَمْ أَنْتَ مُنْحَـرِفٌ بِلَا إِحْسَاسِ
2/ 9/ 1437 هـ
هَا هُوَ الشَّهْرُ مِنْحَةُ الرَّحْمنِ ** شَهْرُ صَوْمٍ أَضَاءَ فِي الْأَكْوَانِ
مُزْهِرٌ مُثْمِرٌ بِلُطْـفٍ وَعَفْـوٍ ** وَصَـفَـــاءٍ لِأُمَّــــةِ الْإِيْـمَــانِ
فَاغْتَنِمْ أَيُّهَا الْمُسَجَّى بِـوِزْرٍ ** لَـيْـلَـةَ الْـقَــدْرِ لَيْلَـةَ الْإِحْسَانِ
يَنْزِلُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكُ فِيْهَا ** تِلْكَ رُحْمَى مِنْ رَحْمَةِ الدَّيَّانِ
3/ 9/ 1437 هـ
يَومَانِ كَالشَّمْسِ الْمُضِيْئَةِ أَشْرَقَـا ** وَبِعَيْنِ رُحْمَى فِي الْبَرِيَّـةِ أَحْدَقَا
يَوْمَانِ مِنْ شَهْرِ الصِّيَـامِ تَوَلَّيَـا ** وَالْبَعْضُ لَاهٍ مَا اسْتَفَاقَ مِنَ الشَّقَى
فَإِلَى مَتَى وَالْعُمْرُ يَذْهَبُ فَجْأَةً ** وَإِلَى مَتَى يَهْفُـو الْفُـؤَادُ إِلَى التُّقَى
فَارْجِعْ فَشَهْرُ الصَّوْمِ مِنْحَةُ خَالِقٍ ** وَإِذَا حُرِمْتَ حُرِمْتَ خَيْرًا مُغْدِقَا
4/ 9/ 1437 هـ
سُبْحَانَهُ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَـدَمِ ** رَبٌّ عَظِيمٌ رَحِيمٌ وَاسِعُ الْكَرَمِ
هُوَ الْغَنِيُّ وَكُلُّ الْخَلْقِ مُفْتَقِرٌ ** إِلَيهِ جَلَّ عُلًا ذُو الْفَضْلِ وَالنِّعَمِ
وَلَا ظَهِيرَ لِرَبِّ الْعَرْشِ يَنْصُرُهُ ** وَلَا شَرِيْكَ لِرَبِّي بَارِئِ النَّسَمِ
فَعَظِّـمِ اللهَ تَعْظِيمًـا يَلِيـقُ بِـهِ ** وَأُبْ إِلَيْهِ إِذَا أَخْطَأْتَ وَاسْتَقِمِ
5/ 9/ 1437 هـ
أَشْيَاءُ تُوْجَـدُ فِي الدُّنْيَا لَهَا بَـدَلٌ ** إِلَّا أَبَــاكَ فَـلَــنْ تَـلْقَـى لَـهُ بَــدَلَا
وَالْأُمُّ لَيْسَ لَهَا فِي الْكَوْنِ مِنْ شَبَهٍ ** فَاحْـذَرْ عُقُوقًا وَلَا تَفْقِدْهُمَـا الْأَمَـلَا
وَإِنْ تَقَاعَسْتَ حَتَّى فَارَقَـا أَجَـلًا ** فَلَمْ تُفِدْكَ دُمُوعُ الْعَيـنِ إِنْ رَحَـلَا
بَادِرْ بِخَفْـضِ جَنَـاحِ الذُّلِّ مُغْتَنِمًـا ** كَسْبَ الرِّضَى مِنْهُمَا لَا تَقْتَرِفْ زَلَلَا
6/ 9/ 1437 هـ
سُبْحَانَهُ خَلَقَ الْإِنْسَانَ فِي كَبَـدِ ** وَالضَّعْفُ لَازَمَـهُ كَالرُّوحِ فِي الْجَسَدِ
وَالْكُلُّ يُخْطِئُ فِي دُنْيَـاهُ وَآسَفَـى ** مَنْ لَمْ يَتُبْ ذَلَّهُ مَوْلَاهُ يَـوْمَ غَــدِ
وَالصَّومُ رُكْنٌ فَصُمْ للهِ تُجْـزَ بِهِ ** وَاحْذَرْ دَوَاعِي الرَّدَى كَالْغِشِّ وَالْحَسَدِ
وَلَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ لَوْ ظَفِرْتَ بِهَا ** مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ فَقُلْ يَا رَبِّ وَاجْتَهِـدِ
7/ 9/ 1437 هـ
أَيَا رَمَضَـانُ كَمْ أَثَّـرْتَ فِيْنَـا ** بِفَضْـلِ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَـا
فَكَمْ عَاصٍ بَكَى خَوفًا وَحُـزْنًا ** وَأَصْبَحَ مُخْلِصًـا دُنْيَا وَدِيْنَا
وَكَمْ مِنْ تَاجِـرٍ سَاعٍ بِغِشٍّ ** تَهَذَّبَ وَانْثَنَـى بَـرًّا أَمِيْنَا
فَرَبُّ الْعَرْشِ يَقْبَلُ مِنْ مُنِيبٍ ** وَلَوْ عَاتٍ مَضَى يَعْتُو سِنِيْنَا
8/ 9/ 1437 هـ
رَمَضَانُ فُقْتَ عَلَى الشُّهُورِ جَمَالَا ** وَيَمِيْنُ شَهْـرِكَ بَلَّغَـتْ آمَـالَا
مَنَحَتْ يَـدُ الْبَرَكَاتِ كُـلَّ مُـؤَمِّـلٍ ** أَمَلًا مُضِيْئًا يُصْلِحُ الْأَحْوَالَا
رَبَّاهُ عَفْـوًا مِنْكَ يَرْأَبُ صَـدْعَنَـا ** وَيُزِيلُ عَنْ أَعْنَاقِنَا الْأَغْلَالَا
وَانْصُرْ إِلهِي الْمُسْلِمِيْنَ جَمِيعَهُمْ ** فَعَدُوُّ شَرْعِكَ سَامَنَا الْإِذْلَالَا
