- إنضم
- 13 أفريل 2013
- المشاركات
- 14,618
- نقاط التفاعل
- 54,537
- النقاط
- 1,756
- العمر
- 31
- محل الإقامة
- قسنطينة
- الجنس
- أنثى
تذآكِرُ مِن سينمآ الحيـــآة
التّذكرة الأولى: فيلم { خَلف قُضبآن النّدم }
التّذكرة الثانية: فيلم { آخِرُ أُمنية }
التّذكرة الثالثة: فيلم { دُموعُ اليآسمين }
(بالنسبة للتذكرة الثالثة اعتذر لم أكمل جزءها الأخير بسبب بعض الظروف ولوجود خلل ما ولكن أعد بإتمامها في القريب العاجل ان شاء الله)
التذكرة الرابعة
فيلم { أحبُّك أبّي }
في مساءِ يومٍ ربيعيّ هادئ تلونت سماؤه بحمرة الشمس وهي تغادر في كسل، يحبس المحامي فريد نفسه في إحدى زوايا البيت المفضلة لديه ألا وهي مكتبه حيث يحتضنه الهدوء والسكينة التي تساعده في انجاز عمله بإتقان، يقلّب بثقة أوراق الملّف الذي بحوزته ويلقي كل اهتمامه على القضية التي خُطّت تفاصيلها عليه، فبالرغم من أن سنه لم يتجاوز الخامسة والأربعين إلاّ أنه احتل مكانة كبيرة في عالم المحاماة وتمكن اسمه من الوصول لكلّ ربوع الوطن ومن اقتحام المحاكم من بابها الواسع وذلك بفضل ذكائه ورجاحة عقله واتقانه لعمله، فتحت فجأة زوجته الباب بهدوء ودخلت المكتب وهي تحمل طبقا به فنجان قهوة تصاعد البخار من فوهته، وضعته جانبا على طاولة المكتب وهي تلقي نظرة على زوجها الغارق في بحار قضية مبهمة، قاطعت عمله وهي تقول بهدوء مستفسرة عما يشغله{ هل تعمل على قضية جديدة؟} اكتفى بحركة بسيطة تدلّ على موافقته كلامها دون أن يضيف كلمة وكالعادة هي لم تنتظر منه توضيحا أكبر فلم يعتد على إخبارها بتفاصيل عمله من قبل فهمّت بالمغادرة لتفتح له مجالاً لمواصلة عمله وكي لا تعكّر ذلك الجوّ الذي يسوده الهدوء والتركيز التام فأوقفها قائلا {ما الذي يفعله الأطفال؟} فأجابت وابتسامة هادئة على وجهها {يجلسان أمام التلفاز ويشاهدان برنامجهما المفضل}، رفع يده بهدوء وسحب فنجان القهوة وارتشف منه القليل ثم قال {أخبريهما أن لا يهملا حلّ واجباتهما المدرسية} أومأت برأسها موافقة وأضافت قائلة {لا تقلق .. نصف ساعة فقط للراحة ثم سأرسل كل واحد منهما لغرفته لحل واجباته} حرّك رأسه مطمئنا لما قالته زوجته فهو يعتبر دراسة طفليه سامي وسارة أهمّ شيء في الحياة وعليه الاهتمام بمستقبلهما من الآن وهما لا يزالان في المدرسة الابتدائية حتى يكون المستقبل الزاهر كخاتم في اصبعيهما حين يكبران، حيث ستصبح سارة طبيبة ناجحة بينما سامي يكمل مشوار والده في المحاماة والذي صار طريقه ممهدا بعد الجهد والعناء الذي تكبده والده من أجله، استفاق من شروده على صوت زوجته وهي تستأذن بالانصراف فأشار لها بيده موافقا على ذلك، واصل عمله في تركيز تام محاولا فكّ ألغاز القضية الشائكة والمعقدة بينما يرتشف القليل من فنجانه اللذيذ الذي يزيده هدوءا وتركيزا، وبعد مرور فترة من الزمن رفع الفنجان مجددا ليجده خاويا لم تبقى سوى رائحة القهوة عالقة بجدرانه، وضعه بهدوء على طاولة المكتب وأزاح نظارته الطبية عن عينيه ووضعها جانبا ثم ابتعد بكرسيه للخلف قليلا وهو يدلّك كتفيه علّه يرمي بذلك الاعياء الذي يتشبث بمفاصله، قام باتجاه النافذة يسدل الستائر بعدما بدأ الظلام يحطّ رحاله في شوارع المدينة ثم اتجه نحو الباب وضغط على زر المصباح المجاور له لينير الغرفة .. فجأة سمع باب المنزل وقد فُتح منبّها بقدوم أحدهم ثم أُغلق بعد ثواني قليلة، وقف مستغرباً للحظات إلى أن جاءه صوتها وهي تحدّث الصغار في غرفة الاستقبال، {دنيا !