- إنضم
- 20 ديسمبر 2014
- المشاركات
- 515
- نقاط التفاعل
- 653
- النقاط
- 31
- الجنس
- ذكر
بسم الله الرحمان الرحيم
شبهة : مسألة انقلابات كما تسمى ، و الخروج على شرعية و غيرها من كلام الذي يدندنون به ليل نهار في قناة الخسيرة أضن أن كلام مفهوم .
رد :
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب، والجهاد معه، وأنّ طاعته خير من الخروج عليه، لما في ذلك من حقن الدماء، وتسكين الدهماء".1
قال امام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى : قال الإمام أحمد رحمه الله في أصول السنة :"والسمع والطاعة للأئمة وأمير المؤمنين البر والفاجر ومن ولي الخلافة واجتمع الناس عليه ورضوا به ومن عليهم بالسيف حتى صار خليفة وسمي أمير المؤمنين والغزو ماض مع الإمام إلى يوم القيامة البر والفاجر لا يترك وقسمة الفيء وإقامة الحدود إلى الأئمة ماض ليس لأحد أن يطعن عليهم ولا ينازعهم ودفع الصدقات إليهم جائزة نافذة من دفعها إليهم أجزأت عنه برا كان أو فاجرا وصلاة الجمعة خلفه وخلف من ولاه جائزة باقية تامة ركعتين من أعادهما فهو مبتدع".2
وفي "الاعتصام" للشاطبي رحمه الله "أن يحيى بن يحيى قيل له: البيعة مكروهة؟ قال: لا. قيل له: فإن كانوا أئمة جور، فقال: قد بايع ابن عمر لعبد الملك بن مروان وبالسيف أخذا الملك، أخبرني بذلك مالك عنه، أنه كتب إليه: أقرّ له بالسمع والطاعة على كتاب الله وسنّة نبيه. قال يحيى بن يحيى: والبيعة خير من الفرقة".3
وروي البيهقي في "مناقب الشافعي" عن حرملة، قال: "سمعت الشافعي يقول: كل من غلب على الخلافة بالسيف، حتى يسمى خليفة، ويجمع الناس عليه، فهو خليفة". 4
وعن عبد الله بن دينار قال : شهدت ابن عمر حيث اجتمع الناس على عبد الملك، قال كتب: إني أقر بالسمع والطاعة لعبد الله عبد الملك أمير المؤمنين، على سنة الله وسنة رسوله ما استطعت، وإن بني قد أقروا بمثل ذلك(رواه البخاري)
قوله: ( حيث اجتمع الناس على عبد الله بن عبد الملك )، يريد: ابن مروان بن الحكم.
والمراد بالاجتماع : اجتماع الكلمة، وكانت قبل ذلك مفرقة، وكان في الأرض قبل ذلك اثنان، كل منهما لفقهاء بالخلافة، وهما عبد الملك بن مروان، وعبد الله بن الزبير – رضي الله عنه –وكان ابن عمر في تلك المدة امتنع أن يبايع لابن الزبير أو لعبد الملك، فلما غلب عبد الملك واستقر له الأمر بايعه وهذا الذي فعله ابن عمر من مبايعة المتغلب هو الذي عليه الأئمة، بل انعقدت عليه الإجماع من الفقهاء.5
و قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : "الأئمة مجمعون من كل مذهب على أنّ من تغلَّب على بلد أو بلدان، له حكم الإِمام في جميع الأشياء، ولولا هذا ما استقامت الدنيا، لأن الناس من زمن طويل، قبل الإمام أحمد إلى يومنا هذا، ما اجتمعوا على أمام واحد، ولا يعرفون أحداً من العلماء ذكر أن شيئاً من الأحكام لا يصح إلاَّ بالإمام الأعظم".6
و قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ - رحم الله الجميع :
"وأهل العلم متفقون على طاعة من تغلَّب عليهم في المعروف، ويرون نفوذ أحكامه، وصحة إمامته. لا يختلف في ذلك اثنان، ويرون المنع من الخروج عليهم بالسيف، وتفريق الأمة، وأن كان الأئمة فسقة، ما لم يروا كفراً بواحاً. ونصوصهم في ذلك موجودة عن الأئمة الأربعة وغيرهم وأمثالهم ونظرائهم". 7
و سُئل الشيخ الإمام عبدالعزيز بن باز - رحمه الله تعالى - عن البيعة ، فقال :
( لا يبايعون إلا من استولى على المسلمين ورضيه المسلمون وبايعوه هذا لا بأس ، مثل ما بويع علي - رضي الله عنه - لما تولى أمر المسلمين بعد عثمان - رضي الله عنه - .