9/ 9/ 1437 هـ
عَطَاؤُكَ يَا إِلهَ الْعَرْشِ نُعْمَى ** وَلَيْسَ لِحَــدِّهِ شَأْوٌ يُـقَـاسُ
وَجُودُكَ مُمْطِـرٌ دُونَ انْتِهَـاءٍ ** وَفَضْلُكَ لَمْ يَصَاحِبْهُ انْتِكَاسُ
وَمُلْتَزِمٌ بِشَرْعِـكَ نَـالَ عِـزًّا ** وَذَلَّ بِتَرْكِـهِ كِـبْـرًا أُنَـاسُ
فَيَسِّرْ أَمْرَنَا وَاغْفِرْ ذُنُوبًـا ** نَمَتْ فَالْعَيْنُ فَارَقَهَا النُّعَاسُ
10/ 9/ 1437 هـ
يَا مَنْ أَلُـوذُ بِـهِ فِي كُـلِّ حَـالَاتِي ** وَمَنْ أَعُوذُ بِهِ مِنْ خِنْزَبٍ عَاتِي
شَهْرُ الصِّيَامِ أَتَى وَالرُّوحُ فِي خَجَلٍ ** مِنْ سُوءِ فِعْلِي وَأَخْطَائِي وَزَلَّاتِي
فَـجُـدْ بِعَفْوٍ فَإِنَّ الذَّنْبَ يَخْنُقُـنِـي ** وَبَاتَ يَصْحَبُنِي فِي كُلِّ أَوْقَـاتِي
وَأَنْتَ أَنْتَ إِلهُ الْعَرْشِ ذُو كَـرَمٍ ** مَا خَابَ رَاجِيْكَ يَا رَبَّ السَّموَاتِ
11/ 9/ 1437 هـ
شَرِيعَةُ اللهِ نُورُ الْقَلْبِ وَالْبَصَـرِ ** أَتَتْ بِعَـدْلٍ وَإِنْصَـافٍ إِلَى الْبَشَرِ
شَرِيعَةُ اللهِ فِيهَا كُلُّ صَالِحَةٍ ** تَأْبَى الْفَسَادَ وَتَأْبَى مَسْلَكَ الْخَطَرِ
للهِ مِنْ شِرْعَةٍ بِالْعَفْـوِ آهِلَةٌ ** وَفِي السَّمَاحَةِ فَاقَتْ شِدَّةَ الْمَطَرِ
وَكُلُّهَا رَحْمَةٌ كَالشَّمْسِ سَاطِعَةٌ ** هِيَ السَّعَادَةُ فِي الْأُخْرَى بِلَا كَدَرِ
12/ 9/ 1437 هـ
إِلهِي إِنَّ شَهْرَ الصَّـوْمِ وَافَـى ** وَذَنْبِي فَوْقَ ظَهْرِي كَـالْغِطَـاءِ
وَفِي عُنُقِي حِبَالُ الْوِزْرِ تَلْوِي ** عُرُوقِي وَالذُّنُوبُ رَحَـى الْبَلاَءِ
فَـجُــدْ بِـالْعَفْـوِ يَـا رَبَّاهُ إِنِّي ** دَعَوْتُكَ مُخْلِصًا فَـاقْبَلْ دُعَائِي
فَـأَنْـتَ إِلهُـنَــا رَبٌّ رَحِـيْـــمٌ ** وَإِنِّي تُبْتُ فِي شَهْرِ الْعَطَاءِ
13/ 9/ 1437 هـ
تَدَبَّرْ كِتَـابَ اللهِ تَسْعَـدْ بِتَدْبِيرِ ** فَفِيهِ شِفَاءُ الْفِكْـرِ مِنْ سُوءِ تَفْكِيـرِ
فَمَنْ لَـزِمَ الْقُـرْآنَ نَـالَ سَعَـادَةً ** فِإِنَّ هُدَى الرَّحْمنِ نُورٌ عَلَى نُورِ
وَمَنْ حَفِظَ الْقُـرْآنَ دُونَ تَأَمُّـلٍ ** وَلَمْ يَرْعَ أَحْكَامًا وَلَا تَابَ مِنْ زُورِ
سَيَصْلَى غَدًا نَارَ الْجَحِيمِ وَيَنْثَنِي ** بِذُلٍّ مَهِينٍ وَاقْرَأِ الْآيَ فِي الطُّورِ
14/ 9/ 1437 هـ
لَمْ يَبْقَ إِلَّا النِّصْفُ مِنْ رَمَضَانِ ** مِنْ شَهْرِ صَومٍ مِنْحَةُ الرَّحْمـنِ
فَمَنِ اتَّقَى فِيهَـا وَجَـدَّدَ تَـوْبَةً ** وَدُمُـوعُـهُ تَنْـهَـالُ كَالتَّهْـتَـانِ
وَأَقَامَ فِي سَحَـرٍ يُنَاجِـي رَبَّـهُ ** نَالَ الْمُنَى وَالْفَوزَ بِالرِّضْوَانِ
وَإِذَا اسْتَبَـدَّ وَلَمْ يَتُـبْ مِنْ ذَنْبِـهِ ** ضَاعَـتْ عَلَيهِ مَسَالِكُ الْغُفْـرَانِ
15/ 9/ 1437 هـ
خَـوَاطِـرُ النَّفْسِ لَا يُخْشَى تَقَلُّبُـهَـا ** فَلَيْسَ فِيْهَا مِنَ الْآثَـامِ قِطْمِيـرُ
وَلَا الْهَوَاجِسُ كَـمْ فِي النَّفْسِ هَـاجِسَةٌ ** وَالنَّفْسُ إِنْ حَدَّثَتْ فَالْعَبْدُ مَعْذُورُ
وَإِنْ هَمَمْـتَ وَلَمْ تَفْعَـلْ فَـلَا حَـرَجٌ ** وَالْعَزْمُ فَاحْذَرْ فِإِنَّ الْعَزْمَ مَحْظُورُ
فَانْظُرْ لِرَحْمَةِ رَبِّ الْعَرْشِ جَلَّ عُلًا ** مَـحَـتْ بَلَابِلَ غِـرٍّ فِكْـرُهُ بُـورُ
16/ 9/ 1437 هـ
مَــرَّتْ لَيَــالِـيَ مِنْحَـةٍ وَأَمَـــانِ ** لَمْ نَلْفَ فِيْهَا نَفْثَةَ الشَّيْطَـانِ
وَالْمُسْلِمُونَ عَلَى بِسَاطِ عِـبَـادَةٍ ** يَتَلَذَّذُونَ بِطَاعَـةِ الرَّحْمـنِ
وَدَوِيُّ تَسْبِيـحٍ وَحُسْنُ تِلَاوَةٍ ** وَالدَّمْعُ ثَارَ كَثَوْرَةِ الْوِدْيَانِ