} ألقى ببصره سريعا على الساعة المثبتة على الحائط والتي كانت عقاربها تشكل خطاً مستقيما يقسم الساعة نصفين مشيراً للساعة السادسة مساءاً ثم أضاف قائلا {ما الذي تفعله حتى هذا الوقت خارجاً؟} فتح الباب بهدوء وأخذ يراقبها مختلساً النظر فلمحها وهي تتجه لغرفتها ثم تغلق الباب خلفها، أغلق الباب بنفس الهدوء الذي فتحه به وعاد للجلوس بجوار مكتبه بوجه متجهم وهو يطرق بأصابعه بتوتر على سطح المكتب، ثم بعد دقائق من التفكير رفع نظارته الطبية ووضعها على أنفه وسحب الملف مجددا وهو يحاول الغوص في تلك القضية مجددا وكأن شيئا لم يكن، ربما لو كان اباً آخر لكانت ردّة فعله مختلفة ولربما كان صرخ بوجه ابنته واستفسر عن سبب بقائها خارجاً حتى هذا الوقت المتأخر ولكن بالنسبة لفريد فكل ما كان يهمه هو مستقبل ابنيه التوأمين سارة وسامي أما ابنته دنيا صاحبة السادسة عشرة ربيعا من زوجته المتوفاة فلم يكن يعيرها أي اهتمام يذكر وكأنها شبح أعتاد على وجوده داخل البيت فلا يستغرب من اختفائه ولا يتفاجأ عند رؤيته.
دخلت دنيا غرفتها بعدما أغلقت الباب خلفها بهدوء ووضعت حقيبة ظهرها الجلدية على سريرها بلطف على غير عادتها وكأن بداخلها كنزاً تخشى تلفه فقد كانت سابقا ترميها بعنف وكأنها تفرغ غضبها عليها، غيرت ملابسها بسرعة ثم جلست على طرف سريرها وابتسامة رقيقة تعلو شفتيها وهي تفتح حقيبتها بلهفة .. أخرجت منها علبة مربعة الشكل مزينة بشرائط حمراء مغلفة بورق هدايا أحمر اللون تعانقه رسومات قلوب لا يختلف لونها عن لون الشرائط وورق الهدايا، فتحتها بلطف لترى ما بداخلها فكانت النتيجة قارورة عطر لا يختلف لونها عن اللون السابق .. انعكس لون زجاجها على ما بداخلها حتى أصبح يوحي بأن العطر أحمر اللون، رشت قليلا من العطر على ظهر كفها وأخذت تستنشق رائحته الزكيّة بكل حواسها .. أخذت تمرّر أناملها على القارورة بلطف وابتسامة جميلة تزين وجهها وهي تتذكّر كلماته {أرجو أن تقبلي هديتي .. فقد عملت بجهد طول هذه الفترة فقط لأحضر لكِ هدية تليق بعيد ميلادك .. لم استعر النقود من والدتي بل عملت بجد حتى اثبت لكِ أنني رجل قادر على تحمل المسؤولية رغم صغر سني .. ولأثبت لكِ أنني مستعد لأكون زوجاً جيداً مستقبلا}، انتشلتها طرقات متتالية على باب الغرفة من بحر افكارها الذي كانت غارقة فيه فأسرعت بإخفاء الهدية وما يتعلق بها تحت غطاء سريرها فهي تعلم تماما صاحب هذه الطرقة المألوفة ثم ردت بتذمر{تفضل}، أطلت زوجة أبيها من باب الغرفة وقالت بنبرة آمرة {بما أنكِ غيرتِ ملابسك تعالي وساعديني في إعداد العشاء} ثم خرجت وهي تسحب الباب خلفها دون ان تنتظر إجابة دنيا فنبرتها الآمرة توحي بالإجابة مسبقا، تأففت دنيا بتذمر وهي تلعن زوجة أبيها بملامح غاضبة وما ان تذكرت الهدية النائمة تحت الغطاء حتى عادت السعادة لتحط رحالها على ملامحها مجددا ثم أخذت تربت على هديتها بحنان كأم تهدهد صغيرها بعدها انطلقت نحو المطبخ لتساعد زوجة ابيها.