البيعة لا تكون إلا لولي الأمر :
إما بالقهر والغلبة ، إذا تولى على المسلمين ، وقهرهم بسيفه ؛ بايعوه كما بايع المسلمون عبد الملك بن مروان ، وبايعوا الآخرين .
أو باتفاق أهل الحل والعقد على بيعة إنسان يتولى عليهم في كونه أهلاً لذلك .
أما بيعة أفراد الناس ؛ هذا شيء لا أصل له ، أو بيعة رؤساء الجمعيات ، هذا شيء لا أصل له ، البيعة لا تكون إلا من جهة أهل الحل والعقد في البلاد التي فيها دولة ليس فيها سلطان ، ليس فيها أمير .
فيجتمع أهل الحل والعقد على بيعة إنسان أهلاً لذلك ؛ لأن سلطانهم أو رئيس جمهوريتهم قد مات ، فيتفقون على بيعة إنسان بدلاً من الميت .
أو يُبايع إنسان استولى عليهم بالقوة والغلبة ، حتى صار أميراً عليهم بقوته وغلبته ، فإنه يبايع حينئذٍ ) .8
قال العلامة محمد بن صالح بن عثيمين - رحمه الله تعالى - :
(( الأمر الثالث : القهر .
يعني لو خرج رجل واستولى على الحكم وجب على الناس أن يدينوا له ، حتى وإن كان قهراً بلا رضا منهم ؛ لأنه استولى على السلطة .
ووجه ذلك أنه لو نوزع هذا الذي وصل إلى سدة الحكم ؛ لحصل بذلك شرٌ كثير .
وهذا كما جرى في دولة بني أمية ، فإن بني منهم من استولى بالقهر والغلبة ، وصار خليفة يُنادى باسم الخليفة ، ويُدان له بالطاعة امتثالاً لأمر الله - عز وجل - )) .9
قال العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله تعالى - :
(( يشبه هذه المسألة تماماً التي قامت على قاعدة ملاحظة المصلحة والمفسدة ، وترجيح الغالب منهما على الأخرى ، يشبه هذه المسألة : طاعة الحاكم الباغي ، الذي بغى واعتدى وتغلب على الحاكم الشرعي ، أيضاً هذا أمر عارض ، وينبغي أن يبقى له حكمه .
فهؤلاء البغاة إذا ما سيطروا على البلاد وقضوا على الحاكم المبايع من المسلمين ؛ لا نقول : نحن نخرج أيضاً عليهم ونقاتلهم ؛ وإنما نطيعهم أيضاً من باب دفع المفسدة الكبرى بالمفسدة الصغرى .