رَبَّـاهُ فَـارْحَـمْ تَـائِـبًــا مِنْ زَلَّـةٍ ** أَنْتَ الرَّحِيمُ فَمُـنَّ بِالْغُفْـرَانِ
17/ 9/ 1437 هـ
أَغْـوَاكَ إِبْلِيْسُ لَمْ تَحْكُمْ بِإِنْصَـافِ ** وَقُلْتَ عَمْرٌو صَدُوقٌ قَوْلُهُ كَافِي
مَهْمَا يَكُنْ صَاحِ لَا تَكْفِي شَهَادَتُهُ ** فَالشَّرْعُ نُورٌ وَفِيهِ مُحْتَوَى شَافِي
فَدَعْ هَوَى النَّفْسِ تَسْلَمْ مِنْ عَوَاقِبِـهِ ** فَلَيْسَ فِي الشَّرْعِ أَمْرٌ حُكْمُهُ خَافِي
وَكَمْ أُنَاسٍ ظَلَمْنَا كَـمْ وَكَـمْ طُـرِدُوا ** بِغِيْبَةٍ مِنْ كَـذُوبٍ فَاسِقٍ جَـافِي
18/ 9/ 1437 هـ
رَفِّـهِ النَّفْسَ بَعْـدَ جَهْـدٍ وَكَــدِّ ** لِيَعُــودَ النَّشَاطُ مِـنْـكَ بِـجِــدِّ
لَيْسَ بِـدْعًـا بِـأَنْ تَكُـونَ بِنَـادٍ ** تَتَمَطَّـى مِنْ بَعْــدِ أَخْـذٍ وَرَدِّ
إِنَّ لِلنَّفْسِ رَغْبَـةً فِي ابْتِسَامٍ ** وَاشْتِـيَـاقًا لِـرُفْـقَــةٍ وَتَـحَــدِّي
مَنْ تَمَادَى وَمَا اسْتَرَاحَ تَهَاوَى ** وَاضْمَحَلَّ النَّشَاطُ بِئْسَ التَّرَدِّي
19/ 9/ 1437 هـ
إِسْبَحْ بِلُجَّـةِ بَحْـرِ الْغِشِّ وَالظُّلَـمِ ** وَاصْعَدْ عَلَى سُلَّـمِ التَّلْفِيْـقِ بِالْقَسَمِ
وَارْبَحْ كُنُوْزًا وَأَسِّسْ أَلْفَ مَمْلَكَةٍ ** وَاشْتَرْ عَبِيدًا وَوَفِّرْ أَحْسَنَ الْخَدَمِ
وَسِرْ وَخَلْفَكَ رَقَّاصًـا وَرَاقِصَـةً ** مِنَ الْفِرِنْجَةِ مَا اعْتَادَا عَلَى الْقِيَمِ
وَبَعْدَ ذَا انْزِلْ إِلَى مَثْـوَاكَ مُنْتَكِسًا ** وَادْخُلْ لِقَبْـرِكَ مِن بَوَّابَـةِ النَّـدَمِ
20/ 9/ 1437 هـ
إِذَا نَدِمَ الْمَرْءُ بَعْدَ الْفَـوَاتْ ** فَلَمْ يَسْتَفِدْ قَطُّ غَيْرَ الْقَلَقْ
فَمَا فَاتَ مَاتَ فَلَا تَدَّكِـرْ ** فَـإِنَّ ادِّكَـارَكَ لُـبُّ الْأَرَقْ
وَفَكِّرْ بِمَـا أَنْتَ فِي حَاجَـةٍ ** إِلَيْهِ وَمَا فَاتَ مِنْكَ احْتَرَقْ
وَكُنْ رَاضِيًا مُطْمَئِنًّا بِمَـا ** أَتَـاكَ إِلهُـكَ رَبُّ الْفَلَـقْ
21/ 9/ 1437 هـ
إِشْتَرْ بِمَالِكَ مَا تَرْجُو مِنَ الذَّهَــبِ ** وَارْكَبْ عَلَى مَوْتَرٍ مِنْ أَعْجَبِ الْعَجَبِ
وَاسْكُنْ بِقَصْرٍ وَإِلَّا اسْكُنْ بِبَاخِـرَةٍ ** تَسِيرُ فِي الْبَحْرِ أَوْ فِي أَنْهُرِ الْعِنَبِ
وَاجْلِسْ وَخَلْفَكَ طَبَّالًا وَرَاقِصَـةً ** مِنَ الْفِرِنْجَةِ مَا اعْتَـادَا عَلَى الْأَدَبِ
وَبَعْدَ ذَا انْزِلْ إِلَى مَثْوَاكَ مُنْتَكِسًا ** مِنْ بَــابِ خُسْرٍ إِلَى بَـوَّابَـةِ اللَّهَـبِ
22/ 9/ 1437 هـ
نَجَاحُكَ سُلَّمٌ فَاصْعَـدْ بِرِفْـقٍ ** إِلَى الْعَلْيَاءِ مُدَّرِعًـا بِعَــزْمِ
فَلَمْ يَنَلِ الْعُـلَا مَكْتُوفُ أَيْـدٍ ** تَوَقَّفَ وَاكْتَفَى بِخُيُوطِ وَهْـمِ
وَتَقْوَى اللهِ نُورُكَ فِي سُلُوكٍ ** وَبِالتَّقْـوَى سَتَعْلُـو مِثْلَ نَجْـمِ
فَجِدَّ السَّيْرَ وَاصْعَـدْ لِلمَعَالِي ** وَصَبْرًا صَاحِ فِي حَرْبٍ وَسِلْمِ
23/ 9/ 1437 هـ
لَيْلَةُ الْقَدْرِ مِنْـحَـةُ الرَّحْـمـنِ ** فَـاغْتَنِمْـهَـا بِــدُونِ أَيِّ تَـــوَانِ
هِيَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ فَهَـلَّا ** طِــرْتَ شَوْقًا بِنُـورِكَ الْإِيْمَـانِي
يَنْـزِلُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِـكُ فِيهَـا ** لَـيْـلَـةُ الْـقَــدْرِ لَيْلَـةُ الْغُـفْــرَانِ
فَاطْلُبِ الْعَفْوَ مِنْ عَفُـوٍّ كَرِيـمٍ ** لَيْلَةُ الْقَـدْرِ مِنْ أَجَلِّ الْأَمَـانِي
24/ 9/ 1437 هـ
