قال تعالى: (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47) فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48))
(مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ) ما الذي أدخلكم جهنم ، وجعلكم تذوقون سعيرها ؟ قال في البحر : وسؤالهم سؤال توبيخ لهم وتحقير ، وإلاّ فهم عالمون ما الذي أدخلهم النّار (1)
(قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ) أي قال المجرمون مجيبين للسائلين : لم نكن من المصلين في الدنيا لرب العالمين .
( وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ) أي ولم نكن نتصدق ونحسن إلى الفقرآء و المساكين ، قال ابن كثير : مرادهم في الآيتين : ما عبدنا ربنا ، ولا أحسنا إلى خلقه من جنسنا (2)
( وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ) أي وكنا نتحدث بالباطل مع أهل الغواية والضلالة ن ونقع معهم فيما لا ينبغي من الأبــاطيل ، قال في التسهيل : والخوض هو كثرة الكلام بما لا ينبغي من الباطل وشبهه (3)
(وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ) أي نكذب بيوم القيامة ، وبالجزاء والمعاد ، وإنما أخر التكذيب بيوم الدين تعظيماً له ، لأنه أعظم الجرائم وأفحشها
(حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ) أي حتى جاءنا الموت ونحن في تلك المنكرات والضلالات ، قال تعالى معقباً على اعترافهم بتلك الجرائــم (فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ) أي ليس لهم شافع ينقذهم من عذاب الله ، ولو شفع لهم أهل الأرض ما قبلت شفاعتهم فيهم ، قال ابن كثير : من كان متصفاً بمثل هذه الصفات ، فإنه لا تنفعه يوم القيامة شفاعة شافع فيه، لأن الشفاعة إنما تنجع إذا كان المحل قابلاً فأما من وافى الله كافراً فإنه مخلد في النار أبداً (4)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) البحر 380/8
(2) مختصر تفسير ابن كثير 573/3
(3) التسهيل لعلوم التنزيل 162/4
(4) مختصر ابن كثير 573/3
من كتاب صفوة التفاسير لمحمد على الصابوني ؛ الجزء الأخير
للنصيحة لعامة المسلمين
ان مما أورد أهل النار سَقَر قولهم : { وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ ( ٤٥ ) } [سورة المدثر]، حري بكل مسلم و مؤمن اتجاه بلاء قد سلم منه ان يسلم لسانه كذلك منه و حسبنا و كل الخير في سنة النبي صلى الله عليه و سلم فيمن رأى مبتلى أن يقول الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاه به و فضلني على كثير ممن خلق تفضيلا...
ان مما أورد أهل النار سَقَر قولهم : { وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ ( ٤٥ ) } [سورة المدثر]، حري بكل مسلم و مؤمن اتجاه بلاء قد سلم منه ان يسلم لسانه كذلك منه و حسبنا و كل الخير في سنة النبي صلى الله عليه و سلم فيمن رأى مبتلى أن يقول الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاه به و فضلني على كثير ممن خلق تفضيلا...