هكذا تعلمنا من الفقهاء ، من تأصيلهم ومن تفريعهم )) .10
قال شيخ ربيع بن هادي مدخلي حفظه الله :
السمع والطاعة لأمير المؤمنين برّهم وفاجرهم، من اجتمعت عليهم الأمة وصل إلى مرتبة الخليفة, وصل بالسيف، خرج على إمام قبله وتغلّب عليه ثم قامت دولته لا يجوز الخروج عليه، لأنك إذا خرجت عليه مرة ثانية تخرج مرة ثالثة وتخرج مرة رابعة وتصبح الأمة في صراع من خارج إلى خارج، لا، الأصل لا يجوز الخروج، فإذا سلط اللّه على هذا الإنسان من خرج عليه وانتصر على دولته وقام على أنقاضه دولة جديدة , فيجب أن يقف المسلمون عند هذا الحد, ويسلمون القياد لهذا المتغلب.وهذا المتغلب سواء جاء عن طريق الاختيار والشورى والبيعة، أو جاء عن طريق الغلبة وصل إلى الإمارة بالسيف وأصبح له شوكة وأصبح له قوة – بارك الله فيكم – يجب أن تسلم له , وتحقن دماء المسلمين , فهذا سواء كان برا أو كان فاجرا تجب له الطاعة .
وانظر الى الإمام احمد , وانظر الى البخاري , وانظر الى أئمة الاسلام جميعا يجعلون هذا أصلا من أصول الإسلام: طاعة ولاة المسلمين أصل من أصول الإسلام وسواء كان برا أو فاجرا. الخوارج والروافض وغيرهم قد يوافقونهم إذا كان برا، وقد لا يوافقونهم إذا كان فاجرا أبو بكر ليس برا عند الروافض وعمر كذلك ليس برا عند الروافض, وعلي ليس برا عند الخوارج، لكن الصفات في العموم لا يخالفون فيها كونه برا، لكن يخالفون في الفاجر. الخليفة الفاجر الجائر الظالم الفاسق هذا ما دام لم يخرج من دائرة الإسلام فلا يجوز الخروج عليه بحال من الأحوال، وورد في ذلك أحاديث كثيرة:منها: بايعنا رسول اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره، وعلى أثرة علينا وألا ننازع الأمر أهله حتى تروا كفرا بواحا. فلا يجوز الخروج عليه مهما بلغ من الفسق.وكما في حديث أم سلمة: إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن أنكر فقد سلم ومن كره فقد برئ, ولكن من رضي وتابع قالوا: أفلا نقاتلهم يا رسول اللّه؟ قال: لا، ماصلَّوا فما داموا يصلون فلا يجوز الخروج عليهم، كيف إذا كان يصلي ويصوم ويزكي ويحج،ويؤمِّن كل هذه الأمور للمسلمين ويؤمِّن لهم الطرق وإلى آخره، كيف هذا؟!.
أين نحن الاَن من الثوريين الموجودين الاَن؟ أين هم من قوله: لا، ما صلوا؟ الرسول صلى الله عليه وسلم ينهاهم لا، ما صلوا؟ مع أنهم فرطوا في كثير من الإسلام وقال: لا، ما صلوا لا, ما قال: لا ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وحجوا.... وإلى آخره، قال: لا، ما صلوا؟ لماذا؟ لأن الخروج يترتب عليه مفاسد، ضياع الاسلام، وضياع المسلمين، وإهلاك الأمة، وإهلاك الحرث والنسل، وانتهاك الأعراض, وإذلال المسلمين وإضعافهم، حتى يصبحوا لقمة سائغة لأعدائهم، إذا خروج، بعد خروج، بعد خروخ
الاَن -يا إخوة !- هؤلاء الثوريون قامت لهم دول عن طريق الانقلابات وعن طريق الانتخابات وعن طريق كذا وكذا، ماذا صنعوا؟ ماذا حققوا من الشعارات هذه؟ مِن أبعد الناس عن تطبيق الشريعة الإسلامية، بل يزيدون على الحكام الاَخرين المنحرفين بعقد مؤتمرات وحدة الأديان وتشييد الكنائس وتقريب النصارى, وإذلال المسلمين وإفقارهم وإهلاكهم في دينهم ودنياهم، واللّه وصلوا بالانتخابات ووصلوا بالانقلابات ووصلوا بشتى الأمور، وشاركوا في وزارات، كله كلام فارغ، ما تميزوا على غيرهم في شيءإذن لا نثق في هؤلاء، هؤلاء همهم الوصول إلى الكراسي بأي حال من الأحوال، ثم بعد ذلك يديرون ظهورهم إلى الإسلام! كما جربتم وعرفتم، هنا وهناك في بلدان كثيرة ثمَّ أحياناً يأتون بانقلاب باسم الإسلام فينقلب عليهم شيوعي أو أي منهج ضال آخر إذن الحكمة في توجيهات هذا الشارع الحكيم الرحيم الرؤوف الشجاع البطل والذي يربي الأمة على الشجاعة، لكن في هذا الباب يقول لهم: اصبروا مهما رأيتم، إلا الكفر . 11
هذا كلام واضح بين اجماع من علماء أهل السنة قديما و حديثا يحذرون من خروج عن ولاة الأمور المتغلبين ، مستندين من أدلة الكتاب و السنة ، فصاحب الحق يكفيه هذا كلام . و الحمد لله رب العالمين
.......................................