إِنْ كُنْتَ فِي فَرَحٍ فَالشُّكْرُ مَطْلُوبُ ** وَالصَّبْرُ فِي حَزَنٍ يَا صَاحِ مَنْدُوبُ
وَاحْمَدْ إِلهَكَ فِي حُـزْنٍ وَفِي فَـرَحٍ ** وَالْخَيْرُ عَنْ مُهْمِلِ التَّحْمِيدِ مَسْلُوبُ
آمِـنْ بِـرَبِّـكَ فَالْأَقْــدَارُ مَاضِيَـةٌ ** وَمَا بِدَاخِلِهَـا خَـافٍ وَمَـحْـجُـوبُ
وَلَيْسَ إِلَّا الرِّضَــا بِاللهِ خَـالِقِنَـا ** فَأَنْـتَ يَا أَيُّـهَـا الْإِنْسَانُ مَـغْـلُــوبُ
25/ 9/ 1437 هـ
بَـلَاؤُنَا مِنْ إِلهِ الْعَرْشِ تَطْهِيرُ ** فَكَمْ ذُنْوبٍ وَكَمْ يَلْهُو بِنَا الزُّورُ
فَاللهُ جَـلَّ عُلًا رُحْـمَـاهُ وَاسِعَةٌ ** فَيَبْتَلِيـنَـا وَإِذْ بِالذَّنْـبِ مَـغْـفُــورُ
وَلَا يُكَلِّـفُ عَـبْـدًا فَـوْقَ طَـاقَـتِــهِ ** فَاصْبِرْ فَإِنَّكَ بَعْدَ الصَّبْرِ مَنْصُورُ
وَاحْمَدْ إِلهَكَ فِي الْبَلْوَى وَإِنْ كَثُرَتْ ** وَاثْبُـتْ فَإِنَّكَ بِالتَّحْمِيـدِ مَـأْجُـورُ
26/ 9/ 1437 هـ
أَتَحْقِرُ ذَا ذَنْبٍ وَثَمَّـتَ تَسْخَـرُ ** وَرَبُّـكَ لِلْأَوَّابِ يَـعْـفُــو وَيَـغْـفِــرُ
لَعَلَّ أَخَا ذَنْبٍ بَكَى مُتَحَسِّرًا ** وَأَصْبَـحَ مِنْ كُـلِّ الذُّنُوبِ مُطَهَّـرُ
وَهَلْ عَلِـمَ الْإِنْسَانُ يَوْمًـا بِأَنَّهُ ** قَرِيبٌ مِنَ الْمَوْلَى وَبِالْعَفْوِ أَجْدَرُ
فَلَيْسَ لِعَبْدٍ أَنْ يُحَقِّـرَ مُذْنِبًا ** وَرَحْمَةُ رَبِّ الْعَرْشِ تَهْمِي وَتَمْطُرُ
27/ 9/ 1437 هـ
مَضَتْ شُهُورٌ وَمـرَّتْ قَبْلُ أَعْـوَامُ ** وَعَاشَ قَومٌ وَفِيهَا مَـاتَ أَقْوَامُ
تِلْكَ الدُّنَا لَمْ تَدُمْ فَاحْذَرْ عَوَاقِبَهَـا ** مَهْمَا تَعَمَّرْتَ إِنَّ الْمَوْتَ هَدَّامُ
وَاعْبُـدْ إِلهَـكَ وَاخْـلِصْ فِي عِبَـادَتِـهِ ** فَفِي الْعِبَادَةِ إِجْـلَالٌ وَإِعْظَـامُ
وَصَلِّ دَوْمًا عَلَى الْمُخْتَارِ مِنْ مُضَرٍ ** فَإِنَّ أَجْرَكَ لَا تُحْصِيهِ أَقْلَامُ
28/ 9/ 1437 هـ
شَهْـرُ الصِّيَامِ إِلهَ الْعَرْشِ مُرْتَحِـلٌ ** وَكُـلُّ ذَنْبٍ صَغِيْرٍ دُوْنَـهُ الْجَبَلُ
فَجُــدْ بِعَفْـوٍ وَ تَوْفِيْـقٍ فَلَيْـسَ لَنَـا ** سِـوَاكَ يَرْحَمُنَـا فَالْمُحْتَـوَى جَلَلُ
وَأَنْتَ أَنْـتَ إِلهُ الْعَرْشِ ذُو كَـرَمٍ ** مَنْ حَازَ مِنْكَ رِضًا مَا ضَرَّهُ زَلَلُ
صَلَّى الْإِلهُ عَلَى الْمُخْتَارِ مِنْ مُضَرٍ ** وَالْآلِ وَالصَّحْبِ مَا الْأَمْطَارُ تَنْهَمِلُ
29/ 9/ 1437 هـ
إِلهِـي إِنَّ شَهْـرَ الصَّـوْمِ وَلَّى ** وَجَاءَ الْعِيْدُ فِي ظَرْفٍ حَزِينِ
فَجُدْ بِالنَّصْرِ لَيْسَ سِوَاكَ نَدْعُو ** وَلَيْسَ سِوَاكَ نَـرْجُـو مِنْ مُعِينِ
فَحَقِّـقْ يَا إِلهِي نَصْرَ شَعْــبٍ ** يُدَافِـعُ عَنْ حِمَى شَرْعٍ وَدِيـنِ
وَدَمِّـــرْ كُــلَّ بَـــاغٍ مُسْتَـبِــدٍّ ** يُسِيءُ إِلَى الصَّحَـابَةِ كُلَّ حِينِ
30/ 9/ 1437 هـ
الْعِيـدُ يَا أُمَّـةَ الْإِسْلَامِ مُـزْدَهِـرُ ** وَفِي سَنَاهُ شَذَى التَّكْبِيرِ مُنْتَشِرُ
فَمَجِّدُوا اللهَ كَمْ أَسْدَى لَنَـا نِعَمًـا ** وَالشُّكْـرُ للهِ فِي طَيَّاتِـهِ الظَّفَـرُ
وَاسْتَقْبِلُوا الْعِيْدَ وَالْأَرْوَاحُ ثَابِتَةٌ ** عَلَى الْمَتَابِ وَلَا يَنْتَابُكُمْ خَوَرُ
وَالنَّصْرُ يَا أُمَّتِي آتٍ فَـلَا تَهِنُـوا ** وَرَبُّنَا الْوَاحِـدُ الْقَـهَّـارُ مُقْتَـدِرُ
منقول
شَهْرُ الصِّيَامِ أَطَلَّ كَالنِّبْرَاسِ ** مُتَـلَأْلِئًـا كَـالـدُّرِّ وَالْأَلْـمَـاسِ
دَانِ الثِّمَارِ بِأَنْعُـمٍ فَتَهَيَّئُـوا ** لِصِيَامِ شَهْرٍ طَيِّبِ الْأَنْفَاسِ