اجتمعت اسرة فريد على طاولة الطعام لتناول العشاء ولكن كل فرد من هذه الاسرة كان يحلق في عالمه الخاص، دنيا تعبث بالطعام في ملل بملعقتها .. وزوجة الاب منغمسة في تناول طعامها بينما فريد يأكل بهدوء مراقبا صغيريه وهما يتبادلان اطراف الحديث، ربما استطاع فريد تأمين حياة مستقرة تتخللها بعض الرفاهية لينعم بحياة يمكن اعتبارها مثالية ولكنه لم ينجح في خلق جو الاسرة الدافئ، ففي كل اجتماع لأفراد الاسرة على طاولة الطعام إلا وكان الصمت ضيف شرف فيه .. فلولا صوت الصغيرين سارة وسامي لكان البيت أشبه بالمقبرة، انتبه فريد فجأة لشجار صغيريه فأنبهما وأمرهما بتناول الطعام في هدوء دون احداث ضجة تعكر الجو الهادئ الذي اعتاده عند تناول طعامه ولكنهما سرعان ما عادا للشجار مجددا، سألهما عن سبب خلافهما فأخبره سامي انه كان يذكّر اخته بالواجب المنزلي الذي أمرتهم المعلمة بإعداده وتقديمه غدا ولكن سارة اخبرته ان موعد تقديم الواجب هو الأسبوع المقبل ولهذا قام الخلاف بينهما استفسر فريد من سارة عما يحدث فهو يعلم انها اذكى من أخيها بكثير فقالت له بثقة{أمرتنا المعلمة بتسليم الواجب المنزلي يوم السابع والعشرين من هذا الشهر وهو يوافق الأسبوع القادم اما الغد فهو الواحد والعشرون} أجاب سامي باستغراب وهو يعد على أصابعه الصغيرة بدون فهم {هل اليوم هو العشرون من مارس؟؟ أظنني أخطأت التاريخ فعلا ...} فجأة سقطت ملعقة فريد على الطاولة بدون وعي منه بعد سماع تاريخ اليوم والذي يوافق العشرين من مارس .. رفع رأسه بهدوء باتجاه دنيا فوجدها توقفت عن العبث بطعامها وهي تنظر إليه بملامح باردة كالجليد تجنب نظراتها الجليدية ونظر بسرعة إلى زوجته فوجدها توقفت كذلك عن تناول الطعام وهي تحدق بوجهه بحزن، انزل رأسه مجددا ثم سحب المنديل ليمسح فمه وقام وهو يقول بصوت كئيب{ لقد شبعت} ثم غادر الطاولة باتجاه مكانه المفضل ومخبئه السري "مكتبه"، ادركت زوجته ما يحدث فمسحت شفاهها وضربت المنديل بعنف على الطاولة وقامت باتجاه غرفتها وهي تغلق بابها خلفها بعنف، اما دنيا فبقيت تحدق بالصغيرين الذين مازالا يتحاوران حول موضوع الواجب المنزلي دون ان يعيرا اهتماما لما يحدث حولهما فابتسمت ابتسامة ساخرة وهي تتمتم بهدوء {جميل ان لا تدرك ما يحدث حولك .. فأن يكون تاريخ ميلادك شبحا يخافه الجميع .. فهذا حقا مؤلم} تنهدت طويلا ثم قامت كذلك وذهبت باتجاه غرفتها دون ان تتناول طعامها.
اقترب فريد من طاولة مكتبه وهو يجر قدميه المرتعشتين .. رمى بجسده المرهق على الكرسي ثم وضع رأسه المثقل بذكريات الماضي الأليم على الطاولة مستندا على ذراعيه وهو يتنهد طويلا وكأنه يريد التخلص من كل تلك الذكريات التي تستمتع بوخز صدره، رفع رأسه بهدوء ليلمح إطار صورة نائماً على وجهه يخيل لمن يراه انه سقط بينما كان يتربع على سطح الطاولة ولكن فريد تعمد إخفاء الصورة بطرح الاطار على وجهه حتى لا يتمكن من رؤية صاحبة الصورة .. لا يريد ان يبعد الإطار عنه ويحتفظ به في أحب مكان على قلبه ولكنه في نفس الوقت يخشى مواجهة صاحبة الصورة، تأمل الإطار جيداً ثم استجمع شجاعته ورفعه بهدوء وهو يتأمل واجهته وقد زينتها صورة شابة جميلة رغم طبقة الغبار التي تغطي الصورة إلا ان جمالها واضح .. تشبه دنيا تماما في ملامحها غير ان صاحبة الصورة تميزها ابتسامة عذبة بينما ابنته دنيا يميزها وجه كئيب، مسح الغبار بيده عن واجهة الصورة ثم قرب الإطار ناحية صدره وهو مغمض العينين وكأنه يحتضنه.