1 فتح الباري ( 7_13)
2 أصول السنة
3 اعتصام لشاطبي
4 مناقب الشافعي
5 شبكة سحاب السلفية
6 الدرر السنية في الأجوبة النجدية (7/ 239)
7 مجموعة الرسائل والمسائل النجدية" (3/ 168)
8 موقع شيخ ابن باز ظ…ط¨ط§ظٹط¹ط© ط§ظ„ظ‡ط§ط´ظ…ظٹظٹظ† ظ‡ظ„ ظˆط±ط¯ ظپظٹظ‡ط§ ط´ظٹط، - ط§ظ„ظ…ظˆظ‚ط¹ ط§ظ„ط±ط³ظ…ظٹ ظ„ظ„ط¥ظ…ط§ظ… ط§ط¨ظ† ط¨ط§ط²
9 شرح العقيدة السفارينية ابن عثيمين (648) http://youtu.be/syMKjxB-0UI
10شيخ الألباني http://youtu.be/r-nX7PmhQRA
11شيخ ربيع شرح السنة للامام أحمد
أنضر أيضا أثار السلف في طاعة الأئمة شبكة سحاب السلفية
شبهة : مسألة انقلابات كما تسمى ، و الخروج على شرعية و غيرها من كلام الذي يدندنون به ليل نهار في قناة الخسيرة أضن أن كلام مفهوم .
رد :
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب، والجهاد معه، وأنّ طاعته خير من الخروج عليه، لما في ذلك من حقن الدماء، وتسكين الدهماء".1
قال امام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى : قال الإمام أحمد رحمه الله في أصول السنة :"والسمع والطاعة للأئمة وأمير المؤمنين البر والفاجر ومن ولي الخلافة واجتمع الناس عليه ورضوا به ومن عليهم بالسيف حتى صار خليفة وسمي أمير المؤمنين والغزو ماض مع الإمام إلى يوم القيامة البر والفاجر لا يترك وقسمة الفيء وإقامة الحدود إلى الأئمة ماض ليس لأحد أن يطعن عليهم ولا ينازعهم ودفع الصدقات إليهم جائزة نافذة من دفعها إليهم أجزأت عنه برا كان أو فاجرا وصلاة الجمعة خلفه وخلف من ولاه جائزة باقية تامة ركعتين من أعادهما فهو مبتدع".2
وفي "الاعتصام" للشاطبي رحمه الله "أن يحيى بن يحيى قيل له: البيعة مكروهة؟ قال: لا. قيل له: فإن كانوا أئمة جور، فقال: قد بايع ابن عمر لعبد الملك بن مروان وبالسيف أخذا الملك، أخبرني بذلك مالك عنه، أنه كتب إليه: أقرّ له بالسمع والطاعة على كتاب الله وسنّة نبيه. قال يحيى بن يحيى: والبيعة خير من الفرقة".3
وروي البيهقي في "مناقب الشافعي" عن حرملة، قال: "سمعت الشافعي يقول: كل من غلب على الخلافة بالسيف، حتى يسمى خليفة، ويجمع الناس عليه، فهو خليفة". 4
وعن عبد الله بن دينار قال : شهدت ابن عمر حيث اجتمع الناس على عبد الملك، قال كتب: إني أقر بالسمع والطاعة لعبد الله عبد الملك أمير المؤمنين، على سنة الله وسنة رسوله ما استطعت، وإن بني قد أقروا بمثل ذلك(رواه البخاري)
قوله: ( حيث اجتمع الناس على عبد الله بن عبد الملك )، يريد: ابن مروان بن الحكم.