فِيهِ إِلهُ الْعَرْشِ جَلَّ جَـلَالُهُ ** يَعْفُو وَيَصْفَحُ رَحْمَةً بِأُنَاسِ
هَلْ أَنْتَ مِمَّـنْ قَابَلُـوهُ بِتَوْبَـةٍ ** أَمْ أَنْتَ مُنْحَـرِفٌ بِلَا إِحْسَاسِ
2/ 9/ 1437 هـ
هَا هُوَ الشَّهْرُ مِنْحَةُ الرَّحْمنِ ** شَهْرُ صَوْمٍ أَضَاءَ فِي الْأَكْوَانِ
مُزْهِرٌ مُثْمِرٌ بِلُطْـفٍ وَعَفْـوٍ ** وَصَـفَـــاءٍ لِأُمَّــــةِ الْإِيْـمَــانِ
فَاغْتَنِمْ أَيُّهَا الْمُسَجَّى بِـوِزْرٍ ** لَـيْـلَـةَ الْـقَــدْرِ لَيْلَـةَ الْإِحْسَانِ
يَنْزِلُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكُ فِيْهَا ** تِلْكَ رُحْمَى مِنْ رَحْمَةِ الدَّيَّانِ
3/ 9/ 1437 هـ
يَومَانِ كَالشَّمْسِ الْمُضِيْئَةِ أَشْرَقَـا ** وَبِعَيْنِ رُحْمَى فِي الْبَرِيَّـةِ أَحْدَقَا
يَوْمَانِ مِنْ شَهْرِ الصِّيَـامِ تَوَلَّيَـا ** وَالْبَعْضُ لَاهٍ مَا اسْتَفَاقَ مِنَ الشَّقَى
فَإِلَى مَتَى وَالْعُمْرُ يَذْهَبُ فَجْأَةً ** وَإِلَى مَتَى يَهْفُـو الْفُـؤَادُ إِلَى التُّقَى
فَارْجِعْ فَشَهْرُ الصَّوْمِ مِنْحَةُ خَالِقٍ ** وَإِذَا حُرِمْتَ حُرِمْتَ خَيْرًا مُغْدِقَا
4/ 9/ 1437 هـ
سُبْحَانَهُ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَـدَمِ ** رَبٌّ عَظِيمٌ رَحِيمٌ وَاسِعُ الْكَرَمِ
هُوَ الْغَنِيُّ وَكُلُّ الْخَلْقِ مُفْتَقِرٌ ** إِلَيهِ جَلَّ عُلًا ذُو الْفَضْلِ وَالنِّعَمِ
وَلَا ظَهِيرَ لِرَبِّ الْعَرْشِ يَنْصُرُهُ ** وَلَا شَرِيْكَ لِرَبِّي بَارِئِ النَّسَمِ
فَعَظِّـمِ اللهَ تَعْظِيمًـا يَلِيـقُ بِـهِ ** وَأُبْ إِلَيْهِ إِذَا أَخْطَأْتَ وَاسْتَقِمِ
5/ 9/ 1437 هـ
أَشْيَاءُ تُوْجَـدُ فِي الدُّنْيَا لَهَا بَـدَلٌ ** إِلَّا أَبَــاكَ فَـلَــنْ تَـلْقَـى لَـهُ بَــدَلَا
وَالْأُمُّ لَيْسَ لَهَا فِي الْكَوْنِ مِنْ شَبَهٍ ** فَاحْـذَرْ عُقُوقًا وَلَا تَفْقِدْهُمَـا الْأَمَـلَا
وَإِنْ تَقَاعَسْتَ حَتَّى فَارَقَـا أَجَـلًا ** فَلَمْ تُفِدْكَ دُمُوعُ الْعَيـنِ إِنْ رَحَـلَا
بَادِرْ بِخَفْـضِ جَنَـاحِ الذُّلِّ مُغْتَنِمًـا ** كَسْبَ الرِّضَى مِنْهُمَا لَا تَقْتَرِفْ زَلَلَا
6/ 9/ 1437 هـ
سُبْحَانَهُ خَلَقَ الْإِنْسَانَ فِي كَبَـدِ ** وَالضَّعْفُ لَازَمَـهُ كَالرُّوحِ فِي الْجَسَدِ
وَالْكُلُّ يُخْطِئُ فِي دُنْيَـاهُ وَآسَفَـى ** مَنْ لَمْ يَتُبْ ذَلَّهُ مَوْلَاهُ يَـوْمَ غَــدِ
وَالصَّومُ رُكْنٌ فَصُمْ للهِ تُجْـزَ بِهِ ** وَاحْذَرْ دَوَاعِي الرَّدَى كَالْغِشِّ وَالْحَسَدِ
وَلَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ لَوْ ظَفِرْتَ بِهَا ** مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ فَقُلْ يَا رَبِّ وَاجْتَهِـدِ
7/ 9/ 1437 هـ
أَيَا رَمَضَـانُ كَمْ أَثَّـرْتَ فِيْنَـا ** بِفَضْـلِ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَـا
فَكَمْ عَاصٍ بَكَى خَوفًا وَحُـزْنًا ** وَأَصْبَحَ مُخْلِصًـا دُنْيَا وَدِيْنَا
وَكَمْ مِنْ تَاجِـرٍ سَاعٍ بِغِشٍّ ** تَهَذَّبَ وَانْثَنَـى بَـرًّا أَمِيْنَا
فَرَبُّ الْعَرْشِ يَقْبَلُ مِنْ مُنِيبٍ ** وَلَوْ عَاتٍ مَضَى يَعْتُو سِنِيْنَا
8/ 9/ 1437 هـ
رَمَضَانُ فُقْتَ عَلَى الشُّهُورِ جَمَالَا ** وَيَمِيْنُ شَهْـرِكَ بَلَّغَـتْ آمَـالَا
مَنَحَتْ يَـدُ الْبَرَكَاتِ كُـلَّ مُـؤَمِّـلٍ ** أَمَلًا مُضِيْئًا يُصْلِحُ الْأَحْوَالَا