أجل لقد أحبها حبا ليس له حدود كحب الزهور لقطرات الماء التي تعيد لها الحياة، كانت اجمل حلم يزوره كلما غفت عيناه يتمنى استمراره حتى في اليقظة او يتمنى ان لا يستيقظ منه أبدا، كان دائما ما يتخيلها في بيته بفستانها الأبيض الناصع وابتسامتها الرقيقة التي تذيب جدران قلبه وصوتها الهادئ الذي يبدو كصوت الكمان العذب فبذل كل جهده ووقته وصحته لتكتمل هذه الصورة يوما ما، أرادها ان تعيش كأميرة وسط بيته الصغير يستمتع برؤيتها وهي تروي الازهار والورود كل صباح وتستقبله بكلماتها الدافئة عند عودته كل مساء وتمكن في النهاية من تحقيق هذا الحلم بعد عناء طويل، فقد كانت بالفعل اميرة بيته ظن بوجودها انه يعيش في الجنة .. واكتملت فرحته يوم علم بحملها وان قطعة منها ستكون بين احضانه، تمنى في نفسه ان يرزقه الله بطفل يشبهها تماما في ملامحها .. في ضحكتها .. في حركاتها حتى يستمتع بوجودها مرتين، ولكن سعادته لم تدم طويلا وحطم القدر آماله وكسر طموحاته فقد أتى طفله الذي كان يحلم بحمله بين ذراعيه يحمل ملاح والدته كأنه نسخة عنها ولكن بالمقابل فقدها هي .. فقد نور عينه ونبضة قلبه وروحه التي تمده بالحياة، في اليوم الذي حمل فيه صغيرته دنيا بين ذراعيه ألقى زوجته تحت التراب وهو يفارقها بصرخات تشق القلب، ومنذ ذلك الحين ينبذ هذا التاريخ المشؤوم ولسوء الحظ يوافق يوم مولد صغيرته التي مازال يعتبرها سببا في وفاة والدتها.
استفاق من شروده وسيل من الدموع يبلل وجنتيه فدائما يتحاشى الحديث عن هذا التاريخ ويتجاهله ولكن اليوم كان اللقاء موجعا، مسح دموعه بيديه المرتعشتين ووضع الإطار جانبا وهو لا يزال يتأمل صاحبة الصورة جيدا وقد ظهر شبح ابتسامة على شفتيه {لقد مرّ وقت طويل .. لا تزالين كما كنتِ .. تحملين نفس الابتسامة العذبة ونفس الملامح الرقيقة} سكت قليلا وهو يتنهد بيأس ثم واصل حديثه قائلا {هل تعلمين ان ابنتك تشبهك تماما؟ .. لون الشعر .. والعينين .. والبشرة .. حتى نظراتها العنيدة .. إنها نسخة عنكِ .. أليس هذا ما تمنيتُه طويلا؟ امر مضحك ان اندم اليوم على هذه الأمنية .. لا ادري ان كان هذا هدية من القدر ام عقابا منه .. فاليوم اتحاشى النظر لوجهها فقط لأنها تشبهك .. فقط لأنها نسخة عنك .. بينما كنت سابقا أتمنى ان أرى ملامحك في كل مكان وكل زمان .. هل تعلمين .. ستة عشرة عاما مرت لم اضم يوما فيها ابنتي لحضني او أحدثها كأب وابنة .. اراها دائما السبب الأول والأخير في وفاتك .. ربما لا اكرهها فقد تزوجت ثانية فقط من اجلها.. فبعدما اصبح عملي يتطلب الذهاب في رحلات خارج المدينة صار القلق رفيقي فلا يمكنني ترك صغيرتي بمفردها فتزوجت حتى تكون لها ام تعتني بها} تنهد مجددا { لا ادري لما اخبرك بكل هذا وقد مرت كل هذه السنوات .. ربما لشعوري بالذنب؟ .. او لأنني اشكو لكِ احزاني؟ .. ترى لو لم يختطفك الموت ذلك اليوم كيف كانت ستكون حياتي اليوم وانتِ بجانبي؟ ..} انتظر الإجابة طويلا ولكن ما من مجيب، اغرورقت الدموع في عينيه مجددا فطرح إطار الصورة على وجهه مجددا فلم يعد قادرا على المواجهة ثم استند على ذراعيه من جديد وأطلق العنان لدموعه التي كانت تؤلم قلبه قبل عينيه.