والمراد بالاجتماع : اجتماع الكلمة، وكانت قبل ذلك مفرقة، وكان في الأرض قبل ذلك اثنان، كل منهما لفقهاء بالخلافة، وهما عبد الملك بن مروان، وعبد الله بن الزبير – رضي الله عنه –وكان ابن عمر في تلك المدة امتنع أن يبايع لابن الزبير أو لعبد الملك، فلما غلب عبد الملك واستقر له الأمر بايعه وهذا الذي فعله ابن عمر من مبايعة المتغلب هو الذي عليه الأئمة، بل انعقدت عليه الإجماع من الفقهاء.5
و قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : "الأئمة مجمعون من كل مذهب على أنّ من تغلَّب على بلد أو بلدان، له حكم الإِمام في جميع الأشياء، ولولا هذا ما استقامت الدنيا، لأن الناس من زمن طويل، قبل الإمام أحمد إلى يومنا هذا، ما اجتمعوا على أمام واحد، ولا يعرفون أحداً من العلماء ذكر أن شيئاً من الأحكام لا يصح إلاَّ بالإمام الأعظم".6
و قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ - رحم الله الجميع :
"وأهل العلم متفقون على طاعة من تغلَّب عليهم في المعروف، ويرون نفوذ أحكامه، وصحة إمامته. لا يختلف في ذلك اثنان، ويرون المنع من الخروج عليهم بالسيف، وتفريق الأمة، وأن كان الأئمة فسقة، ما لم يروا كفراً بواحاً. ونصوصهم في ذلك موجودة عن الأئمة الأربعة وغيرهم وأمثالهم ونظرائهم". 7
و سُئل الشيخ الإمام عبدالعزيز بن باز - رحمه الله تعالى - عن البيعة ، فقال :
( لا يبايعون إلا من استولى على المسلمين ورضيه المسلمون وبايعوه هذا لا بأس ، مثل ما بويع علي - رضي الله عنه - لما تولى أمر المسلمين بعد عثمان - رضي الله عنه - .
البيعة لا تكون إلا لولي الأمر :
إما بالقهر والغلبة ، إذا تولى على المسلمين ، وقهرهم بسيفه ؛ بايعوه كما بايع المسلمون عبد الملك بن مروان ، وبايعوا الآخرين .
أو باتفاق أهل الحل والعقد على بيعة إنسان يتولى عليهم في كونه أهلاً لذلك .
أما بيعة أفراد الناس ؛ هذا شيء لا أصل له ، أو بيعة رؤساء الجمعيات ، هذا شيء لا أصل له ، البيعة لا تكون إلا من جهة أهل الحل والعقد في البلاد التي فيها دولة ليس فيها سلطان ، ليس فيها أمير .
فيجتمع أهل الحل والعقد على بيعة إنسان أهلاً لذلك ؛ لأن سلطانهم أو رئيس جمهوريتهم قد مات ، فيتفقون على بيعة إنسان بدلاً من الميت .
أو يُبايع إنسان استولى عليهم بالقوة والغلبة ، حتى صار أميراً عليهم بقوته وغلبته ، فإنه يبايع حينئذٍ ) .8
قال العلامة محمد بن صالح بن عثيمين - رحمه الله تعالى - :
(( الأمر الثالث : القهر .