رَبَّاهُ عَفْـوًا مِنْكَ يَرْأَبُ صَـدْعَنَـا ** وَيُزِيلُ عَنْ أَعْنَاقِنَا الْأَغْلَالَا
وَانْصُرْ إِلهِي الْمُسْلِمِيْنَ جَمِيعَهُمْ ** فَعَدُوُّ شَرْعِكَ سَامَنَا الْإِذْلَالَا
9/ 9/ 1437 هـ
عَطَاؤُكَ يَا إِلهَ الْعَرْشِ نُعْمَى ** وَلَيْسَ لِحَــدِّهِ شَأْوٌ يُـقَـاسُ
وَجُودُكَ مُمْطِـرٌ دُونَ انْتِهَـاءٍ ** وَفَضْلُكَ لَمْ يَصَاحِبْهُ انْتِكَاسُ
وَمُلْتَزِمٌ بِشَرْعِـكَ نَـالَ عِـزًّا ** وَذَلَّ بِتَرْكِـهِ كِـبْـرًا أُنَـاسُ
فَيَسِّرْ أَمْرَنَا وَاغْفِرْ ذُنُوبًـا ** نَمَتْ فَالْعَيْنُ فَارَقَهَا النُّعَاسُ
10/ 9/ 1437 هـ
يَا مَنْ أَلُـوذُ بِـهِ فِي كُـلِّ حَـالَاتِي ** وَمَنْ أَعُوذُ بِهِ مِنْ خِنْزَبٍ عَاتِي
شَهْرُ الصِّيَامِ أَتَى وَالرُّوحُ فِي خَجَلٍ ** مِنْ سُوءِ فِعْلِي وَأَخْطَائِي وَزَلَّاتِي
فَـجُـدْ بِعَفْوٍ فَإِنَّ الذَّنْبَ يَخْنُقُـنِـي ** وَبَاتَ يَصْحَبُنِي فِي كُلِّ أَوْقَـاتِي
وَأَنْتَ أَنْتَ إِلهُ الْعَرْشِ ذُو كَـرَمٍ ** مَا خَابَ رَاجِيْكَ يَا رَبَّ السَّموَاتِ
11/ 9/ 1437 هـ
شَرِيعَةُ اللهِ نُورُ الْقَلْبِ وَالْبَصَـرِ ** أَتَتْ بِعَـدْلٍ وَإِنْصَـافٍ إِلَى الْبَشَرِ
شَرِيعَةُ اللهِ فِيهَا كُلُّ صَالِحَةٍ ** تَأْبَى الْفَسَادَ وَتَأْبَى مَسْلَكَ الْخَطَرِ
للهِ مِنْ شِرْعَةٍ بِالْعَفْـوِ آهِلَةٌ ** وَفِي السَّمَاحَةِ فَاقَتْ شِدَّةَ الْمَطَرِ
وَكُلُّهَا رَحْمَةٌ كَالشَّمْسِ سَاطِعَةٌ ** هِيَ السَّعَادَةُ فِي الْأُخْرَى بِلَا كَدَرِ
12/ 9/ 1437 هـ
إِلهِي إِنَّ شَهْرَ الصَّـوْمِ وَافَـى ** وَذَنْبِي فَوْقَ ظَهْرِي كَـالْغِطَـاءِ
وَفِي عُنُقِي حِبَالُ الْوِزْرِ تَلْوِي ** عُرُوقِي وَالذُّنُوبُ رَحَـى الْبَلاَءِ
فَـجُــدْ بِـالْعَفْـوِ يَـا رَبَّاهُ إِنِّي ** دَعَوْتُكَ مُخْلِصًا فَـاقْبَلْ دُعَائِي
فَـأَنْـتَ إِلهُـنَــا رَبٌّ رَحِـيْـــمٌ ** وَإِنِّي تُبْتُ فِي شَهْرِ الْعَطَاءِ
13/ 9/ 1437 هـ
تَدَبَّرْ كِتَـابَ اللهِ تَسْعَـدْ بِتَدْبِيرِ ** فَفِيهِ شِفَاءُ الْفِكْـرِ مِنْ سُوءِ تَفْكِيـرِ
فَمَنْ لَـزِمَ الْقُـرْآنَ نَـالَ سَعَـادَةً ** فِإِنَّ هُدَى الرَّحْمنِ نُورٌ عَلَى نُورِ
وَمَنْ حَفِظَ الْقُـرْآنَ دُونَ تَأَمُّـلٍ ** وَلَمْ يَرْعَ أَحْكَامًا وَلَا تَابَ مِنْ زُورِ
سَيَصْلَى غَدًا نَارَ الْجَحِيمِ وَيَنْثَنِي ** بِذُلٍّ مَهِينٍ وَاقْرَأِ الْآيَ فِي الطُّورِ
14/ 9/ 1437 هـ
لَمْ يَبْقَ إِلَّا النِّصْفُ مِنْ رَمَضَانِ ** مِنْ شَهْرِ صَومٍ مِنْحَةُ الرَّحْمـنِ
فَمَنِ اتَّقَى فِيهَـا وَجَـدَّدَ تَـوْبَةً ** وَدُمُـوعُـهُ تَنْـهَـالُ كَالتَّهْـتَـانِ
وَأَقَامَ فِي سَحَـرٍ يُنَاجِـي رَبَّـهُ ** نَالَ الْمُنَى وَالْفَوزَ بِالرِّضْوَانِ
وَإِذَا اسْتَبَـدَّ وَلَمْ يَتُـبْ مِنْ ذَنْبِـهِ ** ضَاعَـتْ عَلَيهِ مَسَالِكُ الْغُفْـرَانِ
15/ 9/ 1437 هـ
خَـوَاطِـرُ النَّفْسِ لَا يُخْشَى تَقَلُّبُـهَـا ** فَلَيْسَ فِيْهَا مِنَ الْآثَـامِ قِطْمِيـرُ
وَلَا الْهَوَاجِسُ كَـمْ فِي النَّفْسِ هَـاجِسَةٌ ** وَالنَّفْسُ إِنْ حَدَّثَتْ فَالْعَبْدُ مَعْذُورُ
وَإِنْ هَمَمْـتَ وَلَمْ تَفْعَـلْ فَـلَا حَـرَجٌ ** وَالْعَزْمُ فَاحْذَرْ فِإِنَّ الْعَزْمَ مَحْظُورُ
فَانْظُرْ لِرَحْمَةِ رَبِّ الْعَرْشِ جَلَّ عُلًا ** مَـحَـتْ بَلَابِلَ غِـرٍّ فِكْـرُهُ بُـورُ
16/ 9/ 1437 هـ
مَــرَّتْ لَيَــالِـيَ مِنْحَـةٍ وَأَمَـــانِ ** لَمْ نَلْفَ فِيْهَا نَفْثَةَ الشَّيْطَـانِ
