وصايا لقمان الحكيم

زاد الرحيل

:: عضو بارز ::
أحباب اللمة
إنضم
14 جوان 2016
المشاركات
4,624
نقاط التفاعل
8,128
النقاط
996
محل الإقامة
الجزائر
الجنس
أنثى
[FONT=&quot] قال الله تعالى : "وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15) يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ"
[/FONT]

[FONT=&quot]وصايا عميقة[/FONT]
[FONT=&quot]قال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ}، فلنتدبر سويًا هذه الوصايا النافعة التي حكاها الله عز وجل عن لقمان الحيكم: [/FONT]
[FONT=&quot]أولًا: {يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} احذر الشرك في عبادة الله، كدعاء الأموات أو الغائبين، فقد قال صلى الله عليه وسلم ( الدعاء هو العبادة) [/FONT][FONT=&quot][رواه الترمذي وصححه الألباني][/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot] ولما نزل الله قوله تعالى: {وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ} شق ذلك على المسلمين، وقالوا: أينا يظلم نفسه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ليس ذلك، إنما هو الشرك، ألم تسمعوا قول لقمان لابنه: {يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}) [/FONT][FONT=&quot][رواه الترمذي وصححه الألباني][/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]ثانيًا: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} .[/FONT]
[FONT=&quot]ثم قرن بوصيته إياه بعبادة الله وحده البر بالوالدين لعظم حقهما، فالأم حملت ولدها بمشقة، والأب تكفل بالإنفاق فاستحقا من الولد الشكر لله ولوالديه. [/FONT]
[FONT=&quot]ثالثًا: {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}.[/FONT]
[FONT=&quot]يقول سيد قطب: (يقرر القاعدة الأولى في قضية العقيدة، وهي أن وشيجة العقيدة هي الوشيجة الأولى، المقدمة على وشيجة النسب والدم. وعلى ما في هذه الوشيجة من انعطاف وقوة إلا أنها تالية للوشيجة الأولى: {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما، وصاحبهما في الدنيا معروفا، واتبع سبيل من أناب إلي}.[/FONT]
[FONT=&quot]ويقرر معها قضية الآخرة: {ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون} [/FONT][FONT=&quot][في ظلال القرآن، سيد قطب، (5/2787)][/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]قال ابن كثير: (أي وإن حرصا عليك أن تتابعهما على دينهما إذا كانا مشركين، فإياك وإياهما، فلا تطعهما في ذلك، فإن مرجعكم إلي يوم القيامة، فأجزيك بإحسانك إليهما وصبرك على دينك) [/FONT][FONT=&quot][تفسير ابن كثير، (6/239)][/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]ويؤيد هذا القول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا طاعة لأحد في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف) [/FONT][FONT=&quot][رواه البيهقي وصححه الألباني][/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]رابعًا: {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ}.[/FONT]
[FONT=&quot]يقول سيد قطب: (ما يبلغ تعبير مجرد عن دقة علم الله وشموله، وعن قدرة الله سبحانه، وعن دقة الحساب وعدالة الميزان ما يبلغه هذا التعبير المصور. وهذا فضل طريقة القرآن المعجزة الجميلة الأداء، العميقة الإيقاع.. حبة من خردل. صغيرة ضائعة لا وزن لها ولا قيمة. «فتكن في صخرة» .. صلبة محشورة فيها لا تظهر ولا يتوصل إليها. «أو في السماوات» .. في ذلك الكيان الهائل الشاسع الذي يبدو فيه النجم الكبير ذو الجرم العظيم نقطة سابحة أو ذرة تائهة. «أو في الأرض» ضائعة في ثراها وحصاها لا تبين. «يأت بها الله» .. فعلمه يلاحقها، وقدرته لا تفلتها. «إن الله لطيف خبير» .. تعقيب يناسب المشهد الخفي اللطيف.[/FONT]
[FONT=&quot]ويظل الخيال يلاحق تلك الحبة من الخردل في مكامنها تلك العميقة الوسيعة ويتملى علم الله الذي يتابعها.[/FONT]
[FONT=&quot]حتى يخشع القلب وينيب، إلى اللطيف الخبير بخفايا الغيوب. وتستقر من وراء ذلك تلك الحقيقة التي يريد القرآن إقرارها في القلب. بهذا الأسلوب العجيب.[/FONT]