يعني لو خرج رجل واستولى على الحكم وجب على الناس أن يدينوا له ، حتى وإن كان قهراً بلا رضا منهم ؛ لأنه استولى على السلطة .
ووجه ذلك أنه لو نوزع هذا الذي وصل إلى سدة الحكم ؛ لحصل بذلك شرٌ كثير .
وهذا كما جرى في دولة بني أمية ، فإن بني منهم من استولى بالقهر والغلبة ، وصار خليفة يُنادى باسم الخليفة ، ويُدان له بالطاعة امتثالاً لأمر الله - عز وجل - )) .9
قال العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله تعالى - :
(( يشبه هذه المسألة تماماً التي قامت على قاعدة ملاحظة المصلحة والمفسدة ، وترجيح الغالب منهما على الأخرى ، يشبه هذه المسألة : طاعة الحاكم الباغي ، الذي بغى واعتدى وتغلب على الحاكم الشرعي ، أيضاً هذا أمر عارض ، وينبغي أن يبقى له حكمه .
فهؤلاء البغاة إذا ما سيطروا على البلاد وقضوا على الحاكم المبايع من المسلمين ؛ لا نقول : نحن نخرج أيضاً عليهم ونقاتلهم ؛ وإنما نطيعهم أيضاً من باب دفع المفسدة الكبرى بالمفسدة الصغرى .
هكذا تعلمنا من الفقهاء ، من تأصيلهم ومن تفريعهم )) .10
قال شيخ ربيع بن هادي مدخلي حفظه الله :
السمع والطاعة لأمير المؤمنين برّهم وفاجرهم، من اجتمعت عليهم الأمة وصل إلى مرتبة الخليفة, وصل بالسيف، خرج على إمام قبله وتغلّب عليه ثم قامت دولته لا يجوز الخروج عليه، لأنك إذا خرجت عليه مرة ثانية تخرج مرة ثالثة وتخرج مرة رابعة وتصبح الأمة في صراع من خارج إلى خارج، لا، الأصل لا يجوز الخروج، فإذا سلط اللّه على هذا الإنسان من خرج عليه وانتصر على دولته وقام على أنقاضه دولة جديدة , فيجب أن يقف المسلمون عند هذا الحد, ويسلمون القياد لهذا المتغلب.وهذا المتغلب سواء جاء عن طريق الاختيار والشورى والبيعة، أو جاء عن طريق الغلبة وصل إلى الإمارة بالسيف وأصبح له شوكة وأصبح له قوة – بارك الله فيكم – يجب أن تسلم له , وتحقن دماء المسلمين , فهذا سواء كان برا أو كان فاجرا تجب له الطاعة .
وانظر الى الإمام احمد , وانظر الى البخاري , وانظر الى أئمة الاسلام جميعا يجعلون هذا أصلا من أصول الإسلام: طاعة ولاة المسلمين أصل من أصول الإسلام وسواء كان برا أو فاجرا. الخوارج والروافض وغيرهم قد يوافقونهم إذا كان برا، وقد لا يوافقونهم إذا كان فاجرا أبو بكر ليس برا عند الروافض وعمر كذلك ليس برا عند الروافض, وعلي ليس برا عند الخوارج، لكن الصفات في العموم لا يخالفون فيها كونه برا، لكن يخالفون في الفاجر. الخليفة الفاجر الجائر الظالم الفاسق هذا ما دام لم يخرج من دائرة الإسلام فلا يجوز الخروج عليه بحال من الأحوال، وورد في ذلك أحاديث كثيرة:منها: بايعنا رسول اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره، وعلى أثرة علينا وألا ننازع الأمر أهله حتى تروا كفرا بواحا. فلا يجوز الخروج عليه مهما بلغ من الفسق.وكما في حديث أم سلمة: إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن أنكر فقد سلم ومن كره فقد برئ, ولكن من رضي وتابع قالوا: أفلا نقاتلهم يا رسول اللّه؟ قال: لا، ماصلَّوا فما داموا يصلون فلا يجوز الخروج عليهم، كيف إذا كان يصلي ويصوم ويزكي ويحج،ويؤمِّن كل هذه الأمور للمسلمين ويؤمِّن لهم الطرق وإلى آخره، كيف هذا؟!.