وَالْمُسْلِمُونَ عَلَى بِسَاطِ عِـبَـادَةٍ ** يَتَلَذَّذُونَ بِطَاعَـةِ الرَّحْمـنِ
وَدَوِيُّ تَسْبِيـحٍ وَحُسْنُ تِلَاوَةٍ ** وَالدَّمْعُ ثَارَ كَثَوْرَةِ الْوِدْيَانِ
رَبَّـاهُ فَـارْحَـمْ تَـائِـبًــا مِنْ زَلَّـةٍ ** أَنْتَ الرَّحِيمُ فَمُـنَّ بِالْغُفْـرَانِ
17/ 9/ 1437 هـ
أَغْـوَاكَ إِبْلِيْسُ لَمْ تَحْكُمْ بِإِنْصَـافِ ** وَقُلْتَ عَمْرٌو صَدُوقٌ قَوْلُهُ كَافِي
مَهْمَا يَكُنْ صَاحِ لَا تَكْفِي شَهَادَتُهُ ** فَالشَّرْعُ نُورٌ وَفِيهِ مُحْتَوَى شَافِي
فَدَعْ هَوَى النَّفْسِ تَسْلَمْ مِنْ عَوَاقِبِـهِ ** فَلَيْسَ فِي الشَّرْعِ أَمْرٌ حُكْمُهُ خَافِي
وَكَمْ أُنَاسٍ ظَلَمْنَا كَـمْ وَكَـمْ طُـرِدُوا ** بِغِيْبَةٍ مِنْ كَـذُوبٍ فَاسِقٍ جَـافِي
18/ 9/ 1437 هـ
رَفِّـهِ النَّفْسَ بَعْـدَ جَهْـدٍ وَكَــدِّ ** لِيَعُــودَ النَّشَاطُ مِـنْـكَ بِـجِــدِّ
لَيْسَ بِـدْعًـا بِـأَنْ تَكُـونَ بِنَـادٍ ** تَتَمَطَّـى مِنْ بَعْــدِ أَخْـذٍ وَرَدِّ
إِنَّ لِلنَّفْسِ رَغْبَـةً فِي ابْتِسَامٍ ** وَاشْتِـيَـاقًا لِـرُفْـقَــةٍ وَتَـحَــدِّي
مَنْ تَمَادَى وَمَا اسْتَرَاحَ تَهَاوَى ** وَاضْمَحَلَّ النَّشَاطُ بِئْسَ التَّرَدِّي
19/ 9/ 1437 هـ
إِسْبَحْ بِلُجَّـةِ بَحْـرِ الْغِشِّ وَالظُّلَـمِ ** وَاصْعَدْ عَلَى سُلَّـمِ التَّلْفِيْـقِ بِالْقَسَمِ
وَارْبَحْ كُنُوْزًا وَأَسِّسْ أَلْفَ مَمْلَكَةٍ ** وَاشْتَرْ عَبِيدًا وَوَفِّرْ أَحْسَنَ الْخَدَمِ
وَسِرْ وَخَلْفَكَ رَقَّاصًـا وَرَاقِصَـةً ** مِنَ الْفِرِنْجَةِ مَا اعْتَادَا عَلَى الْقِيَمِ
وَبَعْدَ ذَا انْزِلْ إِلَى مَثْـوَاكَ مُنْتَكِسًا ** وَادْخُلْ لِقَبْـرِكَ مِن بَوَّابَـةِ النَّـدَمِ
20/ 9/ 1437 هـ
إِذَا نَدِمَ الْمَرْءُ بَعْدَ الْفَـوَاتْ ** فَلَمْ يَسْتَفِدْ قَطُّ غَيْرَ الْقَلَقْ
فَمَا فَاتَ مَاتَ فَلَا تَدَّكِـرْ ** فَـإِنَّ ادِّكَـارَكَ لُـبُّ الْأَرَقْ
وَفَكِّرْ بِمَـا أَنْتَ فِي حَاجَـةٍ ** إِلَيْهِ وَمَا فَاتَ مِنْكَ احْتَرَقْ
وَكُنْ رَاضِيًا مُطْمَئِنًّا بِمَـا ** أَتَـاكَ إِلهُـكَ رَبُّ الْفَلَـقْ
21/ 9/ 1437 هـ
إِشْتَرْ بِمَالِكَ مَا تَرْجُو مِنَ الذَّهَــبِ ** وَارْكَبْ عَلَى مَوْتَرٍ مِنْ أَعْجَبِ الْعَجَبِ
وَاسْكُنْ بِقَصْرٍ وَإِلَّا اسْكُنْ بِبَاخِـرَةٍ ** تَسِيرُ فِي الْبَحْرِ أَوْ فِي أَنْهُرِ الْعِنَبِ
وَاجْلِسْ وَخَلْفَكَ طَبَّالًا وَرَاقِصَـةً ** مِنَ الْفِرِنْجَةِ مَا اعْتَـادَا عَلَى الْأَدَبِ
وَبَعْدَ ذَا انْزِلْ إِلَى مَثْوَاكَ مُنْتَكِسًا ** مِنْ بَــابِ خُسْرٍ إِلَى بَـوَّابَـةِ اللَّهَـبِ
22/ 9/ 1437 هـ
نَجَاحُكَ سُلَّمٌ فَاصْعَـدْ بِرِفْـقٍ ** إِلَى الْعَلْيَاءِ مُدَّرِعًـا بِعَــزْمِ
فَلَمْ يَنَلِ الْعُـلَا مَكْتُوفُ أَيْـدٍ ** تَوَقَّفَ وَاكْتَفَى بِخُيُوطِ وَهْـمِ
وَتَقْوَى اللهِ نُورُكَ فِي سُلُوكٍ ** وَبِالتَّقْـوَى سَتَعْلُـو مِثْلَ نَجْـمِ
فَجِدَّ السَّيْرَ وَاصْعَـدْ لِلمَعَالِي ** وَصَبْرًا صَاحِ فِي حَرْبٍ وَسِلْمِ
23/ 9/ 1437 هـ
لَيْلَةُ الْقَدْرِ مِنْـحَـةُ الرَّحْـمـنِ ** فَـاغْتَنِمْـهَـا بِــدُونِ أَيِّ تَـــوَانِ
هِيَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ فَهَـلَّا ** طِــرْتَ شَوْقًا بِنُـورِكَ الْإِيْمَـانِي
يَنْـزِلُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِـكُ فِيهَـا ** لَـيْـلَـةُ الْـقَــدْرِ لَيْلَـةُ الْغُـفْــرَانِ