[FONT=&quot]ويمضي السياق في حكاية قول لقمان لابنه وهو يعظه. فإذا هو يتابع معه خطوات العقيدة بعد استقرارها في الضمير. بعد الإيمان بالله لا شريك له واليقين بالآخرة لا ريب فيها والثقة بعدالة الجزاء لا يفلت منه مثقال حبة من خردل.. فأما الخطوة التالية فهي التوجه إلى الله بالصلاة، والتوجه إلى الناس بالدعوة إلى الله، والصبر على تكاليف الدعوة ومتاعبها التي لا بد أن تكون) [/FONT][FONT=&quot][في ظلال القرآن، سيد قطب، (5/2789)][/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]خامسًا: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ} أدها بأركانها وواجباتها بخشوع. [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]سادسًا: {وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ} بلطف ولين بدون شدة. [/FONT]
[FONT=&quot]سابعًا: {وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ} علم أن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر سيناله أذى فأمره بالصبر، قال صلى الله عليه وسلم: (المسلم الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم، أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم) [/FONT][FONT=&quot][رواه الترمذي وصححه الألباني][/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot] {إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} أي إن الصبر على أذى الناس لمن عزم الأمور. [/FONT]
[FONT=&quot]ثامنًا: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ}، قال ابن كثير: (لا تعرض بوجهك عن الناس إذا كلمتهم أو كلموك احتقارًا منك لهم، واستكباراً عليهم، ولكن ألن جانبك وأبسط وجهك اليهم)، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (تبسمك في وجه أخيك لك صدقة) [/FONT][FONT=&quot][رواه الترمذي وصححه الألباني][/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]تاسعًا: {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا} أي خيلاء متكبراً جباراً عنيداً، لا تفعل ذلك يبغضك الله، ولهذا قال {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} أي مختال معجب في نفسه، فخور على غيره. [/FONT]
[FONT=&quot]عاشرًا: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ} أي أمش مشياً مقتصداً، ليس بالبطيء المتثبط، ولا بالسريع المفرط، بل عدلًا وسطًا بين بين [/FONT][FONT=&quot][مختصر تفسير ابن كثير، (2/66)][/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]الحادي عشر: {وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ} (أي لا تبالغ في الكلام، ولا ترفع صوتك فيما لا فائدة فيه، ولهذا قال {إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} ) [/FONT][FONT=&quot][مختصر تفسير ابن كثير، (2/66)][/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]قال مجاهد: (إن أقبح الأصوات لصوت الحمير. أي غاية من رفع صوته أنه يُشبه بالحمير في علوه ورفعه، ومع هذا هو بغيض إلى الله، وهذا التشبيه بالحمير يقتضي تحريمه وذمه غاية الذم لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:[/FONT]
[FONT=&quot]أ- (ليس لنا مثل السوء، العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه) [/FONT][FONT=&quot][رواه البخاري][/FONT][FONT=&quot]. [/FONT]
[FONT=&quot]ب- إذا سمعتم أصوات الديكة، فسلوا الله من فضله، فإنها رأت ملكاً، وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان، فإنها رأت شيطاناً)) [/FONT][FONT=&quot][مختصر تفسير ابن كثير، (2/66)][/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]الخلاصة..[/FONT]
[FONT=&quot]كانت هذه دروس وحكم تناولناها من مأدبة القرآن الكريم، وعلينا أن نتوقف عندها لنتأمل فيها ونستلهم منها العبر والدروس ثم نقدمها لأبنائنا وفلذات أكبادنا كما قدمها لقمان لابنه، وبذلك نجعل من دستورنا مصدرًا رئيسًا في تنشئة أبنائنا وإمدادهم بالمعاني التربوية السليمة الحية.[/FONT]
[FONT=&quot]المصادر:[/FONT]
[FONT=&quot]في ظلال القرآن سيد قطب.[/FONT]
[FONT=&quot]تفسير ابن كثير.


[/FONT]
 
رد: وصايا لقمان الحكيم

شكرااااااااااااااااااااااااااجزيلاااااااااااااااا
 
رد: وصايا لقمان الحكيم

شكرااااااااااااااااااااااااااجزيلاااااااااااااااا



do.php
 
رد: وصايا لقمان الحكيم

جعلها الله في ميزان حسناتك ان شاء الله
 
رد: وصايا لقمان الحكيم

جعلها الله في ميزان حسناتك ان شاء الله



اللهم امين
اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يرزقك خير الدنيا و الاخرة
قال الله تعالى : " اللهم اتنا في الدنيا حسنة و في الاخرة حسنة و قنا عذاب النار " .
 
رد: وصايا لقمان الحكيم

شكرا لك وجزاك الله خيرا
 
لإعلاناتكم وإشهاراتكم عبر صفحات منتدى اللمة الجزائرية، ولمزيد من التفاصيل ... تواصلوا معنا
العودة
Top