أين نحن الاَن من الثوريين الموجودين الاَن؟ أين هم من قوله: لا، ما صلوا؟ الرسول صلى الله عليه وسلم ينهاهم لا، ما صلوا؟ مع أنهم فرطوا في كثير من الإسلام وقال: لا، ما صلوا لا, ما قال: لا ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وحجوا.... وإلى آخره، قال: لا، ما صلوا؟ لماذا؟ لأن الخروج يترتب عليه مفاسد، ضياع الاسلام، وضياع المسلمين، وإهلاك الأمة، وإهلاك الحرث والنسل، وانتهاك الأعراض, وإذلال المسلمين وإضعافهم، حتى يصبحوا لقمة سائغة لأعدائهم، إذا خروج، بعد خروج، بعد خروخ
الاَن -يا إخوة !- هؤلاء الثوريون قامت لهم دول عن طريق الانقلابات وعن طريق الانتخابات وعن طريق كذا وكذا، ماذا صنعوا؟ ماذا حققوا من الشعارات هذه؟ مِن أبعد الناس عن تطبيق الشريعة الإسلامية، بل يزيدون على الحكام الاَخرين المنحرفين بعقد مؤتمرات وحدة الأديان وتشييد الكنائس وتقريب النصارى, وإذلال المسلمين وإفقارهم وإهلاكهم في دينهم ودنياهم، واللّه وصلوا بالانتخابات ووصلوا بالانقلابات ووصلوا بشتى الأمور، وشاركوا في وزارات، كله كلام فارغ، ما تميزوا على غيرهم في شيءإذن لا نثق في هؤلاء، هؤلاء همهم الوصول إلى الكراسي بأي حال من الأحوال، ثم بعد ذلك يديرون ظهورهم إلى الإسلام! كما جربتم وعرفتم، هنا وهناك في بلدان كثيرة ثمَّ أحياناً يأتون بانقلاب باسم الإسلام فينقلب عليهم شيوعي أو أي منهج ضال آخر إذن الحكمة في توجيهات هذا الشارع الحكيم الرحيم الرؤوف الشجاع البطل والذي يربي الأمة على الشجاعة، لكن في هذا الباب يقول لهم: اصبروا مهما رأيتم، إلا الكفر . 11
هذا كلام واضح بين اجماع من علماء أهل السنة قديما و حديثا يحذرون من خروج عن ولاة الأمور المتغلبين ، مستندين من أدلة الكتاب و السنة ، فصاحب الحق يكفيه هذا كلام . و الحمد لله رب العالمين
.......................................
1 فتح الباري ( 7_13)
2 أصول السنة
3 اعتصام لشاطبي
4 مناقب الشافعي
5 شبكة سحاب السلفية
6 الدرر السنية في الأجوبة النجدية (7/ 239)
7 مجموعة الرسائل والمسائل النجدية" (3/ 168)
8 موقع شيخ ابن باز ظ…ط¨ط§ظٹط¹ط© ط§ظ„ظ‡ط§ط´ظ…ظٹظٹظ† ظ‡ظ„ ظˆط±ط¯ ظپظٹظ‡ط§ ط´ظٹط، - ط§ظ„ظ…ظˆظ‚ط¹ ط§ظ„ط±ط³ظ…ظٹ ظ„ظ„ط¥ظ…ط§ظ… ط§ط¨ظ† ط¨ط§ط²
9 شرح العقيدة السفارينية ابن عثيمين (648) http://youtu.be/syMKjxB-0UI
10شيخ الألباني http://youtu.be/r-nX7PmhQRA
11شيخ ربيع شرح السنة للامام أحمد
أنضر أيضا أثار السلف في طاعة الأئمة شبكة سحاب السلفية