خولة جرجرة لالا فاطمة نسومر المرأة الفولاذية التي لقنت الجيش الفرنسي درسا في فن الحرب
بالطبع لا يغيب على القارئ اسم مارجريت تاتشر كما لا يغيب عليه اسم أنجيلا ميركل و الامر المتفق بينهما هو لقب المرأة الحديدية و لكن هل يذكر القراء اسم تلك المرأة الحديدية او بالاحرى المرأة الفولاذية التي لقنت الجيش الفرنسي درسا في فن الحرب و ارعبت قواته المرأة التي قادت جيش قوامه 7000 رجل و برهنت عن صلابتها و قوتها و حنكتها وقاومت المستخرب الفرنسي ايما مقاومة واصبحت رمزا من رموز بلد المليون و نصف مليون شهيد انها خولة جرجرة #لالة_فاطمة_نسومر.
ولدت المجاهدة "لالة فاطمة نسومر" سنة 1830، بمنطقة "عين الحمام" بالقبائل المتواجدة شرْقَ الجزائر اسمها الحقيقي فاطمة سيد أحمد، لقبت بـ" نسومر" نسبة إلى قرية سومر التي كانت تقيم فيها، كلفها أخوها الأكبر "الطيب" بالاهتمام بالمدرسة القرآنية بعد وفاة والدهما. تتميز هذه المرأة بالتدين العميق والذاكرة القوية جدا، وبتقواها وحكمتها وذكائها الحاد وتتمتع بشخصية قوية، كما كانت ترفض الاضطهاد بكل أشكاله وأنواعه، لقبها الاستعمار الفرنسي بـ "جان دارك جرجرة" لكنها رفضت اللقب مفضلة لقب " خولة جرجرة" نسبة إلى "خولة بنت الأزور" الشجاعة والمدافعة عن دينها، أما كلمة ”جرجرة" فهي جبال وعرة تتواجد بمنطقة القبائل بالجزائر. وقد هزمت جيش العدو في معركة 18 يولية 1854 حيث أرغمت الجنود الفرنسيين على الانسحاب من أراضيها بعد أن خلفوا وراءهم أكثر من 800 قتيل منهم 25 ضابطا و371 جريحاً. وفي سنة 1857 حاصره الجنود بيتها ووضعت في "سجن يسر" وسط الجزائر تحت حراسة مشددة فماتت حسرة وحزنا على وطنها ودينها سنة 1863 بعد إصابتها بشلل نصفي، وهي لم تتجاوز الـ 33 عاماً من عمرها لتتناقل الأجيال بطولتها ويتغني الشعراء بشجاعتها.