فَاطْلُبِ الْعَفْوَ مِنْ عَفُـوٍّ كَرِيـمٍ ** لَيْلَةُ الْقَـدْرِ مِنْ أَجَلِّ الْأَمَـانِي
24/ 9/ 1437 هـ
إِنْ كُنْتَ فِي فَرَحٍ فَالشُّكْرُ مَطْلُوبُ ** وَالصَّبْرُ فِي حَزَنٍ يَا صَاحِ مَنْدُوبُ
وَاحْمَدْ إِلهَكَ فِي حُـزْنٍ وَفِي فَـرَحٍ ** وَالْخَيْرُ عَنْ مُهْمِلِ التَّحْمِيدِ مَسْلُوبُ
آمِـنْ بِـرَبِّـكَ فَالْأَقْــدَارُ مَاضِيَـةٌ ** وَمَا بِدَاخِلِهَـا خَـافٍ وَمَـحْـجُـوبُ
وَلَيْسَ إِلَّا الرِّضَــا بِاللهِ خَـالِقِنَـا ** فَأَنْـتَ يَا أَيُّـهَـا الْإِنْسَانُ مَـغْـلُــوبُ
25/ 9/ 1437 هـ
بَـلَاؤُنَا مِنْ إِلهِ الْعَرْشِ تَطْهِيرُ ** فَكَمْ ذُنْوبٍ وَكَمْ يَلْهُو بِنَا الزُّورُ
فَاللهُ جَـلَّ عُلًا رُحْـمَـاهُ وَاسِعَةٌ ** فَيَبْتَلِيـنَـا وَإِذْ بِالذَّنْـبِ مَـغْـفُــورُ
وَلَا يُكَلِّـفُ عَـبْـدًا فَـوْقَ طَـاقَـتِــهِ ** فَاصْبِرْ فَإِنَّكَ بَعْدَ الصَّبْرِ مَنْصُورُ
وَاحْمَدْ إِلهَكَ فِي الْبَلْوَى وَإِنْ كَثُرَتْ ** وَاثْبُـتْ فَإِنَّكَ بِالتَّحْمِيـدِ مَـأْجُـورُ
26/ 9/ 1437 هـ
أَتَحْقِرُ ذَا ذَنْبٍ وَثَمَّـتَ تَسْخَـرُ ** وَرَبُّـكَ لِلْأَوَّابِ يَـعْـفُــو وَيَـغْـفِــرُ
لَعَلَّ أَخَا ذَنْبٍ بَكَى مُتَحَسِّرًا ** وَأَصْبَـحَ مِنْ كُـلِّ الذُّنُوبِ مُطَهَّـرُ
وَهَلْ عَلِـمَ الْإِنْسَانُ يَوْمًـا بِأَنَّهُ ** قَرِيبٌ مِنَ الْمَوْلَى وَبِالْعَفْوِ أَجْدَرُ
فَلَيْسَ لِعَبْدٍ أَنْ يُحَقِّـرَ مُذْنِبًا ** وَرَحْمَةُ رَبِّ الْعَرْشِ تَهْمِي وَتَمْطُرُ
27/ 9/ 1437 هـ
مَضَتْ شُهُورٌ وَمـرَّتْ قَبْلُ أَعْـوَامُ ** وَعَاشَ قَومٌ وَفِيهَا مَـاتَ أَقْوَامُ
تِلْكَ الدُّنَا لَمْ تَدُمْ فَاحْذَرْ عَوَاقِبَهَـا ** مَهْمَا تَعَمَّرْتَ إِنَّ الْمَوْتَ هَدَّامُ
وَاعْبُـدْ إِلهَـكَ وَاخْـلِصْ فِي عِبَـادَتِـهِ ** فَفِي الْعِبَادَةِ إِجْـلَالٌ وَإِعْظَـامُ
وَصَلِّ دَوْمًا عَلَى الْمُخْتَارِ مِنْ مُضَرٍ ** فَإِنَّ أَجْرَكَ لَا تُحْصِيهِ أَقْلَامُ
28/ 9/ 1437 هـ
شَهْـرُ الصِّيَامِ إِلهَ الْعَرْشِ مُرْتَحِـلٌ ** وَكُـلُّ ذَنْبٍ صَغِيْرٍ دُوْنَـهُ الْجَبَلُ
فَجُــدْ بِعَفْـوٍ وَ تَوْفِيْـقٍ فَلَيْـسَ لَنَـا ** سِـوَاكَ يَرْحَمُنَـا فَالْمُحْتَـوَى جَلَلُ
وَأَنْتَ أَنْـتَ إِلهُ الْعَرْشِ ذُو كَـرَمٍ ** مَنْ حَازَ مِنْكَ رِضًا مَا ضَرَّهُ زَلَلُ
صَلَّى الْإِلهُ عَلَى الْمُخْتَارِ مِنْ مُضَرٍ ** وَالْآلِ وَالصَّحْبِ مَا الْأَمْطَارُ تَنْهَمِلُ
29/ 9/ 1437 هـ
إِلهِـي إِنَّ شَهْـرَ الصَّـوْمِ وَلَّى ** وَجَاءَ الْعِيْدُ فِي ظَرْفٍ حَزِينِ
فَجُدْ بِالنَّصْرِ لَيْسَ سِوَاكَ نَدْعُو ** وَلَيْسَ سِوَاكَ نَـرْجُـو مِنْ مُعِينِ
فَحَقِّـقْ يَا إِلهِي نَصْرَ شَعْــبٍ ** يُدَافِـعُ عَنْ حِمَى شَرْعٍ وَدِيـنِ
وَدَمِّـــرْ كُــلَّ بَـــاغٍ مُسْتَـبِــدٍّ ** يُسِيءُ إِلَى الصَّحَـابَةِ كُلَّ حِينِ
30/ 9/ 1437 هـ
الْعِيـدُ يَا أُمَّـةَ الْإِسْلَامِ مُـزْدَهِـرُ ** وَفِي سَنَاهُ شَذَى التَّكْبِيرِ مُنْتَشِرُ
فَمَجِّدُوا اللهَ كَمْ أَسْدَى لَنَـا نِعَمًـا ** وَالشُّكْـرُ للهِ فِي طَيَّاتِـهِ الظَّفَـرُ
وَاسْتَقْبِلُوا الْعِيْدَ وَالْأَرْوَاحُ ثَابِتَةٌ ** عَلَى الْمَتَابِ وَلَا يَنْتَابُكُمْ خَوَرُ
وَالنَّصْرُ يَا أُمَّتِي آتٍ فَـلَا تَهِنُـوا ** وَرَبُّنَا الْوَاحِـدُ الْقَـهَّـارُ مُقْتَـدِرُ
منقول