استلقت على سريرها تداعب خصلات شعرها الناعمة في ملل، كانت سعيدة جدا بهديتها سابقا اما الآن فلم تعد تغريها بعد ما حدث على طاولة الطعام، كانت تظن ان والدها ينسى تاريخ ميلادها كل عام ولكن اليوم اتضح انه يتناسى تاريخ ميلادها .. لا بل يتجاهله وينبذه .. وكيف لا؟ ومولدها كلعنة خبيثة حلت على هذا البيت وسحبت السعادة من قلوب اهله واختطفت بهجتهم، ربما في كل انحاء العالم يعتبر عيد الميلاد يوماً مميزا بينما هي .. مولدها أسوء يوم في السنة، تنهدت طويلا وهي تتأرجح ذهابا وإيابا فوق سريرها وفجأة اهتز هاتفها فوق الخزانة الصغيرة بجانب سريرها .. مدت يدها باتجاهه وما أن قرأت اسم المتصل حتى قامت من مكانها بسرعة {إنه هو .. ارسل رسالة !} فتحت الرسالة في عجل وما أن بدأت عيناها تلتهم السطور حتى انعكست ابتسامة جميلة على وجهها {ما الذي تفعله الاميرة في هذا الوقت؟} جلست جلسة معتدلة وهي تجيب على الرسالة بسعادة {الاميرة تنتظر أميرها} انتظرت على أحر من الجمر رده وهي تعبث بهاتفها بتوتر فجاءها رده أخيرا {هل هذا الأمير يملك حصانا ابيض؟} ردت بمرح {بل يملك سيارة سوداء} انتظرت رسالته ولكن لا رد فجأة جاءها اتصال منه، اجابت على اتصاله بلهفة وعيناها تتراقص فرحا وقد أطرب صوته اذنيها وهو يضحك قائلا {إذن اميرك يركب سيارة سوداء؟ .. أيلبس الجينز أيضا؟ .. انتِ حقا مضحكة .. على كل حال هل اعجبتك هديتي؟}، بقيت ساكتة للحظات وهي شاردة تحدث نفسها {هو الوحيد الذي يهتم بي .. هو الوحيد الذي تذكر يوم مولدي .. هو الوحيد الذي عمل بجد ليحضر لي هدية .. وهو الوحيد الذي يسأل اذا اعجبتني الهدية .. كيف لا تعجبني وانا لا املك غيرها؟ .. كيف لا تعجبني وهي من طرفه؟ .. لا احد في هذا العالم يهتم بأموري غيره .. لا أحد .. كنت أقنع نفسي طوال هذه السنين بأن والدي ينسى عيد ميلادي ويتجنبني بسبب عمله ولكنني كنت أخدع نفسي .. هو لا يحبني .. أجل لا يحبني} استفاقت من شرودها على صوته وهو يسألها عن سبب صمتها فردت وهي تبتسم {لا شيء .. لقد شردت قليلا} .. { إذن لم تعجبكِ الهدية؟} فابتسمت وقالت بثقة {أي شيء يكون منك يعتبر كنزا بالنسبة لي}، استلقت على سريرها مجددا وواصلت الحديث معه وهي موقنة أنه لم يبقى لها أحد في العالم غيره.
يتبع ...بقلمي لؤلؤة قسنطينة
ملاحظة: لقد تعمدت في هذه التذكرة ذكر أسماء بعض الشخصيات تلبية لطلب بعض الاعضاء، اتمنى ان تكون القراءة الآن اسهل
انتظر ردودكم مهما كانت، فانتقاداتكم تهمني جدا فأنا لا ازال مبتدئة
انتظر ردودكم مهما كانت، فانتقاداتكم تهمني جدا فأنا لا ازال مبتدئة